أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - صناعة الاختلاف في غياب المنهج














المزيد.....

صناعة الاختلاف في غياب المنهج


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 2324 - 2008 / 6 / 26 - 11:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



غالبا مانختلف في النقاش وتعلو اصواتنا وتنبري نبرة الوعيد والتهديدحاكمة في اجواء الخطاب، وفي ادراك سرمانحن عليه في طرق التوصيل، لا مندوحة من وجود خلل عضوي في نسق بنيوي، ولكن اين يكمن؟ طبعايكمن في واحد من هذه الميادين: الفكر، الثقافة، السيكلوجيا، التاريخ .....
لااريد العجالة في اسقاط وصفا بعينه على جلسة البرلمان العراقي المنعقدة في يوم 17/6/2008 ، والمنقولة في نشرات الاخبار المسائية وقتئذ،فقد انقلبت الجلسة الى حلبة نزاع مركز بين برلمانيين من الائتلاف وزملائهم من التوافق والحوار ، بصدد مناقشة وجود منظمة مجاهدي خلق الايرانية على الاراضي العراقية.
يهمني ان اتوخى الدقة في قراءة الموقف في جلسة البرلمان وهو كما بدا في اعلى مستويات التوتروالتشنج ، فوظيفة البحث العلمي تتفاعل جيدا في ادراك اسرار الوقائع ايا كانت، ومن ثم السعي الى الالمام في التفاصيل وقيمة التاثير وموقع المشكلة بين سلسلة الوقائع ، ومعرفة الاسباب والنتائج والدور والاهمية، كل ذلك توجبه شرائط البحث للوصول الى معرفة المشكلة ،وصولا الى تطويقها وعلاجها .
ان التعمق البسيط في مشكلة مجاهدي خلق يدلنا على انها باتت ضمن اطار المشاكل التي تنحصر في مجال المستقرات الشعورية في التناول العراقي ، خاصة في التقارب منها اوعند ذكرها، او في اساليب معالجتها، ولم تؤخذ ذات وقت ضمن مجال المتحولات..
فليس مستغربا ظهور النزاع الشديد في جلسة البرلمان انفة الذكر،فقد كان الوضع شعوريا بحتا وليس معرفيا
( ايدلوجيا) اوسياسيا اوثقافيا، فقد اطلقت حزمة الشعور مالديها من رواسب الاعتمال الحسي وابدت هجوما يتوخى النهايات من كلا الطرفين : البقاء او الرحيل ( النفي او الاثبات) ، في صورة لاغالب فيها بسبب غياب القناعات الواقعية الملموسة للاختلاف في مرئية العقل، يصعب على رجل السياسة ان يكون في موقف لاعب الشطرنج عندما يكون مهددا بموت الملك في النقلة القادمة.
ان سلطان السياسة يختلف تماما عن المنهج السياسي كعلم،فعند الاول تفقد السياسة ماهية التقصي وتحولها من سيطرة البحث المجرد الى سيطرة الشعور المتراكم،وقد اجتاز هذا المنطق مساحة مائة عام من تجاويف العقل السياسي العراقي وجعلنا نتلمس طرازا فائقا من عدم تحرره كعقل سياسي ، يصل بنا الى امكانية عقلنة الحدث.
ان وجود منظمة بمواصفات منظمة (مجاهدين خلق ) على الاراضي العراقية يمثل في ظروف العراق الراهنة اشكالا غير بسيط، وان معالجة الامر على طريقةالبرلمان العراقي لايمنح الموضوع حلا جذريا، بل قد يؤدي الى اصابة منظومات بدت مستقرة نسبيا اخيرا الى العطب، وربما يتسرب الى مستويات اوسع من دائرة البرلمان.
ان هذه القضية منذ نشوءها ارتبطت بمتعلقات دولية ذات ابعاد ( استراتيجية) وابعاد ايديولوجية، فهي ثمرة جهود تاريخية في الصراع الدولي مع ايران، ان اي جهل بهذه الحقيقة يساهم في تعطيل حل المشكلة ، واذا ما سلمنا بصحة هذه الحقائق فلابد من استخدام منهج علمي حصيف في تناولها والابتعاد عن الاساليب الشعورية المنطوية على الاهواء والمنافع والمصالح .
لابد من وضع المشكلة في المختبر السياسي لتوفير قواعد البيانات بما يمتلك من زخم عال من ادوات العمل : التصنيف والتبويب والتقنين والمقارنة ومنح الوقائع ابعادا واقعية تتناسب مع بواعث وجودهاونشوءها، ذلك سيساعد على كشف الغطاء عن مستوراتها وجلاء حقيقتها ويجنبنا تضارب الاداء .
ان زمنية النقاش في مشكلة ما جزء من البحث العلمي لان ادراك الاهميات جزء من علم، فلايغيب عن الذهن بان معضلات جسام تفوق هذه المشكلة خطورة واهمية ، لم يتم حسمها في قبة البرلمان، اننا احوج مانكون الى وحدة الطاقة البرلمانية الى الابداع في منهج العراق الجديد ورسم خريطة التوجه العراقي السليم.
اما مشكلة من عيار كهذا فالاولى اناطة حلولها الى لجنة وطنية من البرلمان لتبت في امرها ، وبشكل يضمن سلامة ووحدة العراق وسلامة نهجه الوطني والدستوري، بعيدا عن التمحور حول الذات والمعارف المتخيلة والاسقاطات التصورية والتأويلية عن هذه المشكلة او تلك.



