أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - ماذا بقي للاتجاه الديني- السياسي؟















المزيد.....


ماذا بقي للاتجاه الديني- السياسي؟


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2321 - 2008 / 6 / 23 - 10:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المتابع للمساهمات التي يحفل بها الإعلام العربي, بشأن ما تبقى من دور للاتجاهات غير الدينية في العالم العربي, يجد نفسه مبعثرا تحت هذا العنوان, المفرط في تعميميته العربية. مع ذلك إذا كان هذا التعميم من شأنه أن يوصلنا إلى نتائج ذات طابع عملي وملموس, فلا بأس به, ولكنه في الواقع يزيد من تشتت السؤال أكثر مما يقدم من إجابات. في ظني أن المجتمعات لا تغير بوصلة اتجاهها ببساطة, وإذا تم هذا التغيير السريع فهو يتم نتيجة لفعل إكراهي مباشر, أو نتيجة لحدث استثنائي. وهذا لا يحدث إلا في مجتمعات هشة بالأساس. وهشاشة المجتمعات العربية أمر يكاد يكون عليه إجماع من الباحثين والمراقبين. وهذا نابع أصلا من تجذر الاستبداد على مدار خمسة عقود من الزمن, لم تشهد معه المجتمعات العربية, أية حالة من حالات التصالح مع الذات. والعوامل التي تضاف إلى هذا العامل الأساسي كثيرة, لكنها أبدا ليست مركزية, ومنها مثلا القضية الفلسطينية, ومنها ما عرف باسم الصحوة الإسلامية. إن السبب الأكثر أهمية في تقدم الاتجاهات الدينية, هو مأسستها, هذه المأسسة التي عرفت طريقها إلى المجتمعات العربية, منذ بدأت تدخل في سياق الحرب الباردة, وما ترتب عليها. المسجد تحول إلى الحصن المنيع الذي يواجه المد الشيوعي, وهذا الأمر لم يكن خيارا اجتماعيا, بل كان خيارا »برانيا« جرت إليه هذه المجتمعات, التي لم تتحول بعد إلى مجتمعات مستقلة نسبيا عن سلطاتها, السلطة في العالم العربي مع استثناءات قليلة شاركت المسجد في تحصين موقعها أمام تغير المجتمعات, وأمام المد اليساري, الذي شهد فورة الناصرية في الستينيات وعاد ليخبو ويختبئ خلف هزيمة الخامس من يونيو 1967إذن تحول المسجد إلى قلعة السلطة في تصدير ثقافة كانت تريدها هي, ليس بفعل وجود مؤامرة, بل بفعل عمل السلطة الاستبدادية, وآليات تحصين قوتها أمام المجتمع, ومن أجل ألا يفلت من قبضتها. كانت تدرك هذه السلطات حجم المغامرة, ولكنها كانت مهددة, أو هكذا كانت طبيعة الأمور على الصعيد الدولي في سياق الحرب الباردة, شعور هذه السلطات بالتهديد من جهة اليسار, تمت مواجهته, بتهديد المجتمع من جهة اليمين الديني. وبهذا التحول جرى المساهمة الجدية في قيام مؤسسات مجتمعية للتيار الديني في العالم العربي, لكن ما جرى بعد سقوط السوفييت أن هذا التيار الديني, لم يعد يرضى بأن يكون ملحقا, بعدما شعر أن الشارع بات له, بل أراد أن يكون هو السلطة السياسية بعد إتاحة كل الظروف له ليتحول إلى سلطة ثقافية على مسمع ومرأى السلطة العربية, والعالم الحر. العالم الحر الذي بدأ يشعر بعد انتصاره في الحرب الباردة أن هذا التحالف مع ما سمي بالصحوة الإسلامية بات عبئا عليه. والآن السلطة العربية تحاول أن تمسك العصا من منتصفها, فهي لم تعد قادرة على التخلص من ذيول أسلمتها للشارع وبنفس الوقت هي لا تريد إحلال ثقافة بديلة, ولا تساعد على إحلال هذه الثقافة البديلة, والتي سميت هنا ثقافة الاتجاهات غير الدينية في العالم العربي- بعض الدساتير العربية مازالت تستثني مواطنيها على أساس مذهبي أو ديني. فهذه الثقافة البديلة تحمل في طياتها الأكيدة تصدعات تدريجية أو دفعة واحدة لقبضة السلطة على المجتمع, لهذا هي تحاول الآن من جديد تطويع الحركات الإسلامية بحجة الاعتدال السياسي لكي تكون مرة أخرى, حليفها الموثوق, والمعادي للثقافة الديمقراطية. وباتت تتحدث عن خطر الإسلام الجهادي والعنفي, بينما أساطين دور إفتاء هذه السلطة ومشايخها لم يقوموا بنقد جذري وجدي للإسلام الجهادي, إذن يمكننا القول أن السلطة العربية الآن في مأزق, وبناء عليه يمكننا قراءة دور الاتجاهات