أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعيد الحمد - خياران لا ثالث لهما‮.. ‬دولة دينية أم دولة مدنية














المزيد.....

خياران لا ثالث لهما‮.. ‬دولة دينية أم دولة مدنية


سعيد الحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2314 - 2008 / 6 / 16 - 10:53
المحور: المجتمع المدني
    


لعلنا اليوم لا نحتاج الى كبير عناء لنكتشف ان الصراع المفصلي‮ ‬الذي‮ ‬يمر به عالمنا العربي‮ ‬الآن هو صراع مشروعين لا ثالث لهما‮.. ‬مشروع الدولة المدنية ومشروع الدولة الدينية‮.‬ ومهما حاولت الاحزاب والقوى والتيارات التي‮ ‬تحمل لافتات وشعارات قومية او تقدمية‮ ‬يساريةً‮ ‬او ليبرالية ان تلتف على هذه الحقيقة وان تؤجلها بالذهاب وراء الهوامش وابرازها وتضخيمها وتصويرها بانها‮ »‬محور الصراع‮« ‬فإن الحقيقة التي‮ ‬لا تقبل الدحض تظل كما هي‮ ‬صراع‮ »‬المشروعين‮« ‬اللذين لم‮ ‬يحسم النظام العربي‮ ‬الرسمي‮ ‬والقوى الديمقراطية العربية التقدمية والقومية موقفهما منهما‮.‬ والذي‮ ‬لا‮ ‬يحتاج الى تأكيد ان الخلل والعطل الكبير الذي‮ ‬قوّض النظام العربي‮ ‬الى درجة الهشاشة المتهالكة هو وقوفه طوال تاريخه في‮ »‬المنطقة الرمادية‮« ‬وعدم حسم خياره ما بين الدولة المدنية والدولة الدينية‮.‬ ‮ ‬فظلت الدولة العربية في‮ ‬شكلها التقليدي‮ ‬او في‮ ‬شكلها‮ »‬الثوري‮« ‬هلامية‮ ‬غير محددة الهوية فلا هي‮ ‬بـ‮ »‬الدينية‮« ‬ولا هي‮ ‬بـ‮ »‬المدنية‮« ‬وانما اختارت‮ »‬دولة البين بين‮« ‬وهو ما انتج استراتيجية قرار‮ »‬الشيء وضده‮« ‬وخيار‮ »‬الشيء وضده‮« ‬وقوانين‮ »‬الشيء وضده‮« ‬وممارسات‮ »‬الشيء وضده‮« ‬في‮ ‬سيرة ومسيرة دولتنا العربية او ما‮ ‬يسمى بالنظام العربي‮ ‬الذي‮ ‬خلق مأزقه بنفسه ولنفسه وقاد نظامه الى انسداده التاريخي‮ ‬بسبب ذهنيه عدم الحسم في‮ ‬اهم خيار واهم مسار للدولة العربية التي‮ ‬تلكأت وترددت فتفسخت وتفتت قواها وركائزها‮.‬ واذا كنا نفهم سر‮ »‬لعبة اللاحسم‮« ‬التي‮ ‬اختارها النظام العربي‮ ‬حيث استثمر هذا الموقف المتأرجح لدولته ما بين الدولة الدينية والدولة المدنية لادارة نظامه باللعب على تناقضات القوى والتيارات والتنظيمات والاحزاب وهي‮ »‬لعبة‮« ‬اكتشف البعض خسار الرهان عليها متأخراً‮ ‬فيما لايزال البعض‮ ‬يراهن عليها دون ان‮ ‬يأخذ العبرة والعظة من تجارب الآخرين‮.‬ فإن المثير للدهشة حقاً‮ ‬هو انزلاق القوى العربية التقدمية والديمقراطية بمختلف‮ ‬يافطاتها الى‮ »‬تبرير‮« ‬والى‮ »‬تمرير‮« ‬مشروع اصحاب الدولة الدينية بما نراه من تنازلات ومن تحالفات ومن تفاهمات وتوافقات منسجمة مع كثير مما‮ ‬يطرحه المبشرون بالدولة الدينية ومن دعاتها والمتحمسين لها‮.‬ فالصمت المريب الذي‮ ‬استمر لسنوات طوال عمّا تتعرض له الحريات المدنية من تنكيل قامع على كافة المستويات من اطراف ومن قوى الدولة الدينية‮ »‬وهي‮ ‬اطراف اجادت الاتحاد ضد الحريات المهنية‮« ‬وهذا الموقف المتلعثم والمتردد والخجول من قبل قوى التقدم والديمقراطية‮ ‬ينم عن تخاذل وتنازل خطير مرت من تحته ومن بينه البشائر والعناصر الاولى للدولة الدينية‮.‬ ففي‮ ‬الوقت الذي‮ ‬تتنازل فيه قوى الاسلام السياسي‮ ‬المختلفة عن خلافاتها وتبايناتها ومعاركها لتتحد وتتجمع لتبشر بدولتها الدينية خلف رداء‮ »‬الولي‮ ‬الفقيه‮« ‬سياسياً‮ ‬او خلف قفطان‮ »‬الحاكمية‮« ‬سياسياً‮ ‬نلاحظ ان القوى التقدمية والديمقراطية العربية تقدم التنازلات تلو التنازلات فتنضوي‮ ‬في‮ ‬تحالفات،‮ ‬وتقيم توافقات او‮ »‬تلفيقات‮« ‬وتفاهمات بأمل ان تنجح وعبر التصالح مع الاسلام السياسي‮ ‬في‮ ‬استعادة بريقها وشيء من حضورها المفقود في‮ ‬الشارع العربي‮.‬ وهو التنازل الخطير الذي‮ ‬ترتب عليه اصابة فكرة ومشروع الدولة المدنية في‮ ‬مقتل عظيم حيث تراجعت حظوظها اجتماعيا وثقافياً‮ ‬بعد ان تراجع المدافعون الاساسيون عنها وهم الذين كنا نراهن عليهم ونعتبرهم خط الدفاع الاخير عن الدولة المدنية‮.‬ فهل سقط الرهان بسقوط خط الدفاع الاخير‮.. ‬سؤال‮ ‬يظل معلقاً‮ ‬على بوابات احزاب وتنظيمات وتجمعات في‮ ‬عالمنا العربي‮ ‬لم‮ ‬يبق ما‮ ‬يذكر بهويتها المدنية وبتوجهاتها المدنية وبوعيها المدني‮ ‬الذي‮ ‬كان سوى الاسم وسوى بعض المظاهر‮.!!‬




#سعيد_الحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلتنا إلى النيابة
- حزب الله‮.. ‬سقط القناع عن القناع
- وهم‮ »‬الاعتدال‮«.. ‬الإخوان المسلمو ...
- باتيل ورولينغ‮.. ‬امرأتان في‮ ‬زمن ا ...
- السباحة ضد التيار
- لا ديمقراطية من دون ديمقراطيين
- من مروة التركية إلى نورية الكويتية
- الإخوان وجهازهم السري‮..
- نهاية عام‮.. ‬إعدام صدام
- خسارة على التسامح
- ضد المرأة‮.. ‬أم ضد الاصلاح؟
- ديمقراطية بلا حداثة .. أضغاث احلام
- حوار أديان أم حوار أفكار؟
- كرامتي في دوري و مساواتي
- في إيران , اعتداء صارخ على الديمقراطية المزعومة


المزيد.....




- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...
- سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعيد الحمد - خياران لا ثالث لهما‮.. ‬دولة دينية أم دولة مدنية