|
السلطة: العربية الانقلاب والانقلاب المضاد
سيرج جاكوب
الحوار المتمدن-العدد: 2314 - 2008 / 6 / 16 - 10:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"سيدي الرئيس وقائد الانقلاب العسكري القادم، هل تعرف أن أبناء شعبك يرتعدون خوفًا من ذلك الـ"يونيفورم" العسكري الذي يتعارض في أذهانهم مع الحرية والكرامة والتطور، وأن انقلابا عسكريًّا يعني عودة الأحذية الثقيلة لتفرط في استقلال الوطن بدلاً من تحريره، فالعسكر يفتحون المعتقلات لمزيد من الضيوف وليس للإفراج عن المظلومين..."
هذا ما كتبه مواطن عربي في إحدى المدونات التي تنتشر بكثرة هذه الأيام. بعد أن وجد المدونون بها مساحةً حرة للتعبير، لا تخضع للرقابة مثل الصحف والمجلات المكتوبة التي تخاوي معظمها الأنظمة القائمة بشكل أو بآخر.
لحقت بالمجتمع العربي خلال النصف الأول من القرن العشرين كؤوس المرارة من الدكتاتوريات العسكرية العربية. نرى أن الضرر قد لحق كثيراً بالدولة العربية الحديثة بعد الاستقلال. ولعلّ الفشل الذي شاهدناه في النصف الثاني من القرن الماضي إضافة إلى ما نشاهده الآن، كان من الأسباب الرئيسية لفشل الدولة العربية الوطنية بعد الاستقلال في تحقيق الطموحات والآمال الوطنية في الحرية والديمقراطية والمجتمع المدني السلمي. مع الأخذ بعين الاعتبار أن الدولة العربية الوطنية بعد الاستقلال كانت في معظم أنحاء العالم العربي تتمثل بأنظمة الحكم الدكتاتورية العسكرية التي نشأت عشية الاستقلال مباشرة.
نحن لسنا هنا نصدد دراسة أسباب مجيء أو وصول العسكر إلى السلطة بل نحاول في هذا المقال استعراض تاريخ الانقلابات العسكرية في العالم العربي وما نتج عنها.
سورية
ارتسم الواقع العربي منذ نهاية المنتصف الأول للقرن العشرين وبداية النصف الثاني منه بحكم الجنرالات، هذا الواقع الذي بدأ بالانقلاب الأول في العالم العربي في 30 آذار 1949 على يد العقيد حسني الزعيم في سورية والذي يُعد الانقلاب الأول في تاريخ الدولة العربية الحديثة، ويعد أيضاً القاعدة الأساس التي شرعت للمنقلبين إرساء أنظمتهم التي أتت بانقلاب وذهب غالبيتها بانقلاب كذلك الأمر.
يعدّ انقلاب حسني الزعيم الأول من نوعه في العالم العربي وهو بالطبع ليس الأخير، بل كان باباً واسعاً فتحه الزعيم على سورية والعالم العربي بأكمله، وهو من سنّ هذه السنّة سوريًّا وعربيًّا حتى لم يكد عام 1949 ينتهي إلا وقد هز سورية ثلاث انقلابات عسكرية.
الأول هو انقلاب العقيد حسني الزعيم الذي استمر 139 يوماً والذي أطاح بالرئيس السوري آنذاك شكري القوتلي وحكومته. الثاني هو انقلاب العميد سامي حناوي بتاريخ 14 آب 1949 والذي فرض سيطرته على السلطة وأعدم حسني الزعيم ورئيس وزرائه محسن البرازي. أما الثالث فكان حين قام الجيش بقيادة العقيد أديب الشيشكلي بالانقلاب في كانون الأول 1949 واعتقل الحناوي. ومرة جديدة كان للاستقطاب الإقليمي بين المحورين الهاشمي من جهة والسعودي المصري من جهة ثانية، دورًا وراء هذا الانقلاب وكان البلاغ الثاني للانقلاب في 26/12 واضحاً، إذ أعلن أن مشروع الإتحاد مع العراق هو مشروع استعماري الهدف منه القضاء على استقلال سورية وإنشاء عرش جديد يبعد هدف تحقيق الوحدة المنشودة.
