صالح الشقباوي
الحوار المتمدن-العدد: 2320 - 2008 / 6 / 22 - 01:10
المحور:
القضية الفلسطينية
تعيش حركة فتح ازمة لا تشبه الازمات التي عصفت في بنيتها سابقا من خلال التباين الواضح في المواقف السياسية والصلاحيات ، فغياب القائد الموحد الممسك امساكا كاملا وقويا باوضاعها السياسية والعسكرية والتنظيمية والمالية ، انعكس سلبا على السلطة القيادية والتنظيمية الغير قادرة على انتاج تسويات داخلية ترضي الجميع كما انها فقدت المهابة عينها التي كان يمتلكها ابوعمار بالرغم من وجود رموزا قيادية تاريخية مابرحت تحتل مواقعها في القياده [ ابوماهر غنيم ، عباس زكي ابومشعل ، صخر حبش ، عبدالله الافرنجي ، نبيل شعث ] الا ان سلطانها المعنوي والمادي والسياسي اقل بكثير من سلطان ابوعمار ، ناهيك بان قيادات من الجيل الثالث للحركة تنازعها الدور والسلطة وهكذا يبدو الصراع في فتح بين مراكز القوه فيها ، اليوم وكانه لاينصرف الى التعبير عن جدل الشد والجذب بين مواقف سياسية متباينة بل يجنح عن طريق فريق منه الى اعادة صياغة فتح على قواعد ومنطلقات مغايرة امام ممناعة فريق اخر ضد ما يعتبر تزويرا لشخصيتها الوطنية . من كل ماتقدم هل يمكننا ان نقول ان الصراع الفتحاوي الجاري هو صراع محكوم بحسابات فتحاوية صرفة ؟ ام انه مرتبط باجندات فتحاوية مستقلة بل هو غالبا ماكان صراعا مفتوحا على تاثيرات حاسمة لعوامل خارجية متقاطعة مع الكثير من مطالبها حتى من دون ان يقدم نفسه بالضرورة كاداة من ادواتها الوظيفية !! مكمن الخطورة في المسالة هنا بالذات يكمن ان فتح التي كانت عنوانا مستمرا للمعركة الوطنية والسياسية وقائدة لاستقلالية القرار الوطني الفسلطيني ورائدة لنيل حقوق شعبها تجد نفسها اليوم امام لحظة مفارقة ومختلفة تماما عن محنة استقلالية القرار امام اشكال جديد من التدخل المالي غير العربي بعد ان اخضعت السلطة الوطنيةالفلسطينية الى مقومات المساعدات المالية الاوروامريكية ... لذا فان اشكالية فتح الحالية تكمن في ان قوى داخلية تريد اغلاق الدائرة المالية الفتحاوية والسيطرة عليها كليا,مما يسهل عليهمالسيطرة الكلية على سياسة فتح ومقدراتها لكييحولوها الى حركة مدنية وانسانية وهنا مكمن الخطورة والفتنة .. والسبيل للخروج منها هوعدم السماح باخضاع فتح ورهن قرارها المالي لتلك القوى التغريبية ؟؟وهذا يتطلب من القوى الفتحاوية الفاعلة التكاتف والتكاثف!!!
#صالح_الشقباوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