أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ضمد كاظم وسمي - السياسة الامريكية وتقسيم العراق














المزيد.....

السياسة الامريكية وتقسيم العراق


ضمد كاظم وسمي

الحوار المتمدن-العدد: 2317 - 2008 / 6 / 19 - 02:33
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لم يكن قرار الكونغرس الأمريكي الداعي الى تقسيم العراق الى ثلاث ولايات إثنية عرقية وطائفية بدعاً في السياسة الأمريكية التي يقودها الإحتلال في العراق وهي جزء من إعادة تشكيل العراق والمنطقة برمتها ونمذجتها وفق الرؤية الغربية / الصهيونية خدمة للمشروع الأمريكي سيء الصيت (( الشرق الأوسط الكبير )) والذي يرمي الى ادماج دويلة اسرائيل في المنطقة ليس بصفتها احدى دول هذه المنطقة فحسب بل بإعتبارها الدولة الأكثر تقدماً تكنولوجياً والأبهى ديمقراطياً وبالتالي يتم توظيف الأموال النفطية الهائلة للمنطقة من خلال العقل الإسرائيلي الذي يبزّ عقول العرب والمسلمين في تطوره العلمي والإجتماعي كما ترى الفلسفة الغربية ذلك !! وعندما تأتي الثمار أكلها سيقطف الغرب ومعه اسرائيل كل نضيج من تلك الكروم ولا يبقى للعرب والمسلمين سوى الحصرم الممجوج ! .
لقد مرت السياسة الأمريكية في العراق منذ إحتلاله بمراحل مهمة مهدت بلاشك للهدف الأساسي والذي أفصح عنه الكونغرس الأمريكي بقراره غير الملزم (( إقرأ وإضحك )) الداعي الى تقسيم العراق الى دويلات فدرالية متناحرة ومتصارعة بسبب ما قام به الإحتلال من شحذٍ للعداء العرقي والطائفي فضلاً عن إثارة الصراع على تقاسم الثروات والنفوذ السياسي وبالتالي سوف يبقى العراق وفق هذه الرؤية والى أبد الآبدين مأزوماً وغير مستقر وهو ما تسعى اليه السياسة الإسرائيلية وتتمناه لدول المنطقة جميعاً .. لتبقى هي الوحيدة من بين تلك الدول الأقوى والسيد المتحكم .. حيث بدأت أولى مراحل السياسة الأمريكية بإسقاط النظام السابق .. ومن الحق القول ان اسقاط نظام دكتاتوري وشمولي سيحظى بقبول كبير ويعدّ فرج بعد كرب شديد من قبل شعب مظلوم ومحروم كالشعب العراقي .. ولكن ان تتم عملية التغيير من الخارج وبأيدي المحتل مهما كان المبرر مسوغاً .. فإن الثمن الذي سيدفعه الشعب العراقي لاحقاً سيكون باهضاً ولم يتوقعه الا القليل .. ولكن لات حين مندم .
وهكذا جاءت المرحلة الثانية من السياسة الأمريكية والتي قصمت ظهر العراق ولعشرات السنين القادمة .. ألا وهي حل الدولة وتفكيك مؤسساتها العسكرية والأمنية والإدارية من خلال قرارات بريمر الإرهابية من حل للجيش العراقي وقرارات الإجتثاث وحل كيانات الدولة الأخرى فأصبح العراق شعباً بلا دولة ولا مؤسسات ولا جيش ولا أمن ولا إدارة .. وكل البدائل والحلول التي وضعت خلال السنوات الخمس الماضية لم تستطع أن تنهض بمهام الدولة السابقة ولو بالحد الأدنى منها .. لذلك غدا العراق بلداً مباحاً لكل من هب ودب من إرهاب ومليشيات ومجاميع إجرامية وأجندات دولية وإقليمية ومحلية حتى سقط في جب الإحتراب الداخلي الدموي .
ثم تلت ذلك وزامنته المرحلة الثالثة من السياسة الأمريكية . وهي مرحلة (( حل الشعب العراقي )) الى طوائف وأعراق متنابذة متصارعة على النفوذ والسلطة .. وكان الإعلان الرسمي لتمزيق الشعب العراقي الى شيعة وسنة وأكراد من خلال تشكيل مجلس الحكم الذي بني على هذه الأسس الإثنية والطائفية .. والذي أفصح عن منهج المحاصصة الطائفية للعملية السياسية التي صنعت لتكون عملية منتجة للأزمات ومفرخة للتناحرات والتي أفضت الى حرب طائفية خدمة للهدف الأكبر وهو تقسيم العراق .. ثم جاءت المرحلة الرابعة وهي (( حل المكون الواحد )) .. فكانت النتيجة : الإقتتال السني السني ، والإقتتال الشيعي الشيعي ، أما الإقتتال الكردي / الكردي .. فقد حصل سابقاً وهو كامن في الحاضر فما يمنع السياسة الأمريكية من إظهاره عند الضرورة ؟! فهل لأي كان أن يشك في أن السياسة الأمريكية ستؤدي لامحال الى تقسيم العراق .. أما محاولات ما عرف بالمصالحة الوطنية والخطط الأمنية .. فإنها أشبه بذر الرماد بالعيون .. لأن ما أوصلوا العراق اليه من دواهي وكوارث لا يمكن انتشاله منها بالسياسات الترقيعية والخطوات الإنتقائية تنفذها عملية سياسية تعاني من خلل بنيوي لاينتج الا الأزمات ولا يأتي الا بالمشكلات .. فمتى يتنبه الساسة في العراق ومعهم العرب والمسلمون ان التقسيم آت .. لأن القرارات الأمريكية واقع حال سواء أكانت ملزمة أم غير ملزمة : وقد صدق الشاعر حيث قال : (( تنبهوا وأستفيقوا أيها العرب .. فقد طغى الخطب حتى غاصت الركب )) .



#ضمد_كاظم_وسمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد الفكر العربي/المشروع النهضوي اعادة تشكيل الوعي العربي


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ضمد كاظم وسمي - السياسة الامريكية وتقسيم العراق