|
الانتفاضات بداية لمرحلة فرض الجماهير لضرورة الثورة الشعبية المسلحة بالمغرب .
المغربي يحيى
الحوار المتمدن-العدد: 2316 - 2008 / 6 / 18 - 08:58
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
مند ثلاث سنوات تقريبا و ازمة نظام التحالف الطبقي المسيطر ما فتئت تتعمق يوما عن يوم الى حد اصبح معها مخنوقا داخل كيس ضيق من صنع اسياده الامبرياليين و مؤسساتهم ، و معها أخدت تحتد تناقضاته مع جماهير شعبنا الغفيرة و جماهير الشعب الصحراوي الزاحفة شيئا فشيئا للالتحام على الميدان لدكه ، بشكل صارت معه كوابيس الحكم المطلق تدفعه الى مزيد من التخبط السياسي و الاعتماد أكثر على القمع المباشر الدي يجري عسكرته باضطراد متزايد . هدا فيما لا تتورع الاحزاب الرجعية و اطارات البرجوازية الرثة المختلفة عن الامساك بديل الملكية الرجعية مرتعدة و مندرة كعادتها ، بحكم طبيعتها التي يحددها موقعها الطبقي و بعد أن صارت تراكم أزمتها هي الأخرى متحركة بعيدا عن خط الجماهير التي غدت تتخلص من تأثيراتها بكل الاشكال و تتجاوز عمليا نفاياتها الايديولوجية و وصايتها و أوهامها المثالية عن الاصلاحات التي بدأت تتلاشى مع سقوط ما تبقى من أقنعة النظام القائم و فشل مفاعيل كل مساحيقه البئيسة بعد عقد من عهد السفاح الجديد ، ما يجعلها مضطرة لمزيد من الانبطاح و الإستسلام ، حيث يسير ما تبقى منها الى الاندماج في مؤسسات الاتقراطية الشكلية الفاسدة ، في مرحلة لم تعد قادرة على أداء دورها المعهود في تعطيل و تخفيف وطأة الصراع الدي بدأ يأخد منحى تناحريا يتعاظم باستمرار، حاملا معه مزيدا من الخبرات العملية و مزيدا من تجدر الاستعداد لدى الجماهير التي تتعلم بسرعة قواعد ممارسته ( الصراع الطبقي ) بمتابعتها و تسييرها المباشر و إبتداعها لمعاركها اليومية و انتفاضاتها المؤطرة داخل الأحياء الشعبية و التي صارت تأخد ميزات محددة بنفس أطول و أعلى و عنف أكثر قوة متجهة الى التوسع نحو حرب شعبية تدك دولة عدوها كلما تقدمت في تفجير تناقضاته و تعميق أزمته الإقتصادية و السياسية ، مع ما يرسمه دلك من تقديم خط طبقي ثوري واضح و صحيح سيقود حتما الى بلورة الحزب الثوري الأداة القائدة الموحدة و الموجهة ، أساس جبهة الطبقات الشعبية و شرط إشعال و إستمرار ، تسليح و إنجاز الثورة الديمقراطية . لقد أثبتت إنتفاضة سيدي إفني المجيدة أن الجماهير تريد الثورة الشعبية ،و ما صمودها بوجه الحرب الطبقية الهمجية و التي اتخدت شكل مجزرة رهيبة بسبب السياسات العنصرية التي تغديها الاتوقراطية و كلابها لتقسيم الطبقات، إلا دليل علمي آخر على استمرار الصراع الطبقي على كل الجبهات و تناميه من منظور المستقبل و على أن الثورة ضرورية و ممكنة دائما . لا يمكن تفسير حجم القمع و التنكيل و الاعتقالات ( المئات ) و عمليات التقتيل ( 12 شهيدا ) و التشريد ( المئات ) و النهب و الإغتصاب (عشرات النساء من الضحايا + طفلة ) و الإدلال و البطش و حملة العقاب و التجويع الجماعي ( التي تدكرنا بقمع ثورة الريف المجيدة أواخر 1958 و بداية 1959 ) .. الدي نفدته آلالاف من عناصر الأجهزة الفاشية : بوليس ، جيش ، درك ، استخبارات ، جهاز غريب مدرب على حرب الشوارع و إستعمال الاسلحة البيضاء .. مدججة بمختلف الأسلحة و العتاد الحربي : طائرات هيليكوبتر و زوراق بحرية ... بحق جماهير ايفني المحاصرة لأزيد من أسبوع ، بالاقتصار على العامل الاقتصادي كأساس وحيد للتفسير، أو عامل التخوف من مستوى نمو الحركة الجماهيرية النوعي بالمنطقة ، مالم نستوعب أن استهداف كدح منطقة ايت باعمران لتركيعهم بهدا الشكل لم يكن عفويا بل بأهداف كثيرة إحداها ضرب الرمزية الوطنية للمنطقة بالنسبة للشعب المغربي و الاساءة الى رصيدها التاريخي الثوري و التحرري كحصن عتيد للممانعة الشعبية ، و هي الأهداف التي فشل النظام القائم في تحقيق أي منها بقدر ما أجج مشاعر النقمة عليه بكل مكان و دفع بتعرية وجهه الدموي المافيوي من جديد وزاد من حشد التضامن الواسع