هفال زاخويي
الحوار المتمدن-العدد: 2317 - 2008 / 6 / 19 - 02:31
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
كسياسة أمر واقع وتفادياً لمشاكل أكبر وترضية للأطراف المتنفذة التي تعشق السلطة يستوعب العراقيون مبدأ المحاصصة والتوافقات التي أضرت بهم كمواطنين وافادت الأخرين كأحزاب وتيارات ... وليس بجديد أن يكون المواطن العراقي هو الخاسر الأكبر في كل معادلة سياسية في هذا البلد وفي ظل أي نظام حكم كان ، فهذا البلد لم يكن يوماً مشروعاً للبناء من قبل الأنظمة الانقلابية التي حكمته بقدر ما كان مشروعا للدمار ، اما ديمقراطيتنا الجديدة فهي أيضاً ليس بمقدورها لحد الآن تحقيق الشعارات التي ترفعها نظراً لانها ديمقراطية الكبار وديمقراطية المتنفذين وليست ديمقراطية دولة المواطنة وينبغي أن لانتوهم بأن الإعلام المستقل وتعدد الأحزاب هي وجه الديمقراطية الحقيقي ، بل لا يجوز أن نقتنع بأن الديمقراطية يمكن اختزالها في هذين الجانبين ، الأكثر وضوحاً في بلدان من طراز العراق هو اختزال الديمقراطية في شيء اسمه " الرموز والقادة " وهذا ما ليس موضوعي الذي اتناوله هذا الاسبوع.
نعم ، كضرورة مؤقتة وكحل وسط لتفادي تعقيد الأوضاع وتعميق الخلافات نستوعب التوافقات والمحاصصة في مؤسسات الدولة العراقية التي اصبحت استحقاقات حزبية فئوية وهذا بمجمله يكون على حساب تخلف البلد وبقائه مدمراً وبقاء المواطن معانياً ... لكن ما لا نستوعبه بل ونندهش منه هو تكالب هذه الأطراف الحزبية -التي تتقاسم الجهازين اللتشريعي والتنفيذي- على التمثيل الديبلوماسي وتخضع هذا المجال الخطير والحساس للمحاصصة ويبقى موضوع السفارات محل سخرية العالم واندهاش الناس ... نسمع هذه الأيام ان قائمة السفراء التي تم تقديمها للبرلمان تحمل اسماء ولا تحمل كفاءات ... قائمة فرضت فرضاً على الخارجية ووزيرها الذي يعاني من المحاصصة وهو في حيرة من امره بسبب الأسماء التي يتم ترشيحها من قبل الأحزاب ليعملوا كسفراء وموظفين دبلوماسيين في شتى بقاع الأرض ... هل في هذه الحالة السفير يمثل العراق ام يمثل حزبه وطائفته...؟ حتى التمثيل هنا ليست بالمشكلة العويصة ، لنفترض انه يمثل العراق كدولة ولكن هل هو يمتلك الكفاءة والخبرة اللازمة التي تؤهله لكي يكون سفيرا او ملحقاً ثقافياً او اقتصادياً ؟!
يفترض بهيئة رئاسة مجلس النواب ورؤساء الكتل والنواب وكذلك المجلس السياسي للأمن الوطني وهيئة رئاسة مجلس الوزراء أن تكون صارمة في هذا المضمار وان لاتقبل بموظفين دبلوماسيين لايعرفون متى تأسست الدولة العراقية الحديثة ومتى سقطت الملكية ومن هو اول امين عام للأمم المتحدة.
لقد اصبحت السفارات العراقية في هذه الأيام مادة للنكتة التي عرف بها العراقيون ... ينبغي بجميع الأطراف الرسمية وكذلك قادة الأحزاب ان يتحملوا مسؤولياتهم ويبتعدوا عن التدخل في تعيين السفراء وموظفي السفارات ، فسعادة أي سفير كان يمثل العراق كدولة واحدة موحدة ولا يمثل حزبه وطائفته وعرقه ، هذا ان كان التوجه لدى هذه الاحزاب توجهاً وطنيا واسع النطاق وليس توجهاً حزبيا متقوقعاً .
يا هيئات الرئاسات الثلاث الموقرة ويا قادة أحزابنا الحاكمة رفقاً بسمعة العراق الدبلوماسية ورحمة بالكفاءات والمهنية الدبلوماسية ورفقاً بوزير الخارجية .
#هفال_زاخويي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