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاضل المياحي.... تأسيسات متأنية في الاغنية السياسية
- مقترحات للانتخابات القادمة
- التاريخ كما يكتبه العامة
- استلاب الذات عند منزلات الخوف في العاصمة
- نقد المنهج السياسي والوسائل المحتملة في التجديد
- تحديات الديمقراطية في العراق
- قراءة في الازمة التركية العراقية
- اسلاك شائكة
- مقاربة حول دور المراة في المصالحة الوطنية
- هل ينبغي ان نرسم المواطنة بريشة الاحتلال?
- ثقوب عراقية - الثقب الثاني لوحات مقلوبة
- ثقوب عراقية الثقب الثالث ثلوج محترقة
- ثقوب عراقية قصص قصيرة جدا
- مركز الان للثقافة الديمقراطية في مؤتمر لمناقشة قانون الصحافة ...
- الامن وبرودةالموقف الاجتماعي في بناء وطن خال من الارهاب
- نحن وحوار الحضارات كشف في حسابات المفهوم
- لماذا يعتقد المثقف العربي بقداسة السياسي العربي ؟
- الحلقة الثانية السبي البابلي المعاكس
- السبي البابلي المعاكس
- مؤسسات المجتمع المدني- فوبيا التمويل ومحددات الاستقلال اوالت ...


المزيد.....




- ??مباشر: مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار في غزة واستمرار المخ ...
- استقالة رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية على خلفية تعاملها مع ...
- شهيدان وعدة جرحى في قصف إسرائيلي على مخيم بلاطة شرقي نابلس
- -تحول استراتيجي- في علاقة روسيا والصين.. ماذا وراء التدريبات ...
- أكسيوس: ترامب تحدث مع نتانياهو عن الرهائن ووقف إطلاق النار
- قراصنة إيرانيون يستهدفون حملتي هاريس وترامب
- نعمت شفيق تعلن استقالتها من رئاسة جامعة كولومبيا بعد أشهر من ...
- استقالة نعمت شفيق من رئاسة جامعة كولومبيا على خلفية احتجاجات ...
- رئيسة جامعة كولومبيا تستقيل بعد أشهر من الاحتجاجات الطلابية ...
- بايدن مازحا خلال لقاء في البيت الأبيض: -أنا أبحث عن وظيفة-


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الدلفي - صناعة الاختلاف في غياب المنهج