فؤاد صدقي
الحوار المتمدن-العدد: 2313 - 2008 / 6 / 15 - 10:35
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
في زمن قيل عنه زمن الإنصاف والمصالحة، غنى وزمر له الجميع إلا الشرفاء بهذا الوطن الذين رفضوا الاستسلام والمهادنة حاملين المشعل ورافعين التحدي ضد النظام وهذا الجميع، فإذا بهم ينددون ويشهرون بالشرفاء بأبخس الأوصاف والنعوتات، إلا قناعة ومبادئ الشرفاء كانت أقوى مما يتوقعون ووقفت في وجه كل المرتدين والاستسلاميين. ليتم الإعلان عن صرخة شعبية في مجموعة من المناطق عبر تفجير معارك نضالية من طرف مختلف فئات هذا الشعب كتعبير عن الرفض للاستغلال والقمع الطبقيين.
وقد لا ننتهي إذا حاولنا سرد كل الملاحم النضالية التي فجرتها الجماهير الشعبية، لكن سنحاول التذكير بالبعض منها التي عرفتهما السنتين الأخيرتين.
ربما لن يستطيع أحد طمس ذاكرة الشعب الكادح الذي قدم الغالي والنفيس في مجموعة من الملاحم النضالية كتعبير عن الرفض لكل المخططات الطبقية التي يحاول النظام القائم تمريرها على كاهل هذا الشعب الجريح،وهنا سنذكر لعل الذكر تنفع...، فالكل يعرف معارك العمال والفلاحين التي خاضوها احتجاجا على الأوضاع المزرية التي يعيشونها، المسيرات التي عرفتها كل المدن والقرى المغربية بدون استثناء ضد غلاء الأسعار وتدهور الأوضاع المعيشية للجماهير الكادحة، مرورا بمعارك حاملي الشواهد،التلاميذ، رجال التعليم والطلبة وصولا إلى الانتفاضتين المجيدتين: انتفاضة صفرو23-09-2007، وانتفاضة سيدي إيفني الأخيرة التي خلفت ستة شهداء والعديد من المعتقلين السياسيين.
وفي كل مرة، يكون تعاطي النظام واضحا، من قمع واعتقال واغتيال في حق كل من يقول لا لمخططاته الطبقية.
لنعود إلى دعاة الإنصاف والمصالحة، الانتقال الديمقراطي...، لنلقي نظرة على ردود أفعالهم اتجاه معارك الكداح، فهناك من يدين المعارك واصفها بالشغب والبعض الآخر يتنصل من المسؤولية اتجاه معارك الجماهير الشعبية، لكن دعونا نسألكم أيها السادة: من قال لكم في يوم من الأيام بأنكم مسؤولين على هاته الملاحم النضالية؟ كل ما نقول لكم هو أنكم أعلنتم توبتكم وخيانتكم لمصالح هذا الشعب وارتميتم في أحضان النظام القائم.
ونحن بدورنا فخورنا بهذا الزخم النضالي الذي تقوم به الجماهير الكادحة في كل ربوع الوطن معبرة بذلك عن مواصلتها لدرب النضال، الدرب الذي سيحفر لكم القبور.
عودة إلى تعاطي النظام، فالجامعة المغربية كانت ولا زالت وستبقى تلك الصخرة التي تتكسر عليها أوهام النظام القائم. ففي السنة الماضية، عرفت جل المواقع الجامعية تدخلا همجيا من طرف قوى القمع في حق الجماهير الطلابية(وجدة، الرباط، فاس، البيضاء، القنيطرة...)، في حين عرفت باقي المواقع تسخير النظام انسجاما مع طبيعته اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية، كل من القوى الظلامية (فاس، مراكش، تازة) والقوى الشوفينية بمواقع أخرى(الراشدية، مكناس، أكادير...)، محملها -النظام- المسؤولية في قتل المناضلين الشرفاء، حيث سيتم اغتيال كل من الرفيق الشهيد الحسناوي عبد الرحمان بالراشدية، والرفيق الساسيوي محمد الطاهر بمكناس ليتأكد من جديد وللجميع على صحة وسدادة موقف الطلبة القاعديين من هاته القوى (الظلامية والشوفينية) باعتبارها تجلي من تجليات الحظر العملي على الإتحاد الوطني لطلبة المغرب.
