أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - العنصرية والقضاء الإسرائيلي















المزيد.....

العنصرية والقضاء الإسرائيلي


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 2319 - 2008 / 6 / 21 - 09:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


أثبتت عدة دراسات وأبحاث جامعية إسرائيلية الحقيقة التي يلمسها فلسطينيو 48 والفلسطينيون عامة، وهي أن العنصرية تتفشى في القضاء الإسرائيلي، وهذا يبرز في إضفاء "شرعية قضائية" على إجراءات وسياسات عنصرية تنتهجها المؤسستان السياسية والعسكرية في إسرائيل، وأيضا من خلال فرض أحكام على العرب أقسى بأضعاف من تلك التي تفرض على اليهود في نفس المخالفة أو الجريمة.
وعلى الرغم من ذلك، فإن جهاز القضاء ذاته سجل ويسجل من حين لآخر مواقف جيدة ضد بعض السياسات العنصرية، مثل موقفه من قانون المواطنة العنصري، الذي يهدف إلى تمزيق آلاف العائلات الفلسطينية في مناطق 1948، التي فيها أحد الوالدين من فلسطينيي الضفة الغربية أو قطاع غزة، وقانون منع فلسطينيي الضفة والقطاع الذين تضرروا من جرائم الاحتلال، رفع دعاوى تعويضات ضد إسرائيل أمام المحاكم الإسرائيلية، وحتى قرار المؤسسة الصهيونية "كيرن كييمت" بحظر بيع أراض للعرب، وغيرها.
ولكن في السنوات الأخيرة تستفحل ظاهرة سن قوانين عنصرية هدفها الأساسي نقض قرارات محاكم إسرائيلية ضد إجراءات وقوانين عنصرية، لتنضم إلى عشرات ومئات القوانين ذات الطابع العنصري الموجهة ضد العرب.
وفي الآونة الأخيرة شهدنا ثلاثة قوانين كهذه لتثبيت النهج العنصري، فقبل بضعة أسابيع أقر الكنيست قانونا يلغي صبغة العنصرية عن قرار المؤسسة الصهيونية، "كيرن كييمت"، التي تسيطر على 13% من أراضي 1948، القاضي بمنع بيع أراض للعرب، بزعم أنها أراض تابعة للوكالة اليهودية، علما أن الغالبية الساحقة من هذه الأراضي صادرتها الحكومة من العرب على مر عشرات السنين، وحولتها لهذه المؤسسة، وجاء هذا بعد قرارين للمحكمة العليا الإسرائيلية لإجبار "كيرن كييمت" على بيع قطع أراض للسكن لعائلات عربية، وبهذا تصبح عنصرية هذه المؤسسة وفق قانون إسرائيلي رسمي.
وفي الأسبوع الماضي، أقرت الهيئة العامة للكنيست قانونا معدّلا، يمنع الفلسطينيين من رفع دعاوى تعويضات أمام المحاكم الإسرائيلية، في حال تضرروا من جرائم عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وجاء التعديل بعد أن نقضت المحكمة قبل نحو عام قانونا مشابها، وبموجب التعديل الجديد لن يكون بإمكان المحكمة التدخل في إجراء كهذا.
وهذا الأسبوع أقر الكنيست قانونا آخر، يجيز للجامعات الإسرائيلية، ووفق القانون، تفضيل من خدموا في جيش الاحتلال الإسرائيلي، على من لم يخدم في الجيش، لدى توزيع مساكن الطلبة، وغيرها، وهذا أيضا بعد أن شطبت محكمة إسرائيلية قبل نحو عام إجراء لجامعة حيفا يعطي أفضلية كهذه.
ولكن هذا الأمر لا يقتصر على مساكن الطلبة بل أيضا على القبول في الجامعات بشكل عام، فهناك كليات جامعية ترفع سن القبول لمواضيع معينة إلى عمر 21 عاما، رغم ان عمر إنهاء التعليم المدرسي هو 18 عاما، وهذا لكي لا يبدأ الطالب العربي تعليمه قبل اليهودي الذي يكون في الجيش لمدة ثلاث سنوات.
ولكي لا يبقى الأمر مرتبطا بسياسة هذه الجامعة أو تلك، فإن الكنيست يعمل في هذه الفترة على تشريع قانون يهدف إلى رفع سن القبول في الجامعات والكليات الإسرائيلية إلى عمر 21 عاما بشكل جارف، وهو ما سيشكل أزمة اجتماعية وتعليمية خطيرة لطلاب فلسطينيي 48، الذين هم أصلا يواجهون عنصرية خطيرة في القبول للجامعات.
