|
ما هو دور الاعلام العربى والاعلاميين في ظل أنظمتهم القمعية
ياسر بادلي
الحوار المتمدن-العدد: 2314 - 2008 / 6 / 16 - 10:50
المحور:
الصحافة والاعلام
أن ابرز ما يميز الانسان عن الكائنات الاخرة هي القدرة على التعبير عن أفكاره وأرائه وقد برزت هذه القدرة منذ العصور الاولى في تاريخ البشرية عندما أبتكرا الانسان رمزا صوتيا يتصل بواصطتها بالاخرين وتبع ذلك تطورات أعلى مرت بمراحل كثيرة حتى وقتنا الحالي ورغم أن الاعلام ككل قد بدأ وتكون مع الصحافة في القرون السابقة فأن ضهور وسائل اعلامية جديدة في القرون الحالية مثل السينما والراديو والتلفزيون قد أحدث ثورة اعلامية اكثر اتساعا في العالم ومنها المحيط العربي فهي تشهد بتغطية عدد كبير من المحطات التلفزيونية الارضية والفضائية وغيرها من وسائل الاعلام الالكترونية ،ويتحرك الاعلام العربي من منطقة الى منطقة ومن دولة الى دولة وتتابع الاحداث خطوة بخطوة منذ نشأتها على النمط الفكري المرسوم لها من قبل حكوماتها وقياداتها ورؤساء تحاريرها فأصبحت لديهم فكرا مرسوما كعقيد راسخة في مناهجهم الاعلامية فهي تحاول كشف النقاب عن طبيعة الاحداث التي تدور في المنطقة بشكل موضوعي كما يدعون ومن المعروف عن الصحفيين مسؤليتهم تجاه مجتمعهم فتحاول التعرف والكشف عن علاقات المجتمع ببعضه وصراعاتهم ومشاكلهم كما تحاول كشف الستار عن السلطات السياسية من فساد وجرائم وغش في حق الشعب حسبما يدعون الاعلام والاجهزة الاعلامية العربية وتدعي انها تحاول الكشف عن جذور المشاكل المتعلقة في هذه الدول ومنها المشاكل القومية والاثنية والسياسية وفساد السلطة الخ وهنا نسأل هل الجهات المسؤلة عن الاجهزة الاعلامية احقا تريد الكشف عن هذه الحقائق والمشاكل المتعلقة في دولها مع العلم في نظرهم ونظر حكوماتهم وأنظمتهم هذه المشاكل مقدسة ولا يجوز او لا يحق لاحد التكلم فيها أو توضيحها لاجل ايجاد حل لهذه المشاكل او حتى انتباه الرأي العام اليها بشكل موضوعي ونقصد هنا المشاكل المتعلقة في المناطق العربية من ا لفساد والضلم والاضطهاد وغيرها الكثير . ويقول الله تعالى في كتابه العزيز ( وما على الرسول الا البلاغ ) والبلاغ هنا هو الاخبار أو الاعلام برسالة الحق ومع الاسف الشديد فأن معضم البرامج المذاعة في أغلب الدول العربية أما أنها تتكلم عن قضايا مستهلكة لا تهم المواطن في هذه الايام الصعبة التي اصبحت فيها غلاء فاحش أو برامج ساسية يسيرها مسؤليين بالاستعانة بدكاترة علم النفس وذلك لراحة الشعب لأننا عندما نرى هذه البرامج نقول بكل بساطة في ناس بتحكي وهناك دلائل تشير بأن هذا الامر ليس أمرا جديا فالاجهزة الاعلامية والاعلاميين في العالم العربي اجهزة قومية وسلطوية بالدرجة الاولى بأستثناء بعض الشخصيات وهم قلة قليلة فالأعلام اعلام منحاز الى انضمتها وقوميتها وشوفينيتها المرضية المنتشرى في خلايا الجنس العربي والشرق اوسطي حتى أعتقدنا انه ليس لها دواء في العالم الا اذا اكتشف العالم دوائا لمرض السرطان فمن الممكن أكتشاف مسكن لهؤلاء ، ونتيجة السياسات الدكتاتورية التى تمارسها أغلب الانظمة العربية في حكمها وسياستها أصبح الاجهزة الاعلامية بدون مصداقية . مثالا فقد استعملت الاجهزة الاعلامية سياسة التحريض على الفوضى في العراق ومنها قناة الجزيرة وغيرها من القنوات التي حرضت بشكل غير مباشر وهو ما يسمى تشجيع المقاومة وتدعيمها اعلاميا رغم ان هذه المقاومة كانت تقتل الابرياء وتقوم بأعمال تخريبية فرغم ذلك كانت تهتف لها وتفتخر باعمالها ،وكما نعلم هناك غياب التوصيف الوضيفي للعمل الصحفي في العالم العربي فأذا فقدت الاجهزة الاعلامية والاعلاميين مصداقيتهم فكيف يتكلمون بانهم أعلاميين ومع العلم ان هذه الانظمة ليست وحدها تمارس هذه السياسات التعسفية والمرضية بل الاجهزة الاعلامية وكثيرا من الاعلاميين يشاطرونهم على هذا العمل لأنهم يتمطمطون ويـتأخرون في أضهار الحقيقة اذا ارادوا أن يقولوا الحقيقة فهذا التمطمط أضعف لياقة الاعلاميين وأجهزتهم عن تغطية الحقائق وأضهارها بشكل موضوعي وبدون تحيز فهناك الملايين المضطهدين والمقهورين يعيشون في هذه الدول في ظل الظلام الدامس في ظل تعتيم الاعلام والاعلاميين عن الحقيقة وهناك دلالات واضحة في التحيز الاعلامي اتجاه انضمتهم وقوميتهم . ويا حبذا لو يدرك الجميع أن الاعلام الحقيقي والموضوعي لها الفضل فيما وصلت اليها الحضارة البشرية الى ما هي عليه الان من البلدان المتقدمة
ياسر بادلي القاهرة
#ياسر_بادلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تعدد مواقف الاحزاب الكردية في سورية وضعفها امام الواقع
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|