أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خالد عبد القادر احمد - ( الروح الجديدة في المنطقة) التحالف الاقليمي الاوروبي ضد التسوية الامريكية في المنطقة















المزيد.....

( الروح الجديدة في المنطقة) التحالف الاقليمي الاوروبي ضد التسوية الامريكية في المنطقة


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2318 - 2008 / 6 / 20 - 02:18
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


كعادتها , تحاول فرنسا ان تبدو , العنوان الرئيسي للتعامل مع القارة الاوروبية , وبصورة خاصة في حالات التوتر مع الولايات المتحدة الامريكية , ففرنسا من المستفيدين الرئيسيين لبقاء الاوضاع العالمية على ماكانت عليه بعد الحرب العالمية الثانية , ومنزعجة الى اقصى الدرجات من التغيرات التي تستحدثها الولايات المتحدة على تركيبة التحالفات والصراعات فيه , والطابع القومي الفرنسي حار وساخن قياسا بالطابع الانجليزي الهاديء البارد.
ما يدعونا الى هذا التعليق على , فورة النشاط الفرنسي التي تعالت وتائرها منذ انتخاب ساركوزي , هو ان في منطقتنا من يرفض رؤية وحقيقة وواقع ان , تسوية النزاعات في الشرق الاوسط , هي احد المجالات الرئيسة لصراع مراكز الاستعمار العالمي اثناء حالة اعادة اقتسام العالم التي سادت بعد انهيار المعسكر الاشتراكي ومركزه الاتحاد السوفييتي , واحد مجالات اعادة صياغة شروط التفوق الاستعماري العالمي ونقلها من وضع خدمة اوروبا التي صاغت سابقا اسسها الى وضع خدمة الولايات المتحدة الامريكية ,التي تسعى عمليا الى تصدر المركز العالمي الاول وكيف تتقاطع حركة الصراع بين المراكز العالمية هذه مع حركة الاطراف الاقليمية في المنطقة , وانه سيبقى فهما ورؤية مرتبكة عند اي مراقب لا ياخذ هذا التجاذب العالمي والاقليمي بعين الاعتباروسيكون من الصعب المربك المتابعة السليمة لتعاريج الصراع اثناء تنفيذ التسوية .
ولقد اشرنا في مقالات سابقة الى هذا المجال , لكنه لا مانع من العودة الى التذكير مرة اخرى , ان التناغم الاساس في الحركة الاوروبية الامريكية لا قرار التسويات في الشرق الاوسط , هو ان كلا المركزين يرفض التوسع الذي حصل في حجم نفوذ بعض الاطراف الاقليمية(اسرائيل) عن ما رسمت صورتها وصورة ميزان القوى بينها عليه بعد الحرب العالمية الثانية والذي كان ايضا يرسم وضع ميزان القوى الاقليمي امام المراكز العالمية للاستعمارحيث سمحت فترة الحرب الباردة والصراع مع الانظمة المستقلة نسبيا بهذا الخلل , الامر الذي شق الانسجام والتناغم الاقليمي الذي ساد المنطقة حتى عام 1967 , لذلك رحبت بعض الاطراف الاقليمية ( مصر سوريا الاردن ) بمبدأ التسوية , فسارعت مصر مبكرة الى استغلال هذا التوجه العالمي وانجزت تسويتها مع اسرائيل , وهي تسوية عملت اسرائيل من موقع رفض مبداالتسوية على ان تكون التسوية مع مصر عامل تعطيل لباقي التسويات الاخرى ان مع الاردن او سوريا او التسوية الفلسطينية وهي الاخطر على اسرائيل من بين هذه التسويات , وهي تسوية لم تكن لتطرح خلافا اوروبيا امريكيا بشأنها ايضا لانها لم تحتوي على عناصر جديدة , إلا فيما يتعلق بقطاع غزة , حيث كانت مصر مستعدة للتضحية به في مقابل استعادة كل سيناء وهذا ما حدث ويتضمنه الملحق الخاص بالوضع الفلسطيني من اتفاقيات كامب ديفد , لكن التسوية في شرق المتوسط يختلف وقعها وخطورتها على المصالح الاوروبية وشكلت مفرق افتراق بين النهجين الامريكي والاوروبي حول المسالة الرئيسة وهي الانعكاس الخطر على النفوذ والمصالح اوروبية اذا نجحت الولايات المتحدة في تنفيذ التسوية حسب رؤئتها الخاصة والذي بموجبه يتم اعادة رسم صورة وخارطة المنطقة من اواسط اسيا في موضوع بلوشستان وفي منطقة الخليج حول القضية الكردستانية وفي شرق المتوسط حول القضية الفلسطينية حيث سيعاد سلب العديد من الدول مكتسبات الصياغة الاوروبية السابقة ,
فتركيا ستخسر امتدادها في كردستان وكذلك ايران التي ستخسر الىجانب امتدادها في كردستان امتدادها في بلوشستان وكذلك سوريا التي ستخسر امتدادها في كل من كردستان وفلسطين . واسرائيل التي ستخسر توسعها الذي حققته عام 1967 وكذلك الاردن الذي سيخسر الضفة الغربية , لذلك نرى تراجعا في الموقف المصري الذي اصبح يرى انه يمكن استعادة وضعه في غزة
ليس هذا فحسب بل إن الولايات المتحدة اصبحت تطالب بتحديث الانظمة السائدة في المنطقة وهي الانظمة ذات العلاقة التاريخية باوروبا , والتي تشكل صمام امان للاستثمار الاوروبي في المنطقة , ومراجعة بسيطة لحجم علاقات المنطقة بكل من الولايات المتحدة واوروبا سيرينا ان الرئيسي منه هولصالح اوروبا , لذلك استنفرت اوروبا امكانياتها ودخلت في تقاطع مع النهج الامريكي ومعيق له في ان واحد ( دون ان يلغي ذلك تاكتيكات متعرجة من قبلها بحسب الاحتياجات اللحظية لمصالحها) وقد اخذ شكل اعاقتها صورة عامل تخفيف الضغط الامريكي على الاطراف الاقليمية وطرح نفسها كبديل موثوق عنه , ويشكل اتحاد المتوسط اخر الابتكارات الاوروبية بهذا الصدد ,
لقد تحسست الاطراف الاقليمية فائدة الاتجاه الاوروبي واعاقته للاتجاه الامريكي فعملت على تعزيز علاقاتها باوروبا وعملت على رفع تكلفة التدخل الامريكي في المنطقة الى اقصى مدى ممكن , وبصورة خاصة في محاولة لاغراق الاتجاه الامريكي في العراق عبر اسناد ليس المقاومة العراقية فحسب وانما بتدخل تخريبي مباشر من قبلها وخلق امتدادات عضوية مسلحة لها فيها تعمل ضد الوجود الامريكي , وكانت هذه الاطراف كلما احست تراكما في انجازها وعلى الاخص بالاستناد الى المشورة الاوروبية , كلما تقاربت فيما بينها اكثر وابدت مزيدا من الانسجام والتناغم في علاقاتها واتجاه حركنها الى ان تبلورت في النهاية عن حلف يمتد من باكستان حتى مصر .
ان اوروبا كلها بما فيها بريطانيا تقف خلف فرنسا في تصديها للنشاط الامريكي في المنطقة , وقد قدمت فترة نهاية عهد ادارة بوش. والارتباك الذي تحمله فترة الانتخابات الرئاسية في الوضع الامريكي فرصة الاعلان الصريح والمكشوف عن هذا الحلف , ووضع المركز الامريكي في حالة تساوم من موقع ضعف مع اوروبا , تكاد تصل حد فرض الشروط الاوروبية على الادارة الامريكية وان تحليلا دقيقا للاخبار في المدى الزمني وعلى وجه الخصوص منذ بدء الانقسام الفلسطيني والازمة اللبنانية يؤشر تماما نهذا الاتجاه والذي اخذ شكلا فاضحا يخلو من اللياقة الدبلوماسية في الفترة الاخيرة , فاوروبا هي الانجاز , وهي تغطية النظام السوري من المحكمة الدولية وهي في الواقع مركز الحلف الاسود اللاوطني واللاديموقراطي المعلن الان في المنطقة , في حبن تستجيب احجار شطرنج المنطقة ليد التحريك الاوروبية, ان اعلان كوشنير وزير خارجية فرنسا ان ( روحا جديدة ) تسود الشرق الاوسط الان , ما هو إلا اعلان عن استعادة الدور الاوروبي لحيويته في المنطقة , حتى لقد اصبحت فرنسا الناطق الرسمي باسم الانظمة هنا , فها هو ساركوزي يحمل للمنطقة بشارة احتمال التقاء الاسد واولمرت في مؤتمر اتحاد المتوسط الذي سيعقد بتاريخ 13/7/ القادم وهو ما يعني تغطية لكلا الاسمين امام اوضاعهما الداخلية المتازمة ,
اننا لا نؤيد النهج الامريكي كما اننا لا نؤيد النهج الاوروبي , لكن اختيار التاكتيك المناسب للتعامل مع هذين الامرين يتطلب ان نختار ان نخطو كثيرا الى الخلف ام نختار التقدم بضعة انشات الى الامام, وليس سوى البرامج الوطنية المبنية على رؤية سليمة لحركة الصراع العالمي والساعية الى بلورة برامجها الوطنية المستجيبة الى مدى حجمها القومي فحسب هو الكفيل بان يحدد لنا بالضبط اين يجب ان تكون خطوتنا ...



