أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبد الحسين شعبان - ماذا بعد وثيقة الإعلام العربية؟!















المزيد.....

ماذا بعد وثيقة الإعلام العربية؟!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2320 - 2008 / 6 / 22 - 08:27
المحور: الصحافة والاعلام
    


توصل وزراء الاعلام العرب الى إقرار وثيقة مبادئ تنظيم البث الفضائي الاذاعي والتلفزيوني في المنطقة العربية، وذلك خلال اجتماعهم في جامعة الدول العربية في القاهرة 12 شباط 2008، وقد وقع عليها جميع الوزراء العرب باستثناء قطر التي ارجأت التوقيع لحين عرضها على السلطات والمؤسسات التشريعية القطرية، للتأكد أنها لا تتضمن مواد تتعارض مع تشريعاتها.
ورغم أن الوثيقة تعتبر استشارية أو استرشادية أي غير ملزمة، الاّ أنها حسب وزير الاعلام المصري أنس الفقي "وثيقة ملزمة" حين قال: سيتم إلزام الفضائيات التي تبث من مصر بها وأن هذا أحد الاسباب التي كانت وراء تأجيل الموافقة على بث فضائيات جديدة على النايل سات.
كما أن وزارة الاعلام المصرية حسب الوزير الفقي ستقوم على الفور بإرسال الوثيقة الى مجلس ادارة المنطقة الحرة الاعلامية ومجلس إدارة النايل سات لتكون الإطار الناظم لعملها، وستصبح الوثيقة ملحقاً للعقود التي سبق وأن تم ابرامها مع القنوات الفضائية وكذلك عقود استئجار الاستوديوات بمدينة الانتاج الاعلامي (6 اكتوبر).
وقد أثارت وثيقة المبادئ ردود فعل كثيرة اعلامية وحقوقية، تلك التي تعتبرها بمثابة عائق جديد أمام حرية الإعلام وحرية التعبير في الوطن العربي. ولعل المسألة الخطيرة التي بحاجة الى وقفة جدية هي تلك التي تتعلق بانسيابية الاخبار والمعلومات "المستقلة" والحق في تلقيها وبثها على ملايين الناس الذين قد يكونون عرضة للتأثير من جانب قوى متعصبة ومتطرفة، فما بالك إذا تم تقنين حرية التعبير والحق في تدفق المعلومات ونشرها وإذاعتها طبقاً لما تقرره المادة 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان.
وبقراءة لقائمة المحظورات التي ينبغي على الاعلام الالتزام بها فسوف تضيق الى حدود كبيرة فسحة الحرية، بل إن سيف الرقابة سيكون مصلتاً عليها لاسيما تفسير وتأويل حدود الحرية المقننة الممنوحة والمتبقية طبقاً لاعلان المبادئ، التي لا تشمل البث التلفزيوني فحسب، بل استهدفت الاعلام الالكتروني أيضاً، كما شملت مصادرة الاجهزة والمعدّات خلال التصوير والأعمال التمهيدية حتى قبل البث.
وتشمل قائمة الممنوعات:
* "عدم تناول القادة والرموز الدينية في العالم العربي بالتجريح!" ولكن ما هي حدود النقد والتجريح؟ ثم من هو الذي يحدد القادة والرموز وهل هم خارج نطاق عملية النقد، وفوق المجتمع والدولة؟ وماذا لو ارتكبوا خطأ أو انتهاكاً، فكيف يمكن للاعلام التصدي لتلك الظواهر إنْ لم يكن بالنقد وكشف الحقائق؟!.
* "الالتزام بالقيم الدينية والاخلاقية للمجتمع العربي ومراعاة بنيته الاسرية وترابطه الاجتماعي!" وهذه هي الاخرى أحكام عامة يمكن تفسيرها وتأويلها، فبعض العادات أو التقاليد والتي قد تختلط بالقيم والاخلاق تعدّ باليةً ومتخلفةً وتستحق النقد، والهدف هو توعية المجتمع وتخليصه مما لحق به من ترهات وما علق به من أدران، تحتاج الى شحذ سلاح النقد وتشجيع الناس على تلمّس المشترك الانساني للحضارات والثقافات مع مراعاة الخصوصية العربية والاسلامية، علماً بأن قوانين الاسرة والتقاليد الاجتماعية تختلف من مجتمع الى آخر.
* "الامتناع عن بث كل ما يتعارض مع توجهات التضامن العربي"، وهذه مسألة عامة وغامضة أيضاً، ولعل هناك اجتهادات واختلافات حولها، كما أن وظيفة الاعلام الحر هي في التنوير وقول الحقيقة وكشف ما يعارضها ونقد المظاهر السلبية، وقد تختلف زاوية الرؤية بين الاعلامي وموظفي الاعلام سواءً كانوا وزراء أو مؤسسات، باختلاف دورهم وهنا لا بدّ من تسليط الضوء على نقابات الاعلاميين والصحافيين واتحاد الصحافيين العرب ودورهم في نقد الوثيقة وما يترتب عليها.
