|
تعليق على مقال حول المعاهدة الأمنية الأمريكية ...
عدنان الظاهر
الحوار المتمدن-العدد: 2314 - 2008 / 6 / 16 - 10:51
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
حول المعاهدة الأمنية ـ العسكرية / تعليق على مقال لأحد الصحافيين ...
قرأتُ عنوان مقالة هذا الصحافي ( أو الصحابي الجليل ) المنشورة قبل بضعة أيام في موقع صوت العراق فتفاءلتُ قبل دخولي في تفاصيل ما كتب أو ما إقتبس الموقع من بعض صحف بغداد . ولكنْ ما أن توغل بي المقال قليلاً حتى إنقلب تفاؤلي تشاؤماً أسودَ لا قِبلَ لي به من قبلُ . ذُهلتُ ... أجل ذهلت وقد قرأتُ أنَّ هذا الصحابي الجليل يدافع عن مشروع تكبيل العراق بمعاهدة أمنية ـ عسكرية ـ إقتصادية شاملة طويلة المدى . يبدو لي أنَّ هذا الأخ لم يطلعْ على تفصيلات هذه المعاهدة التي نشرتها بعض المواقع أمس فضلاً عن العديد من الصحف . أو إنه قد إطلع عليها بحكم موقعه من وسائل الصحافة والأعلام وشبكة الأصدقاء الواسعة من داخل وخارج الحكومة العراقية ، وكأنه لم يفهم فحوى ما قرأ !! يا أخي الكريم ، هل أتاك حديث ما يلي بإيجاز شديد : أولاً / الحصانة المطلقة لأفراد الجيش الأمريكي والعاملين المدنيين فيه وعناصر شركات الحماية الأمريكية من مرتزقة دوليين ... هل يرضيك تمتع هؤلاء بحصانة حصينة تنأى بهم عن مساءلة أو معاقبة أو محاكمة هؤلاء ( المحصنين ) بسور سليمان من قبل الجهات العراقية المختصة ؟ ثانياً / إدخال معدات وأجهزة عسكرية إلى العراق ليست خاضعة لمراقبة الحكومة العراقية !! ما معنى هذا الكلام : حسب تفسيري أراه يعني إدخال أسلحة نووية إلى الأراضي العراقية لتهديد دول الجوار ومن هم أبعد من الجوار العراقي . هل تعرف معنى هذا في التطبيق الحرفي ؟ وقوع العراق تحت تهديد مماثل بالأسلحة النووية من قبل الآخرين الذين تعتبرهم الإدارة الأمريكية أعداء ً أو أعداءً محتملين ، أي أنَّ العراق بشرا ً وأرضاً وجواً سيكون معرضاً لضربات بالأسلحة النووية الفتاكة أثناء حروب لا ناقة للعراق فيها ولا جمل . قد يقول قائل إنَّ هذا الكلام َ مردود ، لأنَّ إسرائيل ـ حليف أمريكا الستراتيجي الأقوى في المنطقة والعالم ـ هي ترسانة نووية يمكن أن تستخدمها أمريكا في حروبها مع أعدائها المحتملين . ردي أنْ نعم ، إسرائيل حقاً ترسانة نووية ضخمة جداً ولكنَّ مخازن هذه الأسلحة تحت الأرض ليست آمنة ومعرضة لضربات قاسية في حالة إندلاع حرب في المنطقة . ثم إنَّ المفاعلات التي تنتج الوقود النووي اللازم لهذه الأسلحة معروفة ومكشوفة في عمق صحراء النقب ... أعني مفاعلات ديمونة ثم معهد ( صوريك ) لأبحاث الفيزياء النووية . ثم ... إنَّ مفاتيح هذا المخزون من القنابل والرؤوس النووية في عهدة شمعون بيريز وليس بيد الرئيس الأمريكي بوش الإبن . ثم إنَّ لإسرائيل حساباتها الخاصة التي قد لا تتطابق كلية ً مع حسابات الإدارة الأمريكية أي قد تختلف معها في شأن إستخدامها للترسانة النووية الخاصة بها . أرض العراق أفضل بكثير ولا سيما كردستان لتخزين الترسانة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل نظراً لطبيعتها الجغرافية وما فيها من جبال صخرية شاهقة منيعة لتخزين الأسلحة في مغاورها وتجاويفها العميقة وما سيحفرون تحتها من أنفاق وسراديب محكمة . ولا ننسى قرب كردستان من أراضي روسيا وما تبقى من جمهوريات الإتحاد السوفييتي السابق فضلاً عن أراضي كل من إيران وسوريا . ثالثاً / أفلم تقرأ عزيزي الأستاذ ما ورد في صلب بنود مسودة الإتفاق عن عزم أمريكا على إقامة 400 قاعدة عسكرية ومواقع أخرى مماثلة ؟ ماذا يعني لك مثل هذا العدد الهائل من القواعد تقام على أرض العراق وتبقى هناك إلى أجل غير مسمّى قد يصل إلى خمسين عاما أو حتى يصحو ً من رقدتهم أهل الكهف ؟ ليس في أمريكا نفسها هذا العدد من المواقع والقواعد العسكرية علماً أنَّ مساحة شبه القارة الأمريكية هي أضعاف أضعاف مساحة العراق . هل في وسعك أنْ تعدَّ على رؤوس أصابعك من الواحد حتى 400 لكي تعرف كم هو هذا الرقم ثقيل الوطأة وغير معقول وكم يأخذ من وقتك ؟ لقد سبقني وكتب الكثير من الأخوة عن الجوانب الأخرى من هذه الإتفاقية الظالمة والأكثر من مجحفة بحق العراقيين والعراق وخاصة ً موضوع سيادة العراق على أراضيه ومقدراته فوق وتحت الأرض ... وموضوع إنهاء الإحتلال والبند السابع وشرعية حكومة السيد المالكي وفوقها مجلس رئاسة الجمهورية للتوقيع على مثل هذه المعاهدة بإعتبارها حكومة إحتلال أو في أحسن أحوالها حكومة ودولة مناصفة ومحاصصة نصفها للعراق ولأمريكا النصف الآخر !! هل نسينا القول الشائع في العراق [[ خوجة علي مُلّة علي ]] ؟؟ يا مالكي ويا طالباني ويا زيباري ويا برهم صالح !! إياكم من التوقيع على هذه المعاهدة . إذا قلتم إنَّ أمريكا ستكون مسؤولة مسؤولية كاملة عن الدفاع عن العراق وحماية أمنه وإستقراره فأنتم واهمون وعلى ضلال مبين !! لا من إستقرار للعراق وجيوش أمريكا وغير أمريكا تجثم فيه على صدور العراقيين . لا من خطر غزو ٍ خارجي ٍّ على العراق إلا من جهة واحدة : تركيا ... الحليف الآخر الستراتيجي لأمريكا وعضو حلف الناتو وقد دخلت قواتها المسلحة أراضي كردستان وستدخل متى شاءت وشاءت أحوالها ومخططاتها . لا سوريا راغبة ولا قادرة أصلاً على غزو العراق ... ولا إيران ولا الكويت ولا باقي جيران العراق المعروفين . فخطر غزو خارجي يأتي العراق من بعض حلفاء أمريكا وليس من غيرهم !! صديقي العزيز : أحزنتني مقالتك لهذا اليوم ... فلقد وجدتك فيها بوجه ولسان وقلم غير ما أعرفه عنك . بلغَ بك الشططُ ما بلغ فأرجو أن تعيد النظر في مجمل مواقفك من هذه المعاهدة وأن ترى فيها المخاطر الجمّة بحجمها الحقيقي ولا تنسَ مسؤوليتك الخلقية والصحافية والإعلامية تجاه بلدك العراق وأهل العراق .
#عدنان_الظاهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول المعاهدة الأمنية العراقية الأمريكية ...
-
شارع الرشيد / ذكريات بغدادية
-
جوليا ... آلهة الشمس في حمص القديمة
-
لعيد مولدها الحادي والثلاثين ...
-
الجسد في قصة كرنفال الأحزان
-
مع إخوان الصفا
-
موت ٌ ورصاص ٌ في الأعراس / كتاب مقامات الإحتراق لسناء كامل ش
...
-
العيون في قصص سناء كامل شعلان
-
الحب ... الجن ,,, القص الخرافي في كتاب أرض الحكايا / الجزء ا
...
-
مع قصص كتاب ( أرض الحكايا ) ... للدكتورة سناء كامل شعلان / ا
...
-
عينان في إطار ماس ٍ وعقيق وأخضر
-
المعرّي و نيتشة
-
المتنبي و نيتشة / شعلة السناء
-
قافلة العطش / مجموعة قصصية للدكتورة سناء كامل شعلان
-
المعرّي ورسالة الغفران
-
المتنبي والثامن من آذار / في يوم المرأة العالمي
-
رواية المسرات والاوجاع / لمناسبة وفاة الراحل فؤاد التكرلي
-
الحلة في الذاكرة / الحلقة (14) / اطباء عراقيون ليسوا من الحل
...
-
الحلة في الذاكرة (13) / أطباء وصيادلة عرب في الحلة
-
( رهيمية ) العزيز فلاح امين الرُهيمي
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|