الانقلاب الرابع كان سنة 1962 حيث قام النحلاوي بانقلاب عسكري حلّ فيه البرلمان وأقال حكومة الدواليبي وزج بأكثرية أعضائها في السجن وبدأت الحياة الديمقراطية في سورية تدخل من جديد النفق المظلم الذي سيرافقها طويلاً، بعد أن عاشت فترة قصيرة من الديمقراطية.
بقيت الأوضاع في سوريا تتأرجح إلى حين استلام حافظ الأسد، وزير الدفاع آنذاك، زمام السلطة سنة 1970 ليفرض سياسة الحزب الواحد ومن ثم سيطرة الرجل الواحد الأحد، إلى حين موته ليورث ابنه بشار السلطة، فاتحاً عهد التوريث في النظام الجمهوري البرلماني.
مصر
بعد حرب 1948 وضياع فلسطين، ظهر تنظيم الضباط الأحرار في الجيش المصري، وفي الثالث والعشرين من يوليو 1952 قام التنظيم بانقلاب مسلح نجح في السيطرة على البلاد وعلى المرافق الحيوية. أذيع البيان الأول للثورة بصوت أنور السادات وفرض الجيش على الملك التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد في 26 يوليو 1952، وشكّل مجلس وصاية على العرش ولكن إدارة الأمور كانت في يد مجلس قيادة الثورة المشكل من 13 ضابط برئاسة محمد نجيب. وتم إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية عام 1953.
نشأ صراع شديد على السلطة بين عبد الناصر وبين محمد نجيب، ما لبث أن أنهاه عبد الناصر لصالحه في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 1954، بعد أن اعتقل نجيب وحدد إقامته في منزله، وانفرد وحده بالسلطة.
العراق
في 1 شباط 1958، وعلى أعقاب تشكيل الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا، شكّلت المملكتين الهاشميتين في العراق والأردن اتحادًا بينهما لحفظ توازن القوى في المنطقة وأطلقوا عليه تسمية "دولة الاتحاد الهاشمي العربي" وأصبح فيصل الثاني ملكًا للإتحاد الذي دام ستة أشهر فقط، حيث أطيح بالنظام الملكي في العراق في 14 يوليو عام 1958 على يد عبد الكريم قاسم، وقتل فيصل الثاني في القصر الملكي في بغداد.
ونتج عن الانقلاب تعيين عبد الكريم قاسم، القيادي في الضباط الوطنيين، رئيساً للوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزيرًا للدفاع. اختير نجيب باشا الربيعي رئيسًا لمجلس السيادة الذي كان يضم الأعضاء خالد النقشبندي ومحمد مهدي كبة، وبقي في هذا المنصب إلى أن أطيح بحكومة عبد الكريم قاسم. ومن المعروف تاريخيًّا إن منصب رئيس مجلس السيادة الذي شغله الربيعي كان منصبًا صوريًّا حيث كانت السلطة الحقيقية في ذلك الفترة في يد رئيس الوزراء.
بتاريخ 8 شباط 1963 أطاح عبد السلام عارف وحزب البعث بحكم عبد الكريم قاسم والحزب الشيوعي العراقي. وهذا بعد اتفاق القوميين والبعثيين وبعض الشخصيات العسكرية على القيام بحركة لقلب نظام حكم قاسم وترشيح عبد السلام عارف لتزعم الحركة وتوليته رئيساً للجمهورية. وظهر جليًّا تفرّد بعض الشخصيات البعثية باتخاذ القرار ومنها محاكمة وإعدام قاسم. وتلا ذلك سلسلة أعمال عنفٍ وانشقاقات داخل حزب البعث وارتكاب عمليات انتقام قامت بها مليشيا الحزب، الحرس القومي، ضد المليشيات الشيوعية.
ثم نظم البكر حركة 17 تموز 1968 وأطاح بالرئيس العراقي آنذاك عبد الرحمن عارف أخ الرئيس عبد السلام عارف. كان البكر عضوًا بارزًا في حزب البعث، وعندما تقدم بالعمر أصبح نائبه، صدام حسين، الرئيس الفعلي للعراق.
