أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - الصداميون والسلفيون الطائفيون وجهان لعملة قمعية واحدة : على هامش المشاركة في برنامج حواري عن القرار 137على فضائية -المستقلة















المزيد.....


الصداميون والسلفيون الطائفيون وجهان لعملة قمعية واحدة : على هامش المشاركة في برنامج حواري عن القرار 137على فضائية -المستقلة


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 718 - 2004 / 1 / 19 - 06:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


  شارك كاتب هذه السطور مساء أمس السبت 17/1/2004 في برنامج حواري مباشر على فضائية "المستقلة " هو برنامج " صوتك مسموع " الذي يعده ويقدمه الإعلامي الجزائري المتميز جمال الدين طالب إلى جانب أحد الأخوة الإسلاميين هو الشيخ حسين الأسدي وأحد الرفاق من الحزب الشيوعي العمالي العراقي هو عبد الله صالح . كان موضوع الحلقة من البرنامج مخصصا لمناقشة القرار اللصوصي الذي اتخذته العناصر السلفية السنية والشيعية في مجلس الحكم المعين من قبل الاحتلال ووقَّع  عليه سرا يوم 29/12/2003 السيد عبد العزيز الحكيم  رئيس حزب المجلس الأعلى للثورة الإسلامية . وفي هذه المداخلة المكتوبة أود أن أقدم شهادة حول ما دار في تلك المناظرة أو المناقشة التلفزية وأضيف بعض الملاحظات التوضيحية حول الموضوع مما فاتني الإدلاء به خلال المشاركة المباشرة والمترجلة ، وسأقدم سردا ،سأحرص على أن يكون موضوعيا نسبيا ، فلا أحد يمكنه الحياد في موضوع خلاف هو طرف فيه ،  لوجهات النظر والتدخلات التي طرحت حول الموضوع مع الاعتذار سلفا لزميلي في الحوار صالح والأسدي ولبعض المتدخلين عبر الهاتف  لأنني سأمر سريعا على مداخلاتهم  .
يمكن تلخيص وجهات نظر المشاركين في المناظرة على الشكل  التالي :
 وجهة نظر مدافعة مع شيء من التردد والغموض عن القرار 137 لأنها اعتبرته حلا لمشاكل كثيرة كان يعاني منها بعض أبناء الأقليات كالصابئة واليزيديين وعلى أساس أن القرار هو عودة إلى الحالة الطبيعة للعلاقات الإنسانية في المجتمع العراقي . من ناحية أخرى فقد  ساوى صاحب  وجهة النظر هذه وهو الشيخ الأسدي بين قانون الأحوال الشرعية الذي جاءت به ثورة 14تموز 1958 واعتبره غير شرعي لأنه نتاج لانقلاب غير شرعي قام به عبد الكريم قاسم وبين قرار الإلغاء 137 لأنه نتاج لمجلس الحكم والذي هو جهة غير منتخبة . بمعنى ، أن وجهة النظر هذه تساوي بين ثورة تموز واحتلال العراق وتعتبرهما فعلين غير شرعيين وهذه وجهة نظر الشيخ الأسدي كما ذكرت . أما وجهة نظر ممثل الحزب الشيوعي العمالي  عبد الله صالح  فتنص على  رفض القرار لأنه تدخل في خصوصيات الناس وقد دافع صالح عن مبدأ المساواة بين المرأة والرجل واعتبر قانون الأحوال الشخصية ناقص ولا يمكن اعتباره نموذجا يحتذى وأكد على أن العلمانية هي الحل الأمثل في هذا المجال .
