ناجي عقراوي
الحوار المتمدن-العدد: 137 - 2002 / 5 / 21 - 08:38
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
عزيزي محمد السماوي المحترم
تحية تقدير
قرأت ما نشرتموه يوم 20/5/2002 في موسوعة النهرين ، من شعر جميل بعنوان
( ممكن أن يكون العراق أمتين ) .
أخي في الوطن والمصير :
لم نتعارف ولكننا نعرف بعضنا البعض منذ أن فتحنا عيوننا على الحياة ، يربطنا خيط غير مرأي اسمه العراق ، وعيوننا جميعا شاخصة إلى يوم الخلاص في وطن الغربة وغربة الوطن .
سحقا للعنصرين الذين قالوا كاكه وعبد الزهرة يتقاتلان ، كلا انهما معا يقاتلون الطغيان والمذهبية المقيتة ، وان كانا في خندقين متضادين ، لأن تواجدهما في مكانين مختلفين هي بالرغم من إرادتهما .
يا شريكي في الوطن :
الفرق بينك وبينهم شاسع ، انهم يريدوننا جميعا أن نعيش زمن الكوليرا إلى يوم الدين ، أنهم علامات طائشة سممت أجواء العراق ، ولا يعرفون عطاء سوى ليل السجون والقيود ، لذا نرمي تخرسا تهم في مزبلة التاريخ .
أما أنت وأمثالك تريدون الحياة ربيعا ومحبة لا تكبل فيها الرجاء، لأنكم تستعملون العقل بدلا من العضلات ، أما كلماتك فهي تعبير عن سمو النفس نعلقها على جبين الأيام .
مهما حاول المتسلطون لصق نتوءات ورتوش رديئة بوحدتنا الوطنية ، فستبقى هذه الوحدة اصلب وامتن لان الوئام الوطني في عقولنا ، أما هم فيريدونها في جيوبهم .
انهم ينشدون الظلامية والسلطة ومن ورائهم أصحاب الذهنيات المعطوبة في المنطقة ، أما أنتم ونحن نريد عراقا تتصافى فيها القلوب وتنقشع من سمائها الغيوم ، وتتردد في أجوائها تكبير الجوامع والحسينيات مع أجراس الكنائس ، وصوت الناي والأبوذية من البادية والأهوار مع لحن المزمار والحيران من الجبل .
عزيزي : مهما حاول البعض حجب الشمس بالغربال ، فان أمثالك من الصادقين يبغون الحقيقة ، فلا زال العراق بخير وسيبقى طالما هناك أمثالكم من الخيرين ، وما احسن قولك :
أنا لن أنسى الموكب
الكرد
أمة كالبت أنواع الخسف
وما أجملها حينما تقول :
العراق جزء أمة
لكن في إطار واحد
هو
ما بين النهرين
تقبلوا منا تحية عراقية صادقة .
المخلص دوما
ناجي عقراوي
هولندا في 20/5/2002
#ناجي_عقراوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