مما لا شك فيه هو أن تعاطي النظام القمعي استمر حتى هاته السنة، فكان التدخل في مجموعة من المواقع الجامعية (وجدة، مراكش، أكادير، القنيطرة...) والحصيلة سقوط شهيد بموقع مراكش في 14 ماي هاته المحطة العزيزة علينا حيث سقط الرفيق الشهيد حفيظ بوعبيد في نفس اليوم من سنة 2001 بموقع فاس، أما الاعتقالات فحدث ولا حرج، فنصيب الشرفاء في هذا الوطن هو الاعتقال والاغتيال، ببساطة إنه زمن الإنصاف والمصالحة!!!.
فكانت الأحكام سنة نافذة لسبعة مناضلين بمراكش(سنة لكل رفيق)،سنتين للمناضلين بالراشدية،في حين لا زال العديد من المناضلين متابعين بملفات مطبوخة، ونذكر بأن الرفيق عبد الحي الشمال تم الحكم عليه بأربعة أشهر موقوفة التنفيذ وغرامة مالية قدرها 500 درهم.
فإلى حدود كتابة هاته الأسطر لا زالت مدينة سيدي إيفني محاصرة بكل أنواع أجهزة القمعية السرية والعلنية ونفس الشيء بالنسبة لكليتي الآداب والحقوق بمراكش. وفي هذا اليوم أيضا(الجمعة13-06-2008)، عرفت كلية الحقوق بمكناس تدخلا همجيا لقوى القمع، بعد وصول المعركة التي يخوضها الإتحاد الوطني لطلبة المغرب بمعية الجماهير الطلابية إلى مقاطعة الامتحانات، المعركة التي تأتي على أرضية ملف مطلبي عادل ومشروع للجماهير الطلابية، ليتم اعتقال العديد من المناضلين والتنكيل بالطلاب لإجبارهم على اجتياز الامتحانات.
وبعد إقدام مناضلي الإتحاد الوطني لطلبة المغرب بكلتي الآداب والعلوم بمكناس بتنظيم أشكال تضامنية مع معركة كلية الحقوق، ستقوم القوى الظلامية –ما يعرف بالعدل والإحسان- بهجوم مسلح على المناضلين مستعملة كل أنواع الأسلحة ومحاولة تكسير الأشكال النضالية التضامنية التي نظمها الإتحاد الوطني لطلبة المغرب.
وبدورنا من داخل فاس، لم نتخلى عن الموعد كما عودنا الجماهير الطلابية بكل المواقع الجامعية، حيث تم الإعلان عن حالة استنفار قصوى وتنظيم تظاهرة تضامنية مع الجماهير الطلابية بمكناس وتنديدية بكل أشكال القمع الذي تتعرض له الجماهير الكادحة، سواء قمع النظام أو الظلام.
فتحية نضالية عالية إلى كل الشرفاء بهذا الوطن الجريح.
تحية نضالية عالية إلى الجماهير الطلابية بكل المواقع الجامعية، ودعوتنا إلى المزيد من الالتفاف حول كل الأشكال النضالية التي يخوضها الإتحاد الوطني لطلبة المغرب بكل المواقع الجامعية.
وفي الأخير، نعلن عن استمرارنا المبدئي واللامشروط في الدعم والمساندة الفعلية والميدانية لكل معارك الجماهير الطلابية خاصة والجماهير الشعبية بشكل عام.
اعتقالات استشهادات تؤجج النضالات... اعتقالات استشهادات هذا مضمون الشعارات.
فؤاد صدقي
13/06/2008
#فؤاد_صدقي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