  أما كاتب السطور فقد كرر وجهة نظره التي أعرب عنها في مقالة سابقة له حول الموضوع ( لن ينجح السلفيون في دفع العراقيات إلى أحضان الغزاة ) ودافع عن قانون الأحوال الشخصية الذي جاء به ثورة تموز 58رغم أنه لم يكن قانونا  مثاليا وكاملا بل فيه الكثير من الهنات ولكنه كان نتاجا لكل ما هو إيجابي وإنساني في جميع المذاهب الدينية الموجودة في العراق .واعتبر – كاتب هذه السطور - قرار 137 القاضي بإلغاء القانون وتشكيل محاكم طائفية ومذهبية هو خطوة خطيرة جدا على طريق تشييد البنية التحتية في المجال القضائي للدويلات الطائفية في العراق وفق المخطط الغربي الصهيوني الهادف إلى تمزيق العراق . وقد رفض كاتب السطور المساواة بين ثورة تموز 58التي حررت العراق من الاستعمار البريطاني والحكم الملكي الطائفي الذي نصبه في العراق ، ورفض اعتبار نظام الزعيم  عبد الكريم قاسم نظاما  غير شرعي ومماثل لمجلس صوري عيَّن المحتلون الأجانب أعضاءه ، وتساءل إذا كان الشيخ الأسدي يعتبر ثورة تموز 58غير شرعية وقانون الأحوال المدنية غير شرعي ، فهل يمكنه أيضا  اعتبار الثورة الإيرانية التي قادها الإمام الراحل  روح الله الخميني غير شرعية  هي الأخرى ؟ وقد حاول الأسدي أن ينفي اللاشرعية عن النظام الطائفي الإيراني  الذي أتت به الثورة الشعبية  في إيران بحجة أن ذلك النظام قام بعدة استفتاءات شعبية وقال كلاما آخر لا يخرج عن دائرة التبرير ناسيا أن الطاغية صدام ذاته مازال يحتج بأنه رئيس شرعي انتخب عبر استفتاءات شعبية فاز في أحدها بنسبة 100% من الأصوات !!
 قد تميزت المناقشة في جزئها  الأول  بالهدوء والموضوعية والبعد عن الاستفزاز.  وردا على سؤال من مقدم البرنامج عن دوافع وأسباب اتخاذ هذا القرار قال كاتب السطور أن هناك عدة تفاسير وآراء تطرح في هذا المجال ومن هذه التفاسير أن  موضوع  إلغاء قانون الأحوال الشخصية المدنية  لا يخرج عن إطار عملية لتصفية الحسابات بين آل الحكيم وبين ثورة تموز الجمهورية التي ناصبوها العداء لأنها ضربت مصالح الإقطاعيين الشيعية ، وهناك تفسير آخر يقول بأن الأمريكان أرادوا أن يظهروا بمظهر المنقذ والمحرر للنساء فدفعوا السلفيين السنة والشيعية في مجلسهم إلى اتخاذ القرار ليرفضه الحاكم الأمريكي "بول بريمر " فيما بعد باستعمال حق النقض "الفيتو"  فيكون هو البطل والمنقذ وهكذا يكسبون ود نصف المجتمع العراقي أي النساء وهذا محض هراء .
وقد قدم عدد من المشاهدين والمشاهدات مداخلات عديدة امتاز بعضها  بالجدية والهدوء  وسادتها روح الاحترام المتبادل ولاعتراف بالرأي المخالف غير أن بعضها الآخر - للأسف الشديد - كان عكس ذلك تماما وسوف أتوقف عند بعض التدخلات وأعود إلى المناقشة الرئيسية في الاستوديو فيما بعد .