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة التعريف بالمسالة القومية,لماذا؟
- دولة, دولتان , والله يفعل ما يريد :
- في عيْنيْكِ ثورة امراءة
- الامبريالية الفلسطينية
- هل الكاتب والناشرالفلسطيني مناضل من اجل الحرية ؟
- ما هي القيمة الفلسطينية ؟
- حقنة شرجية ماركة ماركس لمعالجة القضية الفلسطينة
- القضية الفلسطينية والمسالة المالية
- الخطوط الحمراء الفلسطينية.
- متى ندرك قيمة التراكم في الانجاز....؟
- رسالة الى وزير الخارجية الالمانية /الصورة الجديدة للنازية ال ...
- الوضع الفلسطيني/ انسجام اعلى مع الوحدة والمصلحة الوطنية الفل ...
- القيمة الحقيقية لما نكتب / رد على السيد عبد الرحمن قاسم
- البارودة الانجليزية ونكسة حزيران
- منطقتنا ومستجدات القرن العشرين والقضية الفلسطينية/ 2
- منطقتنا و مستجدات القرن العشرين والقضية الفلسطينية
- بساطة الحقيقة وصعوبة الاستيعاب
- الدولة الديموقراطية العلمانية/سقوط مستمر
- رسالة الى الرفيق النمري
- الله..يغادر غزة...


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - خالد عبد القادر احمد - ( الروح الجديدة في المنطقة) التحالف الاقليمي الاوروبي ضد التسوية الامريكية في المنطقة