في 16 تموز 1979 استقال البكر من رئاسة العراق بحجة ظروفه الصحية، ويرى المتابعون للسياسة العراقية أن استقالة البكر كانت مجرد إجراء شكلي نتيجة ضغوط مارسها عليه الرئيس الفعلي صدام حسين. ويعتقد البعض أنه بعد أن أخذ صدام بزمام السلطة في 1979، حدّد إقامة البكر في منزله حتى وفاته في 4 أكتوبر 1982.
وكان البكر قد بدأ بعقد معاهدات مع سوريا، الخاضعة أيضًا لحكم حزب البعث، كانت ستقود إلى الوحدة بين الدولتين. وكان سيصبح حافظ الأسد نائبًا للرئيس في ذلك الإتحاد، وكان ذلك سيغيّب صدام عن الساحة. لكن، وقبل حدوث ذلك، استقال أحمد حسن البكر المريض في 16 يوليو 1979 وأصبح صدام، رسميًّا، الرئيس الجديد للعراق.
بعد ذلك بفترة وجيزة، جمع قيادات حزب البعث في 22 يوليو 1979، وخلال الاجتماع، الذي أمر بتصويره، قال صدام بأنه وجد جواسيس ومتآمرين ضمن حزب البعث، وقرأ أسماء هؤلاء الذين توقع أنهم سيعارضونه. وتم وصم هؤلاء بالخيانة واقتيادهم واحدًا تلو الآخر ليواجهوا الإعدام رميًا بالرصاص خارج قاعة الاجتماع وعلى مسامع الحاضرين. وبعد انتهائه من قراءة القائمة، هنّأ صدام الباقين لولائهم في الماضي وفي المستقبل.
جلال طالباني، أول رئيس للعراق بعد سقوط صدام حسين واحتلال العراق. وسادس رئيس منذ قيام الجمهورية العراقية عام 1958، اختاره رئيس سلطة الاحتلال الأميركي بول بريمر عضوًا في مجلس الحكم الانتقالي الذي شكلته قوات الاحتلال، ثم أصبح رئيسًا للمجلس بعد اغتيال رئيسه عز الدين سليم. ثم عيّنه بريمر رئيسا للعراق بعد اعتذار عدنان الباجهجي عن المنصب.
السودان
في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 1958، نجح أول انقلاب عسكري بقيادة الفريق إبراهيم عبود ضد حكومة ائتلاف ديمقراطية بين حزب الأمة والاتحاد الديمقراطي يرأسها مجلس السيادة المكون من الزعيم الأزهري ورئاسة الوزارة الاميرلاي عبد الله خليل.
وشكل الانقلابيون حكومة عسكرية برئاسة عبود، حكمت البلاد بأسلوب شمولي دكتاتوري استمر لمدة 7 سنوات تخللته محاولة انقلاب قادتها مجموعة من الضباط أشهرهم احمد عبد الوهاب وعبد الرحيم شنان ومحيي الدين احمد عبد الله، وهي المحاولة الفريدة والوحيدة التي يتم فيها استيعاب الانقلابيين في نظام الحكم بدلاً من اقتيادهم إلى المشانق أو الزج بهم في السجون في أفضل الأحوال.
وقد شجع هذا التعامل المرن مع الانقلابيين على تدبير انقلاب آخر ضد عبود قاده الرشيد الطاهر بكر المحسوب على التيار الإسلامي في البلاد، ولكن هذه المرة تعامل نظام عبود معه بالحديد والنار، حيث أعدم 5 من قادته شنقًا حتى الموت، وزج بالآخرين في غياهب أعتى سجن في الخرطوم وهو "سجن كوبر" الواقع في الخرطوم بحري. وظل عبود يَحكم في هدوء إلى أن أطاحت به في 21 أكتوبر (تشرين الأول) 1964 أكبر ثورة شعبية في تاريخ البلاد لتأتي حكومة ديمقراطية جديدة.
