أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي النجار - الانفجار السكاني في العالم الاسلامي














المزيد.....


الانفجار السكاني في العالم الاسلامي


مهدي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2319 - 2008 / 6 / 21 - 08:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان من ابرز الاسباب التي جعلت من العالم الاسلامي يندرج في مأزقه الراهن هو وصول معظم المجتمعات فيه الى مرحلة الانفجار السكاني حيث يبلغ معدل النمو نحو 2,7 % سنوياً ( اكبرها في فلسطين يبلغ 8,3 % تليها سيراليون 4,3 % فالصومال 4,1 % فالسعودية 4 % فاليمن 3,3 % ...) تذكر جريدة الرياض مثلاً: بان عدد سكان المملكة العربية السعودية كان في حدود 8 مليون نسمة قبل خمسة وعشرين سنة واليوم اصبح في حدود عشرين مليون نسمة, يتوقع ان يصل الى اكثر من 45 مليون نسمة بحلول عام 2025 ، ويبرز تقرير "50 :50 " الصادر عن مجلة " ميدل است ايكونميك" لسنة 2007 الطفرة الهائلة التي حدثت في اعداد سكان منطقة الشرق الاسط (اغلبها من دول العالم الاسلامي)، حيث ارتفع عدد السكان ليبلغ في الوقت الحالي 377 مليون نسمة بعد ما كان 162 مليون نسمة في العام 1957 اي ان الزيادة خلال 50 سنة كانت 215 مليون نسمة وفي العام 2030 يتوقع ان يصل عدد السكان الى 524 مليون نسمة. وهذا المؤشر يوحي الينا بان عدد الناس في العالم الاسلامي سوف يتضاعف خلال فترة تقل عن 25 سنة اذا استمر النمو على ما هو عليه الآن، ويعتبر النموالسكاني الاسلامي من اعلى معدلات النمو السكانية في العالم فعندما نقارنه مع المعدلات الاخرى في العالم، نجد بان معدل نمو السكان في العالم يصل الى 1,6 %، وفي الدول المتقدمة نسبته: امريكا 0,8 % ، اوربا 0,3 %. ونلاحظ ان المسلمين قد زادوا خلال قرن من الزمان اكثر من 1000 مليون نسمة، وهذه الزيادة ترتبت من ناحية نسبية كالتالي: ففي عام 1900 كان المسلمون 12 % من سكان الارض، وكان المسيحيون 33 %، وفي عام 1980 وصلت نسبة المسلمين الى 20 %، وفي العام 2000 اصبحوا يمثلون 25 % من سكان الارض، بينما المسيحيون يمثلون 30 % فقط. من هذا نرى ان نسبة نمو هائلة حدثت في العالم الاسلامي تقدر بستة اضعاف من عام 1900 الى العام 2000 بينما كان نمو المسيحيين 2,5 ضعف فقط. ويصاحب هذا النمو الانفجاري في العالم الاسلامي تراجع مخيف في الانتاج الزراعي من حيث انحسار المساحات الصالحة للزراعة وتوسع موجات التصحر وشحة مياه السقي وبدائية طرق الزراعة وانخفاض مستوى الحياة من جميع وجوهها في الارياف، وعلى مستوى الانتاج الصناعي لم يحدث اي حراك مهم فظلت دول العالم الاسلامي بعيداً عن الانتاج الصناعي الحديث وتصنف ضمن الدول المتخلفة، بالطبع ينتج من ذلك تدني مستويات التنمية البشرية والاخفاق في ادراج الناس في مجالات التمدن والرقي او التمتع بحقوق الانسان كاملة. ان من اهم اسباب هذا النمو الانفجاري هو الخصوبة التناسلية العالية حيث تصل الى 6,1 طفل لكل امراة، اضافة الى ان الثقافة الاسلامية (التقليدية والمتشددة) تحث على زيادة النسل وتشجع على الزواج المبكر والتعدد في الزوجات وذلك عكس المسيحية التي تعتبر قمة التدين فيها الرهبانية والعزوف عن الزواج، من العوامل الاخرى التي تساعد على زيادة النمو هي ان معظم الدول الاسلامية ذات طبيعة ريفية تسودها التقاليد والاعراف العشائرية والعادات البالية وتحبذ ان تكون اسرها كبيرة، كما تتفشى فيها الامية والجهل، ولان القوانين غير فعالة في هذه الدول وغالباً مايرافق تطبيقها تفسيرات ملتوية وطرق غير شفافة، ويشوب المحاكم والاجراءات الردعية انتهاكات خطيرة تتدخل فيها الرشاوي والعلاقات الشخصية وصلات الرحم والضغوطات السياسية والدينية، لذا يلجأ المواطن في العالم الاسلامي الى عشيرته واقربائه، لا الى الحق والقانون، لحمايته من الابتزاز والمظالم والاعتداء وتامين الامان لحياته وحياة اسرته ومجال عمله، فهو يحبذ (ويشجع) لان يكون افراد عشيرته بعدد كبير، يستقوي بهم على الغير( بحق او دون حق) ويأخذ حقه بيده -كما يقال - وبمساعدة ابناء عمومته، ومن المستبعد، كما هو الحال مع المواطن العادي، ان نجد زعيماً في العالم الاسلامي لايستند الى هذه القاعدة، اي عصبة العشيرة، لتعزيز سلطته وحمايتها والامساك بها الى ما شاء الله . من ناحية اخرى تؤدي الصراعات الحضارية احياناً الى الدفع باتجاه التكاثر المفرط كما الصراع بين العرب الفسلطينيين والاسرائيليين او بين المسلمين و المسيحيين في لبنان وفي هذه الحالة كل طرف يحاول ان يزيد من نموه الطبيعي لكي تكون له الغلبة. ان نسبة نفوس العالم الاسلامي اذا ما استمر النمو على تلك الوتيرة المتسارعة ستصل في العقود الخمسة الاولى من القرن الواحد والعشرين الى اعلى نسبة في العالم من الناحية العددية.





#مهدي_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيبة المسلمين في رحلة العلم والايمان
- صورة الرسول كما في القرآن
- المثقف والسياسي
- صناعة الوهم في الاعجاز العلمي
- لماذا الاساءةُ للإسلام
- عن ماذا سكت ابو هريرة!!
- من له عينان فليقرأ: أبوال الإبل!!
- هل أتاك حديث الذبابة!!
- مظاهر الاستبداد في الحكم الاسلامي
- اهتزاز القيم الاخلاقية في العالم الاسلامي
- نريد السماح لنا باحضار جواري!!
- الرسوم المسيئة للرسول
- هكذا تكلم الشيخ علي عبد الرازق
- السلطة السياسية واحترام المثقف
- مدخل لقراءة معرفية في القرآن
- مأزق العالم الاسلامي
- بؤس نقد الوعي: مجلة الاداب نموذجا
- مدخل لفهم التنوير
- بدوي اول الفلاسفة المعاصرين
- الحالمون والازمنة الفاسدة


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي النجار - الانفجار السكاني في العالم الاسلامي