|
علم الموازين عند العرب -الحازني نموذجا-
مزاوي محمد
الحوار المتمدن-العدد: 2314 - 2008 / 6 / 16 - 10:50
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
1- عبد الرحمن أبو جعفر الخازني الخازن هو عبد الرحمن أبو جعفر الخازني، عاش في مَرو رقيقاً عند الخازن المروزي، وأخذ العلم في مجالس شيوخها، حيث شجعه مولاه على الدرس والبحث ومتابعـــــــــة علومه، وتوفي سنة 1155 م حيث أحاطت بحياته غيوم كثيفة من الإبهام، وأصاب نتاجه إهمال، ولحق به إجحاف لم يلحق بغيره من أعلام الفكر عند العرب، كما أن ترجمة اسمه إلى اللغات الأجنبية أدَّى إلى الخلط بينه وبين علماء آخرين، فنسبت آثاره إلى غيره كما نسبت آثار غيره إليه. إنه فيزيائي لمع اسمه في سماء البحث والابتكار، وفلكي ومهندس برع في علم الحركة (الايدروستاتيكا - توازن السوائل) كما أبدع في علم الميكانيكا وأتى بما لم يأتِ به غيره من الذين سبقوه من علماء اليونان والعرب. ومن المؤلفات المهمة التي تركها الخازن كتاب (ميزان الحكمة)، وقد عُثر على هذا الكتاب في منتصف القرن الماضي. ويعتبر بمثابة الكتاب الأول في العلوم الطبيعية، وقد ترجمت عدة فصول منه ونشرت في المجلة الشرقية الأمريكية، كما تمّ تحقيق الكتاب ونشر على يد فؤاد جمعان. إذ يعد (ميزان الحكمة) من أنفس كتب العلوم عند العرب، لما تضمنه من بحوث مبتكرة، وفيه تتجلى عبقرية الخازن. لقد مهد الخازني بإمتياز لاختراع سائر الموازين الحديثة التي ظهرت على يد العلماء الأوروبيين.
2- العرب وعلم الموازين والأثقال إن النظرة الأولية إلى تاريخ الأفكار والمعارف تكشف عن كون الممارسات الاجتماعية والفكرية مرتبطة أوثق الارتباط، بل تكشف كذلك عن ذلك التلاقح والتفاعل الحاصل بين الثقافات المختلفة والمتنوعة والمتباعدة زمانيا ومكانيا، ولعل الفترة الممتدة من القرن الثاني، الرابع هـ/ الثامن، العاشر م، تجسد فترة من أكثر فترات تاريخ الحضارة العربية الإسلامية حركة وانفتاحا على باقي المعارف، حيث ازدهرت حركة انتقال العلوم عن طريق الترجمة في مجالات معرفية مختلفة ، (الفلسفة، الطب، الرياضيات)،.من لغاتها الأصلية إلى لغة الضاد. لقد كان لهذه الحركة التي شجعت من طرف النظام السياسي الذي كان سائدا، تحت ذريعة أو أخرى، الأثر الكبير في بزوغ حركة علمية جديدة، وبذلك نالت الحضارة العربية الإسلامية حضها من الإسهام العلمي في هذه الفترة من تاريخها، فما كانت إلا أن جسدت طابعا ونموذجا للتقليد العلمي العربي ، في ميادين علمية وفلسفية مختلفة، إذ كانت تمتح المعرفة من مجموعة من الحضارات السابقة عنها، حيث بزغ من بين ما بزغ علم الموازين والأثقال وذلك بحكم الحاجة الملحة التي كانت تفرض التفكير في الجانب التطبيقي للعلوم. فهل يمكن اعتبار الاهتمام بالميزان والأثقال كان شيئا جديدا في الحضارة العربية الإسلامية؟ "من الواضح الآن أن هذا العلم الذي مثل نقلة نوعية في تاريخ الميكانيكا كما ورثها العرب والمسلمون عن الإغريق، علم عربي بامتياز ظهر في المشرق الإسلامي في القرن الثالث الهجري، التاسع الميلادي، وترعرع في أحضان العصر العباسي الأول، وفي ظل الدولة البوهيمية والسلجوقية والفاطمية، إلى بداية القرن السادس هجري، الثاني عشر ميلادي". ولأن الدراسة التي يقوم بها الأستاذ الدكتور أبطوي محمد تعتبر أهم دراسة في شموليتها وتفردها، حول التقليد العلمي العربي، وبخاصة في علم الأثقال والموازين، وبناء على النص الذي أسلفنا ذكره، يتضح إلى أي حد يعتبر علم الأثقال والموازين علما جديدا ظهر في المشرق الإسلامي، ليتطور بعد ذلك ويترعرع، حيث نجد التقليد العربي يتألف من العشرات من المؤلفات في هذا المجال، تغطي مدة طويلة من الزمن، (ابتداء من القرن الثالث هجري/ التاسع ميلادي(، ونخص بالذكر من بين هذه المؤلفات، أعمال ثابت بن قرة، والأهوزي ومحمد الرازي، والقوهي، وابن الهيثم واليا المطران وعمر الخيام، والمظفر الإسفزاري وعبد الرحمان الخازني وابن يعيش الأموي ومحمد ابن أبي الفتح الصوفي ويحي الخزرجي، وبن السراج، ووالبرلسي القباني ومحمد الغمري، وابن الملك الدمشقي وحسن الجبري والحسين العطار، وغيرهم. ولأن موضوع بحثنا في هذا المقام؛ هو إسهام عبد الرحمان الخازني في علم الموازين فإننا سنحاول الاقتصار على هذا الإسهام من خلال كتاب ميزان الحكمة.
