على نحو غير مسبوق في حملة سياسية منظمة ومخطط لها تواجه الحركة الإسلامية اليوم هجوما واسعا متعدد الأطراف والنوايا والأهداف. بعض الأطراف اندفعت في هذه الحملة في شجب صريح ومتشنج ضد إجراءات حرمان النساء من حقوقهن المدنية ، ونحن مع هؤلاء بدون نوايا أخرى أو خلفيات أو دوافع سياسية. وفريق آخر يشارك في هذه الحملة لأهداف لا علاقة لها مطلقا لا بحقوق النساء ولا بحقوق الرجال ولا بمصير الوطن، بل الغرض هو وضع عموم الحركة الإسلامية في مواجهة مبكرة مع الشعب العراقي لأسباب تتعلق أولا وأخيرا بموقف هذه الحركة المتشدد والقوي والحازم والوطني والشجاع من قضية الاستقلال الوطني ووحدة الأرض.
هذا هو هدف الأهداف الأصلي من وراء حملة التشنيع الكبرى ضد الحركة الإسلامية في عموم أطيافها وتياراتها.
ومن الغريب بل من السذاجة فصل احتلال الأرض والتعامل معه على أنه قضية منفصلة عن حقوق النساء، بل حتى عن النساء، جسدا، وشرفا، وحقوقا.
إن المراة عبر التاريخ، بل منذ الخليقة، في الأساطير كما في الأديان، هي رمز الأرض، وأي اغتصاب للأرض هو اغتصاب للمراة وللرجل كذلك، وعلى هذا الأساس لا حقوق ولا كرامة للنساء ولا للرجال بدون عودة السيادة الكاملة والنهائية للأرض والوطن كمفهوم سياسي.
إن الفصل السياسي المراوغ والسطحي بين قضايا وطنية متعددة ومترابطة وعزلها في تفاصيل عن بعضها هو محاولة الهاء ومشاغلة وهروب وتملص من الهدف الأصلي وهو هدف الحرية والاستقلال والسيادة.
إن كل حقوق تتم في ظل هذا الوضع اليوم هي حقوق ناقصة بل مرفوضة وعلى الجميع رجالا ونساء رفضها لأن الحق الأصلي والجوهري والأساسي والسياسي والأخلاقي والديني والعائلي هو حق مصادر ألا وهو مصادرة الأرض.
وبدون أدنى شك أن مؤسسة الاحتلال بخبراء وعلماء ومفكرين من كل الاختصاصات يقفون اليوم وغدا خلف كثير من الحيل والمكائد والألاعيب من اجل دفع العراقيين في طرق مضللة عن الطريق الأساسي وهو طريق تحقيق الاستقلال الوطني. وإذا كنا نرى جنودهم في الشوارع فنحن لا نرى الجنود الآخرين ـ في المختبرات ! ـ الذين يصنعون الأحداث الحقيقية والمسرحيات الحقيقية والسيناريوهات الحقيقية ونحن نركض، على صوت الطبل، لنمثل في الشوارع أو في الشاشات أدوارا مسرحية لا تثير ضحك حتى الأطفال حين نتحدث عن مصادرة حقوق المراة في وطن كله مصادر!
تحية حب ووفاء وأمل للحركة الإسلامية في موقفها الشجاع والباسل من قضية الاستقلال الوطني والوحدة الترابية.
و معا لتشديد القبضة من أجل الهدف المركزي وهو الكرامة للوطن أولا، والكرامة للمواطن ثانيا، فلا شرف لإنسان على ارض مغتصبة وعدا ذلك تفاصيل واليوم بالذات!