أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - الدبلوماسية العراقية و كيفية انقاذها في نهاية المطاف














المزيد.....

الدبلوماسية العراقية و كيفية انقاذها في نهاية المطاف


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2318 - 2008 / 6 / 20 - 11:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ نشوء دولة العراق و لحد سقوط الدكتاتور، بعيدا عن العرف و العاداة و مخالفا للتقاليد الدبلوماسية المستندة الى القيم و الماديء، بنت الحكومات العراقية المتتالية علاقاتها الخارجية معتمدة على المصلحة الحزبية و العائلية الخاصة و الضيقة و على اسس مخابراتية فقط، و اخيرا المغامرات الدكتاتورية وصلت اقصاها لحد ما وقع الفاس على الراس كما يقول المثل ....و انعزل النظام البعثي منبوذا عن العالم الخارجي .
اعتمد النظام العراقي في كل فترة من حكمه على جهة معينة و كان سخيا في تبذير اموال الشعب العراقي لخدمته الشخصية الى حد وصل به ان يراهن على بعض الدول المنحطة و كان دائما ينظر الى الآفاق الضيقة البعيدة المنال، وكلما حس بتضيق الطوق حول عنقه حاول بشتى الطرق من خلال الترغيب و الترهيب او وضع بعض المطامع على طاولة المباحثات و يحصل به على المسكٍن المؤقت. لاشك ان القيم الفكرية الاساسية كانت بعيدة عن الحسابات التي كان النظام يتعامل بها في سياسته الخارجية والداخلية على حد سواء.
و حصل ما حصل من التغييرات بعد السقوط المهين لهذا النظام الدكتاتوري و شاهدنا ما برز الى السطح من الاسرار التي كان النظام ينكرها، ولا داعي لسردها هنا، الا ان هناك مجموعة من الاسئلة طرحت حول مصير المنطقة و ما يواجهه العراق في المستقبل القريب بعدما وقع في هذه الحال التي نراها، و ما قدرة اصدقاء العراق الجدد على مساعدته، و ما مستوى علاقاتهم مع امريكا، و ما ثقلهم بالنسبة للمعادلات الرئيسية لسياسة امريكا الخارجية، و ما الطرق التي يمكن ان يسلكوها في الوصول الى ما يتمنى العراق تحقيقه.
بعد ان وصل الوضع العراقي الداخلي الى هذا المستوى و تعثرت امريكا في تحقيق جلً اهدافها و لم تحقق ما كانت تتشدق لتحقيقها كما ادعت في العراق، وبسب اخطائها و التدخل الخارجي وصل العراق في اكثر الاحيان الى حافة الهاوية.
لوضع العلاج اللازم لحل هذه المشاكل الداخلية و الخارجية يجب على الجميع بما فيهم الخبراء في كافة المجالات تحديد و تشخيص طبيعة المشاكل العراقية العويصة من خلال مسالتين اساسيتين مهمتين هما استقرار السلطة و النظام و الامن و كيفية ترسيخ الديموقراطية، و يعلم الجميع ان جوهر المشكلة يكمن حلها في تطبيق الديموقراطية، ومن المنطقي ان نقول ان الحل النهائي في انقاذ ما وقع العراق فيه هو البحث في جذور المشكلة التي هي في تركيبة العقل السياسي العراقي و الخصائص التي تنتج نوعيات معينة من الحكم بما فيها الدكتاتورية و دراسة الوضع الاجتماعي الثقافي العراقي و تحديد المميزات التي تساعد على انبثاق حكومات تفرض و تثبت قبضتها على الحكم و توصل العراق الى ما وصل اليه. اما اليوم فهناك مع الحكومة العراقية وجود امريكي التي يمكن ان يساعد فشلها في ايجاد طرق لانهاء سلسلة الحكومات الدكتاتورية ، ولنخلص الى ان الحل هي اقامة دولة عصرية تقدمية تقوم على دستور دائم و تقدمي ياخذ بالاعتبار حقائق الشعب العراقي و تنوعه الموزائيكي من الفئوي و القومي و الديني. هنا لا يمكننا ان نكون مثاليين و نبتعد عن الواقع و ان تاكدنا بان الحل في الدولة الحديثة و النظام الديموقراطي و يجب ان لا نكون افلاطونيين في الحلول و نضع امام اعيننا ان الاجيال الاخيرة الناشئة في العراق في ظل الدكتاتورية و قمعها لا يعرفون معنى الديموقراطية و آلياتها و الراي الاخر و التعددية و حقوق الانسان و غيرها، فالديموقراطية هي عملية تاريخية ممارساتية و ليست دستورا و قوانين فوقية فقط، بل هي وعي و ثقافة و استعداد لدى القاعدة الشعبية و الاجيال جميعا لممارستها، وهنا ياتي دور الرئيسي للنخبة السياسية و الفكرية و الثقافية الى العمل و الجهود المظنية في تهيئة القاعدة و الآليات المطلوبة و قبل هذا و ذاك لابد من الحرية الحقيقية لتتمكن هذه النخب من العمل و التاثير على الواقع الاجتماعي الثقافي السياسي و به نصل الى ان الحرية و فهم الشعب لها هي المرحلة الاولى و الاساسية المطلوبة في السير نحو دولة القانون، اي نتاكد هنا بانه ليس هناك كيان او حزب او شخصية او فكر او عقيدة بذاتها هي الوحيدة القادرة على انقاذ العراق من محنته، بل العملية السياسية الجارية تحتاج الى تغييرات و مطاليب عامة و في مقدمتها الحرية و كيفية الاستفادة منها و عدم استغلالها لاهداف مضادة بل كارضية للوصول الى حال يتجلى فيها الوضع القانوني الدستوري للعملية السياسية ككل و كحل وحيد لانقاذ ما وصل اليه العراق ، اي الحرية و الديموقراطية التي لا تنتج الدكتاتوريات و تضع الحكم على السكة الصحيحة و هما المنقذان الطبيعيان للعراق في نهاية المطاف و ليس شخص مهما كان موقعه و لا حزب مهما كان ثقله او حركة او تيار مهما كان امكاناتهم و لا اي تركيب سياسي اخر.
اما من حيث الدبلوماسية الحديثة للعراق الجديد، لم نحس بشكل واضح الحيادية و العلمية في التعامل مع هذا السلك و المحصصاتية هي الصفة الغالبة على العمل و معتمدين على الايديولوجية الحزبية و القومية و المذهبية دون الاعتماد على القيم و المباديء الحداثوية العصرية، اي تكرار لما ذكر سابقا ، ان الظروف الداخلية و العلاقات الدبلوماسية الخارجية في مأزق و حلهما هو الحرية الكاملة و الديموقراطية الحقيقية و عمل النخب الفكرية الثقافية الحيادية هو المنقذ الموضوعي للعراق اليوم و خروجه من المحنة.