  تدخل شخص يقيم في لندن نسيت اسمه الأول ولكنه  يلقب نفسه بالركابي فشن هجوما على كاتب السطور واعتبر ما قاله تشنيعا وتشويها وانتقد البرنامج على استضافته ثم تفاصح وقال ما معناه إن علاء اللامي جاهل ولا يعرف حتى المصطلحات الدينية فهو يقول المحرَم ( بفتح الراء ) وليس المحرِم بكسرها . في ردي  على هذا المتدخل  أوضحت بأنني لست جديدا أو طارئا على هذا الموضوع فأنا طالب سابق في كلية "أصول الدين" البغدادية في السبعينات  قبل أن يلغيها حكم البعث في عهد البكر .وإن كلمة المحرِم بكسر الراء خطأ ولا علاقة لها بالموضوع لأننا نتكلم عن المحرَم  ولكنني لم أشأ أن أحرج زميلي في البرنامج الشيخ الأسدي الذي استعمل الكلمة الخطأ ولم أشأ أن أتفاصح برأسه وأصحح له ذلك الخطأ مباشرة  لأنه هو الذي كان يقول المحرِم  بل اكتفيت بقول الكلمة الصحيح " المحرَم " ، أما إذا أصر الركابي على أن "يتعنطز" برأسي ورؤوس المشاهدين فأنا أوضح أن "المحرِم " بكسر الراء هو الذي يرتدي ملابس الإحرام في الحج ، والكلمة مفرد وجمعها "محرِمون " أما المقصود بالكلام فهو المحرَم بفتح الراء ، أي الشخص الذي تحرَّم عليه العلاقات النكاحية مع المرأة ذات الصلة  .
ولزيادة الفائدة للقارئ الكريم سأعود الآن إلى معجم "لسان العرب" لابن منظور لنرى ما يقول في جذر كلمة " حرم " :
( الحرام : ما حرَّم الله . والمحرَّم الحرام . وأحرم القوم أي دخلوا الحرم..  والمحرَّم هو شهر الله وسمته العرب بذلك لأنهم كانوا لا يستحلون فيه القتال .
والحُرم : الإحرِام في الحج . والُمحرِم هو من أحرم بالحج في الأشهر الحرم فهو مُحرِم مأمور بالانتهاء عن الرفث وما وراءه من أمر النساء والتطيب بالطيب ولبس المخيط وصيد الصيد .
وحرَم الرجل عياله ونساؤه .
والمحرَم = ذات الرحم في القرابة أي لا يحل له نكاحها   )
الخلاصة هو إننا كنا نتكلم عن المحرَم وليس عن المحرِم كما ذكر الشيخ الأسدي خطأ في حديثة عن مثال من قانون الأحوال الشخصية ، وقد كرر الركابي خطأ الشيخ  بشكل ببغاوي ،  ثم  بلغ الركابي درجة من الذكاء  أنه  راح يؤاخذني ويسجل عليَّ  أنني مقيم في  خارج العراق ! أما هو فمقيم في قضاء لندن التابع لمحافظة "طويريج " !!
لقد ذكرني هذا الشخص بشخص "آخر!"  تخصص في توجيه الشتائم إلى الشاعر الكبير سعدي يوسف والروائي الشجاع حمزة الحسن و الفقير إلى الله فقط علاء اللامي وآخرين من رافضي الاحتلال الأمريكي الهمجي ، وكنت قد أشرت إلى ذلك  الشتام ذات مقالة وذكرت بأنه جرجر والده المسكين خلف أحد المعممين الذين دخلوا العراق على ظهور الدبابات البريطانية ، وبعد أن قتل ذلك المعمم جرجر هذا الببغاء والده إلى مدينتي ومسقط رأسي الشطرة وذهب إلى مضارب عشيرة عربية عراقية معروفة هناك محاولا استمالتها إلى جانب المحتلين فواجهه أبناء العشيرة بالقنادر وطردوه خائبا هو ووالده  .. وهذا مجرد تذكير بالخط العريض ونأمل أن يحترم عملاء الاحتلال أنفسهم  مستقبلا ويكفوا عن التكفير والتشنيع والتفاصح الخائب ويلجأوا إلى العقل وإعمال الحجة وتقديم الدليل الموثق لكي يدخلوا العصر الحديث ويخرجوا من كهوف الظلام العطنة !
