|
الاحتكارات الدولية و بعض قضايا المعاهدات ! 1 من 2
مهند البراك
الحوار المتمدن-العدد: 2319 - 2008 / 6 / 21 - 09:03
المحور:
الادارة و الاقتصاد
فيما لعبت البرجوازية في نشوئها دوراً رائداً في اكتشاف العالم وتأسيس وسائل صلاته ومصالح اجزائه، و عملت بالتالي وساعدت على انشاء انظمة حكم احدث مما مضى و على رسم الحدود وفرض رسوم و ضرائب وتحديد انواعها و حجومها و مناطقها، واسست منظومات قانونية تناسبت مع ظروف تلك المراحل . . نشطت وتنشط كبرياتها و وريثتها : الإحتكارات الرأسمالية ( الصناعية، العسكرية، النفطية والمالية . . ) في سعيها لتحقيق اعلى الأرباح . . في تقسيم مناطق نفوذها في العالم فيما بينها وبالتالي في تحديدها و فرضها المتعدد الصيغ، الأنظمة والكيانات السياسية ـ الأقتصادية ـ المالية بطرق واشكال اتخذت سيماء ومصطلحات قانونية جديدة ومسميات كثيرة التنوع . . تحت رايات تناغمت وتتناغم مع تطلعات واماني الأوساط المؤثرة في المرحلة المعينة في البلدان الجديدة ، ثم في المراحل المتنوعة المتتالية . . وعلى اساس نتائج اعمال و توصيات مراكز ابحاث اجتماعية فكرية، سايكولوجية ثقافية وبشرية، ابتدأت بدراسة مجتمعاتنا بالتعايش معها، منذ زمان البعثات التبشيرية والطبية والخدمية والآثارية والأستشراقية المتنوعة الأولى ، التي اسست بدايات للعلاقات و للأعمال التجارية و ابرام عقودها التي احتاجت فيها الى تأمين سلامة وصول بضائعها الى هناك وتأمين سلامة استيراد المواد الخام الأكسير الضروري لديمومة صناعتها و الوقود الذي لابد لها ان توفره لديمومة تشغيل عجلات مصانعها . المواد الخام التي صارت احدى دعائم الأمن القومي لبلدانها على حد بياناتها الرسمية، وخاصة بعد ان اخذت الأحتكارات تزداد تمركزاً وتداخلاً فيما بينها وبعد ان استطاعت تخطيّ الحدود السياسية للدول وتشكيل الإتحادات والكتل الرأسمالية متعددة الجنسية ( فوق الجنسية ) بوسائل لاحدود لها تراوحت وتتراوح بين تشجيعها استخدام العنف اللامحدود و التلويح به، والخداع و الأستغفال. . وبين الأتفاق والتوافق وتحقيق منافع متبادلة، على اساس حساب مدى ربحية المشاريع والخطط لها . . لقد لعب : تنوع وماهية الثروات الطبيعية وقيمتها الأقتصادية والسوقية ومواقعها في المرحلة المعيّنة، تنوع و تفاوت الواقع البشري، الإقتصادي، والحضاري العلمي والمعرفي لـ " الأسواق الجديدة " التي ضمنت و تضمن تصريف بضائعها وصيانتها من الركود والتلف و بالتالي الخسارة . . لعبت ادواراً كبيرة في تحديد ماهية الوسائل والطرق التي اتبعتها الإحتكارات للوصول الى تحقيقها اهدافها، وخاصة مع الدول الفقيرة والأقل تطوراً او النامية . . وفي سعيها لتوفير حراّس لبضائعها وارصفتها، وعمال خدمات وعتّالين وبنّائين وادلاّء . . دخلت على صراعات المنطقة العشائرية الدينية الطائفية، ووقفت الى جانب من استطاعت ضمانه لنجاح اعمالها فادامت القوي بالمال والسلاح وقوّت الضعيف منهم وعلّمت ابنائهم و ادخلتهم مدارسها وشغّلتهم وضمنت لهم اعمالاً فنية وخدمية وعسكرية ضمن اطار مشاريعها التي ضمّنتها في عقود شكّلت رؤوس جسور اولى لها في الخليج، عقدتها مع سلطة الباب العالي للسلطان العثماني " المريض"، والتي وفرت له ولإدارته مبالغ لم يحلم بها، من اراض ومقاطعات كان قد اهملها السلطان لـ (كثرة مشغولياته) لصد رياح التحضّر التي كانت تهب على دولته من اوروبا . وتطورت تلك العقود بتزايد الأرباح وتزايد مواقع الأستثمار، ووصلت الى تأجير مقاطعات و عقد معاهدات ذات طابع محليّ " موقعي " من جهة، وطابع عسكري من جهة اخرى بعد ان عملت على تعيين موظف او مندوب سامي يمثّل ملكها، مخوّل بتحريك القطعات العسكرية وعقد الأتفاقات والأحلاف السياسية