#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يُمحى الارهاب في العراق؟
- ملامح السياسة الامريكية المستقبلية في العراق
- آليات ترسيخ المجتمع المدني في العراق
- الامن الوطني و حق العراق في مياه الدجلة والفرات ام النفط مقا ...
- الجبهة الوطنية ام التعاون السياسي
- هل يجني المالكي من الجولات المكوكية شيئا؟
- اين مفهوم اليسار في العمل السياسي العراقي؟
- من باستطاعته تغيير العقليات السائدة في المنطقة؟
- هل يُرضي ديمستورا جميع الجهات لتطبيق مقترحاته؟
- اي نظام سياسي نريد ؟
- اقليم كوردستان العراق بحاجة الى المثقفين اكثر من السياسيين
- السلطة و الاعلام والالتزام بالثوابت
- الضغوطات منعت نيجيرفان البارزاني من المضي في بعض العقود النف ...
- الاتفاقية العراقية الامريكية وتدخلات دول الجوار
- الاهتمام بالمظهر دون الجوهر في حكومة اقليم كوردستان العراق!!
- الفكر و مصداقية الحكم في العراق!!
- هل تترسخ مسالة قبول الآخر في العراق؟
- لم يقرر الشعب بعد!
- نيجيرفان البارزاني والعمة(بوره مه نيج)
- ما الحل الجذري للمسالة العراقية؟


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - الدبلوماسية العراقية و كيفية انقاذها في نهاية المطاف