3- كتاب ميزان الحكمة: يقول الخازني: " إن ميزان الحكمة الذي استبطنته الأفكار وأكملته التجربة والامتحان، عظيم الشأن لما فيه من المنافع ونيابته عن حذاق الصناع" . لقد شكل كتاب ميزان الحكمة ثورة علمية حقيقية، فهو يعتبر بمثابة موسوعة للمعارف الميكانيكية حول الموازين والأثقال، ألم من خلالها على معرفة كبيرة بالتراث العلمي اليوناني، والإدراك والإطلاع الواسعين لإنثاجات علماء دار الإسلام . حيث وقف مطولا عن دراسة الثقل والخفة والجاذبية، إذ اعتبر أن قاعدة أرخميدس لا تسري على السوائل فقط، بل إنها تسري على الغازات أيضا، مشيرا إلى نظرية الجاذبية انطلاقا من تجارب أجراها بنفسه، مبينا فيها أن جميع أجزاء الجسم تتجه إلى مركز الأرض عند سقوطها وذلك بسبب قوة الجاذبية. وعموما فإن كتاب ميزان الحكمة للخازني يعتبر من أنفس الكتب العلمية، هو الوحيد الذي يحتوي على بحوث مبتكرة بجدتها في مجال علم الموازين والأثقال، إذ ينقسم الكتاب إلى ثماني كتب أو مقالات، يمكن أن نميزها عن بعضها البعض حسب مواضيع بحثها بتقسيمها إلى قسمين أساسين: الأول: يتطرق فيه الخازني إلى الجانب النظري لعلم الموازين إذ يقول: "إن قد قدمنا في القسم الأول من الكتاب مقدمات في الثقل والخفة واختلاف الوزن في المائيات والهواء" ، حيث يخص هذا القسم في المقالات الأربع الأولى. أما الثاني فيتكون من المقالات الخامسة والسادسة والسابعة وفيها يتحدث عن الميزان الجامع للإسفزاري، وكذا استعمالاته المختلفة، فيما يخصص المقالة السابعة إلى ميزان الساعات. ففي المقالة الأولى من كتاب ميزان الحكمة نجده يشيد بالمبادئ الهندسية الفيزيائية الأولية لعلم الموازين في شكل قضايا حول مراكز الأثقال وحول مفهومي الثقل والخفة، وسقوط الأجسام في الماء انطلاقا من المصادر اليونانية والعربية وهي بذلك كما يقول الأستاذ أبطوي: »il fournissent un témoignage vivant sur les connaissances de mécanique disponibles au XII eme siècle aux physiciens musulmans« . أما المقالة الثانية من الكتاب فإنها تبدأ بمناقشة ومحاورة الخازني لثابت ابن قرة في الموازين إذ نجده يفتتح المقالة بالقول: "قال ثابت ابن قرة في لأمر الوزن... وبخاصة حول القرسطون الذي هو من أشهر هذه الموازين" إن الخازني يغني هذه المقالة بحديثه عن أعمال الاسفزاري، حول الأسئلة المختلفة لتوازن الحركة ومراكز الأثقال وتوازن الميزان. أما الكتاب أو المقالة الثالثة من مؤلفه ميزان الحكمة فيخصصها لنصوص البيروني الذي يعتبر بمثابة عالم متميز قام ببناء فيزيائي مهم، ومعالجة إسلامية للجاذبية تتميز بجدة وتفرد كبيرين. فيما يتحدث في المقالة الرابعة عن ميزان أرخميدس ومنالاوس والطرق التي اعتمداها للتميز بين الفلزات المركبة مع تفسير الخازني لأوزان الفلزات، بالإضافة إلى تقديمه للميزان الطبيعي لمحمد بن زكرياء الرازي وميزان الماء لعمر الخيام. أما إذا انتقلنا إلى الجزء الثاني من كتاب ميزان الحكمة، فإننا سنجد المقالات (5،6،7) تختص بالوصف الدقيق للموازين المختلفة السائدة آنذاك، خاصة الميزان الجامع ( للاسفزاري و المطور من لدن الخازني) ، حيث يجمل الحديث عن هذا الميزان العجيب الذي يسمى ميزان الحكمةla balance de sagesse أو الميزان الجامع la balance universelle على الهيئة التي أشار إليها الإمام أبو حامد المظفر بن إسماعيل الاسفزاري إذ أدخل الخازني مجموعة من التهذيبات للزيادة في دقته وقدرته على العدل في القياس والتميز في الأجسام المركبة عن بعضها البعض. أما المقالة الأخيرة من كتاب ميزان الحكمة فقد تناول فيها ميزان الساعات وصناعته والعمل به.