مع الجماهير الباعمرانية من كل جهات المغرب و العالم بعد إختراق حملة التضليل الإعلامي الفاشلة التي قادها اعلامه و وزراؤه وافتضاح حقائق جرائم حربه الرجعية بافني . أفرزت لنا إنتفاضة سيدي إفني 7 يونيو 2008 جملة من الدروس لابد من استخلاصها لمزيد توضيح الرؤية حول مميزات هده المرحلة من الصراع الطبقي ببلادنا و تعميق تحليلها ، و الاسهام في بلورة الخط الطبقي الثوري من داخل معارك الصراع الاجتماعي لدحض كل الأفكار الخاطئة التي يبنيها و يروج لها دعاة السلم الاجتماعي و الهامش الديمقراطي و النضال الحضاري ... و لمزيد من إستكمال التسريع بإنضاج شروط الثورة الطبقية مع التطور المادي للكفاحات الشعبية إلى أشكال أولية من الحرب الشعبية ، مستنيرين بالماركسية اللينينية الماوية نظريتنا الثورية التي تتأكد حاجتنا إلى ضرورة وضعها كملهم علمي و بوصلة نظرية للتحليل و الممارسة اكثر من أي وقت مضى . أولى الخبرات التي نتجت عن هده الإنتفاضة العظيمة وجهة النظر الصحيحة تماما حول تبلور تنظيم الطبقات بدءا من الانتفاضات ، و ثانيها الحاجة الى تركيز تكتيك فك الخناق عن المدن انطلاقا من الزحف عبر القرى كشكل من اشكال توسيع الحركة و فك الحصار عن بؤرها المشتعلة و بناء العمل الثوري وسط الفلاحين ، و ثالثها خبرة إنكشاف كل القوى الرجعية – برجوازية لا ثورية ، شوفينية عرقية ، ظلامية دينية - أمام الجماهير التي دفعتها نحو التخندق بمعسكر العدو مع تقدم الصراع ،حيث سجل تآمرها على الجماهير المنتفضة بإفني بالركون للصمت أو المشاركة في التغطية على الحقيقة بالأكاديب و ممارسة التعتيم و تحريف الحقائق مع محاولة بعضها إستعمال لغة مهادنة أو منافقة للتشويش عن موقعها الحقيقي كقوى للثورة المضادة . و الخبرة الرابعة تهييئ الإنتفاضات للأرضية المادية لتنظيم أكثر نضجا لحل التناقضات في صفوف الجماهير و الشعوب و بين كافة تيارات و فصائل الحركة الشيوعية المغربية ، و الخبرة الخامسة ضرورة تسليح الشبيبة الثورية لنفسها بما يتوفر خلال هده المرحلة لردع أجهزة القمع الطبقي وعملاءها والاستفادة من التكتيتكات التي ابتدعتها الجماهير الشعبية خلال إنتفاضاتها و تطوير أشكالها على اساس العلم العسكري البروليتاري و ملاءمة طبيعتها مع الممارسة الكفاحية الطبقية الواسعة . و الخبرة السادسة تطوير حركة شعبية عامة لتقوية المقاومة و دعم الإنتفاضات لحظة اشتعالها، و إحدى الدروس الكثيرة الأخرى ضرورة مواصلة بلورة الخط السياسي الثوري الصحيح وسط نيران الصراع الطبقي من موقع الجماهير لبناء تصور نظري ثوري سليم و الإسهام الجدي و الحاسم في المهمة الآنية و المركزية ببناء الأداة الثورية الماركسية اللينينية الماوية مع كل تراكم في خبرات حرب الطبقات و كل تقدم لحركة التحرر الوطني.
فلنتبع بوصلة الصراع الطبقي .. فلنواصل الانتفاضات .. فلنرد ضربات الدولة الفاشية
المجد لشهداء إنتفاضة سيدي إفني المجيدة عاش الشعب المغربي عاش الشعب الصحراوي فلنسقط نظام الاستبداد و الاحتلال فلندك اتقراطية محمد الرجعية
#المغربي_يحيى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
5 قتلى و200 جريح.. أحدث حصيلة لضحايا هجوم الدهس بألمانيا
-
من هو السعودي المشتبه به في هجوم الدهس بألمانيا؟ إليكم التفا
...
-
مراسل CNN في مكان سقوط الصاروخ الحوثي في تل أبيب.. ويُظهر ما
...
-
المغنية إليانا: عن هويتها الفلسطينية، تعاونها مع كولدبلاي، و
...
-
هجوم بطائرات مسيّرة يستهدف مدينة قازان الروسية ويتسبب بأضرار
...
-
ناقد للإسلام ومتعاطف مع -البديل-.. منفذ هجوم ماغديبورغ بألما
...
-
القيادة العامة في سوريا تكلف أسعد حسن الشيباني بحقيبة الخارج
...
-
الجيش اللبناني يتسلم مواقع فصائل فلسطينية في البقاع الغربي
-
صحة غزة: حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي بلغت 45.227 شخصا منذ بد
...
-
إدانات عربية ودولية لحادثة الدهس بألمانيا
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|