نفس الأساليب، نفس الطرق، نفس الظلاميه، ونفس روح المؤامره. من كهوف قندهار الى دهاليز مجلس الحكم. هكذا، وفي غفله من الزمن، وعلى طريقة المتامرين الأعتياديه. مستغلين غياب، وسفر بعض اعضاء مجلس الحكم،وربما تواطئ البعض منهم، وانشغال العالم في استقبال العام الجديد الذي يراد له ان يشهد منتصفه عودة السياده، والأستقلال للعراق، وتسليم السلطه للعراقيين. لم يفكروا بانقطاع الكهرباء اليومي، ومعانات الناس، ولا انقطاع المياه، وعطش الأطفال والزرع، ولا نقص الدواء، او توقف المجاري،وتسرب الميه الآسنه الى الشوارع والبيوت، او تهريب العمله الصعبه، والعرلقيه خارج الوطن. ولا استباحة الحدود من المجرمين، والقتله، واللصوص، والأرهابيين، والجواسيس، والمخربين. لم يعيدوا بناء المستشفيات، او بناء مدارس جديده. او زيادة امن المواطن، او محاربة الفساد، والتخريب. ولا وقف التسليب، والنهب في عز النهار، وفي مختلف انحاء العراق. او وضع تدابير لأيقاف تهريب النفط، والثروات، والأثار العراقيه. لم يحاولوا ان يجدوا عملآ لملايين العاطلين، ولا سكنآ لألوف الذين يعيشون في العراء، او يعانون من ازمة السكن، ولم يفكروا بتكدس عدة عوائل في "بيت" مخصص لعائله واحده. ا وايجاد حلآ لمشكلة ملايين العراقيين الذين باتوا بلا وثيقه تثبت عراقيتهم، او خطف الأطفال، والنساء او..او... بل جلسوا، وتدبروا، وتامروا، وانجبت سقيفتهم خطفا لكل عمر النساء، وحقوقهن، وقيمتهن، ومكتسباتهن ، باسم الأسلام. بالضبط كما فعل ألطالبان في افغانستان. وباسم الشريعه حرموا اكثر من نصف المجتمع، وبجرة قلم، وبروح فحوليه متعجرفه، من كل، وابسط الحقوق. فيا لهم من اسلاميين انسانيين؟ ويالهم من مناصري حقوق الأنسان؟ وماذا بعد؟ سيمنعونهن من المدارس؟ سيلغون المدارس، واعادة الكتاتيب، وايام الملالي، ليوظفوا فيها ابنائهم وانصارهم؟ ستباع النساء في سوق النخاسه، وتقدم دية "فصليه" ، وضحيه لأعمال المجرمين، والقتله؟ ستفرض البراقع على كل النساء بما فيهن السفيرات، ومجندات "الحلفاء"؟ ستمنع النساء من العمل، وسياقة السياره، والدراجه، وركوب الخيل؟ ستفرغ المستشفسات من الطبيبات، والممرضات، والمدارس من الطالبات، والمعلمات، واعادة كل الموظفات، والعاملات، وربات الأعمال الى بيوتهن، والي مطابخهن، الى سجنهن اليومي الكئيب، الرهيب؟ ستعاد ايام الحريم، والمتعه، والأماء، والجواري، وتسوق النساء، وبيعهن، وتقديمهن هدايا كالسلع، او العبيد؟ هل سنستورد حافلات خاصه بالنساء مظللة الزجاج كي لانرى "الحريم"؟ وما حاجتنا للحافلات فستمنع النساء من الخروج من بيوتهن، وكفى الله المؤمنين شر النساء!! ثم ، وهل في العراق مسلمين فقط؟ هناك يهود، ومسيحيين، وصابئه، وايزيديين، وملحدين، واجانب، وجنسيات مختلفه، وزواجات مختلطه المذاهب، والأديان، والأعراق. ما ذنب كل هؤلاء، وهو عراقهم، قبل ان تأتيه العمائم من صحراء السعوديه، او ظلامات قم، اوخرافات بن لادن، او خزعبلات الوهابيين؟
ان حضارات سومر، وبابل، واشور، واكد، وغيرها لم يبنها لا العرب، ولا المسلمين. وحتى ما يسمى الفتره العربيه الأسلاميه، والخلافه، وسلاطين عثمان كان هناك من شارك في بناء هذه الحضاره من غير العرب، والمسلمين. وكان للنساء دور في كل هذا، ولا زال باب عشتار، والجنائن المعلقه، والألهه تموز التي نتباهى بها شاهد على ذلك كغيره من الشواهد . والمقابر الجماعيه ضمت الوف النساء. واسماء الشهداء تجاورها دائما دماء الشهيدات. ولكن هدية الظلاميين بمناسبة راس السنه الميلاديه. كانت قطع رقاب كل امرأه تريد ان تساهم في بناء عراق حر، وديمقراطي. بالضبط كما فعل صدام. الذي اتى حزبه اول ما اتى بدعم من نفس الوجوه، ونفس السياسات. واول شئ فعله هو الغاء نفس القانون الذي الغوه من جديد يوم 29ـ12ـ2003 . وكما كفروا الشيوعين، واباحوا دمهم، وزندقوا عبالكريم قاسم، وتأمروا عليه، وساهموا في سقوطه، هاهم يعيدوا الكره ويريدون خلق فتنه طائفيه، وحروب اثنيه، شعبنا الجريح، ونسائنا المتعبات في غنى عنها.
