أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - الفدرالية ،الديمقراطية والعواطف الطائفية والقومية















المزيد.....

الفدرالية ،الديمقراطية والعواطف الطائفية والقومية


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 718 - 2004 / 1 / 19 - 05:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كثيرة هي المفاهيم  الجديدة التي دخلت على الساحة العراقية والتي اصبحت  تشكل جزء من احاديث الناس اليومية ، بالطبع ليس جزء همومهم ،لان هموم الناس المتعلقة بوضعهم المعاشي او الامني لا تنسجم مع تلك الكلمات او المفاهيم التي دئبوا على سماعها منذ سقوط النظام الهمجي . واذا كان مستقبل العراق يشكل هما موحدا لجميع مكونات الشعب العراقي  بقومياته وطوائفه ودياناته  واحزابه ،فالمفاهيم الجديدة تتوزع ايضا على ارض العراق الجغرافية حسب اهميتها واهتمام الناس لما ورائها ، وتبين بوضوح ميل الناس حسب ايدلوجيتهم القومية او الطائفية منها..

فاذا  ذهبت شمالا  حيث كردستان ستجد ان مفهوم الفدرالية  يحتل المركز الاول في النقاش الدائر بين اوساط السياسيين والمثقفيين العراقين الكورد ، بل وحتى قسم واسع من الشعب الذي بدى متابعا وحريصا على تطورات الامور بما يخص هذا المفهوم ليس من حيث الفهم الفلسفي له ،ولكن من حيث الامال وتحسين الاوضاع للشعب الكردي الذي عانى ما عانى نتيجة تسلط المركز الوحشي والاستبدادي عليه . ويستطيع اي متابع لمقالات الاخوة الكرد في الصحف او من على صفحات الانترنت ،معرفة الميل العام للشعب الكردي.

الفدرالية اصبحت مطلبا شعبيا من الصعب جدا الحياد عنه او التنكر له او تشويهه او افراغه من محتواه.

غير ان الامال والاحلام لا تفسر المفهوم ،ولا توضح ابعاده وتأثيراته السياسة  والاجتماعية على عموم المجتمع العراقي بمختلف تلاوينه .خطأ الاحزاب السياسية العراقية  هو اعتمادها على اثارة العواطف في ايصال المفاهيم وليس ايصالها عن طريق تحويلها الى مادة للنقاش الفلسفي والمعرفي . هذه الخاصية هي ما يميز مجتمعاتنا الشرقية  واحزابنا السياسية عن المجتمعات المتحضرة التي تنظرالى المفهوم لا من خلال مردوداته فقط بل ومن خلال تفسيره المعرفي والعلمي .تتعامل معه على اساس تاريخ ظهوره الى الوجود وتطبيقاته و حركته  وتطوره في الواقع السائر الى الامام لا من خلال شده عن الحركة وايقافة واعتباره اسيرا لعاطفة مكبوتة او مصلحة سيساسية معينة.

اسلوب العواطف الجياشة لايصال المفاهيم هو منطق الدين للسيطرة على شعور الناس وتسيرهم حسب المصالح التي يحرص عليها رجال الدين الذين يقرنون ذلك بالتخويف ايضا اذا ما ارد الانسان ابداء رأيا قد ينصب في اثراء المفهوم نفسه . هذا الاسلوب يحول الناس الى متلقين وليس مشاركين في كل العمليات الفكرية والسياسية كما هي عليها الحال في منطقتنا الشرق اوسطية.

الشعوب العراقية تنظر الى مفهوم الفدرالية سلبا او ايجابا من منطلق العواطف المرتبطة باوهام تحسين الظروف المعاشية او تدهورها ،وهذا الوهم بشقيه السلبي او الايجابي ، يفرغ المفهوم من مكوناته الاساسية بوصفه احد اساليب الحكم للتعامل السياسي مع مكونات الشعب  . ففي الوقت الذي تجد فيه الشعب الكردي متفائلا بالفدرالية على حساب الديمقراطية والحريات العامة وهو امر سلبي ايضا  ، اذ لا قيمة للفدرالية بدون مكوناتها الاساسية ولا يحس الانسان بأي فرق يذكر سوى تغييربعض  الوجوه صاحبة الامتياز، نجد ان بعض الاوساط  العربية او التركمانية متشائمة من ذلك . هي ليست حالة العداوة بين الكرد والتركمان او العرب ، ، التي تحكم هذا التشاؤم ، حتى وان وجدت ، ولكنها حالة عدم استيعاب المفهوم السياسي الذي ينظر اليه من ناحية العاطفة القومية فقط وليس من خلال مردوداته النفعية او الفكرية والسياسية .