  متدخل آخر من طهران هاج وماج وهاجم فضائية "المستقلة " أيضا لأنها تستضيف المشبوهين وأعداء الدين .. فسأله مقدم البرنامج عمن يقصده بالمشبوهين فرفض الإجابة ، وسأله مقدم البرنامج هل تقصد الشيخ الأسدي هو المشبوه ؟ فأجاب بالنفي ثم شن المتدخل من طهران ( حيث المقر العام للمخابرات الإيرانية / إطلاعات/ باللغة الفارسية مع أن الكلمة عربية  كما يعلم القارئ ) هجوما ضاريا على علاء اللامي لأنه يهاجم زعماء العراق وآل الحكيم .. الخ الخ .
  الواضح أن عقلية صدام حسين التي لا تطرب إلا لسماع هذاياناتها الشخصية وآرائها الخاصة و"العبقرية" ستظل متمكنة من بعض العراقيين وخصوصا السلفيين وراسخة في جماجمهم الثقيلة ، فهذا الشخص الذي يريد " مجازيا "  أن يقطع ألسنتنا ويدفننا أحياء ويشطب علينا بتهمة إننا مشبوهون ينفذ ما تمليه عليه العقلية الشمولية التي كان يفكر بها صدام وحزبه .. إنه لا يريد أن يسمع الآخر المختلف ،ولا يسمح له بالوجود ، وإن سمح له الآخرون بالوجود هاجمهم اعتبرهم متآمرين ضده وضد الدين وضد الله وضد التاريخ وضد الجغرافية !  إنه لا يعترف بالطرف المختلف معه  بل يلجأ إلى حل سهل كسول  ودموي لحسم التناقض معه وهو القتل والحذف والطرد من الفضائيات ثم من الدنيا كلها ليبقى وحيدا " منتصرا " في الميدان . لقد أكدت في مداخلتي التي تلت مداخلة هذا الشخص من طهران إنني لا أعادي "آل الحكيم " بل أوردت تفسيرين  من التفاسير الشائعة حول الموضوع ثم أوردت تفسيري الخاص ولست بالضرورة أتبنى التفسير القائل بموضوع تصفية الحساب بين ثورة تموز 58 وآل الحكيم مع أن تلك  وجهة نظر تعززها الأدلة والتحليلات ولكني أوردتها في مجال الإخبار عن الموجود واقعا من تفسيرات . ولقد كان الشهيد محمد باقر الحكيم أستاذا محاضرا في الكلية التي درست فيها شخصيا ،  وأنا أميز  بين عبد العزيز الحكيم المصفق للاحتلال الأمريكي وحامل ملفات الجيش العراقي السرية إلى البنتاغون وبين والده السيد محسن الحكيم الذي قاتل شخصيا في معركة الشعبية البطولية سنة 1914 ضد الغزاة البريطانيين مع أن السيد محسن كان معاديا لثورة تموز لأسباب طبقية ، ولكن موقفه من الاحتلال البريطاني كان وطنيا ومشرفا ونقيضا لمواقف الكثيرين من آل بيته في أيامنا هذه .
متدخل أو متدخلة أخرى  هاجمت ممثل الشيوعي العمالي واحتج على استضافته والسماح له في الكلام في هذا الموضوع ودافع عن مجلس الحكم متدخل آخر من كردستان صبَّ نار غضبه علينا أيضا ودافع عن مجلس الحكم ضد تهجمات اللامي واعتبر مجلس الحكم وأحزابه يمثل الأغلبية الساحقة من الشعب العراقي وهنا وجه له كاتب السطور السؤال التالي : إذا كنتم واثقين من أن أحزابكم ومجلسكم تمثل الأغلبية الشعبية في العراق فلماذا تخافون من إجراء الانتخابات العامة وترفضون الاستجابة لمطلب العراقيين ومن بينهم المرجع الديني السيد السيستاني بإجرائها ؟
  ثم ذكر كاتب السطور للمتدخل دليلا على أن ما يقوله غير صحيح وهو أن آخر عملية سبر للآراء أجريت في العراق وقام بها معهد متخصص تابع لجامعة " أكسفود " البريطاني سجل أن نسبة مؤيدي مجلس الحكم وبجميع أحزابه لا تتجاوز 15% خمسة عشر بالمائة ، وإذا ما علمنا أن الأحزاب الكردية القومية تحكم كردستان منذ 12 عاما وإنها تتمتع بتأييد يفوق 14% أربعة عشر بالمائة  فإن نسبة المؤيدين للمجلس وأحزابه في العراق العربي لا تتجاوز الواحد بالمائة فهذا هو العراق يا سادة ! هذا هو عراق الحسين سيد الشهداء وهيهات منا الذلة ! وعراق عبد القادر الجيلاني حبيب الفقراء والقائل ( والله لو كانت الدنيا في يدي لأطعمتها للجياع ) !
