أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سنان أحمد حقّي - رداءُ الإفلاس














المزيد.....

رداءُ الإفلاس


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 2318 - 2008 / 6 / 20 - 11:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الغموض غموضان..غموضٌ تستدعيه الوقائع الموضوعيّة وطبيعة العلاقات بين الظواهر والأشياء ،يستلزم الأمر معه التيسير والتبسيط ما أمكن من قبل العلماء والمفكرين وتبيّن لناعبر مسيرة التاريخ مقدار المهارة الفكريّة وعمق الذكاء والفطنة التي تمتّع بها عدد من العلماء على مدى تاريخ الفكر وقد برع منهم كثيرٌفي تبسيط العلاقات المتنوعة بين الظواهر إلى حدٍّ أصبحت معه في متناول التلاميذ وطلاّب المعرفة على مستويات مداركهم المتباينة .
وغموضٌ آخر ليس بأكثر من رداء يستر الإفلاس الفكري الذي يُعاني منه بعض مدّعي الثقافة والعلم ،غموضٌ يتستّر به أصحابه كرداء لإخفاء التضليل البائس والتدليس والتزييف والتزوير والدسّ الذي يُمارسونه للأسف الشديد ،ففي الظلام تكثر الحشرات والأصابع العابثة وليس أخوفُ عندهم من النور .. فهم لا يريدون تنوير ووضوح الأشياء ؛إذ أنه يؤلم ولا شكّ إنه يؤلم تلك العيون التي أصبحت تعشى ولا ترى في النور، فهي تُحسن العبث واغتنام الفرص في حالٍ هي أحسن ما تكون عليه في أحوال الظلام!
إن افتعال الغموض وخبط الماء أصبح وسيلةً تثير الضحك بل حتى الشفقة على أصحابها..ولا نستطيع أن نتحاكم مع أولئك الذين يسطّرون هذيانهم بأشكال متعددة منها أننا نجد أن العبارة عندهم أو الجملة قد تبدا بالمشبّه به وتنتهي وقد تحتوي الجملة على مبتدأ لا خبر له وصفةً لغيرما موصوف ومشبّها به من غير مشبّه وتمثيلا لغيرما ممثّل له وتوريةً لغيرما لفظٍ أو مفهومٍ تُرام توريته وهكذا.. وليس لك أن تسال عن كل ذلك فإن ما يكتبونه ولا شكّ فوق مستوى تفكيرنا بل أعلى من مداركنا ولا شكّ؛ فيفرحون عندما تتوه الأفكار وتختلط الصور ويضيع كما يُقال (رأس الشليلة)عند ذاك يكون النص قد اكتمل ونضج وحقّق الوحيُ مااستهدفه من العبقريّة!
لقد بلغني يوما أن فِتيةً جلسوا جلسة خاصّة وخاضوا في تأليف قصيدة على هذا المنوال الفكري فأخذ كل واحدٍ منهم يقول سطرا فيتبعه الآخر بسطرٍ أو بيت ليس بالضرورة أن يكون على صلةٍ بما سبقه وهكذا حتّى اكتملت القصيدة الغريبة والتي لم لم يجدوا لها عنوانا بسهولة لفرط غموضها وغرابتها ثم أرسلوها إلى إحدى مجلاّت الأدب المعني بمثل هذا ، فلم تُنشر حسب بل تصدّرت العدد التالي وأثنى من أثنى عليها وأوشكت أن تحوز على جائزة الموسم!
وفاتهم إلى حدٍّ بعيد أن البساطة والتيسير هي من سمات العلماء الأعلام والمفكرين المجتهدين وقد يقفون طويلا عند كل ما يُغلق على الناس لتوضيحه وتيسيره فقد روى لي احدهم أن العالم الكبير الفيزيائي العراقي المعروف عبد الجبار عبد الهي كان يقدّم بعض المحاضرات في الفيزياء المتقدمة وأحيانا يتعرّض لنظريات آينشتاين النسبيّة بكثير من التبسيط والتيسير إلى الحدّ الذي كان عدد من طلبة الجامعة من إختصاصات علميّة مختلفة لا علاقة لها بالفيزياء يحضرون بعض محاضراته وعندما تنتهي المحاضرة يجدون انفسهم وقد استوعبوا الشيء الكثير مما كانوا يظنونه مغلقا على الفهم إلاّ على أرفع المستويات!
وأغرب العجائب أنك عندما تنقد شيئا مما يكتب أهل الغموض فإنهم يتمسّكون بهذه الأشكال ويقولون أنهم هكذا يكتبون ولن يُغيِّروا ما ينتهجون بكل إصرار ولا أدري إن كان ما يكتبونه من الخصوص إلى هذا الحدّ ! فمن يستهدفون بنصوصهم ؟ وأي شيء يريدون أن يقولون؟
لقد اطلعنا على نصوص متعددة لكثير من مفكري المتصوفة والتي هي على كثير من الغموض ولكنه في الحقيقة غموضٌ مبرر ولا تجد فيه ما ذكرنا من انفصام المبتدأ عن الخبر أو غيره مما ذكنا بل نجد أن أدب وشعر كثير من المتصوفة على قدرٍ كبير من البناء البلاغي وعلى مستوى من البيان الذي يرقى إلى إثارة الإبداع وتوقير المعرفة بشيء من التأمّل الحيّ والفطنة والتفكير العالي مع احترام العقول أشدَّ الإحترام.
إن الفكر المتسامي إلى أعالي مراتب المعرفة لا يهبط إلى مواضع الإفلاس بدعوى التحليق في معالي المجد، فشتّان هذا وذاك ، ولن يبتغيَ ذوو الخيروالفضائل الحقيقيّة أهدافهم بوسائل هي من بنات أفكار الشياطين!ولن يرتضون لأنفسهم أن يقدّموا لنا بالونات فارغةً على أنها برتقالاتٍ قُطِفت توّاً !
الغموض الكاذب كالحمل الكاذب!إنه تمويهٌ عن بعض الحقائق وليس وجهٌ من وجوهها للأسف فهل من علاج لمثل تلك الآفات الفكريّة التي تصيب الأدب العلمي كما تُصيب الفكر بشكل عام؟



