أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير دعيم - غاندي:الموعظة دُرّة التّاج














المزيد.....

غاندي:الموعظة دُرّة التّاج


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2314 - 2008 / 6 / 16 - 10:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


43 «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، 45 لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. 46"
قال غاندي زعيم الهند : " الكتاب المقدّس هو تاج الكتب ، والموعظة على الجبل هي دُرَّة هذا التاج ".
وفي شهادة لأخت متنصّرة فاضلة ، نجدية المولد ، سعودية ، تحكي بأنها اعجبت كثيرا بالتوراة ، ولكنها لمّا وصلت إلى العهد الجديد ، وبالذات إلى الموعظة على الجبل انبهرت ايّما انبهار ، ولم تصمد أمامه فاتبعته.
لم أتفاجأ من كلام الأخت السعودية فأنا أيضا سُحرت بالكتاب وربّه وفدائه العظيم .
حدث مرة أنني أقرضت احد الاقارب مبلغا قليلا من المال فكدت أطير فخرا إلى ان قرأت الموعظة فأصابتني الخيبة!! فهذا العمل الذي زهوت به كان باخسًا في قاموس الربّ ، والإقراض يجب ان يكون ليس فقط للأقرباء والمعارف الذين يعيدون الأموال ، وإنما لأناس أنت تعرف سلفا بانك لن تستردّ أموالك منهم .
حقيقة ، كلما قرأتُ الموعظة أقف دهِشًا ، ما هذه الآيات؟ ما هذا السحر في معانيها ؟ ما هذا الإحساس الإلهي الذي يلفّ حناياها ؟ ما هذه الدّرر التي تفوّه بها يسوع الناصريّ؟ .
لا أنكر انني أعجبت مرة وما زلت ببعض الفلسفات ، وحدث اني تمتعت بقراءة دستويفسكي وتولستوي وديكنز وطاغور وهيجو وجبران وعقل ومطران وغيرهم ، ولكن هذه الفلسفات عندما تصل إلى الكتاب المقدس تبقى أرضية ، باهتة ، بل أكاد ان أقول قبض ريح فانحّيها جانبًا لأتمتع بكتاب الكتب .
" أحبوا أعداءكم ، باركوا لاعنيكم " فلسفات الدنيا وعبقرية البشر تبقى أرضية ، من تحت ، ولكن الإنجيل ودرته الموعظة يبقى الهيًا ، سامقًا ، عاليًا ، مُحلِّقًا.
ايّ جبل في الدنيا لا يحسد جبل التطويبات القابع بشممٍ في شمال البلاد المقدّسة ؟ . لقد سمع هذا الجبل وأهلوه المأثرة الإلهية النادرة ، سمعوها ترنّ في الأجواء ، سمعوا أروع ما قالت السماء للارض ، وأجمل سيمفونية عزقتها .
كل حرف في هذه الموعظة هو من نور ، وكلّ حركة منها يلمع ويشعّ ويملأ النفس البشرية طمأنينة ، ويرتفع بها إلى الآفاق ، فالانسان بهذه الموعظة عاد الى إنسانيته ، إلى الخير والمحبة اللامتناهية، كيف لا والفداء هو المحور ، والخلاص المجّاني هو النتيجة؟ ...كيف لا والسيّد تنازل وكحّل الدنيا بكلامه ودمه وروحه،
كحّل البشرية بالغفران ، وزركش الإنسانية بالمسامحة ورفعها إلى الذُّرى.
جبل التطويبات ، طوباك ، فعليك جلس ملك المجد ، مُفترِشًا أديمكَ ، ومن هناك غرَّد أجمل معزوفة ، وخطّ أروع قصيدة !!
جبل التطويبات طوباكَ، فأنت ستبقى في ذاكرة السماء والأرض ، والجليليين والاوروبيين وحتى السعوديين والخليجيين والمغاربة ـ وسيصل صدى همساتك إلى الأهرام فيتبعون يسوع.
ما مللت ولن املّ من هذا الكتاب ، بل سيبقى نبيذًا مُعتَّقًا ، يشدُّني كما قال نابليون الكبير ، يشدني أن أقرأه واسمعه ، أسمع صوت إلهه الحيّ يحدّثني ، يدعوني ، يباركني ، يرشدني ويُعزّيني .
غاندي نم مطمئنًا ، فيسوع لن ينساك ولن ينسى هندك ، فهو لم ولن ولا يبقى مدينًا لاحد .





#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القِلادة الذهبيّة
- المعمدان الشّاعر
- الفستانُ الليلكيّ
- كأس أوروبا....شهر عسلٍ مُصفَّى
- بُكرا مع الأيام
- موقفٌ رجوليٌّ
- الاعتراف
- هل رأيتم حبيبي ؟
- راكعة
- راكعةٌ
- الأصدقاء الثلاثة -قصة للأطفال
- سائلي طيفي
- الله المحبّة ...أيْنَ أجدهُ ؟
- عُرسٌ في الارض وخمرةٌ من السّماء
- بُستان الجثسيماني والزيتونة العتيقة
- دم أخيك يصرخ اليَّ
- حان الوقت لتغيير السُّلّم !
- الحقل الأغلى
- جارة القَمَر مرّة اخرى
- لغةُ الحياة ،لا لغة التكلُّلف


المزيد.....




- عشرات الشخصيات اليهودية المؤثرة في الولايات المتحدة يحثون نت ...
- روسيا تعرب عن قلقها البالغ إزاء زيارة بن غفير الاستفزازية إل ...
- “اضبطها الآن وفرح أطفالك” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ع ...
- المقاومة الاسلامية تنفذ عددا من العمليات ضد مواقع وانتشار جي ...
- البحرين تدين اقتحام وزيرين إسرائيليين المسجد الأقصى
- كبار حاخامات اليهود يؤكدون تحريمهم القاطع لاقتحام المسجد الأ ...
- اشغلي طفلك وريحي بالك.. تعرف على تردد طيور الجنة الجديد 2024 ...
- إسبانيا تدين اقتحام بن غفير لباحات المسجد الأقصى
- ياعيني على الاستحمام?????? تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024. ...
- إسبانيا تدين اقتحام بن غفير لباحات المسجد الأقصى


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير دعيم - غاندي:الموعظة دُرّة التّاج