بالأنسجام مع حاجات واهداف الشركات الصناعية التجارية و النفطية وخاصة بعد اكتشاف النفط بغزارة هناك، في ظروف الصراعات المحلية التي كانت تشهدها المنطقة . ليتواصل نشاطها لتتمكن من تشكيل ادارات سياسية عسكرية مختلطة، كانت احدث مما مضى . . من رجالها وممن اخذت مصالحه ومصيره يرتبطان بها من ابناء وفئات المنطقة التي كانت تعاني الفقر والأهمال والصراع على النفوذ والسلطة والمال . . حتى وصلت بعدئذ الى ممارسة انواع الضغوط على انظمة الحكم الموجودة في المنطقة و التي عملت هي على التأسيس لها، للوصول الى نتائج تناسب مشاريعها التي تزايدت وتنوعت اكثر، و تناسب بالتالي قضية اعلان الحرب والسلام في المنطقة، من خلف ستار او علناً، وفقاً للموقف المعيّن، ووفق ظروف اجزاء المنطقة التي كانت تأنّ من حكم آل عثمان وتسعى لأخذ قضيتها بيدها . من جهة اخرى، وبتوالي مراحل التطور المتعدد الجبهات في العالم ازدادت الإحتكارات قوة ونفوذاً واخذت مصالحها تحدد طبيعة وشكل واداء ووجهات انظمة الحكم في بلدانها الصناعية هي، و اخذت تصوغ مشاريعها بمشاريع سياسية حددت وتحدد مسيرة انظمة حكم بلدانها في اتباع سياسات التوافق والأتفاق والأختلاف مع احتكارات البلدان الرأسمالية المماثلة الأخرى . . واخذت تواصل سيرها وباشكال اكثر حدة مع البلدان النامية والقليلة التطور والضعيفة عسكرياً والمغلوبة، ساعية الى تعويض مافاتها جراّء الحرب الباردة، بعد انهيار القطب الموازن، و من اجل ضمان هيمنتها و نفوذها كقطب اعظم اوحد، وخاصة بعد انبعاث الصراعات والحروب الأقليمية اثر انهيار ذلك القطب . . (يتبع)
20 / 6 / 2008 ، مهند البراك
#مهند_البراك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المعاهدة والتغييرات القانونية العاصفة !
-
احزاب الطوائف* والبرامج الطموحة ! 2 من 2
-
احزاب الطوائف* والبرامج الطموحة ! 1 من 2
-
لا لتكبيل العراق بنفقات القوات الأميركية !
-
في 31 آذار !
-
هل هي حرب ( شيعية ) ام نفطية ام ماذا ؟
-
شعبنا والأحتكارات النفطية والأسعار !
-
المرأة . . تلك الكلمة الطيّبة ! 2 من 2
-
المرأة . . تلك الكلمة الطيّبة ! 1 من 2
-
احمدي نجاد والأجتياح التركي والأشقاء العرب !
-
وداعاً ابو علي !
-
الديمقراطية السياسية والمحاصصة الطائفية ! 2 من 2
-
الديمقراطية السياسية والمحاصصة الطائفية ! 1 من 2
-
دولنا والأصلاح والتجربة اللاتينية . . 2 من 2
-
الضربة الكيمياوية الأولى في باليسان
-
اي رقيب - من يوميات طبيب مع البيشمركةالأنصار
-
دولنا العربية ومعوقات الأصلاح . . 1 من 2
-
مخاطر مدمّرة للعدوان التركي ! 2 من 2
-
مخاطر مدمّرة للعدوان التركي ! 1 من 2
-
مخاطر التقسيم على نار (هادئة) !
المزيد.....
-
الصين تصدر سندات بأكثر من 10 تريليون دولار في عام 2024
-
ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين في تركيا أكثر من 5%
-
ترامب: سنفرض رسوما جمركية على أوروبا
-
مساع حكومية لحماية العملة الوطنية في العراق وتعزيز أمنها الا
...
-
هل تترجم مذكرات التفاهم العراقية المصرية إلى منافع اقتصادية؟
...
-
هل يجب إرغام الاقتصاد السويسري على احترام حدود الطبيعة؟
-
رئيس مؤسسة النفط الليبية: نركز على تعزيز الإنتاج والشفافية
-
الاقتصاد السوري بين متطلبات بناء الدولة وطموح المطالب الشعبي
...
-
الهند تلغي الضرائب على واردات العديد من المكونات الإلكترونية
...
-
ثلاث دول في الاتحاد الأوروبي تفشل لأول مرة في تحقيق أهداف مل
...
المزيد.....
-
دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر
/ إلهامي الميرغني
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ د. جاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|