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغش والخداع والتمويه
- نقد فكر ومنهج الإسناد والترجيع!
- في الحداثة وما بعد الحداثة!
- متى ؟ ..متى؟
- نوري السعيد..أيضا!
- مغالطات وأكاذيب!
- خليف الأعمى وسرُّهُ الصغير!
- خليف الأعمى وسرُّه الصغير!
- قولٌ على قول..!( في الماديّة الدايلكتيكيّة)
- حكاية المعمّر الحاج علي أبو سريح!
- توسيع دراسة الظواهر الدينيّة بين الماركسيّة والعلمانيّة ورجا ...
- ألتاريخ لا يُخطيء!
- بكم نبتدي وإليكم نعودُ ومن فيضِ أفضالكم نستزيدُ
- زكيّة الدكّاكة!
- إلى أنظار دولتي رئيسي مجلسي الوزراء ومجلس النواب الموقرين
- بأي حقّ..؟!
- ستراتيجية العصر..في كل (جوكه)لنا خيّال!!!
- إحنا سباع..! وشكّينا الكاع.
- قل أريب ولا تقل مثقف..!
- أمّتان!


المزيد.....




- أشرف عبدالباقي وابنته زينة من العرض الخاص لفيلمها -مين يصدق- ...
- لبنان.. ما هو القرار 1701 ودوره بوقف إطلاق النار بين الجيش ا ...
- ملابسات انتحار أسطول والملجأ الأخير إلى أكبر قاعدة بحرية عرب ...
- شي: سنواصل العمل مع المجتمع الدولي لوقف القتال في غزة
- لبنان.. بدء إزالة آثار القصف الإسرائيلي وعودة الأهالي إلى أم ...
- السعودية تحذر مواطنيها من -أمطار وسيول- وتدعو للبقاء في -أما ...
- الحكومة الألمانية توافق على مبيعات أسلحة لإسرائيل بـ131 مليو ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. مقتدى الصدر يصدر 4 أوامر لـ-سراي ...
- ماسك يعلق على طلب بايدن تخصيص أموال إضافية لكييف
- لافروف: التصعيد المستمر في الشرق الأوسط ناجم عن نهج إسرائيل ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سنان أحمد حقّي - رداءُ الإفلاس