أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عبد الصمد المغربي - لماذا لا يستطيع الاصلاحيون البرجوازيون حل القضية القومية الامازيغية ..؟















المزيد.....


لماذا لا يستطيع الاصلاحيون البرجوازيون حل القضية القومية الامازيغية ..؟


عبد الصمد المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 2321 - 2008 / 6 / 23 - 10:38
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


ان النقاش الجاري داخل الحركة الشيوعية المغربية حول القضية القومية الامازيغية لا يزال يفتقر في الحقيقة الى التحليل الماركسي الجدلي الرصين لهده القضية لتحديد موقف سديد منها يتجاوز الطروحات البرجوازية ازاء المسالة القومية ببلادنا. لدلك أصبح اتخاد موقف صحيح و واضح من هده القضية في هده المرحلة امرا ضروريا وملحا من اجل تعبيد الطريق امام مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية داخل بلدنا.

يفهم الماركسيون اللينينون الماويون الطابع العروبي للدولة و المجتمع الدي تحافظ عليه الطبقات المسيطرة كتكريس و إعادة إنتاج لايديولجيتها ، انها الاداة التي تحافظ بها هده الطبقات على استمرارية سلطتها : حيث تلعب ثنائية العروبة و الاسلام هنا على الدوام صمام امان للنظام القائم و الركيزة الايديولوجية التي تقوم عليها الملكية كرمز للتحالف الطبقي المسيطر، إد تبني عليه مشروعيتها المزعومة في مواجهة باقي المشروعيات بما في دلك الايديولوجيا القومية لقسم من الشعب: الامازيغ .

تزعم قيادات الحركة القومية الامازيغية من البرجوازية الصغيرة ان بالامكان حل هدا التناقض عبر النضال الديمقراطي الاصلاحي و حتى من داخل و بواسطة مؤسسات الدولة . لدلك تواصل نشر هدا الوهم داخل القطاعات الكفاحية المتقدمة في صفوف الجماهير الكادحة وتجر اقساما منها خلف طريقها الاصلاحي.و بالمقابل من دلك يدرك الشيوعيون الثوريون ان المسالة تحتاج اكثر من دلك الى الظفر بالسلطة السياسية للاطاحة بالايديولوجيا الرجعية السائدة و اطلاق ثورة ايديولوجية جديدة محلها بغية تدميرها . لدلك سيبقى الاصلاحيون عاجزون حتى عن انتزاع ابسط التغييرات لصالح دعاواهم و فوق كل هدا فهم يفتقدون للقدرة على الكفاح المجدي و الفعال فيما يخص الحقوق القومية للامازيغ أيضا .

لا شك أن التضييق المتواصل الدي تمارسه الديكتاتورية الحاكمة بالمغرب على مختلف تيارات الحركة القومية الامازيغية يتطابق مع مصالحها، فهي لا تستطيع ان تتهاون في حماية مرتكزاتها الايديولوجية التي تضمن لها الاستمرار في الهيمنة و الحكم . لدلك فهي لن تتنازل في اسوء أوضاعها ولن تقدم الى هؤلاء البرجوازيين البؤساء الا بعض الاصلاحات الشكلية . فيما ستواصل بالكاد اطلاق مخططاتها من كل الاشكال و الالوان لاحتواء و ضرب أي خط يتبنى وجهة نظر ديمقراطية شعبية صحيحة قد يتبلور داخل هده الحركة بالدات وفيما عدا دلك ستتركها تراوح مكانها دون ضجيج ما دامت عاجزة عن تطوير و تقوية الصراع الثقافي و بالنتيجة الإستمرار بدون اي مضمون ثوري .

يدرك الشيوعيون اهمية المسالة القومية الامازيغية وان كانوا لم يولوها الاهمية التي تستحقها في معترك الصراع الايديولوجي و السياسي حتى الآن ، ويعود هدا فيما يعود الى الثأتيرات التي خلفتها وراءها ( الحركة الماركسية اللينينية الأم ) بروافدها اليسارية المقومنة . وحتى شيء من سوء التقدير ما يجعلها بنظر قسم من المناضلين مسالة غير ملحة ترتبط بما بعد انجاز مهمة الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية .

لقد اثبتت التجربة استحالة حل التناقضات مهما كانت ثانوية مالم يتوفر الثورييون على الاقل على تصور سديد بخصوصها ، لدلك ينبغي من الآن البدء بالتصدي للقضية القومية الامازيغية و العمل على توفير فهم علمي صحيح وخصوصا طبقي بصددها سواء داخل المغرب و في باقي الاقطار المجاورة المعنية بها. وان كان من المفهوم جيدا ان حلها ( القضية القومية الامازيغية) يقع ضمن المنظور الثوري لا الاصلاحي حيث لن يكفل دلك سوى وضع السلطة بين ايدي البروليتاريا المغربية و الفلاحين الفقراء و الكدح - في إطار المجالس الشعبية - بما هم اغلبية الشعب المعنييون بالقضية و ليس محترفي الدجل و ردود الأفعال من الاصلاحيين .

