أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رحيم العراقي - المجاعات الجديدة ..كوارث ليست طبيعية ..














المزيد.....

المجاعات الجديدة ..كوارث ليست طبيعية ..


رحيم العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2323 - 2008 / 6 / 25 - 10:37
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


يقدم كريستيان تروبي في كتابه «المجاعات الجديدة» الارقام المرعبة و يطرح بعد ذلك سؤالا بسيطا وصاعقا بنفس الوقت: لماذا هذه الحالة؟ وهو يحاول على مدى التحليلات التي يقدّمها الإجابة عنه. الفكرة الرئيسية التي يركز عليها تقول إن الطبيعة ليست مسؤولة عن الوضع، وهذا ما يدل عليه أصلا العنوان الفرعي للكتاب بوصف هذه «الكوارث» أنها «ليست طبيعية كثيرا».
الأمثلة كثيرة على مثل هذه المجاعات وعلى تلك التي يطلقون عليها غالبا تسمية «مجاعات ما بعد الحداثة» مثل الحالة في «النيجر» لسنوات طويلة. هذا مع الإشارة إلى أن هذه المجاعات لا تخص حصرا البلدان الفقيرة المتخلفة وإنما أيضا بعض البلدان الصاعدة مثل الهند. ففي الوقت الذي أصبحت فيه شبه القارة الهندية مثالا للبلدان التي انطلقت في طريق التقدم بحيث أنها تحقق منذ سنوات عديدة معدّل نمو اقتصادي سنوي يزيد على 7 بالمائة، وهي تحتل المرتبة السابعة بين البلدان المصدّرة للقمح، فإنه لا يزال يوحد فيها حوالي 200 مليون نسمة من الذين يعانون من سوء التغذية وذلك من أصل 850 مليون شخص في العالم حسب إحصائيات الأمم المتحدة. في هاتين الحالتين، النيجر الفقيرة والهند الصاعدة لا يزال شبح المجاعة يهدد نسبة هامة من السكان.
أمام ظاهرة المجاعة التي تستمر، إلى هذه الدرجة أو تلك، في العديد من مناطق العالم، لا يبدي الرأي العام الدولي الكثير من الاهتمام. ويبدو أن زمن الاحتجاج على ذلك، مثلما كان الأمر حيال بيافرا واثيوبيا سابقا، قد ولّى وانتهى. المفارقة هي أن الآثار السلبية للجوع لا تزال كما كانت، ولا تزال هي السبب الأول للوفيات في العالم، إذ أنه من أصل ال60 مليون وفاة التي يشهدها عالمنا كل سنة هناك أكثر من النصف يموتون بسبب الجوع وبسبب أمراض ساعد سوء التغذية عليها ، كما يكتب المؤلف.
وتتم الإشارة في هذا السياق إلى أن عدد الذين يعانون من سوء التغذية في العالم حافظ على نفس المستوى منذ 15 سنة حيث أن شخصا من كل سبعة أشخاص يعاني منه. لكن هذا «الثبات» يشكل بحد ذاته «تقدّما»، نظرا للزيادة الكبيرة في عدد سكان العالم. مع ذلك لم يتم تحقيق الأهداف التي كان قد جرى الإعلان عنها في بداية القرن الحالي والمتمثلة في تقليص الجوع إلى النصف في أفق عام 2015.
ما يمكن قوله هو أن الجوع ليس جديدا في العالم. صفة «الجديدة» التي يعطيها المؤلف ل«المجاعات» في عنوان الكتاب تعود إلى كون أن مجاعات اليوم «ليست طبيعية». بل ما يتم تأكيده في هذا الإطار هو أن الأرض التي نعيش عليها قادرة على تأمين التغذية دون أية مشكلة ل11 مليار نسمة . وهذا الرقم يتناسب مع التقديرات الخاصة بالمستوى الذي سيكون عليه عدد سكان العالم في أفق نهاية القرن الحادي والعشرين.
المشكلة إذن ليست في الثروات والموارد التي يمكن للأرض توفيرها لساكنيها، ولكنها تكمن تحديدا في توزيع هذه الثروات والموارد. وليس توزيعها فقط وإنما وصول الجميع إلى تأمين تغذية كافية ومتوازية. إن العديد من الحالات العيانية التي يعرفها المؤلف عن قرب بسبب مساهمته الفعالة في الكثير من النشاطات المتعلقة ب«العمل ضد الجوع» تدعم مقولة «المصدر الإنساني» في نشوب الأزمات الغذائية. أما الظروف المناخية القاسية فقد جاءت لتزيد من حدة الأزمة وفي نيبال تشكّل الحرب الأهلية الدائرة منذ سنوات وحالة الفقر السائدة مناخا خصبا لسوء التغذية.
ويجد المؤلف في المجاعة التي ضربت النيجر قبل فترة وجيزة تجسيدا جيدا لمقولة أن الأسباب لا تعود في حقيقة الأمر إلى عوامل طبيعية. فإذا كان عدم هطول الأمطار في هذه البلدان خلال فصل الشتاء وهجوم «جيوش» من الجراد قد كان خلّف حالة صعبة بالنسبة للإنتاج الغذائي، فإن السبب الجوهري يجده المؤلف في السلوك الذي انتهجه عدد من المضاربين الذين فضّلوا تخزين كميات كبيرة من الحبوب من أجل رفع أسعار هذه المواد الأساسية. هكذا لم تكن المشكلة الحقيقية أمام السواد الأعظم من سكان النيجر في غياب المواد الغذائية وإنما في عدم امتلاكهم للإمكانيات المالية المطلوبة من أجل شرائها.
سوء التغذية
فضيحة القرن الذي نعيش فيه مصدرها رقم 854 مليوناً الذي يدل على عدد أولئك الذين يعانون من سوء التغذية في العالم الذي نعيش فيه. وليس هذا هو الرقم الوحيد، ذلك أن 000 24 شخص من بينهم 000 18 طفل يموتون كل يوم في هذا العالم بسبب الجوع أو بسبب الجوع أو بسبب النتائج المترتبة عليه.
الكاتب في سطور
يعمل كريستيان تروبي، مؤلف هذا الكتاب، رئيسا لتحرير مجلة « الحياة» الباريسية الأسبوعية. وهو أيضا عضو مجلس إدارة منظمة «العمل ضد الجوع» غير الحكومية. سبق له وقدّم كتابا تحت عنوان: «المساعدة الإنسانية في مواجهة الزوابع».