اللا دينية في العالم العربي. والتي مازالت تضرب بيد من حديد في الكثير من البلدان, قارب أي شيء تريد, ولكن لا تقترب من العمل على إحياء ثقافة تداول السلطة, وبعض الدول الأخرى كالجزائر مثلا, وصلت إلى حالة مما يمكننا تسميته بداية حرة كي يتصالح المجتمع مع ذاته, وهذا بتنا نلاحظه في ثقافة النخب الحاكمة, أو المرشحة عبر الانتخابات للحكم, هذه النخب يغلب عليها الآن الطابع اللا ديني, مع العلم أننا نستطيع القول بقدر أكثر من الثقة, إن وجها من وجوه مأزق السلطة العربية, أنها لم تعد قادرة على تجديد ثقافة نخبها, وبأية ثقافة تجدد دماءها, هل هي بالثقافة العلمانية, والمدنية والديمقراطية وثقافة حقوق الإنسان? أم باللعب مجددا على الثقافة الشعبوية الإسلاموية, أو المعادية للخارج? في كل الحالات مأزق السلطة هذا ينعكس على كامل قطاعات المجتمع, كما ينعكس على نخبه, فالسلطة قسمت المجتمع الآن أو نخبه بشكل أدق, ,أدخلت هذه النخب في معركة, الداخل والخارج, أو معركة بين التيار الإسلامي المعتدل وبين التيارات العلمانية المتشدد منها والمعتدل, وبقيت السلطة وكأنها على الحياد, هذا من جانب السلطات, أما من جانب نخب الاعتراض السياسي غير الديني, فهي نخب ممزقة بين قبلياتها الأيديولوجية والتجريبية, وبين تفاصيل العصر الراهن, الذي يضع السياسي في قلب المعمعة, ويجعل منه بؤرة الحدث, ولا تجد هذه النخب داعما مؤسسيا حقيقيا لها, فهي متروكة في العراء, بين سندان ثقافة المسجد التي أسست لها السلطة العربية, وبين مجتمع دولي متعدد الرؤوس والمصالح, ومازال لا يضع على جدول أعماله دعما مؤسسيا للحراك الديمقراطي. لهذا نجد أنه على النخب غير الدينية أن تقترب أكثر من حوار مع الاتجاهات الإسلامية المعتدلة, من أجل العمل على تشكيل أكثرية مجتمعية جديدة, تؤمن بالديمقراطية و تداول السلطة. مرة أخرى نجد أن السلطة والنخب الحاكمة تمارس كل الضغوط من أجل عدم جسر الهوة بين التيارات التي لها مصلحة في قيام تجارب ديمقراطية راسخة. أما لجهة التيار الديني السياسي, فإنه محكوم بصيرورة علمنة, من دون أن يدري, وعندما يشعر بذلك نجده يعود ليلتقط معاداة الخارج لتعيده إلى حظيرة السلطة العربية وعنوانها العريض- الخصوصية القومية والثقافية لبلداننا التي لا تستطيع تطبيق الديمقراطية الغربية. إن المعركة فتحت, ولم تعد السلطات العربية قادرة على إغلاقها أبدا, لهذا كل سلطة تحاول أن تجد طريقها الخاص في التلاقي مع التحول العالمي الجديد باتجاه المزيد من الديمقراطية وحقوق الإنسان. ولأن السلطة العربية تحاول ذلك فإننا أيضا نجد أنفسنا أمام تشقق واضح في التيارات الدينية, هذا من جهة, ومن جهة أخرى بروز تيارات جديدة لا دينية, علمانية, مدنية, لا علاقة لها بالأيديولوجيات القديمة من ماركسية وقومية. أما التشقق الذي حدث داخل التيار الديني, فهو لا عودة عنه مطلقا, وسيتطور أكثر فأكثر.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفاوضات السورية الإسرائيلية: إطالة زمن الكوارث
- أزمة تراث أم تراث أزمة؟
- الخروج من إيران-العامل الخارجي سوريا.
- حزب الله« يتخلى عن حمولته العربية- غزوة بيروت
- سورية ما العمل الآن؟نسيان البدء، بداية الفعل.
- فضائية الخوف والوطن- لحظة بوح
- فضائية سورية لمن؟
- ثرثرة خارج خط التماس!
- إعلان دمشق إلى أين؟
- النوروز السوري-خواطر كصنع آلة عود في السجن
- المعارضة السورية والثقافة النقدية.
- الكردي المبعثر، العربي المشتت.
- حضارة القوة أم قوة الحضارة؟
- الاضطهاد الاجتماعي في سورية، أهل حوران نموذجا
- غزة..إعادة إنتاج الديني سياسيا.
- السياسة اجتهاد وليست قياس.
- العنف... الصورة... المستقبل مقاربات لا تنتهي
- جرائم الشرف ثقافة المشهد.
- حوار مع ياسين الحاج صالح أزمة نقد أم نقد أزمة؟
- الاعتقال والتخوين تعبير عن ميزان قوى.


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - ماذا بقي للاتجاه الديني- السياسي؟