بسام الهلسه
الحوار المتمدن-العدد: 2318 - 2008 / 6 / 20 - 02:51
المحور:
الصحافة والاعلام
* الكاتب ليس مطرباً في حفلة عرس مهمته تلبية طلبات المحتفلين..
ولا صحفياً في صحف الدرجة الثانية، يكتب فيما يعرف ولا يعرف حسبما يطلب منه رئيسه في العمل، أو ما يطلبه الممولون أو المعلنون..
الكاتب صاحب رؤية وموقف يعبر عنهما في إطار المجالات التي هي قيد معرفته واهتمامه...
* * *
مناسبة كتابتي لما سبق هي بعض الطلبات الغريبة التي تردني سواء في اللقاءات المباشرة، أو عبر الاتصالات الهاتفية، أو الرسائل الالكترونية...
مصدر غرابتها، هو افتراضها بأنه يمكنني (وربما يجب علي!!) أن أكتب في كل الموضوعات.. أو أن الكاتب هو مثل كاتب العرائض: "العرض حالجي" (كما يسمى في بلاد الشام) الذي يجلس أمام الدوائر الرسمية- وخاصة المحاكم- ليصوغ ما يريده الراغبون!
أما "أغربها" فتلك التي تريدني أن أجيبها في رسالة الكترونية خاطفة على مسائل تحتاج إلى "تفرغ" للإجابة عليها!
* * *
ما يثقل علي هنا ليس غرابة الطلب الذي يستسهل إشغال الآخرين فقط، بل غرابة "الطالب" الذي لا يريد أن يبذل أدنى جهد في المعرفة.. ويريدها جاهزة سهلة التناول كالوجبات السريعة!!
* * *
الكاتب و"كتابته" رؤية وموقف.. وهو ما يجب تأكيد معرفته واحترامه من قبل القارئ، الذي يحق له بالطبع أن يختلف مع الكاتب، أو يرفضه، أو يؤول كتابته وفق ما يرى، لكن ليس من حقه بالتأكيد أن يطلب إليه الكتابة خارج مجال اهتماماته الخاصة وخارج رؤيته..
ربما شجع على مثل هذا التصرف، سلوك بعض الكتاب والكاتبات، الذين خاضوا في كل موضوع.. وربما تكون شجعته وسائط الإعلام (المكتوبة والمرئية والمسموعة) التي يتجاسر بعض العاملين فيها (خصوصاً في البرامج الحوارية واللقاءات)، وكذلك ضيوفها –خاصة الذين يسمون (النجوم)- على الإدلاء بآرائهم في كل أمر بخفة.. كأن اشتهارهم في مجال معين يمنحهم ترخيصاً عاماً باللغو!
* * *
هذه ذهنية وتقاليد ضارة يجب نقدها ومحاربتها وتعويد الناس على احترام "المعرفة" كمجال ينبغي التعامل معه بجد، والتمييز بينها (المعرفة) وبين ثرثرات المجالس الاجتماعية ووسائط الإعلام التي ينثال فيها الكلام على هواه..
وهذا يستدعي النظر باهتمام فاحص إلى "الكتابة"، وفهم الكاتب وتقدير حدود ما يطلب ويتوقع منه...
* * *
أيها القراء والقارئات...
نشكركم على اهتمامكم...
لسنا من كتبة "التدخل السريع"...
ولا من جماعة "نحن في خدمتكم.. حسب الطلب"!!
اعفونا من هذا الأسلوب الاستخدامي...
#بسام_الهلسه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