واذا كان مفهوم الفدرالية هو المسيطرعلى عواطف الناس واحاديثهم اليومية ، فأن مفهوم الديمقراطية هو المسيطر على القسم الجنوبي من العراق والذي أًفرغ من محتواه السياسي واختزل الى عملية اجراء الانتخابات ، وكأن الديمقراطية هي عملية انتخابات فقط  أو اختيار الرئيس او الحزب الحاكم . وهنا تلعب العواطف الطائفية دورا مؤثرا لتشويه مفهوم الديمقراطية ويصور الصراع السياسي الذي خاضه الشعب العراقي للانعتاق من بوتقة الاستعباد والاستبداد على انه مجرد صراع طائفي ديني.وتطرح الاحزاب الدينية نفسها على انها الاحزاب الوحيدة التي خاضت الصراع ضد الهمجية البعثية . بل تجير انتفاضة الشعب التي فجرها الجنود الجياع بعد هزيمة حرب  الكويت لصالحهم فقط  ،لصالح الاحزاب الدينية ،وكانها كانت نتيجة صراع ديني وليس صراعا بين الشعب المتطلع للحرية وبين نظام همجي  دكتاتوري مستبد.

لم تنجح الاحزاب العراقية  بتحويل مفهوم الديمقراطية الى مادة للنقاش اليومي والتثقيفي ،ولم تنجح بربط هذا المفهوم بمفهوم لا يقل اهمية عنه ان لم نقل اكثر اهمية ، مفهوم الحرية ،فالديمقراطية لا تعني الحرية بأي حال من الاحوال ،عملية الانتخابات تجدها حتى في الدول الدكتاتورية والاستبدادية ، مثل الاردن والمغرب ومصر والجزائر. مفهوم الحرية يكتسب اهمية اكبر في ظل مناخ ديني مشبع بضباب الافكار الغيبية وقيود الدين على الافعال الانسانية وخاصة على  النساء .من السهل على الاحزاب الدينية الاسلامية تشويه الديمقراطية والتعامل معها كفكرة وليس كمفهوم متكامل ينطلق من اساسيات المجتمع  ووحداته الصغيرة  ويتدرج الى ان يشمل كافة الافعال الانسانية على مستوى البيت والمدرسة والشارع  والمعمل والهيئات السياسية الاخرى ّ. الاحزاب الدينية تقبل فكرة الديمقراطية كعنوان للانتخابات ولكنها ترفضها اذا ما كان المقصود بها العلاقات الانسانية .

ضبابية المفاهيم وتناولها كأفكار سيساسة فقط دون غطاء فلسفي او معرفي وتسويقها عن طريق العواطف  يمكن  الاطراف التي تحاول تشويهها واعطائها صبغة دينية خاصة او الباسها ثوبا فضفاضا يخفي في طياته احتمالات النكوص والتراجع عن كافة الاتفاقيات ، يمكنها من السيطرة على الشارع  العراقي وتسييره الوجهه التي يريدوها بعيدا عن مصلحة الشعب الحقيقية .

تثقيف الشعب العراقي بهذه المفاهيم ،مفاهيم العدالة والمساواة وحقوق الانسان والحرية والفدرالية  والديمقراطية والعلمانية مهمة ملحة وليس من وقت للانتظار لان التشكيلات الدينية بكافة انواعها  تنوي تحويل المجتمع الى مجتمع  يغلب عليه الايمان بالغيب وانتظار دخول الجنة وليس بنائها على وجه الارض .

انها مهمة كل المثقفين العراقين والاحزاب والمنظمات السياسية العراقية لان الوضع يحمل اكثر من مفاجأة  وينبئ  بأكثر من خطر .



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خفافيش مجلس الحكم ..ومصباح بريمر


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - الفدرالية ،الديمقراطية والعواطف الطائفية والقومية