أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي محمود خضير - رجولة!














المزيد.....

رجولة!


علي محمود خضير

الحوار المتمدن-العدد: 2312 - 2008 / 6 / 14 - 03:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



( 1 )

للرجولة ِ عندنا مفهوم عجيب حوّلنا ومنذ عصور إلى امة ذكورية خالصة، ومجتمع ذكوري خانق، وثقافة ذكورية ناقصة، ولكن، ما هو المفهوم السائد لمصطلح الرجولة؟. وهل الرجولة مظهر أم جوهر؟ تطبيق عملي لمُسَلمات قادمة من عصور التحجر والصنمية أم مفهوم إنساني يحمل في طياته أفق وفكر ومدى تطبيقي ومشروع.

أكاد اجزم، تماماً، إن الرجولة بمعناها السائد لدينا هي تطبيقات خارجية مظهرية لمفهوم واهي للشخص الحاكم الذي لا يُناقش، الزاعق الذي لا يَسمع، صاحب الكف الضاربة والوجه المتجهم والقلب الميت، الرجل عندنا أداة عنف مميزة، وهو أيضاً مصطلح مقدس، مصان من المثالب بعيدٌ عن متناول الخطابات الاجتماعية أو العرفية أو الدينية.
( 2 )
وقد تكون مجتمعاتنا بإرثها ( الرجولي) العامر اكبر الدلائل على ضحالة هذا المعنى وكارثيته وما قادنا إليه من مأس ٍ وهزائمٍ إنسانية كبرى وتراجع صادم بين الأمم ، مجتمع مشوه يسمع بأذن واحدة ويرى بعين واحدة (غالباً ما تكون حولاء) وينطق بلسان طويل سليط، حواس تعمل دون وعي فكري تحت سلطة الموروث الأسطوري لمعنى الرجولة القادم إلينا عبر آلة الزمن الخالدة من عصر وأد البنات ودفنهن برمال الصحراء المحرقة، إقصائه لنصفه الآخر في كل شيء – عدا الفراش طبعاً- جعل أفق الحياة يتضيق ويختنق بسلطة الرجل الهائجة.
( 3 )
الرجولة كممارسة تطبيقية ( نسخة مصغرة) لما تفعلهُ السلطة، الرجولة في البيت

( تجلي) من تجليات دكتاتورية الحكومات الشرقية.

بالمناسبة، الصورة الشكلية للرجل هنا ليست حصراً على الرجال وكينونتهم فكم شهدنا ( نساءاً مسترجلات ).

( 4 )
فضلاً عن التمظهر الاجتماعي لمفهوم الرجولة والذي قد نجد له عذراً عند الطبقات ( الغير مثقفة) ولست هنا بموقف تعريفها، وجدت أن الرجولة امتدت بحضورها الطاغي لتصل إلى أدباءنا ومثقفينا المحترمون وهم مرآة العقل والتقدم والتفتح وأخره من صفات النور التي نرجوها بهم، في إحدى الأمسيات الخاصة التي شاركت بها مؤخراً وعند قراءة احد الشعراء لقصيدته كان الرجل – الشاعر يستخدم صوتاً خفيضاً هامساً يتلائم مع طقس القصيدة الهادئ وطبيعتها الشكلية والفنية التي تفرض عليه قراءة متأملةً خافتة.

غير ان نفراً من الحاضرين ( كان الحضور نخبوياً ) استهجن قراءة الشعر بهذه الطريقة وهذا لا يعنيني هنا بقدر ما فاجئني كلام أدبين جليلين لهما من الاسم المحترم ما يكفي الذيَن انتقصوا من (رجولة) الشاعر كونه يقرأ بصوت خافت!، احدهما (خرق) طبلة أذني بعبارة ( هاي الزلم الخشنة!؟) أدركت حينها ، ويا للحزن، ان الصورة الشكلية الجاهزة للرجل امتدت لتصل الطبقة التي نعول عليها في بناء مجتمع مدني متحضر والاّ كيف للأديب المحترم ان يختصر ويحصر الرجولة بالصوت الزاعق المدوّ. وكيف نفسر ان تُضرب المرأة على يد رجال -أشداء على (زوجاتهم/ أخواتهم/ بناتهم( رحماء بينهم- ضرباً يصل بمنفذه لحدود الحيوانية ( نفاجئ إذا عرفنا أن بينهم رجالٌ يحملون شهادات الدكتوراه وأطباء ومهندسين وقامات أدبية كبيرة).


( 5 )
الرجولة في البداية وقبل كل شيء شكل إنساني ومبدأ وموقف، الرجل أمان لا خوف واستبداد يفرضه بقوة اليد واللسان، الرجل قيمة جمالية واعية يجب ان تُربى الأجيال القادمة على تفهم معناها الإنساني العميق وضرورتها الملحة بعيداً عن صورة الرجل ذو الشارب المنفوش والكرش العظيم والكف الضاربة والصوت العالي والدماغ الفارغة.

( 6 )
كم رجلاً يدرك هذه الحقيقة؟



#علي_محمود_خضير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طقوس العطشى
- الموت لا يؤجل مواعيده
- للموت اجنحة لا تحترق
- قرب بيتنا همر


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي محمود خضير - رجولة!