أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس النوري - العراقي والحب (2)














المزيد.....

العراقي والحب (2)


عباس النوري

الحوار المتمدن-العدد: 2318 - 2008 / 6 / 20 - 02:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لازلت أفكر في معنى الحب لدى العراقي أو صلته بالحب…وقد طرحت بعض التساؤلات.

ما هو الحب… أين مركزه…ما هو لونه…طعمه…صورته…أثره في الواقع.

الحب ليس مادة يمكننا لمسه، ولا بضاعة نستطيع شرائه، ولا اقتنائه…الحب إحساس فطري يتطور وينمو، أو يضمحل ويقتل…ويتبدل لكراهية وحقد. الصراع بين الحب والحقد موجود منذ الأزل كالليل والنهار مثل العدل والظلم وكالنور والظلام …صراعٌ أزلي.
الإنسان تارةً يختار وأخرى يجبر وينساق…البعض يرفض الانسياق نحو الظلمة ويصارع الحقد والكراهية وآخرين تمرسوا الكره والحقد فقتلوا الحب في داخلهم.

العراقي حكم عليه أن يعيش تحت سطوة البغضاء والحقد وتفضيل البعض على الآخرين…فمن كان لا شيء وصل للسلطة وسحب معه آفات الأمية ليقتلوا العلم والمعرفة والجمال فضاعت الفرحة وسحق السرور. العراقي عاش في ضل نظامٍ تعسفي شوفيني حكمه قسري يرى القبيح جمالاً فقتل كل حلوٌ وذو طعمٍ وبدل كل ذي عطرٍ شذي لرائحة كريهة مقفرة. وأدخل في العقول صور ملونة سرعان ما أطلَ عليها نور الشمس كشفت عن حقيقتها المزرية.

فتصور البعض أن ذلك هو الجمال هو الحب مع أن البعض كان يعلم حقيقة القبح والكره…فتطبعوا وانقادوا لهاوية الأحقاد، فنشأ جيلٌ لا يعرف للحب معنى. لكن استبشرنا بنور الخلاص من الحقد وهل كنا مخطئين…كلا ونعم!
الأجيال التي استبدلت مذاق الحب بالكره والحقد لا تعرف طعم وحلاوة الحب فما كان في ذواتها أضمحل، وترعرعوا على أنغام الظلام فلم يروا نور المحبة والألفة بل تمسكوا بمخالفاتها وهم بحاجة لم يوقهم المضار، وينبههم لكوارث الظلام.

أين مركز الحب؟
هل هو في القلب كما يشار إليه؟ أم هو في الضمير كما يقصد البعض؟ أم هو في العقل والروح كما يقال؟

المتعارف من القول: أحبك من أعماق قلبي. أن حبكَ ساكنٌ في ضميري ووجداني، وأن كل خلية من جسدي النحيف يهتفُ حباً لك…وما أكثر الجمل اللطيفة.
أن جميع حركاتنا وإحساسنا ومشاعرنا مصدرها المخ (العقل) فالمخ متكون من مجموعة خلايا، ولكل خلية وضيفة وهذه الخلايا مرتبطة بشبكة أعصاب كهر ومغناطيسية منتشرة في جميع أعضاء جسم الإنسان…فالألم البسيط الذي سببه خدش جلد إصبع قدم يشعر به الإنسان، فالخدش أثر في عصبٍ معين أعطى إشارة من خلال الأعصاب الدقيقة وبسرعة فائقة وصل للخلية الخاصة بالحس في المخ فكان للإنسان رد فعل فجائي ولا إرادي، وفي ذات الوقت أعطت الخلية إشارة (أمر) لمكان معين قرب منطقة الخدش ليفرز مادة كيماوية معينة لتتحول لمانع ومضاد لكي لا يحدث التهاب في تلك المنطقة المخدوشة…وهكذا عند جميع الحوادث التي يتعرض لها الإنسان.

كذلك الحال في الرغبة والإحساس والشعور إيجابي كان أم سلبي، فيقال أن الجسم السليم في العقل السليم له معاني وبعد غير المتعارف عليه …وهذا ليس موضوعنا.

من هذه المقدمة البسيطة أردت أن أضع القارئ العزيز أمام صورة معينة لمعرفة مدى تأثير الصور والأصوات والحوادث والأخبار وأي حركة مثل تأثير الخدش البسيط في حركة وتفاعل الأعصاب والمخ…بل وأكثر تأثيراً إيجابي وسلبي.

لو كانت لدية زهرة في سندان في بيتك ووضعت جنبها سماعة مسجل وموسيقى هادئة، وزهرة أحرى في سندانٍ ثانٍ في غرفة بعيدة وبقربها سماعة مسجل وموسيقى صاخبة…عندها ترى أن نمو الزهرتين تختلف عن بعضهما.

كذلك الإنسان يتأثر بالصوت والصورة…فالحزن ينشئه على طريقة وسلوك خاص، والصورة الجميلة والصوت الشجي المفرح يطوره لإنسان إيجابي محب.

وليكن لنا نظرة عامة على تدهور المجتمعات العراقية وأسلوب نشأتها…ولنا لقاء آخر.



#عباس_النوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة ليست رشيدة
- الحكومة العراقية - اللاوطنية
- المهاجر العراقي للسويد - وطلب المالكي
- لعل الحل الأسلم توحيد الأحزاب لجبهتين
- مؤتمر السويد وتعهدات المالكي
- الحكومة العراقية تتدخل في كل شئ - حتى في الرياضة
- السويد ووثيقة العهد الدولي - العراق
- هل الفيليون عراقيون؟
- رسالة مفتوحة للسيد رئيس الوزراء العراقي المحترم
- هل الديمقراطية العراقية تلغي الحركات الإسلامية
- الكتل الجديدة في طريق الصراع
- خلف العليان واللعبة الأخيرة
- هل ممكن تنقيح كتب الشيعة وكتب السنة من الرواسب التي تصنع الإ ...
- من هم الغوغاء
- ما بعد البصرة((حرب ضروس)) أم انفراج تام
- ثقافة القتل مرض اجتماعي أم ضرورة مرحلية
- بعد خراب البصرة
- من يتحمل المسؤولية للتقاتل الداخلي
- المصاهرة الوطنية أم المصالحة الوطنية؟
- مؤتمر القوى السياسية لا يفي بالغرض!


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس النوري - العراقي والحب (2)