ظلّت النظم الديمقراطية في السودان بما يعتريها من بلبلة سياسية واستقطاب حاد تهيئ لأرضية صالحة للانقلابات العسكرية، وشهدت أشهر انقلاب عسكري في 25 مايو (أيار) 1969 قاده العميد جعفر محمد نميري ومجموعة من الضباط المحسوبين على الحزب الشيوعي والقوميين العرب. ومن أبرز قادة الانقلاب اللواء خالد حسن عباس، وزين العابدين محمد عبد القادر، وأبو القاسم محمد إبراهيم، وأبو القاسم هاشم، وهاشم العطا، وبابكر النور، وفاروق حمدنا الله، وأسس النميرى على الأثر نظامه القابض الذي امتد لـ16 عاما ليعرف هذا الانقلاب بأنه أكثر الانقلابات تأثيرا على البلاد.
لكن حكم النميري، رغم تحسبه للانقلابات مستفيدًا من التجارب السابقة، شهد محاولات كثيرة فشلت جميعها، ولكنها حولت العاصمة السودانية إلى برك دم. وأشهر انقلاب على النميرى، ذلك الذي نفذه رفقاء دربه المنتمين مباشرة إلى الحزب الشيوعي في 19 يوليو (أيار) 1971، والذي عرف بانقلاب هاشم العطا، الذي استولى جزئيًّا على العاصمة الخرطوم لمدة يومين، لكن النميري استطاع أن يعيد سلطته وينصب مشانق للانقلابيين من المدنيين والعسكريين وطالت كلا من زعيم الحزب الشيوعي السوداني آنذاك عبد الخالق محجوب، ومساعده الأيمن الشفيع احمد الشيخ، وبابكر النور وآخرين من المدنيين ومن الضباط قائد الانقلاب هاشم العطا وعشرات من الضباط والجنود.
في العام 1975 وقعت محاولة انقلابية أخرى فاشلة بقيادة الضابط حسن حسين ولقي الانقلابيون، وعلى رأسهم المدبر حسين، حتفهم رميًا بالرصاص أو شنقًا.
وفي العام التالي وتحديدا 2 يوليو 1976 حاولت القوى السياسية المعارضة لنظام النميري، التي كانت تنطلق من ليبيا، قلب نظام الحكم، وأوكلت المهمة للعميد في الجيش محمد نور سعد بمشاركة واسعة من عناصر المعارضة. تسللت إلى الخرطوم عبر الحدود مع ليبيا، وقد تعامل نظام النميري مع المحاولة بعنف غير مسبوق، حيث أعدم قائده محمد نور رميًا بالرصاص وحول شوارع الخرطوم لمدة يومين إلى ساحة معارك مع الانقلابيين أسفرت عن مقتل المئات.
ولم يتعرض نظام النميري بعد ذلك لأية محاولة انقلابية إلى أن عصفت به ثورة شعبية عارمة في 6 ابريل (نيسان) عام 1985 عرفت بـ"انتفاضة ابريل".
تناحرت الأحزاب من جديد، فجاء انقلاب الرئيس عمر البشير في 30 يونيو (حزيران) 1989 بمساعدة الإسلاميين بزعامة الدكتور حسن عبد الله الترابي وحزبه المعروف بـ"الجبهة الإسلامية القومية". وقد تعرّض نظام البشير لعدة محاولات انقلابية خاصة في بداية عهده، أشهرها المحاولة التي عرفت بـ"انقلاب رمضان" في 1990 بقيادة اللواء عبد القادر الكدرو، واللواء الطيار محمد عثمان حامد، وهي المحاولة التي انتهت بإعدام 28 ضابطًا في الجيش بمن فيهم قائدا الانقلاب، الكدرو وحامد.
ووقعت في عام 1992 محاولة انقلاب بقيادة العقيد احمد خالد، نسبت إلى حزب البعث السوداني وقد حسمها الرئيس البشير عاجلاً وتعرض قادتها إلى السجن. ومنذ ذلك الحين خفّت الانقلابات في البلاد ربما لتركيز المعارضة نشاطها المسلح من الخارج عبر اريتريا إلى أن ظهرت هذه المحاولة التي نسبتها الحكومة إلى حزب المؤتمر الشعبي.