انه لا يمكن أن يكون لدى الشيوعيين المغاربة اية اوهام حول امكانيات اخرى لحل المسالة حلا جدريا خارج المشروع الثوري الديمقراطي . حيث ان تحرير العمل الثوري في صفوف جماهير الشعب و استرجاعها لسلطتها في تقرير مصيرها وحده الدي سيحل التناقضات الايديولوجية بما في دلك البث في القضية القومية عموما و حقوق الامازيغ القومية على وجه الخصوص . ان تمكن جماهير الشعب الثوري من تسيير الاقتصاد و المجتمع لمصلحتها سيوازيه بالضرورة اطلاق ثورة ايديولوجية ستشمل التعليم و الثقافة و القوانين و الاعلام و الإدارة عبر مجمل سيرورة التحول الى المجتمع الجديد باتجاه المرحلة الشيوعية حيث لن يبقى هناك مكان لصراع الايديولوجيات الممثلة للاقسام القومية المختلفة - قانون نفي النفي - و المشكلة للشعب مادامت تغيب اسس تشكلها المادية : صراع المصالح الطبقية و عوامل تغدية التناحر الشوفيني دو الروح الطبقية الرجعية .

و فيما يرى الشيوعيون المغاربة ان من حق الامازيغ بناء احزابهم القومية من وجهة نظر سياسية مبدئية في سياق مراكمة الاصلاحات الديمقراطية لتحسين اوضاع قسم من الشعب ، لا يجب ان يتهاونوا في تعرية و مواجهة قياداتها من البرجوازيين الصغار وفضحها امام اعين الجماهير و مقارعة ما تنفثه ايديولجيتها من سموم ضارة بنمو الوعي الديمقراطي الطبقي ، بل سيجدون انفسهم مرغمين على مواجهتها بالعنف الطبقي كلما حاولت تدرير المنظمات و الحركات الجماهيرية و تقسيم العمال و الفلاحين الفقراء و الكدح على اسس قومية شوفينية مقيتة .

لقد أصبح الشيوعيون المغاربة مدعوون ليس فقط لكشف الوجه الحقيقي للانتهازية العاملة وسط الحركة القومية الامازيغية وفقط ، بل ايضا لصياغة الشعارات التي تتجاوز افق هده الاحزاب و الحركات البرجوازية المسدود فيما يخص هده المسالة بالدات ، و توضيح خطأ وجهة نظرها التي تنفي كل بعد وطني ديمقراطي للقضية بما هو إحدى جبهات كفاح الطبقات الشعبية المغربية .

من الواضح أنه لم يبرز لحد الان داخل قيادات الحركة القومية الامازيغية من يتجاوز ايديولوجيا الاصلاح بعناوينها المعروفة : التوافق الفوقي مع تحالف الطبقات المسيطرة ، النضال الشكلي المبني على تحليل مطلبي حقوقي برجوازي أو سياسي إصلاحي ... لدلك انقاد أكثر أجنحتها تعفنا سريعا - بعد ارسال الاشارات المطمئنة لنظام الطبقات المسيطرة - إلى المشاركة في المؤسسات المفبركة الإحتوائية من قبيل المعهد الملكي للثقافة الامازيغية . فيما لايزال جناح آخر يبحث عن مدخل يوصله بالنهاية الى الانخراط في مؤسسات النظام البرلمانية و الحكومية ( الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي و بعض الجمعيات البرجوازية ) مغطيا طموحاته الانتهازية المفضوحة بما يسميه الحق في تناوب النخب على السلطة !. و الى جانب هدين الإتجاهين يواصل تيار يميني شوفيني ثالث تخبطه السياسي المؤسس على وجهة نظر رجعية مثالية و غير جدلية لواقع تاريخ و مستقبل القضية الأمازيغية .

على الرفاق الشيوعيين خلال هده المرحلة اثبات وعيهم بموقعهم و جدارتهم ليس في قيادة مجمل الكدح من ابناء شعبنا من اجل انجاز الثورة الوطنية الديمقراطية و فقط ، بل في اقناع القسم الامازيغي منهم بالاجابات العملية و النظرية الواضحة التي سيطرحونها من اجل حل مشكلتهم القومية بشكل جدري . إد ليس هناك من طرح سليم غير الطرح الطبقي الثوري لتعبئة الامازيغ من كادحي شعبنا من اجل انهاء معاناتهم و قلب الاوضاع لصالح التمكين لهم من حقوقهم القومية . وهدا ما لن يتحقق الا بالخطو الى الامام نحو الثورة المغربية الضمانة الوحيدة للإنتصار في الصراع ضد الدولة القومية الموجودة الان و التي تقصيهم بفعل شكلها الايديولوجي القائم و نزعتها الشوفيننية العروبية .