* "الامتناع عن بث كل ما يتعارض مع الذات الالهية والاديان السماوية والرسل والمذاهب والرموز الدينية"، وأثار هذا الأمر في الماضي ويثير في الحاضر والمستقبل مشكلات كبيرة، فنقد الظواهر السلبية بما فيها التي تستخدم الدين ستاراً او يافطة قد يؤدي الى ملاحقة الاعلامي قانونياً، كما أن تدخّل رجال الدين بأمور السياسة والثقافة والادب والفن والعلم والسياحة والتجارة والحلال والحرام والتأثيم والتجريم، يجعل هذه المؤسسة فوق الدولة وفوق المجتمع، وقد تم الاستعداء ضد مثقفين بحجة مروقهم أو خروج نتاجاتهم الابداعية على الدين، وتم التحريض على قتل ادباء وفنانين ومبدعين في العديد من الدول العربية تحت دعاوى زائفة وفتاوى دينية كيدية.
إن تهديد الوثيقة بسحب أو عدم تجديد أو تجميد ترخيص القنوات الفضائية المخالفة لأحكامها يجعل من المؤسسات الاعلامية الحرة والمستقلة تحت مرمى مدفعية الجهات الرسمية والمحافظة، إذ أن تنفيذ هذه الاحكام سوف يعوق ويكبح سبيل حرية التعبير، وإضافة الى تعارضه مع الاعلان العالمي لحقوق الانسان (المادة 19) فإنه يتعارض مع المادة 19 من العهد الدولي الخاص للحقوق المدنية والسياسية، وكذلك مع المادة 32 من الميثاق العربي لحقوق الانسان التي تضمن الحق في الحصول على المعلومات وحرية التعبير، وهو الميثاق الذي اعتمدته جامعة الدول العربية العام 2004 بعد نقاشات وتعديلات استمرت من العام 1971 وحتى العام 1994 ثم أجريت تعديلات جوهرية عليه ليتم اقراره في مؤتمر القمة العربية.
ومن بواعث القلق أن تعزيز التعاون الأمني والاعلامي الرسمي وفي ظل غياب تعريف واضح للتدابير المقصودة بمكافحة الارهاب، والتي يُفهم منها زيادة الرقابة والتدخل في شؤون الاعلام بما يضعف حرية التعبير، ويعرّض الاعلامي الى المساءلة الأمر الذي قد يصل الى التعرّض لأحكام قاسية وعقوبات غليظة.
عندما قرأت وثيقة اعلان المبادئ، استذكرت الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب التي تم التوقيع عليها في 22 نيسان 1998 من جانب وزراء الداخلية والعدل العرب، واثارت حينها سجالات ونقاشات وجدالات ساخنة، مثلما أثارته وحرّكته وثيقة اعلان المبادئ التي قال الوزراء والمسؤولون: إنها إنجاز كبير، في حين أن مؤسسات المجتمع المدني اعتبرتها تمس على نحو كبير بحرية التعبير وتضيّق على الحريات وتحوّل سيف الارهاب الى سيف مصلّت على الاعلامي والناشط في المجتمع المدني بما يعني تجاوز الهدف من توقيعها.
وتذكرتُ حديثاً لي مع مسؤول عربي رفيع المستوى سبق أن نشرته في كتابي "ثلاثية الثلاثاء الدامي: الإسلام والإرهاب الدولي"، حين قال لي إننا الآن بحاجة الى حقوق الانسان، ولعلها فرصة لكي تثبت منظمات حقوق الانسان دورها في هذا الظرف بالذات (بعد أحداث 11 أيلول 2001)، فأجبت محدثي بأننا الآن جميعاً في قارب واحد وقد نغرق إذا لم نتعاون ولم تلبّ الاحتياجات الاساسية للحقوق والحريات، وهو الأمر الذي استعدته وأنا أقرأ وثيقة إعلان المبادئ الاعلامية العربية، التي لم تواكب فضاء الحرية الواسع وصناعة وتكنولوجيا الاعلام وثورة الاتصالات والمواصلات بل وقفت عند أطلال الماضي المزدحم بالمحظورات والعقوبات!!
(*) كاتب ومفكر عراقي



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفارقات العدالة الدولية
- أزمة الرهن العقاري الأميركي... ما انعكاساتها على العالم العر ...
- مهنة الدبلوماسية!
- حرية التعبير وتحديات الإصلاح والديمقراطية
- الإعلان العربي للمواطنة
- الصمت الآثم: «المبشرون» وغسل الأدمغة!
- حقوق الإنسان: الهاتف الغيبي!!
- الجولان والوساطة التركية
- حقوق الإنسان: اعتذار أم حالة إنكار؟
- الأمم المتحدة والضحايا الصامتون!
- احتلال العراق وقصة الانتحال والمخابرات “العظيمة”
- معاهدة عراقية - أمريكية سيعلن عنها في يوليو
- المحاكمة: المنظور والمحظور!
- الاستثناء العربي والمرجعية الدولية للديمقراطية
- المعاهدة الأميركية - العراقية: ابتزاز أم أمر واقع؟!
- جدلية الإصلاح العربي: الساكن والمتحرك!
- ثقافة الخوف والإرهاب!‏
- في أزمة الشرعية
- المواطنة والفقر
- التشكيك بحقوق الإنسان!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبد الحسين شعبان - ماذا بعد وثيقة الإعلام العربية؟!