4- الخازني وإسهامه في علم الموازين أولى الفيزيائيون المسلمون الميزان عناية خاصة باعتباره أداة تتعدى وظيفتها (الوزن)؛ بل أرادوه أداة عملية لتقدير الوزن النوعي للمعادن والسبائك. وكانوا يعدون الميزان من عجائب النسبة، واخترعوا موازين غاية في الدقة كانت نسبة الخطأ فيها أقل من أربعة أجزاء من ألف جزء من الجرام. بل كانت لديهم موازين أدق من ذلك، إذ استخدموا ميزان القبان والميزان الحساس في وزن جميع السلع ابتداءً من المجوهرات وانتهاءً بالمحاصيل الزراعية. وصنَّفوا في الموازين مؤلفات قيمة؛ فلثابت بن قرّة كتابان أحدهما في استواء الوزن واختلافه وشرائط ذلك، والثاني في القرسطون (ميزان الذهب). ولأبي جعفر بن الحسن الخازن ميزان الحكمة الذي تحدتنا عنه سالفا، وفيه يصف أشكالاً متعددة للموازين يصفها وصفًا دقيقًا ومفصلاً. ومن الذين صنفوا مؤلفات في الميزان أيضًا، الكوهي، والفارابي وابن سينا، وقسطا بن لوقا، وابن الهيثم والجلدكي، حيث استخدموا لموازينهم أوزانًا متنوعة. كما سجل لنا التاريخ أيضا كتاب لعبد الرحمن بن نصر المصري المراقب؛ (أي المحتسب العام لأحوال السوق التجارية في عهد صلاح الدين الأيوبي). إذ كانت صناعة الموازين حرفة في حد ذاتها؛ ذلك لأن التجارة كانت أحد المصادر الرئيسية للاقتصاد الإسلامي. وأوكل إلى والي الحسبة مراقبة الموازين والمكاييل، وفحص وسائل الغش في صناعتها. وأهم السلع التي كانوا يتعاملون بالتجارة فيها الذهب، والفضة، والزبرجد، والياقوت، والماس. لذا تحروا الدقة في صنع موازينها، بل حددوا الثقل النوعي لكثير منها باستخدام أجهزة اخترعوها لهذا الغرض. ومن الطريف أن العرب عند بحثهم في خواص النسبة أشاروا إلى أن عمل القرسطون (القبان) هو من عجائب النسبة. فقد جاء في رسائل إخوان الصفا "… ومن عجائب خاصية النسبة ما يظهر في الأبعاد والأثقال من المنافع، ومن ذلك، يظهر في القرسطون؛ أعني القبان؛ وذلك أن أحد رأسي عمود القرسطون طويل بعيد من المعلاق والآخر قصير قريب منه. فإذا علق على رأسه الطويل ثقل قليل وعلى رأسه القصير ثقل كثير تساويا وتوازنا حتى كانت نسبة الثقل القليل إلى الكثير كنسبة بعد رأس القصير إلى بعد رأس الطويل من المعلاق…" . والمعلاق هنا هو نقطة الارتكاز وعموما فقد بحث العلماء المسلمون في الثقل النوعي، وعرَّفوا الثقل والخفة فقالوا إن الجسم إذا ما أخرج عن موضعه الطبيعي فاتجه نحو مركز الأرض؛ أي إلى أسفل يُسمّى ثقيلاً، أما إن هو اتجه نحو محيط العالم؛ أي إلى العلو سُمّى خفيفًا. واستنبطوا طرقًا لحساب الوزن النوعي واخترعوا له الآلات، وقاموا بحساب ثقل عدد من الأجسام حسابًا يقارب التقدير الذي وصل إليه المعاصرون وأحيانًا يطابقه، وهم أول من وصل إلى نسب حقيقية بين وزن الأجسام المختلفة وبين وزن الماء. وأول من بحث في الثقل النوعي