#رحيم_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرطة مراقبة الكتّّاب
- جير وبسامير
- جار برلين ..من 1961 الى 1989..
- بولندا في ظل الشيوعية
- بولندا
- الغراب:حكاية إشاعة.
- حياة شكسبير
- كيف تطهو الكبدة..؟
- عالم «اوجين يونسكو».. نوع من الاحتجاج عما يجري في العالم
- جيوسياسة التاريخ المديد لليوم الراهن
- آيديولوجية اليمين المتطرف
- أميركا في حالة حرب
- الرجل الذي رأى الدب
- الإصلاح الديني
- الأجيال المتبدلة
- أحلام السلام والحرية
- جذور الحرية.
- القارة الصفراء والعالم الجديد..
- هوغو شافيز : النفط، والسياسة، وتحدي الولايات المتحدة الأميرك ...
- الأُممية


المزيد.....




- أوروبا والصين تقتربان من اتفاق بشأن رسوم واردات السيارات الك ...
- موديز ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتص ...
- ماسك: الولايات المتحدة تتحرك بسرعة نحو الإفلاس
- دروس من نساء رائدات في قطاع البنوك والخدمات المالية
- ترامب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة
- الركود يهدد القطاع الخاص البريطاني بسبب زيادة الضرائب
- المغرب والصين يسعيان لعلاقات اقتصادية وتجارية متطورة
- سعر الذهب صباح اليوم السبت 23 نوفمبر 2024
- أكبر محنة منذ 87 عاما.. -فولكس فاغن- تتمسك بخطط إغلاق مصانعه ...
- صادرات روسيا إلى الاتحاد الأوروبي تجاوز 3 مليارات يورو لشهر ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رحيم العراقي - المجاعات الجديدة ..كوارث ليست طبيعية ..