أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد كليبي - 3 - صفر لصالح القادة الأوروبيين














المزيد.....

3 - صفر لصالح القادة الأوروبيين


محمد كليبي

الحوار المتمدن-العدد: 2317 - 2008 / 6 / 19 - 06:53
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


على عكس الحال لدينا في العالم العربي , قدم ويقدم قادة الدول الأوربية , يوما بعد يوم , الدليل تلو الدليل , على مدى وعيهم الديمقراطي من ناحية , وعلى الادراك والبصيرة الاستراتيجية التي يملكونها , والتي تهدف الى بلوغ الاتحاد الأوروبي مرحلة الدولة الواحدة , دولة متعددة الأعراق والقوميات واللغات .

ومنذ أيام شهدت ايرلندا - العضو الصغير في الاتحاد الأوروبي - استفتاء شعبيا على " معاهدة لشبونة " التي تمثل دستور الاتحاد الأوروبي . وقد أثبت الايرلنديون - ومن قبلهم الفرنسيون والهولنديون - برفضهم للمعاهدة , عدة أمور :

أولا : المدى الكبير الذي بلغته الديمقراطية في أورويا الغربية والعالم الغربي عموما . وأن صوت المواطن/ة لا يذهب هباء بالشراء والتزوير - كما هو الحال في العالم العربي بديمقراطيته البدائية الناتجة عن البدائية الفكرية والثقافية والاجتماعية كتحصيل حاصل للدين والفكر الديني - . وأن رأي الشعب محترم لدى السلطات الحاكمة . فعلى الرغم من أن الحكومة الايرلندية بكل امكاناتها المادية والاعلامية كانت مع " نعم " للمعاهدة , الا أن المعارضون للمعاهدة استطاعوا - نتيجة المناخ الديمقراطي الصحي - اقناع الشعب بالرفض لهذه المعاهدة , وقال الشعب الايرلندي رأيه ب " لا " مدوية على كامل أوروبا ..... ومع ذلك أحترم رأي الايرلنديين حتى وهم ضد أوروبا . وقد استمعت الى عدة قادة أوروبيين ومنهم أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية تعبر عن أسفها الشديد لنتيجة الاستفتاء وفي نفس الوقت تعبر عن شديد احترامها لقرار الناخب الايرلندي .

ثانيا : اتساع الهوة بين القادة الأوروبيين وشعوبهم . فالملاحظ أن قادة أوروبا أكثر تقدمية من شعوبهم , وأكثر استعدادا لتقديم التنازلات تلو التنازلات في سبيل المصلحة العليا للشعوب الأوروبية وللدولة الأوروبية المرتقبة . فمن يصدق - خاصة نحن العرب - أن القادة الأوروبيين يعملون أساسا ضد مصالحهم الشخصية ! وضد الأنانية البشرية المجبولة على حب السلطة والتسلط !, في حين أن هؤلاء القادة العظام - نعم العظام - يقدمون التنازلات تدريجيا منذ تأسيس الاتحاد الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية , يقدمون التنازلات سواء عن سلطاتهم الشخصية أم عن سلطة واستقلالية بلدانهم !!؟؟

ثالثا : المرونة السياسية العالية التي يتميز بها القادة الأوروبيون . فعلى الرغم من الرفض السابق للمعاهدة في فرنسا وهولندا عام 2005 , الا أن القادة الأوروبيين لم ييأسوا ولم يستسلموا لذلك الرفض , بل على العكس جرى الحوار والنقاش المستفيض حول المعاهدة وبنودها , ايجابياتها وسلبياتها , أسباب رفضها من قبل الفرنسيين والهولنديين , كيفية معالجة السلبيات . وفعلا تم تعديل المعاهدة لتخرج في صورة جديدة معدلة ومنقحة هي " معاهدة لشبونة " الحالية , المعاهدة التي بدورها رفضت من قبل الشعب الايرلندي مؤخرا . ولكن حتى هذا الرفض لن يستسلم له قادة أوروبا - كما سمعت البعض منهم وكما أتوقع دائنا منهم - ولن يثنيهم عن المحاولة من جديد لايجاد حل ومخرج لهذه المعضلة الجديدة . وفعلا هنالك عدة اقتراحات مقدمة لمعالجة هذه المشكلة التي تعرقل سير الاتحاد الأوروبي نحو الوحدة الكاملة . ومن تلك الاقتراحات , استثناء ايرلندا من بعض الالتزامات الاتحادية أو عقد اتفاقية فرعية مع ايرلندا . ولكن في اعتقادي أن أفضل الاقتراحات والحلول التي يمكن أن تقدم هي جعل الاتحاد الأوروبي مشابها في تكوينه للولايات المتحدة الأميركية التي جعلت لكل ولاية دستورها ونظامها القانوني الخاص , وبالتالي فهنالك شبه استقلالية لكل ولاية أميركية . وهذا ما يمكن تطبيقه في الاتحاد الأوروبي القادم .

كلي ثقة بأن القادة السياسيين الأوروبيين قادرين على تجاوز هذه العقبة وغيرها , والوصول بأوروبا الى الوحدة الكاملة . انها العقلية الغربية التي لا تعرف المستحيل .




#محمد_كليبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلام ... ومستقبل البعث السوري
- على ضوء التحقيق مع أولمرت ... متى يحاسب الحكام العرب ؟
- لماذا لا يحاكم الزنداني في اليمن ؟
- الحجاب ... النقاب ...
- المرأة ... بين الأسرة و العمل
- المرأة والعنف المنزلي
- الهيئة العليا لمكافحة النكاح..


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد كليبي - 3 - صفر لصالح القادة الأوروبيين