سند بن علي في عهد المأمون (199ـ 218هـ، 814ـ 833م)، ومن الذين بحثوا هذا الأمر ابن سينا أيضًا. أما العالم الذي أسهم بشكل كبير في هذا المجال فهو عبد الرحمان الخازني حيث وصف ميزانًا غريب التركيب لوزن الأجسام في الهواء والماء، وقام باستخراج الوزن النوعي لكثير من المعادن والسوائل والأجسام الصلبة التي تذوب في الماء، ووضعها في جداول في غاية الدقة وصلت صحتها في بعض الأحيان إلى درجة التطابق مع الوزن الحديث. وقد أتقن قياس الثقل النوعي للسوائل حتى لم يتعد خطؤه فيه ستة من مائة من الجرام في كل ألفين ومائتي جرام. يجب أن ننظر إلى النسبة التي توصل إليها الخازن على أنها دقيقة جدًا إذا ما أخذنا في الحسبان دقة الأجهزة العلمية الحديثة. كما أن الاختلاف الطفيف بين ما وصل إليه الخازن وما وصل إليه المعاصرون، يمكن تعليله؛ إذ إن مياه البحر تختلف في مقدار ملوحتها. فالبحار الداخلية ـ كالبحر الميت وبحر قزوين ـ تكون نسبة ملوحتها أكثر، وبالتالي أثقل من مياه البحار المفتوحة كالمحيطات. كما أن الثقل النوعي للحليب يختلف باختلاف الأبقار والمراعي، ولم يذكر الخازن مياه البحر التي وزنها ولا نوع وعدد البقر الذي أجرى عليه التجارب. إن إسهام الخازني في علم الموازين ينجلي بشكل أكثر وضوحا، عندما نأتي على ذكر قول الخازني نفسه في تميزه للميزان الجامع عن غيره بــ: 1- دقة الوزن؛ 2- يتحقق من صميم الفلز من مغشوشه؛ 3- معرفته لما في الجرم الممتزج بجرم آخر من الفلزات مثنى مثنى من غير أن يفك بعضها عن بعض؛ 4- معرفة فضل وزن أحد الفلزين على الآخر في الماء؛ 5- يعرف به جوهر الشيء الموزون؛ 6- معرفته لقيم الأشياء من غير واسطة الصنجات إذا حركت أبعاد الكفات عن المعلاق؛ 7- التميز بين الجواهر وأشباهها كالذهب والياقوت والمرجان واللؤلؤ...؛ إن الخازني وفي إطار حديثه عن أنواع الموازين يتطرق بشكل صريح إلى ثلاث أصناف: 1- الأول: ذو كفتين معهودتين يسميه الميزان المطلق أو الميزان الساذج؛ 2- الثاني: ذو ثلاث كفات، ويسميه الخازني الميزان الكافي أ الميزان المجرد؛ 3- الثالث: ذو الكفات الخمس وهو موضوع بحثنا في هذه المحاولة التي نقوم بها، إنه ميزان الحكمة أو الميزان الجامع؛ فإذا كان هذا الصنف الأخير ميزانا ذو الكفات الخمس فإن ثلاث منها ثابتة واثنتان متنقلتان عن موضعها، إذ نجد الخازني يقول: "ويمكن بهذا الميزان أيضا للمتأمل الحاذف أن يرصد مراكز الجواهر والفلزات عليه كما أذكره إن شاء الله تعالى في أثناء الكتاب"، فبواسطة هذا الإسهام يمكن أن يتحقق تميز الفلزات بعضها عن بعض مما يمكنك معرفة الجواهر من شبيهاتها من المعادن النفيسة. وعموما فإن وظائف الميزان الجامع متنوعة وكثيرة يمكن أن تصلح للعمليات العادية لوزن الأشياء كما يمكنه أن يصلح للتميز بين المعادن المختلطة والتي تقتضي الدقة في الوزن لتحديد جواهرها من شبيهاتها، كما كان يعتمد بشكل ضروري وملح في المعاملات التجارية. لقد أعطى الخازني تفصيلات بناء واستعمال ميزانه بدقة كبيرة، هذا ونجد الخازني في نظرية الميزان لا يخلط بين نظرية القرسطون أو ميزان القباني والميزان المائي، حتى وإن كان يعتبر أن كل هذه الموازين تأسست على أسس رياضية وفيزيائية. إذ يقول: "وهذا الميزان