أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فلاح خلف الربيعي - التحولات في دور الدولة الاقتصادي بين الدول المتقدمة والنامية















المزيد.....

التحولات في دور الدولة الاقتصادي بين الدول المتقدمة والنامية


فلاح خلف الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2315 - 2008 / 6 / 17 - 10:38
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ارتبطت التحولات في دور الدولة الاقتصادي في الدول المتقدمة بالتحولات في الوقائع الاقتصادية وتحديدا بظروف الدورة الاقتصادية من ناحية والتحولات في الفكر الاقتصادي ، من ناحية ثانية ، فبدأت الدولة محايدة أو تقليدية ثم تحولت الى فاعلة وأقل حيادية، ثم عادت ثانية لتمارس دوراً أقل فاعلية وأكثر حيادية.
فأثناء فترات الازدهار والانتعاش الاقتصادي تبنت الدول المتقدمة الفكر الاقتصادي الليبرالي الذي يدعو الى تحجيم دور الدولة الاقتصادي وبخاصة في مجالات الإنتاج والتجارة. وحصرها في الأنشطة التقليدية كالأمن والدفاع،و جاء هذا التوجه كجزء من الدفاع عن الحرية الاقتصادية والمنافسة الكاملة التي تتطلب إنهاء كافة أشكال التدخل الحكومي والممارسات الاحتكارية التي كانت قائمة في مرحلة الرأسمالية التجارية، ولم يكن في وارد الكلاسيك حدوث الأزمات الاقتصادية، فالسوق كانت فاعلة او ساخنة جدا Over heated،وكانت كفيلة بتصحيح أية اختلالات أو أوضاع خاطئة ، ولكن استفحال الأزمات ومظاهر البطالة والركود بعد الثلاثينات قد أثبت بطلان دعاوى الكلاسيك ، وفتحت المجال لبروز الفكر الكينزي الذي دعا الى خروج الدولة عن حيادها التقليدي وطالب بتبنيها لدوراً إنمائي يمتد إلى جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية، ثم تم التراجع عن هذه التوجه في بداية عقد السبعينات من القرن العشرين بعد ظهور صدمات العرض التي أعقبت فورة أسعار النفط،ودخول الاقتصاد الرأسمالي في حالة من الركود الطويل الأجل، فعادت الهيبة من جديد الى الأفكار الليبرالية ، وهيمنت أفكار مدرسة اقتصاديات العرض بقيادة فريدمان، الذي دعا الى الخصخصة وابتعاد الدولة عن النشاط الاقتصادي .
في مقابل ذلك نجد أن التاريخ الاقتصادي للدول النامية، يشير إلى أن حكومات الدول النامية أخذت اتجاها مغايرا فبدأت فاعلة ثم تحولت نحو دور أقل فاعلية وأكثر حيادية ،فبلغ التوجه نحو توسيع القطاع العام ذروته في بداية الستينات من القرن العشرين،ثم تراخى تدريجياً لينحسر في بداية الثمانينات كنتيجة لاشتداد زخم الخصخصة، مع تزايد دور الشركات المتعددة الجنسية وأتساع نطاق العولمة.
وواجهت حكومات الدول النامية مهمة تحقيق التنمية بعد الاستقلال السياسي،و بسبب حداثة تجربتها التنموية، وغياب المناهج والأفكار الاقتصادية المستمدة من البيئة المحلية اندفعت نحو تبني الخيارات التي تطرحها نماذج النمو الاقتصادي الغربية، وأتت خياراتها في معظم الأحيان كرد فعل على الضغوط السياسية والاقتصادية الخارجية أكثر مما أتت كرد فعل على ضغوط البيئة الاقتصادية الداخلية، فأخذت هذه الدول تحاكي السياسات الاقتصادية المطبقة في الدول المتقدمة ،سواء بشكل مباشر أم غير مباشر ،و لا يبدو من الناحية المنطقية أي مبرر لمثل تلك المحاكاة، فالقوانين والنظم الاقتصادية نسبية و ليست مطلقة في الزمان والمكان ، وعلى كل مجتمع أن يأخذ منها ما يتلاءم ودرجة تطوره وترتيباته المؤسسية ،وبالتالي فأن ما هو مفيد لدول قطعت أشواطاً طويلة في عملية التنمية،قد لا يكون بالضرورة مفيد لدول ما زالت ترزح تحت وطأة التخلف. ولكن ذلك لا يتعارض مع مبدأ الاستفادة من تجارب الدول الأخرى ، على أن تعتمد تلك الاستفادة على دراسة متأنية لتاريخ الدول المتقدمة ، وتحديداً على المراحل التي سعت فيها تلك الدول للخروج من التخلف وتهيئة شروط الانطلاق نحو التنمية ، التي تكشف عن وجود دور حيوي للدولة في تحقيق التقدم الاقتصادي ،وحماية الاقتصاد الوطني ودعم الطبقة الرأسمالية ،ومساعدتها في عملية تجميع الفائض الاقتصادي وتوجيهه لإحداث التراكم الرأسمالي اللازم لعملية التنمية.
وبناءا على تلك التطورات يمكن القول بأن الدولة تلعب دوراً أكبر في عملية النمو كلما كان الاقتصاد أكثر تخلفاً .
