أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد عبعوب - الاتفاقية الامريكية الامريكية














المزيد.....

الاتفاقية الامريكية الامريكية


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 2324 - 2008 / 6 / 26 - 11:48
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لم افهم حاجة أمريكا لإبرام اتفاقيات مع العراق وهو بلد محتل من قبلها احتلالا عسكريا مباشرا، فأمريكا ومن خلال سفارتها -الحكومة الفعلية للعراق- بامكانها تنظيم حفل وجلب جوقاتها الإعلامية وأزلامها من أمثال المالكي ومن سبقوه وعاصروه ولا زالوا ينتظرون دورهم من جواسيس وعملاء، لتقديم مسرحية تعطي الاحتلال صورة مقبولة على شاشات وصفحات وسائل الإعلام، دونما حاجة لهذا اللغط والبربغاندا حول هذه الاتفاقيات وما إذا كانت لصالح العراق أم لا..

مسألة توقيع اتفاقيات بين قوة الاحتلال والعملاء الذين سهلوا لها احتلال هذا البلد تبعث الغثيان في النفوس وتدفعنا الى الضحك المأساوي، فلا يعقل أن تكون أمريكا وهي صاحبة الأمر والنهي والقرار الأخير في كل سياسات العراق، والمتحكمة في الأرواح والأموال ، لا يعقل أنها تحتاج لموافقة حكومة العملاء أو حتى وجهة نظرهم في تسمية وتنظيم احتلالها لبلدهم، أما الشعب العراقي فهو سجين تحت سلطة الاحتلال لا قرار ولا رأي له، إلا قرار المقاومة إلى أن يتمكن من فك قيوده واستعادة حريته..

ما يثار من ضجيج إعلامي وصخب سياسي في العراق والخارج عن هذه الاتفاقيات ليس إلا مشهد هزلي لمسرحية مأساوية فرضته ضرورات الإخراج الفني، وليس مفيدا الخوض في هذه المسألة، ذلك أن الواقع الذي أوصل العراق لهذا الخيار المر والمسمم هو في الأصل واقع مرفوض و لا يقبله أي إنسان تربطه بهذه الأرض ابعد واضعف رابطة ، والشعب العراقي بكل اصطيافه وانتماءاته لا يمكن أن يقبل بأي نوع وبأي شكل من الاحتلال لبلاده، وما نشاهده كل يوم من عمليات جريئة ضد قوات الاحتلال وعملائهم رغم التعتيم والتشويش والتشويه يمثل خير وابلغ رد على هذا السؤال.

وبهذا تكون هذه الاتفاقيات وطرفيها لا يملكان أي شرعية في التواجد فوق هذه الأرض وتحت أي مسمى، وعمليات المقاومة العراقية ونضال القوى الحرة المؤمنة بحرية العراق ووحدته عبر مختلف الساحات تؤكد هذه الحقيقة، فكيف يكون لقوة الاحتلال وعملائهم حق إبرام الاتفاقيات وعقد المعاهدات، والأرض تلتهب تحت أقدامهم بنار المقاومة، وهم لا يملكون حتى إمكانية حماية المنطقة الخضراء التي تأوي سفارتهم ومكاتب عملائهم.. فالعراق عمليا هو ساحة لمعركة تحرير طويلة لم تنتهي بعد، و لا يمكن لأي طرف فرض أي اتفاقيات فيه. والحديث عن اتفاقيات بين الأمريكان وعملائهم هو محاولة للإيحاء لنا بأن العراق دولة تمتلك سلطة القرار والسيادة على أراضيها، وأن أمريكا تناضل وتواجه مقاومة عنيفة من قبل هذه الحكومة لتعديل هذه الاتفاقيات، مع أننا على يقين كامل بأن المالكي ومن يلوذ به من العملاء هم آخر من عرف بتفاصيل هذه الاتفاقيات ومن خلال الصحافة كما عرفنا نحن..

إن الشعب العراقي بكل أطيافه وألوانه مدعو اليوم ليس لمناقشة هذه الاتفاقيات أو النظر فيها بل هو مدعو لتمزيقها وإزاحة كل العملاء وأسيادهم من العراق، وإعادة بناء العراق الحر والموحد لكل العراقيين دونما تمييز عرقي أو طائفي او ديني أو مذهبي، عندها فقط يمكن للعراق أن يعقد الاتفاقيات والمعاهدات التي تخدم مصالحه ولا تمس حريته وكرامته.



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل تتحصن داخل الاتحاد الأوروبي.. ماذا يفعل العرب؟!
- محكمة الحريري مدخل لتوسيع حزام النار في المنطقة..
- احب العراق.. آكو حد يعوف العراق!!!
- (وإذا ابتليتم فاستتروا..)
- الموسيقى هوية انسانية
- الحرية لآمنة منى
- ايها الفلسطينيون الزموا بيوتكم حتى يغادرها
- الحوار الاسلامي المسيحي : التسامح والحوار هو الطريق الى مستق ...
- الحوار الاسلامي المسيحي : التسامح والحوار هو الطريق لمستقبل ...
- هل المرأة انسان حقيقي!!!
- عندما يتحول الايمان الى عصاب
- دفاعا عن العربية


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد عبعوب - الاتفاقية الامريكية الامريكية