   مداخلات عديدة مؤيدة لما عبر عنه كاتب السطور و ما قاله السيد عبد الله صالح الذي كان هادئا وموضوعيا و دمثا في كلامه الأمر الذي يستحق التنويه والتحية مع إنني لا أنفي يوما خلافاتي الكثيرة والعميقة مع هذا الحزب ولكنني أعترف بأن مشاركة الرفيق عبد الله كانت متحضرة ومبدئية إلى درجة لم أتوقعها ربما بسبب مداخلات مختلفة لأعضاء  آخرين من هذا الحزب سابقا . أما زميلي الآخر الشيخ حسين الأسدي والذي كان هادئا وموضوعيا في الجزء الأول من المناظرة التلفزية فقد مال -لسوء الحظ - في الأجزاء التالية منها إلى النبرة التكفيرية وخطاب " نحن مؤمنون وانتم غير مؤمنين .. الخ " وحين انتقدته على ذلك قال بأنه يقصد بكلمة "يؤمن" الفعل  "يعتقد " وكنت أتمنى أن يكون ذلك صحيحا .
  لقد حاول أحد المتصلين من بغداد أن ينفي حدوث تجاوزات على الأخوة العراقيين المسيحيين وقال بأنه يسكن في حي فيه أسر مسيحية وجيرانه مسيحيين ، ونفى أن تكون نساؤهم  قد تعرضن إلى الإيذاء والضغط وفرض ما يسمى الحجاب الإسلامي ومع رغبتي الصادقة في تصديق ما قاله السيد المتدخل ولكن هناك شواهد معاكسة قوية لا تسمح بتمرير هذا الزعم وقد فاتني ذكرها في المناقشة ومنها : لقد هاجرت من الجنوب ومن البصرة خصوصا آلاف الأسر العراقية المسيحية ومن المسلمين السنة أيضا . وفي لقاء مع السيد مقتدى الصدر زعيم أحد أكبر التيارات الإسلامية وجمهوره من الكادحين والفقراء خصوصا وليس من الإقطاعيين وأصحاب رؤوس الأموال كان قد أجراه معه  موقع "العراق للجميع" قبل بضعة أيام وقد سئل السيد الصدر  عن هذه التجاوزات في مدينة البصرة فلم ينفها  ولكنه برأ منها التيار الصدري ورفضها وقال بأنه لم يعط أية أوامر حول هذا الموضوع ولن يسمح باضطهاد العراقيين من خارج الطائفة الشيعية  في الجنوب وأضاف حرفيا ( ولكنا لسنا الوحيدين الموجودين في البصرة ) و  أميل كثيرا لتصديق السيد مقتدى لما عرف عنه وعن والده الشهيد محمد صادق الصدر الذي عرف باستنارته الفكرية والفقهية وروح التسامح التي أورثها لتلامذته وأنصاره ، مع إن الاحتمالات الاستثنائية واردة  دائما ،ولكنني أرجح ،و على ضوء ما يرد من معلومات من الجنوب العراقي ،ومن العاصمة بغداد، أن المسؤولين عن هذه التجاوزات هم عملاء المخابرات الإيرانية " إطلاعات " المدسوسين في العديد من الأحزاب الإسلامية الشيعية ، و ينبغي التحذير  من أن هؤلاء ينفذون مخططا إيرانيا طائفيا يبتغي إثارة الفتنة وتمزيق العراق إلى دويلات طائفية تكون أرض الجنوب الغنية بالنفط إحداها وتحت هيمنتهم ، ولكن هيهات ثم هيهات فحتى التشيع العربي العراقي ثوري الأصول و رافض للهيمنة  وعمره بعمر الإسلام أي خمسة عشر قرنا ولم يأت به شاه من الشاهات الصفويين ليحل به مشكلته العائلية ويستعيد طليقته كما هي الحال في إيران التي كانت ذات أغلبية سنية  مطلقة  قبل خمسة قرون فقط  .