ان تعميق التحليل العلمي و خوض الصراع الفكري المتواصل ضد كل التنويعات الإصلاحية المطروحة بصدد القضية الأمازيغية وحده الدي سيمكن من بناء موقف سديد من إحدى أبعاد الصراع الطبقي الدي لا يمكن الإستهانة بأهميته ، كما سيكون كل تراكم ايديولوجي في هدا الاتجاه كفيلا بتحطيم كل تقوقع قومي مما تنشره البرجوازية الصغيرة بكل وقاحة في صفوف الجماهير . و لا يعني تصدي الشيوعيين المغاربة للقضية القومية الامازيغية في هده المرحلة و في ظل الاوضاع التي يمر بها بلدنا بأي حال التفريط في البرنامج الثوري الاساسي المقدم للطبقات الشعبية بل مزيدا من تحصينه و تقويته عبر توفير الشروط الأساسية لبناء و رعاية جبهة وطنية ديمقراطية تشمل كل القوميات بعيدا عن كل تأثير فاشي . لدلك فهم مدعوون لأخد زمام الوضع تفاديا لأي رد فعل داخلها تسببه المسحات البرجوازية الصغيرة للجماعات المنفتحة على الطابع الفاشي فيما يشقون طريق الثورة الديمقراطية إلى الأمام فوق ارضية آمنة و اكثر استقرارا .

لا مناص من معالجة قضايا الشعارات و التكتيكات ازاء هده القضية ( الحقوق القومية الامازيغية ) واعطاءها المضمون الطبقي الثوري الحقيقي ، و على الشيوعيين ان يضعوها مند الان على جدول برنامجهم الثوري فوق القومي خلال هده المرحلة الجديدة من الصراع ، بنفس الشكل الدي يطرح على عاتقهم التحريض ضد و التشهير باي ترتيب سياسي مائع قد يتوصل اليه الاصلاحيون مع النظام القائم على حساب الحقوق القومية الامازيغية ، منطلقين من نفس الروح المبدئية التي توجه نضالهم ضد دولة التحالف الطبقي المسيطر وعدم التردد في المساهمة في هدا الاتجاه ، و لكن عليهم قبل دلك الاقلاع عن كل بقايا النزعات القومية التي لا تزال عالقة بادهان بعضهم و اتباث منظورهم الفوق - قومي و الاممي اللائق بموقعهم في قيادة الصراع الثوري البروليتاري .

ان على الشيوعيين الثوريين المغاربة حقا الكف عن وضع غشاء القومية على كثير من مواقفهم و النظر اليها انطلاقا من المبادئ الاممية الصحيحة ، بنفس الشكل الدي يجب عليهم به مواجهة اولئك البرجوازيين الإنتهازيين و المخادعيين ممن يضعون نسخة منها ( القومية) على اعين الجماهير الكادحة لابقائها تحت سيطرتهم .ان عليهم( الشيوعيين) ضمن مجمل المهام الملقاة على عاتقهم ان يعيدوا الاعتبار الى هده المسالة المركزية ( القضية القومية الامازيغية ) وأن يضعوها ضمن صلب نقاشاتهم بصدد الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ، وعدم التهرب من النضال من اجلها . ليس بمبرر ارتباطها بباقي قضايا الشعب المغربي الملموسة وفقط ؛ و لكن لما صار لها من أهمية حاسمة بخصوص مجمل مستقبل الثورة ببلادنا .



#عبد_الصمد_المغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أول تعليق رسمي جزائري على سقوط الأسد والموقف من الاعتراف بال ...
- كييف تحث دمشق على طرد القوات الروسية، واشتباكات بين -قسد- وف ...
- العذابات تكمن في التفاصيل.. شهادات مرضى مستشفى كمال عدوان عم ...
- عرَاب كامب ديفيد ووصمة إيران.. إرث كارتر في الشرق الأوسط
- تونس.. تفكيك شبكة مختصة في ترويج المخدرات وإلقاء القبض على 3 ...
- العراق.. تنفيذ عملية نوعية ضد -داعش- بين صلاح الدين وكركوك و ...
- السعودية.. ضبط شبكتين لتجارة المخدرات فيهما مسؤولون من جهات ...
- ماسك يصف زيلينسكي بأنه -أكبر محترف نهب وسلب- للولايات المتحد ...
- مزاعم تفيد باتصالات أردوغان مع تل أبيب حول هجمات إسرائيل على ...
- عائلة أقدم سجين سياسي في العالم تكشف عن ضغوطات أمريكية على ف ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عبد الصمد المغربي - لماذا لا يستطيع الاصلاحيون البرجوازيون حل القضية القومية الامازيغية ..؟