صادق الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 2321 - 2008 / 6 / 23 - 09:27
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
يلاحظ المراقبون ويشهد المواطن العراقي يوميا ً نغمة جديدة في كلام بعض الوزراء والمسؤولين في الدولة فحواها ان العراقي (ميفتهم) ـ أي لا يفهم ـ وقد ورد حرفيا ً على لسان وزير عراقي يتبوأ كرسيه في إحدى الوزارات التي لها مساس مباشر بحياة المواطن ونعني بها وزارة الكهرباءء حين سألته مقدمة البرنامج قبل أيام من على شاشة إحدى القنوات المحلية (قناة وفضائية الحرية) عن تذمر المواطن من سوء الخدمة التي تقدمها وزارته أجاب انه ـ أي المواطن ـ لا يفقه شيئا ولا يفهم .. هكذا قال السيد كريم وحيد وزير الكهرباء من دون رتوش وطبعا ً فان المواطن المسكين الذي خصه الوزير بالاهانة (وهي موثقة لدى القناة) هو الذي أوصل أمثال هؤلاء الى كراسيهم الوثيرة ومهد لهم الطريق ليكنزوا الأموال داخل البلد وخارجه ليقيموا اقطاعاتهم الجديدة في الوقت الذي لا يجد الكثير من المواطنين قوت عيالهم ويخرجون الى السوق بجيوب خاوية لن ينفع في ملئها بكاء أطفالهم نشدانا ً للحلوى أو تنهدات زوجاتهم طلبا ً لصالة مطبخ او حمام (مال أوادم).
لم يخجل أمثال بعض هؤلاء الوزراء والمسؤولين حين يوجهون الاهانات والصفعات الى ناخبيهم بهذا الشكل الغريب الذي لم نعد نجده حتى في أكثر الدول تخلفا ً والتي يتبارى مسؤولوها في التودد للمواطن وكسب رضاه والحديث عن أمجاده وبطولاته. فما تفسير ما يحدث لنا؟ هل هو الاطمئنان الذي بات يستشعره البعض على ثرواتهم التي اقتطعوها من ثروة العراق بالشكل الذي ما عادوا يأبهون بأن الناخب سيتخلى عنهم في الدورات البرلمانية المقبلة ـ بل ربما يتمنون ذلك ـ ولسان حالهم يقول وما الذي يهمني إذا لم يعاد انتخابي واستيزاري بعد ان ضمنت مستقبلي ومستقبل أولادي أما المواطن الغبي فليذهب الى الجحيم!. وللتذكير فان الوزير المذكور ليس هو الوحيد الذي يتفوه بمثل هذا الكلام بل ان عددا ً من الوزراء والمسؤولين أخذوا يذكرون على الدوام كلاما ً مشابها ً. والانكى من ذلك ان هؤلاء يحاولون إيراد بعض الكلمات الأجنبية والمصطلحات الخاصة باختصاصاتهم من على الشاشات للدلالة على (فهمهم) و (غباء المواطن) متناسين ان المواطن غير معني بوعودهم وعبقرياتهم بقدر ما يهمه نتائج أفعالهم المتحققة على الأرض والتي تضمن رفاهه ومستقبل أطفاله .. ان الأمر يشبه ما ذهب اليه المثل الشعبي العراقي الذي يقول (فوگ حگه دگة) أي جاء ليشتكي المظلمة وضياع الحق فحصل بدلا ً من ذلك على الضرب ..
#صادق_الازرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