اليمن
الجمهورية العربية اليمنية هو الاسم الذي كان يطلق على شمال اليمن بعد ثورة 1962، التي قضت على المملكة المتوكلية اليمنية بقيادة المشير عبد الله السلال، قائد أركان الجيش في المملكة وأول رئيس للجمهورية.
كثرت الانقلابات والاغتيالات والتدخلات الخارجية في شؤون الجمهورية اليمنية وخاصة من قبل المملكة العربية السعودية الساعية لإجهاض الثورة من ناحية، ومصر التي كانت تسعى لتثبيت الثورة: عبد الله السلال ضد محمد البدر في اليمن 1962، عبد الكريم الارياني ضد عبد الله السلال في اليمن 1967، إبراهيم الحمدي ضد عبد الكريم الارياني في اليمن 1974، احمد الغشمي ضد إبراهيم الحمدي في اليمن 1977، علي ناصر محمد ضد سالم ربيع علي في اليمن 1978...
قامت الثورة على النظام الإمامي الملكي بقيادة عبد الله يحيى السلال، بعد أن كان رئيس الحرس لوليّ العهد محمد البدر، على يد مجموعة من الضباط في الجيش، أيّدها بعض من مشائخ بعض القبائل. كما تلقّت دعمًا عسكرياً واسعاً من الجانب المصري ليصبح السلال أول رئيس للجمهورية في شمال اليمن. ثم أطيح به في انقلاب تم في 5 نوفمبر 1967 أثناء زيارته للعراق حيث كانت الحرب الأهلية بين الجانب الملكي والجانب الجمهوري لا زالت قائمة.
في عام 1972 أصبح الحمدي نائباً لرئيس الوزراء للشؤون الداخلية، ثم عيّن في منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة، وفي 13 يونيو 1974، قام بانقلاب عسكري أبيض أطاح بالقاضي عبد الرحمن الأرياني. وقد بدأ الحمدي بالخطوات الأولى للحدّ من سلطة المشايخ ونفوذهم وقام فعلاً بإقصاء العديد منهم من المناصب العليا في الجيش والدولة. وقام بتوديع الرئيس الأرياني رسميًا في المطار عند مغادرته إلى دمشق المدينة التي اختارها للإقامة مع أفراد عائلته.
ليبيا
كان ازدياد النفوذ الغربي عسكريًا واقتصاديًا في ليبيا سببًا مهمًا في ازدياد المعارضة ضد الملك وحكومته؛ حيث طالب الليبيون بإنهاء المعاهدات الأجنبية التي تقيد الحكومة والشعب، وشهدت تلك الفترة نموًا مطردًا في الوعي القومي العربي في صفوف الشباب الليبي، خاصة المتعلمين منهم، فقامت مظاهرات صاخبة عام 1964 وأعلن الملك عزمه التنازل عن العرش، إلا أنه عدل عن رأيه بعد ذلك.
أصبح الملك وحكومته معزولين عن الشعب، وبدأ الوضع الاقتصادي والاجتماعي والفكري والسياسي يتغير في ليبيا بعد ظهور النفط في أراضيها، ونظم الوطنيون والقوميون أنفسهم بشكل سري في ذلك الجو الملتهب حماسة بسبب انتشار أفكار القوميين والبعثيين والناصريين.
وتحركت قوات من الجيش في سبتمبر 1969 ونجحت في الإطاحة بالنظام الملكي بعدما أسرع ممثله حسن الرضا - ولي العهد - في التنازل عن العرش؛ حيث كان الملك إدريس الأول في زيارة استجمام بتركيا واليونان، وأذاع القذافي أول بيان لحركته على الشعب الليبي.
وفي ربيع الأول عام 1977، تم عقد اجتماع استثنائي لمؤتمر الشعب، أُعلن فيه حل مجلس قيادة الثورة، وتعيين القذافي أمينًا عامًا لمؤتمر الشعب العام، وتغير اسم منصب الوزير إلى "أمين سر اللجنة". وألقى القذافي خطابًا أعلن فيه دخول ليبيا عصرًا جديدًا هو "عصر الجماهير" وتغيير اسم "الجمهورية العربية الليبية" إلى "الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية"، ولا يزال القذافي حتى الآن ممسكًا بزمام السلطة في ليبيا.
