|
الصحافة المستقلة، والافتقار إلى ممارسة الاستقلالية!!!… .....5
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 2316 - 2008 / 6 / 18 - 11:29
المحور:
الصحافة والاعلام
الصحافة "المستقلة " وافساد الحياة السياسية :
وانطلاقا من لعب الصحافة المستقلة على حيادية الجماهير الشعبية، واستغلال ذلك الحياد لتحقيق أهداف معينة، نجد أن هذا النوع من الصحافة "المستقلة"، يصير أفضل وسيلة لإفساد الحياة السياسية، عن طريق إشاعة الحياد السلبي في المجتمع، والذي يجعل الجماهير الشعبية الكادحة ترفض التعامل مع مختلف التنظيمات الحزبية، والجماهيرية.
ذلك أن الحياد السلبي ليس هو الحياد الإيجابي، لأن الحياد الإيجابي يقتضي التعامل مع مختلف التنظيمات الحزبية، أو الجماهيرية، تعاملا موضوعيا، فيأخذ منها ما تقتضيه حركة الواقع المتحول باستمرار، ويرفض منها ما يتناقض مع ذلك الواقع، حتى وإن كان يستجيب للتطلعات الفردية. والموضوعية في التعامل مع مختلف التنظيمات، هو ديدن الحياد الإيجابي. والصحافة "المستقلة" لا تمارس الحياد الإيجابي أبدا، وإلا:
فلماذا تهاجم الك.د.ش؟
لماذا اعتبرت أن الإضراب العام في غير محله؟
لماذا تعمل على إلصاق القرارات الكونفدرالية التي تتخذها الأجهزة التقريرية بشخص قائدها الكاتب العام للك.د.ش. الأخ محمد نوبير الأموي؟
لماذا تعمل على اعتبار قرار الإضراب العام الذي اتخذته الأجهزة التقريرية ممارسة فردية، وبيروقراطية؟
لماذا اعتبرت أن هذا الإضراب العام لا يستجيب لحاجيات الجماهير الشعبية الكادحة؟
لماذا عملت على تعبئة الجماهير تعبئة مضادة، حتى لا تنخرط في الإضراب العام ليوم 21 مايو 2008؟
ولماذا تبث هذه الصحف "المستقلة" وجهة نظرا الحكومة فيما يخص نسبة المشاركين في الإضراب العام؟
لماذا لم تعمل على نشر نسبة الإضراب الحقيقية التي تعلمها الطبقة الحاكمة حق العلم، وكما هي متوفرة لدى الأجهزة المحلية، والمركزية للكونفدرالية الديمقراطية للشغل؟
والصحافة "المستقلة"، عندما تمارس الحياد السلبي، فإن هدفها من ذلك هو جعل هذا النوع من الحياد ممارسة فردية، وجماعية، حتى يصير معظم أفراد الشعب، مجالا للاستغلال الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، وطعما للتحالف البورجوازي الإقطاعي، وسلما للوصول إلى المؤسسات المحلية، والوطنية، التي تعتبر خير وسيلة للنمو السرطاني للثروات البورجوازية، والإقطاعية، التي تصير خير وسيلة لنهب ثروات الشعب المغربي، ولإفساد الحياد السياسية، كما حصل، ويحصل في جميع المحطات الانتخابية، كمحطات لذبح الممارسة الديمقراطية كل خمس سنوات، أو كل ست سنوات، كما هو الشأن بالنسبة للمغرب.
وممارسة الصحافة "المستقلة" للحياد السلبي، ما هي إلا مساهمة بئيسة، ومنحطة، لإفساد قيم الشعب المغربي، مما يؤدي إلى إفساد الحياة السياسية، الذي يصير مرضا عضالا يعاني منه الشعب المغربي إلى حين التخلص من أثر الصحافة "المستقلة" على مساره العام، وقيام صحافة حقيقية، سواء كانت حزبية، أو محايدة حيادا إيجابيا، مما يمكن غالبية الجماهير من امتلاك وعيها الحقيقي، الذي يمكنها من الانخراط الإيجابي في الحياة السياسية.