   أما بخصوص ما يسمى بالحجاب التي كادت تتحول إلى موضوع المناظرة الرئيسي لولا فطنة مقدم البرنامج  أود تسجيل الملاحظة الشخصية التالية فهذا الزي الذي يعتبره أعضاء وأنصار الحركات والأحزاب السياسية الدينية فرضا دينيا واجبا ليس إلا زي حزبي سياسي من الناحية التاريخية ، وقد اخترع تصميمه المعروف الآن الذي يسمح فقد بإبراز الوجه والكفين ويتألف من ثوب طويل فضفاض ومنديل واسع يغطي الرأس والعنق ، اخترعه إذن الأخوان المسلمون المصريون في الستينيات من القرن الماضي . إنه إذن زي حزبي سياسي مبتكر طالما لم يقدم لنا أحد صورة أو تخطيطا لزي  مشابه كان تلبسه المرأة المسلمة قبل 15 قرنا . و ليس معنى كلامي هذا  إنني أؤيد منع هذا الزي الحزبي الإسلامي على طريقة الرئيس الفرنسي شيراك  بل أنا مع حرية المرأة في  ارتدائه أو عدم ارتدائه ، وأطالب السلفيين في المقابل بأن يسمحوا للمرأة التي لا تريد ارتداء هذا الزي بأن ترتدي ما يعجبها من ملابس تحترم أنوثتها وإنسانيتها في كل مكان . وبهذا المعنى فإن فرض " الحجاب " أي الزي الحزبي الإسلامي بالقسر ومن خلال دوريات "شرطة الزهراء" والمؤلفة من الشرطيات الإناث  كما هي الحال في إيران قبل بضعة سنوات ، إن هذا الفرض يتساوى في اضطهاد المرأة مع التعري الذي يفرضه البرجوازي في الغرب عليها لتحويلها إلى موضوع جنسي ، والخير كل الخير في الاعتدال فلا وألف لا لاحتقار للمرأة واعتبارها "عورة  نجسة "كما يقول الوهابيون وأشقاؤهم المتعصبون من مذاهب أخرى فيجب حجبها وتغطيتها بالخرق ، ولا وألف لا لإباحية بهيمية تجعل المرأة موضوعا جنسيا مستلبا ومتشيئا  .
لقد ذكرت في أحد مداخلاتي أن المرأة العراقية ليست سهلة ولن تكون لقمة سائغة أمام السلفيين المتعصبين ، وأن تاريخها يشهد لها بأنها أم وأخت ومربية الأبطال بل إن لها من المآثر ما جعلها تتفوق على زميلها الرجل في معارك الكفاح ضد الاستعمار والعراقيون يعرفون الواقعة التالية من يوميات الثورة العراقية الكبرى سنة 1920:
حين استشهد أحد الثوار في معركة "الرارنجية " الملحمية التي خاضتها القبائل العربية العراقية و بقيادة الشيوخ و الفقهاء الاستقلاليون ضد القوات الغازية البريطانية في إقليم الفرات الأوسط وعاد والد الشهيد بجثمان ابنه الوحيد  إلى الدار خاطب زوجته "أم الشهيد " حزينا مكسورا ببيت من الشعر الملحون يقول :
- لا جن هزيتي ولوليتي !! ( والمعنى أن الأب يقول للأم  بعد أن استشهد ابنها الوحيد : وكأنك لم تسهري وتناغي ابنك وتهزي مهده لأنه قتل في المعركة )
فردت عليه بكل فخر ببيت شعر يقول :
 - هزيت ولوليت لهذا ! ( والمعنى : بل لقد ناغيت وسهرت وربيت ابني هذا  لهذا اليوم !)