العدل مبني على البراهين الهندسية ومستنبط من العلل الطبيعية من وجهين: أحدهما؛ من مراكز الأثقال المختلفة المقادير بتفاوت أبعاد ما يقاومها وعليه مبني القفان. والثاني: معرفة أوزان الأثقال المختلفة المقادير بتفاوت أجرام رطوبات يفض فيها الموزون رقة وختورا وعليها مبني ميزان الحكمة." إن الخازني استفاد بشكل كبير من العلماء السابقين عنه والمعاصرين له في دار الإسلام، أمثال القوهي وابن قرة والخيام عمر، كما استفاد أيضا من السابقين عنه في الحضارات الغير الإسلامية (الإغريق)، كاقليدس مثلا؛ حيث توج بحوته بإبداعه لميزان الحكمة بإدخاله عليه مجموعة من التغيرات جعلته يكون أدق موازين عصره بل وحتى بعد عصره، لفترات طويلة. إن ميزان الحكمة كما يرى ذلك أستاذنا الدكتور أبطوي حيث يقول: La balance de la sagesse décrite et construite par AL-KHAZINI représente le point culminant de sciences de développements dans la science des poids et de la détermination des gravités spécifiques » ويضيف في نفس المقالة: « Dans la tradition scientifique islamique, la balance d’AL-KHAZINI représente des instruments les plus complexes et les plus précis qui aient été construits à des fins de mesure ». إن إسهام الخازني في علم الأثقال والموازين يعتبر إسهاما كبيرا لم يضاهيه فيه أحد في عصره ولا حتى بعد وفاته، إنه يمثل ذروة وقمة ما تمكن العقل العربي وغير العربي التوصل إليه في علم الموازين والأثقال في تلك الفترة من تاريخ الإنسان، وذلك من حيث الدقة في التميز بين (الجواهر والأعراض)، والتقنية المتطورة في الصنع.
البيبليوغرافيا
1- أبطوي محمد: »علوم الميكانيكا في الغرب الإسلامي الوسيط: دراسة أولية« الفكر العلمي في المغرب؛ العصر الوسيط المتأخر؛ منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية؛ الرباط تنسيق بناصر البعزاتي؛ الرباط 2- الخازني عبد الرحمان: "كتاب ميزان الحكمة" مطبعة دائرة المعارف العثمانية سنة 1940؛ 3- عمر الخيام: "رسالة في شرح ما أشكل من مصادرات كتاب أقليدس" تحقيق عبد الحميد صيره المعارف الإسكندرية سنة1961. 4- عمر الخيام: "رسائل" صور من المخطوطات؛ ترجمة؛ ليوريس روزنفيلد، سلسلة أثار الآداب الشرقية؛ موسكو سنة؛ 1962 1- ABTTOUY Mohammed : « interculturelite et renaissance scientifique: sur la signification universelle de la transmission gréco-arabe des sciences (neuvieme-dixiéme siècles)»; science locality and Universality ; publications de la faculté de lettres et les sciences humain, coordination; Bennacer EL BOUAZZATI 2002 2- ABATTOUY Mohamed : « sur la tradition Arabo-Islamique de la balance : Thabit Ibn Qurra et al Khazini » ; Quelques aspects de l’évolution des idées scientifiques ; Publications de la faculté lettres et des sciences humaines, RBAT 2000, coordination Abdessalam Ben Maissa.
#مزاوي_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحاجة إلى نتشه
-
إبستومولوجيا باشلار في مواجهة الفلسفة
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|