أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - كتابة الدستور














المزيد.....

كتابة الدستور


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2313 - 2008 / 6 / 15 - 10:35
المحور: المجتمع المدني
    


وضع مبادئ وأسس للدولة يسير بمقتضاها المجتمع، ومنح صفة قانونية للوجود المجتمعي والجغرافي المحدد على أرض الواقع والتعريف بهوية الأمة (الأمم) صانعة التاريخ والمرتبطة بسلسلة إرثه الحضاري الطويل والمعبر عن هوية الدولة وشخصيتها المعنوية باعتبارها عضواً في المجتمع الدولي.
لذلك فإن الدستور لايعكس حاجة وطنية صرفة وإنما حاجة دولية لتحديد هوية الدولة كشخصية اعتبارية تكتسب شرعيتها من أحكام القانون الدولي المنهل الأساس للتشريع الوطني. إن شرعية الدولة الوطنية يقرها الدستور، لكن شرعيتها الدولية تتطلب توافق مبادئ دستورها مع أحكام القانون الدولي.
فحين يسحب المجتمع الدولي اعترافه بالدولة تفقد شرعيتها باعتبارها دولة متقاطعة مع أحكام القانون الدولي ولاتشفع لها الشرعية الوطنية، فأحكام القانون العام تسري على أحكام القانون الخاص، لذلك تعد الدولة ساقطة عند سحب الاعتراف الدولي بها أو عند احتلالها (تحت أي حجة كانت) حيث تلغى شخصيتها الاعتبارية لتفرض عليها أحكام دولة الاحتلال.
وبهذه الحالة أما أن يرفض المجتمع الدولي الاحتلال باعتباره متعارضاً مع أحكامه أو يصادق عليه لانتفاء شرعية الدولة المحتلة كونها دولة خارجة على القانون الدولي وبالتالي يسقط حقها القانوني في طلب حماية المجتمع الدولي.
ولكي تستعيد الدولة المحتلة مكانتها الدولية تعمد لصياغة دستور جديد يعبر عن شخصيتها الجديدة ليكون بمثابة وثيقة قانونية تستعيد من خلالها شرعيتها الدولية، وبهذه الحالة فإن دولة الاحتلال تعكس توجهاتها على مبادئ وبنود الدستور من خلال أعوانها المكلفين بكتابة الدستور، ليس من أجل استعادة شرعيتها الدولية، وإنما ليكون الدستور الجديد متوافقاً مع دستور دولة الاحتلال ليستمر تأثير الاحتلال لأمد طويل.
يقول ((روبرت أمرسون))"غالباً ما تنصب دولة الاحتلال حكومة محلية، توكل إليها صياغة دستور جديد يكون على غرار دستورها ليمتد تأثير الاحتلال لأمد غير محدد".
إن كتابة الدستور ليس حاجة وطنية تعكس رؤى وطموحات كافة المكونات الاجتماعية لاكتساب الشرعية الدولية وحسب، بل انعكاس لمصالح دولة الاحتلال (إذا كانت الدولة في طور النشوء أو دولة محتلة) وكذلك لمصالح الدول الإقليمية فضلاً عن مصالح المجتمع الدولي.
يختلف حجم المصالح (الإقليمية والدولية) الذي يعكسها الدستور الوطني من دولة لآخرى ومن مجتمع لآخر تبعاً لموقع الدولة الجغرافي ولضعفها وقوتها، ولنخبها السياسية، ولعزيمة ورغبة شعبها في استعادة دوره التاريخي، ولإمتدادها القومي، ولحجم التعاطف الدولي معها.
يعتقد ((والتر مورفي))"أن شأن النخب المكلفة بكتابة الدستور يوازي النخب السياسية العاملة في ساحة العلاقات الدولية، فقد يكونوا لاعبين أساسيين ومؤثرين أو بيادق شطرنج ضعيفة ومرتهنة، وبالمحصلة فإن لعبة مصائر الشعوب تحدد خياراتهم فإذا بلغ سوء الحظ بدولة تكون حدودها متاخمة لدولة قوية ومتسلطة فتجعل منها بلداً تابعاً يدور في فلكها أو تستخدمها كدرع لصد هجوم عسكري محتمل ضدها أو تتخذها كمخلب قط لمحاربة دولة أخرى أو تسخدمها كورقة للمساومة لتحقيق مصالحها الاقليمية، وغالباً ما تكون القرارات السياسية لهذه الدولة مرتهنة وغير مستقلة تماماً".
إن معيار انعكاس مصالح دولة الاحتلال والدول الإقليمية على الدستور الوطني يمكن لمسه بوضوح من خلال تقاطع الرؤى وعدم وضوح ودقة المبادئ والنصوص الدستورية خاصة بما يتعلق بشكل النظام (إسلامي، علماني، ديمقراطي، دستوري، واتحادي....) والذي بدوره يعكس التشريعات القانونية اللاحقة والمتناقضة (في بعض الأحيان) لأنها لاتجسد الرؤية والحاجة الوطنية بقدر تجسيدها وتحقيقها لمصالح الآخرين.
إن حجم المصالح الإقليمية والدولية في الدستور تعكس حجم التأثير على القوى السياسية والاجتماعية الفعالة والمرتبطة بالدول الإقليمية ودولة الاحتلال، مما ينعكس سلباً على المصالح الوطنية فتباين التوجهات وأنعدام التوافق بين القوى السياسية المرتهنة لقرارات الآخرين تنتقص من الحقوق الوطنية.
إن العبرة ليست بإكتساب الدستور للشرعية من الجمهور الجاهل عبر التصويت الشعبي وإنما يعكس توجهات كافة المكونات الاجتماعية ويضمن حقوقها في العيش المشترك وعلى قدم المساواة. لذلك كلما قلت التأثيرات السلبية للقوى الإقليمية والدولية على النخب السياسية والاجتماعية للدولة الجديدة كلما سنحت الفرصة لإجراء تسويات حقوقية بين المكونات الاجتماعية للاتفاق على مبادئ وبنود دستورية تعبر بشكل حقيقي عن هوية الدولة.
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفاهيم الدستورية
- آليات عمل السلطة التشريعية
- السلطة التشريعية (الصلاحية والممارسة)
- الأليات الشرعية لانتخاب السلطة التشريعية
- معايير نجاح النظام الديمقراطي
- تأسيس منظمات للمجتمع المدني إحدى مستلزمات بناء النظام الديمق ...
- مساحة الحرية أحدى مستلزمات بناء النظام الديمقراطي
- مستلزمات بناء النظام الديمقراطي
- ماهية الديمقراطية
- ماهية السلوك الغريزي والاجتماعي
- تأثير البيئة الاجتماعية في السلوك والممارسة
- عوامل الصراع الاجتماعي
- دور الصفوات في الصراع الاجتماعي
- آليات الحراك الاجتماعي
- المطالب الاجتماعية والأهداف السياسية
- تداعيات انهيار النظام الاجتماعي
- تأثير الظاهرة في النظام الاجتماعي
- آليات تطبيق العقد الاجتماعي والسياسي
- العقد الاجتماعي والسياسي بين الدولة والمجتمع
- النظام الاجتماعي


المزيد.....




- الحرب بيومها الـ413: قتلى وجرحى في غزة وتل أبيب تبحث خطةً لت ...
- الجامعة العربية ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت
- اعتقال حارس أمن السفارة الأميركية بالنرويج بتهمة التجسس
- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - كتابة الدستور