ومسألة الخدمة في الجيش، هي تغليف إسرائيلي لنهج عنصري، إذ أن المقصود من هذا هو تفضيل اليهود على العرب، لأن قانون الخدمة الإلزامية في جيش الاحتلال لا يشمل العرب.
فكتاب القوانين يمنح سلسلة من الإمتيازات في مختلف المجالات لمن أدى الخدمة العسكرية الإلزامية، وقد حرصت هذه القوانين على ضمان تلك الإمتيازات أيضا لليهود الذين لم يخدموا في الجيش لأسباب مختلفة، كالمرضية أو الدينية، وذلك من خلال اعتبارات أخرى، من بينها أنه ابن لشخص خدم في الجيش، ولهذا يحظى بتلك الإمتيازات، كما لو أنه خدم.
وهذا غيض من فيض في هذا النوع من التشريعات، وهذا يقود إلى استنتاج مفاده أنه على الرغم من العنصرية المتفشية في القضاء الإسرائيلي، إلا أن هذا لم يصل إلى مستوى إشباع العقلية العنصرية التي توجه المؤسسة الإسرائيلية، ولهذا فإن الكنيست يسارع في دك كتاب قوانينه بمزيد من القوانين العنصرية لشطب ما تبقى من بعض نقاط الضوء النادرة، التي قد نجدها من حين لآخر في جهاز القضاء الإسرائيلي.
وهذه الظاهرة هي حلقة أساسية ومركزية في "حرب" تشنها سدة الحكم في إسرائيل على جهاز القضاء في نواح أخرى، مثل قضايا الإكراه الديني وغيرها، وهذا بهدف تقليص صلاحيات المحاكم الإسرائيلية في قضايا تعتبر تدخلا في عمل الجهازين التشريعي والتنفيذي في النظام الإسرائيلي، ولمنع أي عائق مستقبلي أمام تطبيق سياسيات تفرضها المؤسسة في مختلف المجالات.
والحلبة السياسية والإعلامية في إسرائيل منشغلة في العامين الأخيرين بهذا الصراع، الذي كان أول من شنه وزير القضاء السابق حاييم رامون، الذي تنحى عن منصبه في أعقاب فضيحته الجنسية، ثم استمر بالحملة الوزير الحالي دانييل فريدمان، الذي كان الموجه الأبرز لرامون في حملته على جهاز القضاء.
ومن أساليب هذه الحرب، محاولة تغيير آليات تعيين القضاة لإعطاء وزن أكبر للجهاز السياسي في التعيينات، وإلغاء العُرف الذي كان قائما، وهو أن رئيس المحكمة العليا يبقى في منصبه حتى جيل تقاعد القضاة (70 عاما).
ومن حيث الجوهر فإن هذا الصراع يندرج في إطار حرب المؤسسة لفرض "يهودية النظام"، بالأساس في مواجهة "العدو التاريخي"، العرب، ولكن أيضا تجاه المجتمع اليهودي الإسرائيلي نفسه، خاصة حين نرى تعاون القوى الدينية الأصولية المتزمتة (الحريديم) مع الجهاز الحكومي، في فرض قوانين تقيّد وتنتقص من صلاحيات جهاز القضاء، الذي اتخذ مرارا قرارات تنقض قوانين الإكراه الديني.
وبالتالي فإن كل ما يجري في السنوات الأخيرة هو تمهيد لمرحلة تكون فيها العنصرية الإسرائيلية أشد مما هي عليه اليوم، ومن ما يزال يعتقد أن نظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا هو النموذج الأبرز للعنصرية في تاريخنا المعاصر، فمن الأفضل أن يتريث قليلا، لأن العنصرية الإسرائيلية ليست بحاجة لنماذج تشبيه، بل هي نموذج قائم بحد ذاته.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشارع الإسرائيلي -يتخلى- عن الجولان
- التبعثر السياسي الإسرائيلي يستفحل
- إسرائيل و-ديمقراطية الفساد-
- الحراك التفاوضي وشلل أولمرت
- حكومة أولمرت -بسبع أرواح-!
- مصير أولمرت ومصير المفاوضات
- باراك وسياسة الأرض المحروقة
- أولمرت وسورية
- الجائع يناضل من أجل الخبز فقط
- بيرس من النووي إلى النانوية
- القدس ويافا وأخواتهما
- الإرهاب وإسرائيل
- معضلة باراك و-العمل- المزدوجة
- أولمرت واستيطان القدس
- أولمرت وباراك والحرب على غزة
- قاموس إسرائيلي عنصري
- تراجع اعداد اليهود في العالم وازديادهم في اسرائيل
- هلع إسرائيلي دون مبالغة
- إسرائيل والاعتراف الضمني باغتيال مغنية
- -أنين إسرائيل- وأنين فلسطين


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - العنصرية والقضاء الإسرائيلي