فقد أعترف كوزنتس Kuznets بتأثير تلك الفرضية عليه، عندما صاغ فرضيته التي أكد فيها على أن التخلف المتزايد أو الدخول المتأخر إلى عملية النمو الاقتصادي الحديث ،سيمارس ضغوطاً كبيرة تدفع بوحدات القطاع الخاص التي تدخل متأخرة إلى السوق إلى الاعتماد بشكل متزايد على سلطة الدولة لمساعدتها على اللحاق بالوحدات الأكثر تقدماً.
وعلى هذا المنوال يعزو الاقتصادي ايكشتاين Eckstein حاجة الاقتصاد إلى التدخل المكثف للدولة بالعوامل آلاتية:-
1- كلما كان مدى الأهداف التي تسعى التنمية الاقتصادية إلى تحقيقها واسعاً،من الناحية الكمية والنوعية .
2- كلما قصر الأفق الزمني الذي تحتاجه عملية تحقيق الأهداف .
3- كلما زادت ندرة الموارد والوسائل المتاحة لتحقيق هذه الأهداف.
4- كلما زادت العوائق غير الاقتصادية أمام عملية التغيير الاقتصادي والتصنيع ،و الناتجة عن ضعف مرونة أو جمود البنيان الاجتماعي والثقافي والمؤسسي ،لأن هذه العوامل ستنعكس بدورها على الترتيبات التعاقدية والقانونية ، ودرجة التحضر وخصائصه ، ودرجة الحراك الاجتماعي ،وطبيعة البناء الطبقي، وتركيبة القوى السياسية وحجم المشاركة الشعبية في صياغة وتنفيذ القرارات التنموية ، ونظام القيم السائد ، ومدى نقدية عمليات التبادل ،ومدى تفاعل تلك العوامل مع بعضها البعض .
5-كلما زادت درجة التخلف النسبي للاقتصاد .
ويرى "ايكشتاين " أن هناك ارتباط قوي بين مستوى التنمية الاقتصادية وبين الفرص المتاحة للقطاع الخاص ولممارسة الاختيار و المبادأة الفردية ، ألا أنه يؤكد من ناحية أخرى على أهمية دور القيود الداخلية وبخاصة قيود التقنية والموارد ،التي لا تترك مجالاً واسعاً لاختيار الشكل المؤسسي الملائم لعملية التنمية الاقتصادية في الدول النامية.
ويمكن القول بشكل عام أن عملية الاختيار تجري بصورة تلقائية في الاقتصادات التي يسيطر فيها القطاع الخاص ونظام السوق ،اما في الاقتصادات التي يسيطر فيها القطاع العام ونظام التخطيط المركزي فأن عملية الاختيار وآليات التصرف بالموارد الإنتاجية والسياسات الاقتصادية تكون في الغالب دالة لتوجهات النظام السياسي، أكثر من كونها دالة في المتغيرات الاقتصادية.
و يميز "ايكشتاين " بين خمسة أصناف من التدخل الحكومي في المجال الاقتصادي وهي:-
1- التدخل الحكومي لتوفير رأس المال الاجتماعي ,بما في ذلك الحفاظ على القانون والنظام في المجتمع, تحديد الالتزامات القانونية والتعاقدية وتنفيذها , تقديم التسهيلات التعليمية والصحية,والقيام بالوظائف العسكرية والدفاعية.وهي كلها يجري تجهيزها عادة من قبل وكالات حكومية .
2- توفير البنية الارتكازية الاقتصادية , مثل المصارف المركزية والتسهيلات النقدية والمالية , والطرق العامة والمرافق العامة الأخرى كالماء والكهرباء ووسائل المواصلات والاتصالات وبخاصة شبكات سكك الحديد
3-تطبيق الرقابة المباشرة و غير مباشرة من خلال إجراءات متنوعة مثل التعريفة الجمركية والضرائب والدعم وتقنين السلع والائتمان والرقابة على الأسعار.
4- إقامة بعض المشروعات الحكومية ، التي تتراوح بين إدارة بعض الصناعات أو بعض المشروعات العامة في صناعات مختلفة , أو الملكية العامة لبعض أو كل وسائل الإنتاج .
5- التخطيط المركزي الذي قد يشتمل على تركز كامل أو جزئي في عملية صنع القرار الاقتصادي في مجلس تخطيط قومي مركزي .
وأن كل من الصنف الأول والثاني للتدخل الحكومي يمثلان الحد الأدنى من وظائف الحكومة ،ويمثلان النمط السائد في معظم الدول الصناعية المتقدمة, أما الصنف الاخير وهو أسلوب التخطيط المركزي الشامل, فيمثل الحد الأعلى للوظائف الحكومية.
و بصورة عامة،كلما زادت شمولية وسرعة ما توفره الحكومة من الحد الأدنى من وظائفها , قل الضغط أو الحاجة إلى قيامها بوظائفها في حدها الأعلى . فربما يكون الاعتماد على الحد الأعلى من الوظائف الحكومية دليلاً على فشل الحكومة في توفير الحد الأدنى من وظائفها في الماضي والحاضر.و يتحدد النمط الأمثل لتدخل الدولة في النشاط الاقتصادي ، في إطار الأهداف التي تسعى إلى رفع مستويات التنمية الاقتصادية والبشرية على أن يصاحب ذلك توسيعاً لنطاق ممارسة الاختيار والمبادأة الفردية.



