|
ماذا بعد زيارة الآنسة رايس للبنان ؟
محمود حافظ
الحوار المتمدن-العدد: 2322 - 2008 / 6 / 24 - 10:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فجأة نقلت شاشات التلفزة زيارة سريعة الحركة للآنسة رايس ومساعدها ديفيد وولش ، ولم تستمر الزيارة إلا سويعات كانت حركة الآنسة رايس مكوكية ، فمن رئيس الجمهورية المنتخب إلى رجلها المقدام السنيورة إلى مجموعة الأتباع الذين يتلقون الأوامر فى بيت الشاب الأنيق سعد الحريرى وطبعا وليد بيك وحامى حمى الديار اللبنانية سمير جعجع بالأضافة إلى الرئيس السابق أمين الجميل ، فهؤلاء الأركان الرئيسية لما يسمى ب14 آزار قادة ثورة الأرز الميمونة وحاملى لواء التبعية اللبنانية ، وما أن غادرت السيدة رايس حتى إنقلب البلد رأسا على عقب فمن إطلاق البطولات الزائفة لتحرير مزارع شبعا بالطرق الدبلوماسية بواسطة الأخ بان كى مون وكأن الأمم المتحدة قادرة على حل القضايا خاصة مع إسرائيل التى جعلت الأمم المتحدة أضحوكة الكون من كثرة القرارات الأممية التى صدرت ولم تنفذ منها إسرائيل قرارا واحدا اللهم إلا كانت القرارات الصادرة لصالحها ولأن القرارات كثيرة جدا فيكفى أن نعطى أمثلة كقرار حق العودة إلى القرار 1701 والخروقات شبه اليومية للأجواء اللبنانية ، المهم خرج علينا بعدها السيد السنيورة ليزف إلينا النبأ السعيد بعودة مزارع شبعا ونضاله فى كافة المحافل الدولية لهذا الغرض ونسى أو تناسى أن رئيسه وليد بك قد شكك فى السابق بلبنانية المزارع . - ليس هذا المهم فإن الأكثر أهمية ماتلى ذلك من أحداث أمنية فى البقاع ما بين سعد نايل - وتعلبايا وظهور هذا الوجه السمح لسماحة مفتى الديار اللبنانية ومن على باب قصر بعبدا ليعيد تدشين الفتنة الطائفية بهذا الإرهاب فى البقاع وما قبله فى بيروت والجبل وطبعا تلقفت هذا التصريح الوسائل الإعلامية التابعة للآله الأمريكية سواء قناة المستقبل وحليفتها العربية وما على شاكلتهما لتعيد الحديث عن غزوة بيروت ، واجتياح بيروت وهذا السلاح الذى فقد مصدقيته ووجه إلى الداخل اللبنانى والذى أصبح عديم الجدوى بعد هذا النضال الكبير للسنيورة لتحرير مزارع شبعا والإفراج عن الأسرى فى السجون الإسرائيلية . - الغريب فى الأمر أن الإعلام مازال يتحدث عن غزوة بيروت الكبرى وهذا الإجتياح لبيروت ومع أن الغزاه والذين رأيناهم على شاشات التلفزة وسمعنا إعترافاتهم كانوا من الشمال اللبنانى ولم نر جيوش الإجتياح تأتى من الجنوب اللبنانى لتجتاح بيروت ولكن وعلى رأى المثل المصرى كثرة التكرار تعلم ( الشطار) فكثرة الكلام الكاذب يجعل على الأقل من أطلقه يصدقه . - ما أن إنتهت أحداث قرى سعد نايل وتعلبايا حتى طلت علينا بوادر أحداث فى مخيم عين الحلوة بصيدا وخاصة من العناصر المعروفة بجند الشام وطبعا معروف من يستغلها ويمولها إلى أن طلت علينا فجأة أحداث التبانة وجبل محسن بطرابلس وطبعا فالمعروف عن طرابلس أنها مخزن السنة فى لبنان ، والعروف أيضا عن معظم سنة الشمال سواء فى طرابلس أو عكار أنهم يعيشون فى فقر مدقع والمعروف أيضا على الأقل بالنسبة لنا ولأمثالنا أن الدولة اللبنانية وحكومتها السنية الرشيدة قد جعلت هذا المحيط السنى الفقير دون أن تدرجه تحت بند الإنماء بعمل بعض المشاريع لإستيعاب جزء من البطالة فى هذا المحيط السنى الكبير ، وقد إكتفى كبار المحسنين السنة بتوزيع إحساناتهم على هؤلاء الفقراء وطبعا فإن مال الإحسان يضمن الصوت الإنتخابى للمحسن الكبير ولا مانع أن يعد المحسن ببعض المشاريع ولا مانع أن يأخذ جزء من الشباب العاطل ليوظفه فى شركات أمنية لكى يكون وقودا فى معارك المستقبل على غرار ما عرفناهم فى غزوة بيروت الكبرى . - فى هذه المرة الحزب الذى أدار سلاحه للداخل اللبنانى ليس موجودا ولكن حلفائه موجودين أليسوا من المعارضة والمعارضة يقودها حزب الله فبالضرورة لابد أن يكون حزب الله هو من أشعل فتيل الحرب الدائرة فى طرابلس هكذا طبقا لتوصيات الآنسة رايس وخيالها ديفيد وولش فهما ما أن يحلا على التراب اللبنانى إلا وتجد هذا التراب أشعل نارا . - طبعا الغريب فى الأمر أن السيد العماد ميشيل عون كان قد ألمح عن توزيع سلاح فى منطقة طرابلس قبل المعارك بيومين ثلاثة ربما هو أيضا ضالع فى هذه الفتنة أليس من المعارضة؟ ومطلوب إصطياده بأى حادث أمنى ، فليعتبروا بلاغه عن توزيع السلاح إعتراف منه إنه هو من وزع السلاح وقام بعمل الفتنة بين المسلمين السنة - السنة - وبعض العلويين . # لماذا ترافقت كل هذه الأحداث مع الآنسة رايس ؟ - ألا يكفيها دعمها المستمر ودعم رئيسها للسيد السنيورة ؟ - أم جاءت لوضع كوابح على الأرض تمنع تشكيل الحكومة لحين إيضاح الرؤى الغير واضحة إلى الآن ؟ - وهل كان إثارة موضوع مزارع شبعا تمشيا مع المسار السورى - الإسرائيلى بالوساطة التركية ففى حالة حلحلة الوضع السورى بالنسبة للجولان بالضرورة تنتفى الحجة الإسرائيلية بأن المزارع سورية وهى جزء من الجولان السورى فكان الإستباق بضرورة رهن المزارع لدى الأمم المتحدة فى حالة خروج إسرائيل منها وفى هذه الحالة سوف يكون هناك إصطياد عصفورين بحجر واحد ، إبطال حجة حزب الله لتحرير المزارع والعمل على إيجاد الضغط الشعبى للفريق التابع المنادى بنزع سلاح الحزب ، هذا إضافة عدم رجوع المزارع إلى السيادة اللبنانية لأنها سوف تكون تحت وصاية الأمم المتحدة الأمريكية وبالتالى تحت الوصاية الإسرائيلية لموقع المزارع الإستراتيجى من ناحية ولسرقة المياه منها من ناحية ولموضعها الترفيهى من ناحية ثالثة . - طبعا يترافق مع هذا الوضع وضع العراقيل أمام تشكيل الحكومة والتى سيمثل فيها حزب الله حتى لو بوزير واحد ألم تعلن السيدة رايس ( لم أعد أعرف هل هى سيدة أو آنسة ) ورئيسها أن حزب الله منظمة إرهابية فكيف تتمثل منظمة إرهابية فى حكومة ترضى عنها أمريكا تحت سلطة الرئيس بوش ؟ - لذلك كان لابد من إفتعال الأحداث الأمنية فى البقاع وفى طرابلس وغدا فى صيدا بواسطة جند الشام ولتبقى لبنان فى صيف ساخن طبقا لتوقعات أو لسياسات السيد ديفيد وولش . - يبقى السؤال الأخير هل ستفشل القوى اللبنانية الوطنية هذا المخطط كما أفشلت سوابقه ؟ غدا سنرى وكلنا أمل فى إتمام سيرورة الفشل الأمريكية البوشية .
#محمود_حافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار هادئ مع الأستاذ فؤاد النمرى
-
حول ممارسة الإرهاب الفكرى
-
فى محاولة لإزالة الصدأ
-
تعقيب على السيد فؤاد النمرى حول إستبدال الماركسية اللينينية
...
-
شهادة للتاريخ ... المحافظة على وحدة الوطن ووأد الشحن الطائفى
-
إتفاق الدوحة ... ما بين الربح والخسارة لليسار اللبنانى
-
فرنسا وشرق أوسط أوربى جديد .. وأطروحات إنهيار العوالم الثلاث
...
-
أوباما.. ماكين.. الإستراتيجية والتكتيك
-
جورج بوش . . أولمرت . . أوركسترا اليسار الماركسى التقليدى وم
...
-
الوعى المفقود
-
ردا على السيد جريس الهامس بخصوص التهنئة
-
عودة إلى الشأن اللبنانى
-
قانون الإنتخابات
-
تعقيب على شيخ الشيوعيين الجهبذ فؤاد النمرى
-
من لبنان إلى مصر
-
لبنان .. رحيل فخامة الفراغ لصالح فخامة الرئيس
-
لبنان .. لا غالب ولا مغلوب
-
لبنان .. فلسطين .. إلى أين ؟
-
فى ذكرى النكبة
-
الحرب على لبنان
المزيد.....
-
توقيع اتفاقية تعاون عسكري بين مصر والكويت
-
مشاهد من تحرير الجيش الروسي نوفوفاسيليفكا في جمهورية دونيتسك
...
-
حريق مفاجئ في مطار رفيق الحريري من دون تسجيل إصابات
-
الشرع يناقش مع ولي العهد السعودي تعزيز العلاقات ومستقبل سوري
...
-
بوندسليغا.. ليفركوزن يفوز بعشرة لاعبين ويواصل مطاردة بايرن ا
...
-
روبوت سداسي الأرجل صيني يؤدي مهمات في القطب الجنوبي
-
بوتين: نخب أوروبا ستخضع لأوامر ترمب
-
إيران تزيح الستار عن صاروخ -اعتماد- الباليستي بمدى 1700 كيلو
...
-
-تلفزيون سوريا-: ظهور شقيق للرئيس أحمد الشرع علنا في السعودي
...
-
الرئيس البنمي يعلن إنهاء مشاركة بلاده في مبادرة الحزام والطر
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|