يا سيداتي،و سادتى، المؤامره كبيره . كبيره جدا. بل مخيفه، ومفزعه. تجميد60% من طاقات الشعب، هي نسبة المرأه في العراق. ثم خلق فتنه طائفيه، عن طريق تقسيم المحاكم، والدوائر، ثم المدارس، ثم الشوارع، ثم العوائل حسب المذاهب. يريدون اشغالنا بالأحتراب بدل العمل على بناء العراق الجديد. يريدون مثل شارون اشغالنا بالجدار العنصري لننسى قضية الأحتلال، والأغتصاب لأرض، وشعب فلسطين . يردون تحويل القضيه الى صراع مذهبي، وطائفي بدل تصارع الأراء الديمقراطي. يريدون ربما ان يساوموا الحاج بريمر بهذا القانون، هذا الجدار،الذي يريد عزل النساء عن العالم، والحضاره، والحياة . اما الضجه المفتعله عن الأنتخابات، خاصة، بعد ان شاهدوا ان الناس بدات تتبرم من طائفيتهم، وعدوانيتهم، وسلفيتهم، وارهاب "الأخلاق"، والحجاب الذي يمارسوه حتى ضد من غير الملزمين به. الأمر الذي ادى الى استياء حتى المتدينين العقلاء ، المتسامحين، والناس البسطاء، وانفضاضهم عنهم، وخوفهم من ديكتاتورية الشارع التي يمارسوها ضد الجميع ما عدا ضد المحتلين والبعثيين . او ربما استلموا اوامرهم من" محافظي" ايران لأشغال العالم عن الصراع الجاري بين اليمين واليسار الأسلامي هناك. بين الشعب، والنظام المفروض عليه بقوة المخابرات، والعسف. بين الشباب، ومجموعه من الكهله السلفيين. وبما انهم خائفين من نتيجة الصراع هناك يريدوا ان يجدوا موطئ قدم لهم في العراق، او بلد يستضيفهم بعد ان يطردهم الشعب الأيراني الذي كبلوا ناسه، واولهم نسائه، ببراقع، وقوانين، وقيم،وجلابيب، واغلال القرون المظلمه.انهم يقومون بتوزيع المهمات فيما بينهم. هذا يضطهد النساء باسم القانون 137، ومجلس الحكم، وذاك يطالب بالديمقراطيه العامه والفوريه. وربما من اجل الضغط للتوصل الى حل وسط "مساومه" يتخلون فيها عن القانون، او عن دعاويهم الديمقراطيه مقابل ان تمنع المرأه من التصويت. وهم يخافون صوتها. يخافون قوتها الأنتخابه : 60% من الشعب . أو ربما لأجبار"العلمانيين" في مجلس الحكم الى اللجوء الى بريمر ليقول لهم :انا ربكم الأعلى فاسمعون. من يدري ماذا يحاك في الظلام؟
بدل ان يحاولوا اعادة المرأه الى المطبخ، عليهم هم الأنسحاب الى المساجد، والحسينيات والتكايا، وينشغلوا بامور دينهم وعبادتهم، ويحترموا انفسهم، ويتركوا السياسه للسياسيين. بامكانهم ان ينسحبوا الى الكهوف، والعيش في ظلام العصور الوسطى الذي يريدون ان يحبسوا المرأه فيه. انهم ديمقراطيون فمن بين 25 عضوا في مجلس الحكم لا توجد سوى ثلاثة نساء، ومن بين 25 وزيرا لاتوجد، الا وزيره واحده. وهم متمدنون، ومتطورون، وربما "معقدون" ، فهم لايسلمون على زميلاتهم في مجلس الحكم، ولا ينظرون في وجوههن، ولايستمعون اليهن حين يتحدثن. والقرار اتخذ بشكل "ديمقراطي" بالأغلبيه. اغلبيه من الذكورالمتخلفه، المخرفه، المرتبطه بالماضي ،لا ترى في المرأه غير عوره ، وكلهم عورات: في تفكيرهم، وتصرفاتهم، وقرارتهم، واحكامهم.اتذكر جيدا ان احد اخوة الحكيم تبجح بعد انقلاب عبدالسلام عارف ب:"اننا وضعنا الدستور بايدينا". واليوم يتبجح عبد العزيز الحكيم بانه يضع دستورا معاديا للبشر . لقد حاربوا قانون الأحوال المدنيه يوم ولد، وظلوا يتربصون به حتى اغتالوه في غفله من الشعب، والعالم وبقية اعضاء المجلس. ولكنه حكم مع وقف التنفيذ، ويجب منع تنفيذه .
يقال ان البدوي اخذ ثأره بعد اربعين عاما. فقيل له لم الأستعجال؟ نعم لم الأستعجال على اظهار كل هذا الحقد على بنات، وامهات، واخوات وشهيدات، وبطلات، و.و..و العراق العظيم؟ لو كان ابو كاطع حيا اليوم لسخر من موقعي القرار باسم مجلس الحكم، مثلما سخر من هفوات الحكم الوطني بعد ثورة 14 تموز وهو يقول :"الحمار حمارنه بس الجلال تبدل". فخذوا الحيطه والحذر من حمير الطالبان الجدد!!
ام نسميهم حمران على وزن طالبان؟؟