#فلاح_خلف_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة الموائمة بين مخرجات التعليم وشروط سوق العمل
- سبل رفع مستوى التنمية الإنسانية في العالم العربي
- سبل تفعيل شبكات الحماية الاجتماعية في العراق
- التكتلات الاقتصادية في الدول المتقدمة والنامية
- الآثار النقدية للسياسات المالية في العراق
- التحديات التي تواجه تنفيذ أهداف الموازنات العامة في العراق
- برامج الخصخصة ..الاهداف والاستراتيجيات والاساليب والاثار وشر ...
- برامج صندوق النقد الدولي وأزمة التنمية في الدول النامية
- تطور أهتمام الفكر التنموي بالتنمية البشرية
- سبل النهوض ببرامج القروض الصغيرة في العراق
- القطاع الصناعي في العراق بين الأهداف العامة وأهداف المشروعات ...
- دورشبكات الحماية الاجتماعية في حماية الفقراء من مخاطر الخصخص ...
- عملية توريق الاصول كوسيلة لتسوية الديون المصرفية المتعثرة في ...
- ظاهرة الاحتقان الطائفي في العراق بين التفسير الاقتصادي والسي ...
- اتجاهات التطور في الهيكل الإنتاجي للاقتصاد العراقي
- تقييم تجربة التنمية الصناعية في العراق
- المشكلات التي تواجه مؤسسات الكفالة المصرفية في العراق والمقت ...
- سبل معالجة ظاهرة البطالة في العراق
- دور الجهاز المصرفي في تنشيط سوق العراق للأوراق المالية
- دور صناديق الاستثمار في الاقتصاد العراقي


المزيد.....




- صعود أسعار النفط مع استمرار التوترات الجيوسياسية
- دبي تنتج أكبر سبيكة ذهبية في التاريخ (فيديو)
- مؤتمر -كوب 29-: أنشطة سوكار للطاقة...بين المصالح الاقتصادية ...
- إسراكارد تحت ضغط التضخم وخسائر القروض المتعثرة تفوق 33%
- إسرائيل تفرض عقوبات اقتصادية متعلقة بتمويل حزب الله اللبناني ...
- -أفتوفاز- الروسية المالكة لعلامة -لادا- تحدد هدفا طموحا للعا ...
- أرباح -لولو للتجزئة- ترتفع 126% في الربع الثالث
- سعر الذهب اليوم الخميس 21-11-2024.. اشتري شبكتك دلوقتي
- الدولار يرتفع وسط ترقب لسياسات ترامب وقرارات الفيدرالي
- الذهب يواصل مكاسبه مع احتدام الحرب الروسية الأوكرانية


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فلاح خلف الربيعي - التحولات في دور الدولة الاقتصادي بين الدول المتقدمة والنامية