   وعلى كل حال فأنا انصح السلفيين المتعصبين لوجه الله بالابتعاد عن محاولات قمع وإذلال المرأة العراقية لأنها ،و بدعم من كل العراقيين الديموقراطيين والتقدميين ، ستهزمهم و تسود وجوههم ووجوه أسيادهم المحتلين الأمريكان وقد تلجأ - النساء العراقيات - إلى تشكيل منظمات ثورية سرية تنزل بهم أشد العقاب وبطرق لم تخطر لهم على بال  والأيام بيننا ! 
  وفي الختام : أعرب عن امتناني وشكري للقناة الفضائية المستضيفة ومذيعها المرموق  جمال الدين طالب ولزميلي المحترمين في المناظرة  الأسدي وصالح ولجميع المتدخلات والمتدخلين كما أشكر جميع الأخوة الذين اتصلوا بي عقب المناظرة وأفادوني الكثير من المعلومات حول موضوع قانون الأحوال الشخصية والمحاكم الشرعية مما لم أكن على علم به وربما سأفرد لهذه المعلومات والآراء مقالة مستقلة في المستقبل  القريب إنشاء الله .

 



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس في النحو الإملاء الدرس الحادي والثلاثون : البدل
- لماذا تهجم سعد بن صالح جبر على سماحة السيستاني ؟
- لن ينجح -طالبان - مجلس الحكم في دفع العراقيات إلى أحضان الغز ...
- سرقة فضائحية جديدة لوزارة مجلس الحكم :باعوا سماء العراق ومنش ...
- ماذا بعد مظاهرة كركوك ؟ هل سيطيح الإسلاميون بهيمنة الأحزاب ا ...
- دروس في النحو والإملاء الدرس الثلاثون : المعطوف
- دروس في النحو والإملاء /الدرس التاسع والعشرون .التوابع المرف ...
- دروس في النحو والإملاء / الدرس الثامن والعشرون اسم كان وخبر ...
- أين الولاء للعراق وشعبه في بيان هيئة العلماء وتصريحات الحكيم ...
- بريطانيا لا تريد إعدام صدام والربيعي يقدم له شهادة طبية منقذ ...
- إلقاء القبض على صدام : نصر إعلامي أمريكي صغير ، وانطلاقة كبر ...
- كلاو* جديد اسمه المؤتمرات الإقليمية أو الانتخابات الجزئية !
- حول البعث والسطل وقضايا أخرى !
- الدرس السابع والعشرون : الفعل المضارع غير المتصل ولا المسبوق
- الحكيم والسيستاني وعملية الفرملة السياسية الأخيرة !
- دروس في النحو والإملاء الدرس السادس والعشرون : نائب الفاعل
- راهن ومستقبل حزب البعث العراقي في ضوء حرب الاغتيالات المتباد ...
- على هامش زيارة اللص بوش السرية إلى أرض الرافدين : والآن ماذا ...
- حين يصوغ العجم دستور العراق !
- دروس في النحو والإملاء :الدرس الخامس والعشرون :الفاعل


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - الصداميون والسلفيون الطائفيون وجهان لعملة قمعية واحدة : على هامش المشاركة في برنامج حواري عن القرار 137على فضائية -المستقلة