فهل تراجع هذه الصحافة المستقلة نفسها من أجل إنتاج ممارسة صحافية محايدة حيادا إيجابيا؟
هل تساهم بممارستها للحياد الإيجابي في إعادة تربية الجماهير الشعبية الكادحة على الحياد الإيجابي؟
هل تتعامل مع الأحزاب السياسية، والمنظمات الجماهيرية، بما فيها النقابات، ومن بينها الك.د.ش. تعاملا موضوعيا؟
هل تحترم إرادة الجماهير الشعبية الكادحة، بدل ممارسة تضليلها؟
هل تلتزم بالحقيقة الإعلامية، كما هي، دون زيادة، أو نقصان؟
خلاصة عامة:
وما يمكن أن نخلص إليه من خلال تناولنا لفقرات موضوع: "الصحافة المستقلة"، والإقتار إلى ممارسة الاستقلالية، هو أن مفهوم الاستقلالية، يتم الالتفاف عليه، ليفيد شيئا آخر غير الاستقلالية، وان مفهوم الصحافة المستقلة، يصير بدوره محرفا ليفيد معنى الانتماء إلى الطبقة الحاكمة، وإلى المؤسسة المخزنية، في معظم الأحيان، مما يجعلنا نكاد نجزم بأنه لا يوجد شيء اسمه الصحافة المستقلة، نظرا للارتباط المكشوف المباشر، وغير المباشر، لهذه الصحافة مع الرموز المخزنية، في مقابل تنظيم الهجوم الإعلامي على النضالات المطلبية، التي تقودها العديد من المنظمات الجماهيرية، وفي مقدمتها النضالات التي تقودها الك.د.ش. ونظرا للتعامل السلبي مع الإضراب العام، الذي دعت إليه الك.د.ش. المصحوب بالهجوم المنظم، وغير المبرر، على الكاتب العام للك.د.ش. وأن الواقع السياسي في المغرب، بسماته التي وقفنا عليها، لا يمكن أن ينتج إلا صحافة مدعية للاستقلالية، وهي في الواقع لا علاقة لها بالاستقلالية، ونظرا لطبيعة معظم مسئولي الصحافة "المستقلة"، فإنهم يوظفون صحافتهم "المستقلة" للعب على الحياد السلبي للجماهير الشعبية الكادحة، لتبرير خطاب الطبقة الحاكمة، والمؤسسة المخزنية إلى هذه الجماهير "المحايدة"، من أجل أن يصير في خدمة الطبقة الحاكمة، والمؤسسة المخزنية. وهذه الصحافة "المستقلة"، بذلك، تعمل على إفساد الحياة السياسية بصمتها عما يقوم في الواقع من أشكال الفساد السياسي، إلى جانب الفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، حتى يصير ذلك الفساد مفرخة لتزوير إرادة المواطنين، وبأشكال أكثر تطورا من أشكال التزوير التقليدية.
فهل تراجع الصحافة "المستقلة" نفسها من اجل أن تصير مستقلة فعلا؟
هل تتعامل مع ما يجرى في الواقع تعاملا موضوعيا؟
هل تصير منبرا لإشاعة الفكر المتنور بين جميع أفراد المجتمع؟
هل يجد المواطن البسيط، والمحايد، نفسه في هذه الصحافة "المستقلة"؟
هل تلعب هذه الصحافة "المستقلة" دورها في إشاعة الحياد الإيجابي في الواقع الاجتماعي؟
هل تعمل على تربية المواطن على الاختيار الحر، والنزيه، في إطار ممارسته لحقه في تقرير مصيره الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي؟
هل تصير هذه الصحافة منفتحة على الرأي، والرأي النقيض؟
هل تصير صحافة لجميع الأحزاب، ودون استثناء؟
إن ما يهمنا من تناول هذا الموضوع هو لفت الانتباه إلى أن الصحافة المستقلة، يجب أن تصير مستقلة فعلا، بتجنبها السقوط في فخ الانحياز.
فهل تعمل الصحافة المستقلة على أن تصير كذلك؟
ابن جرير في 04/06/2008 محمد الحنفي عضو اللجنة الإدارية للنقابة الوطنية للتعليم (ك.د.ش.)
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصحافة المستقلة، والافتقار إلى ممارسة الاستقلالية!!!… .....
...
-
الصحافة المستقلة، والافتقار إلى ممارسة الاستقلالية!!!… .....
...
-
الصحافة المستقلة، والافتقار إلى ممارسة الاستقلالية!!!… .....
...
-
الصحافة المستقلة، والافتقار إلى ممارسة الاستقلالية!!!… .....
...
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....18
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....17
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....16
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....15
-
الشارع الرئيسي بين إهدار المال العام وتشريد مآت الأسر ... !!
...
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....14
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....13
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....12
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....11
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....10
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....9
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....8
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....7
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....6
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....5
-
العمل المشترك: أهميته دوره ضرورته آلياته.....4
المزيد.....
-
بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط
...
-
بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا
...
-
مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا
...
-
كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف
...
-
ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن
...
-
معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان
...
-
المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان..
...
-
إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه
...
-
في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو
...
-
السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|