أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - التبرير .. لعنة ام رحمة !!!














المزيد.....

التبرير .. لعنة ام رحمة !!!


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 2315 - 2008 / 6 / 17 - 10:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يقول (سيجموند فرويد) مؤسس التحليل النفسي اذا صمتت شفتاه ثرثر باطراف اصابعه هذا الميكانزم الدفاعي يسبغ عليه فرويد معنى عميقا في النفس اذ يتناوله علماء النفس في مواقف متعددة ويقول د. فرج عبد القادر طه في موسوعة علم النفس والتحليل التحليل النفسي انها حيلة لا شعورية من حيل التوافق تلجأ اليها النفس البشرية وتسوغ سلوك الشخصية او ميولها او دوافعها التي لا تلقى قبولا من المجتمع او من ضمير الشخصية نفسها بحيث تقدم النفس البشرية في هذه الحالة تبريراً تعلل به السلوك او الدوافع او الميل المدان .
يعد ميكانزم التبرير من الميكانزمات الدفاعية الاكثر انتشارا بين الناس الاسوياء والمرضى معا من حيث الاستخدام اللاشعوري وخصوصا عند جميع الافراد من كل الاعمار ( الاطفال ، المراهقين والمراهقات ، البالغين والبالغات ، المتزوجين والمتزوجات .. الخ ) فالفعل الذي يقوم به الفرد وهو غير مرغوب فيه يجد صداه في النفس لاقناعها حتى يحدث التوافق على الاقل وهو كذب على النفس بينما يكون الكذب على الناس ياخذ منحى ان يكذب الفرد علانية على الاخرين ، ففي الفعل الاول (التبرير) تبرير للنفس(كذب عليها) وفي الفعل الثاني وهو الكذب انما هو محاولة خداع الغير فقط اي كذب على الناس . وتقول (دافيدوف) تدخل في عملية التبرير اعطاء اسباب مقبولة اجتماعيا للسلوك بغرض اخفاء الحقيقة عن الذات وتضيف ايضا بقولها حينما يخدع الناس انفسهم بالتظاهر بان الموقف السئ في الحقيقة موقف جيد ( استراتيجية الليمون الحامض) وان الموقف الجيد في الحقيقة سئ ( استراتيجية العنف اللاذع) – المثل الذي يقول : الذي لا يطول العنب يدعي انه حامض ، او يعتقد الرجل الفقير بأن الفقر نعمة وان الثروة تجعل الانسان بائساً .
يلجأ بعض الافراد الى تبرير الفشل بسبب الظروف او الحظ السئ – النحس بقول احدهم (هذا حظي) او لوم الطبيعة البشرية او القاء المسؤولية على الاخرين فكل فرد يحاول تبرير فشله بصورة او اخرى وخلاصة القول يمكننا ان نرى في التبرير بانه ( اداة لحفظ ماء الوجه) ويعمل على بقاء الفرد في حالة عقلية طيبة نسبياً وبدونه ربما ينحرف نحو حالة اللاسواء وعدم التوافق
وهذا لا اشكال فيه اذا ما سار في موقف محدد ولا يستمر كسلوك عام يعتد به الفرد في تعاملاته اليومية حتى يصبح اشبه بالادمان كما هو الحال لدى بعض السياسيين لتبرير مواقف فاشلة تعكس سوء ادارتهم او المدراء الذين يبررون كل صغيرة وكبيرة لحماية انفسهم ومناصبهم او لدى بعض الطلبة لتبرير فشلهم في تحقيق النجاح باختلاق اعذار واهية مثل " المدرس لديه عداوة ضدي ، او المدرس عنصري .. الخ من التبريرات .
يقول علماء النفس عندما يواجه الفرد موقفا لا يستطيع فيه ان يتصرف تصرفاً عادياً او يذكر الاسباب الحقيقية التي يعتقد انها تفقده احترامه لنفسه واحترام الناس له يلجا لاسباب زائفة يعتقد انها تخفف من لوم نفسه ، او حتى الاسباب الزائفة التي يبديها وياتي التبرير بموجبها فأنها لا تشبع ذاته من الداخل ولكنه يقتنع انها صحيحة وهو على علم تام بانها مختلقة .
يلجأ الفرد منا في احيان كثيرة الى تكوين صور منطقية تخفي وراءها دوافع لكي تجمل السلوك امام الاخرين ولكن هي في الحقيقة استجابة لرغبة غير شعورية يحاول الفرد من خلالها ان يجد لسلوكه مسوغات يبرر بها هذا السلوك رغم محاولته في الدفاع عن هذا السلوك الخاطئ او افكاره او دوافعه بكل انواعها ( الجنسية ، العدوانية .. الخ ) ولا يفوتنا ان نذكر فلتات اللسان او زلات القلم التي تعطينا مؤشرا قويا لثرثرة الجسد بدون ان يستطيع ان يمنع القيود بعد ان فلتت الامور من عقالها ، فالتبرير هو اعطاء اعذار ليست حقيقة لاسباب ربما تكون خلقية ،غير مقبولة اجتماعيا او مرفوضة على الاطلاق ، اذن انها محاولة لخداع الذات او الضمير وهو تمويه للعيوب والافعال والافكار التي لا يطيق الفرد مواجهتها .
ان استمرار اللجوء الى حيلة الدفاع هذه ( التبرير) ربما تؤدي بمستخدمها بكثرة الى نشاة الهذاءات ، والهذاءات سمة من سمات الاضطرابات العقلية ، فالفرد اعتاد ان يبرر كل اخطاءه على انها ليست اخطاء وان عيوبه ليست عيوب وان ما يصدر عنه من سلوك كله حقيقي حتى يعتقد بذلك شيئا فشيئا ويصبح التبرير حقيقة والحقيقة مرة فحينها تتحول هذه الحيلة الدفاعية الى نقمة على صاحبها ولا يبرأ من المرض النفسي حتى تطأ قدماه هذا الجحيم شيئا فشيئا دون ان يدري ويمضي الى الهلوسة التي لا تختلف عن هلوسة المجنون.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شئ من سيكولوجية الحب
- محنتي في انفعالاتي ... رؤية في النفس من الداخل
- نفس تئن وجسد يصرخ
- الاتهام بالتعصب ... تعصب
- لماذا السلوك التخريبي عند الطفل ... رؤية نفسية
- توهم المرض .. هل يعيق البعض ؟
- محاولة نفسية لتفسير الخوف عند الاطفال
- تداعيات الكذب عن الاطفال
- شئ من القلق .. شئ من الدقة
- ظاهرة الادعاء بالامام -المهدي - المنتظر واعراض اضطراب الفصام
- الدين .. هل هو اغراق العقول بالتأمل ؟
- الانتماء والاحساس بالتوازن النفسي
- نحو انسنة السلوك .. الانساني
- لا .. لن اهلوس !!!
- حزني اقوى من قدرتي
- بين الألم النفسي ... وألم الجسد
- التوافقات الشخصية وانعكاساتها السلوكية !!
- ادراكنا ... يوجه سلوكنا
- - داء السرقة- .. انحراف في الشخصية
- الغِيبة والنميمة .. مدخل لمعرفة الشخصية


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - التبرير .. لعنة ام رحمة !!!