موريتانيا
عرفت موريتانيا بين 1978-1984 فترة من عدم الاستقرار السياسي حيث تتالت الانقلابات: مصطفى ولد سالك ضد مختار ولد دادة في موريتانيا 1978؛ محمد ولد لولي ضد مصطفى ولد السالك في موريتانيا 1979؛ محمد خونة ولد هيدالة ضد محمد ولد لولي في موريتانيا 1980؛ وعام 1984، استولى العقيد معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، رئيس أركان الجيش، على السلطة وتم انتخابه رئيسا لموريتانيا سنة 1992 ثم إعادة انتخابه سنة 1997.
في 1991 وُضع دستور جديد نص على نظام التعددية الحزبية ودخلت أحزاب المعارضة المجلس الوطني سنة 2001، وعام 2005 استولى العقيد علي ولد محمد فال، مدير الأمن الوطني، على السلطة، بانقلاب مفاجئ حيث كان هو من أحبط المحاولات الانقلابية السابقة على الرئيس السابق العقيد معاوية ولد سيدي أحمد الطايع.
عام 2007، جرت أول انتخابات رئاسية ديمقراطية تنافسيه في تاريخ موريتانيا وتم انتخاب سيدي ولد الشيخ عبد الله رئيسا للجمهورية، ليكون أول رئيس مدني لموريتانيا منذ أكثر من ثلاثين سنة. لبنان
في سنة 1952 اشتعلت ثورة في الشارع اللبناني ضد الرئيس بشارة الخوري (أول رئيس لبناني بعد الاستقلال)، وكان يقف وراءها عدد من الشخصيات اللبنانية وعلى رأسهم كميل شمعون.
أدى ذلك إلى تدخل الجيش واستقالة الخوري بعد تشكيل حكومة عسكرية برئاسة قائد الجيش فؤاد شهاب أشرفت على انتخابات رئاسية. تم انتخاب كميل شمعون رئيساً للبنان.
وفي 15 تموز 1958، دخلت قوات أميركية مؤلفة من 14000 جندي لمساندة شمعون الموالي لحلف بغداد. وفي 23 أيلول 1958، انتهت ولاية شمعون وتولّى قائد الجيش الجنرال فؤاد شهاب الرئاسة. وفي 25 تشرين الأول انسحبت القوة الأميركية بعد أن هدأ الوضع بنهاية ولاية الرئيس شمعون وانتخاب فؤاد شهاب رئيساً.
المراجع: عصام البغدادي، السلطة العربية بين الاغتيالات والانقلابات جمال الدين حسين، موريتانيا "قبلة" الديمقراطية في العالم العربي إبراهيم عبد العزيز صهد، رؤوس أقلام في الثورة والانقلاب د. شاكر النابلسي، كوارث الدكتاتوريات العسكرية على العالم العربي ويكيبيديا- الموسوعة الحرة http://www.wikipedia.org
#سيرج_جاكوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أشرف عبدالباقي وابنته زينة من العرض الخاص لفيلمها -مين يصدق-
...
-
لبنان.. ما هو القرار 1701 ودوره بوقف إطلاق النار بين الجيش ا
...
-
ملابسات انتحار أسطول والملجأ الأخير إلى أكبر قاعدة بحرية عرب
...
-
شي: سنواصل العمل مع المجتمع الدولي لوقف القتال في غزة
-
لبنان.. بدء إزالة آثار القصف الإسرائيلي وعودة الأهالي إلى أم
...
-
السعودية تحذر مواطنيها من -أمطار وسيول- وتدعو للبقاء في -أما
...
-
الحكومة الألمانية توافق على مبيعات أسلحة لإسرائيل بـ131 مليو
...
-
بعد التهديدات الإسرائيلية.. مقتدى الصدر يصدر 4 أوامر لـ-سراي
...
-
ماسك يعلق على طلب بايدن تخصيص أموال إضافية لكييف
-
لافروف: التصعيد المستمر في الشرق الأوسط ناجم عن نهج إسرائيل
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|