قناة الفرات ، ومجاهدي خلق ، والدفاع عن ايران !

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

الحوار المتمدن-العدد: 2323 - 2008 / 6 / 25 - 10:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

جيشت الجيوش قناة الفرات الفضائية التابعة للمجلس الاعلى ومنظمة بدر ضد منظمة مجاهدي خلق الايرانية التي كانت تقاتل النظام الايراني في زمن نظام صدام أنطلاقاً من الاراضي العراقية أبان الحرب العراقية الايرانية التي أستمرت لمدة ثمان سنوات أكلت فيها هذه الحرب الملايين من الشباب ومن كلا الجانبين المتحاربين من دون سبب وجيه !

وقناة الفرات جندت منذ ايام العديد من المحللين السياسيين واعضاء في البرلمان والحكومة ليقولوا ان مجاهدي خلق منظمة أرهابية ويجب طردها من الاراضي العراقية ، ودارات مهزلة كبيرة في أروقة البرلمان العراقي بعد أن دافع بعض البرلمانيين عن هذه المنظمة وشرعية وجودها داخل الاراضي العراقية كونها تتمتع بحق اللجوء السياسي ، الامر الذي جن جنون اعضاء كتلة الأتلاف الشيعي وذهبوا الى مشادات كلامية داخل البرلمان برهنوا فيها على تخلفهم وجهلهم بالديمقراطية وكيفية تقبل الرأي الاخر ، خاصة وان كان هذا الاخر يشاركهم في قبة البرلمان حتى وان كان بعثياً !!

وقد تغافلت قناة الفرات عن تأسيس المجلس الاعلى ومنظمة بدر داخل أيران وعملها داخل الاراضي الايرانية وقيامها بهجومات ضد الجيش العراقي ايام الحرب وقتل وتعذيب الاسرى العراقيين الذين لا يودون الانظمام الى منظمة بدر داخل ايران ! هل كان المجلس الاعلى ومنظمته شرعية بقتل العراقيين داخل الاراضي الايرانية ؟

بينما منظمة مجاهدي خلق كانت في حينها تقاتل النظام الايراني من داخل ايران وشكلت في ايران ايضاً ، وأجبرتها الظروف للهروب وحصولها على اللجوء في العراق وأستخدمهم صدام حسين كورقة ضغط ضد الايرانيين في حربه صاحبة الثمان سنوات وطبعاً قدم لهم نظام البعث الدكتاتوري كل التسهيلات المالية وببذخ قلّ نظيره آنذاك ، وبالمقابل بذخ النظام الايراني على منظمة بدر ما يعادل ما بذخه نظام البعث على منظمة مجاهدي خلق !

الحسبة متعادلة والفارق الوحيد فيها أن منظمة مجاهدي خلق منظمة ايرانية شكلت في ايران لمعارضة نظام الملالي وجلهم من الايرانيين ، بينما منظمة بدر شكلتها ايران داخل اراضيها من الاسلاميين العراقيين الموالين لايران كرديف لمنظمة خلق التي كانت تعمل داخل الاراضي العراقية لتقضي مضاجع النظام الايراني .

وبعد سقوط نظام صدام عام 2003 أصبحت منظمة مجاهدي خلق تتمتع بالحماية الامريكية المطلقة وبقوة ، لكننا لم نسمع يوماً أن هذه المنظمة تدخلت بالشأن العراقي إنما أستخدمتها امريكا كورقة ضغط ضد نظام ايران الذي كشفت كل اوراقه القذرة داخل الشارع العراقي وتشجيعهم للتفخيخ والقتل اليومي من خلال مد الميلشيات الشيعية وتنظيم القاعدة الارهابي بالمال والسلاح ! وطبعاً ان المجلس الاعلى ومنظمة بدر يأتمران بأوامر ايران جملة وتفصيلاً ، ولهذا فان قناة الفرات الفضائية المتخلفة تحاول تكريس الوجود الايراني بطريقة غير مباشرة وتنفذ اوامر الايرانيين في ابعاد الخطر المتمثل بمنظمة مجاهدي خلق والتي هي الان ذات فائدة مهمة للعراق وحكومته لابعاد الخطر الايراني الذي يسيطر على تحريك آلة الارهاب القذرة المتمثلة بالاحزاب الاسلامية لضرب كل ما هو جميل وانساني داخل العراق ! فقد كان من باب أولى على قناة الفرات والعاملين فيها أن يخصصوا برامجهم للجوع والتخلف والفقر وأنعدام الخدمات والامن الذي تعاني منه محافظات العراق الجنوبية والعاصمة بغداد منذ سنوات !

للاسف الشديد أموال كثيرة تصرف من قوت الشعب العراقي على فضائيات أقل ما يقال عنها تافهة وحقيرة بكل توجهها الاعلامي الذي تفتقر لابسط شروط المهنية والحرص على شعب وأرض العراق ، وهمها الوحيد الدفاع عن القتلة والمجرمين الذين عاثوا في أرض العراق الخراب والفساد !!!

#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات