أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل تستجيب بنود الاتفاقية المقترحة مع الولايات المتحدة الأمريكية لمبدأ الحصول على الاستقلال والسيادة الوطنية في العراق؟ الحلقة الثانية














المزيد.....


هل تستجيب بنود الاتفاقية المقترحة مع الولايات المتحدة الأمريكية لمبدأ الحصول على الاستقلال والسيادة الوطنية في العراق؟ الحلقة الثانية


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2312 - 2008 / 6 / 14 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أشرت في نهاية الحلقة الأولى إلى أنه ليس ضيراً أن يعقد العراق اتفاقية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة الأمريكة , بل هي ذات فائدة من عدة وجوه. ولكن الإشكالية لا تكمن في ضرورة عقدها , بل في مضامينها وتأثيراتها على اتجاهات تطور العراق وعلى العلاقات العراقية العربية والعراقية الإيرانية , خاصة ونحن نعيش تدخلاً فظاً ومريعاً من جانب علي خامنئي , ولي الفقيه في إيران , وحديثه المضاد للإتفاقية حتى أمام رئيس وزراء العراق دون أن يعير للبرتوكول الدولي أي اهتمام واحترام , وتأثيرات هذا الحديث على من يمنح قراره لموقف ولاية الفقيه في العراق.
يفترض أن يعتبر وجود القوات الأمريكية في العراق حالة موقتة فرضتها ظروف ما بعد الحرب وسقوط النظام الاستبدادي , وأن عليها أن تغادر العراق في فترة غير بعيدة ترتبط بوجود قواعد لها ينتهي وجودها بانتهاء تلك الفترة التي يمكن أن تستمر لخمس سنوات وليس لعشر أو عشرين عاماً. كما يفترض أن ترفع الولايات المتحدة الأمريكية يدها عن وزارة الدفاع ووزارة الداخلية ووزارة الأمن الوطني ما دامت الوجهة تسير باتجاه التخلص من وجود القوى الطائفية السياسية في تلك الوزارات واستبدالها بعناصر تؤمن بالوطن والمواطنة وليس بالهوية الطائفية. كما يفترض أن تكون القواعد العسكرية المزمع إقامتها لفترة خمس سنوات مثلاً في إقليم كردستان وعلى الحدود العراقية الإيرانية والحدود العراقية التركية وفي الجنوب على الحدود بين العراق وإيران , إضافة الى الحدود العراقية السورية , إذ تشكل هذه المناطق خطراً مستمراً لتسرب الإرهابيين والمخربين والأسلحة والأموال للعصابات الإسلامية السياسية المختلفة ولقوى البعث الصدامية التي يقودها عزة الدوري وعصابات الجريمة المنظمة.
ليس من واجب الحكومة العراقية دفع نفقات القوات الأمريكية في العراق , فوجود هذه القوات في العراق ليس فقط لحماية العراق من القوى الإرهابية أو ضد تدخل الدول المجاورة , بل وكذلك لتنفيذ جزء من الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة , وخاصة الرقابة على تحركات القوات الإيرانية أو النشاط المعادي لإسرائيل في المنطقة , إضافة إلى كونها تشكل جزءاً من حزام عسكري حول روسيا الاتحادية يستكمل في افغانستان وبعض جمهوريات آسيا الوسطى التي عقدت اتفاقيات عسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية. كما لا بد من الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد من وجودها في العراق منع المنافسين الآخرين من ولوج العراق والمنطقة عموماً , وخاصة دول الاتحاد الأوروبي واليابان والصين وروسيا , وكذلك الاستفادة من وجودها ومن الاتفاقية هي الرقابة على اقتصاد النفط الخام وإبقائه تحت الإشراف المباشر أو غير المباشر للإدارة الأمريكية ولشركاتها العملاقة , وكذلك التأثير على وجهة التطور الاقتصادي في العراق.
ليس من السهل فرض القانون العراقي على وجود القوات الأمريكية في العراق , إذ أن الولايات المتحدة رفضت الدخول في المحكمة الجنائية الدولية لهذا السبب , ولكن من الممكن تحديد حركة القوات الأمريكية خلال فترة وجودها في العراق لمنع حصول مخالفات ضد السكان أو القوانين العراقية. ولا يجوز بأي حال من الأحوال ترك المجال الجوي العراقي تحت إشراف الولايات المتحدة , بل يفترض أن يمارسه العراق حال توفر الإمكانيات لممارسة هذا الدور. كما لا يجوز بأي حال اعتقال أي عراقي من جانب القوات الأمريكية , بل يفترض أن تخضع لموافقة ورقابة الحكومة العراقية.
لا شك في ضرورة استمرار بناء القوات العراقية , الجيش والشرطة والأمن الداخلي , بمساعدة الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية المتقدمة لأهمية ذلك في إبعاد الأجواء الدينية والمذهبية عن فرض هوياتها في صفوف هذه القوات , بل نشر وتكريس وترسيخ روح الوطن والمواطنة في وعيها وسلوكها وممارساتها اليومية.
إن الحد من دور الولايات المتحدة في العملية الأمنية والعسكرية لصالح القوات العراقية يفترض أن يتجلى في تقليص دور الإدارة الأمريكة السياسي في العراق لصالح المزيد من الحرية لرئاسات الدولة والحكومة ومجلس النواب , رغم الاختلالات التي تعيشها هذه المستويات , وخاصة مجلس الوزراء ومجلس النواب. فالوصول إلى اتفاق سياسي بين أطراف الحركة السياسية العراقية لصالح المصالحة السياسية بين الأطراف العراقية وحل المعضلات المعلقة بآليات ديمقراطية وسلمية سيسمح بنشوء أجواء جديدة في العراق تسمح ليس بسيادة القانون والعمل السياسي المنظم حسب , بل وتسمح بإقامة علاقات إيجابية وطيبة على مستوى الإقليم والعالم , وهو مانفتقده حالياً بسبب وجود القوات الأمريكية في العراق وتأثيرها على السياسة العراقية. إلا أن هذا التوجه يتطلب توقف الدول المجاورة عن التدخل الفظ وغير المنقطع بالشأن العراقي , وهو ما نعيشه من جانب إيران وسوريا وإلى حدود واضحة أيضاً من جانب تركيا والسعودية , وبشكل مبطن من بعض قوى دول الجوار الخليجية. ويمكن أن تكون السنوات القادمة أكثر هدوءاً من السابق. ولكن علينا أن نتوقع وفي كل لحظة احتمال عودة قوى الإرهاب الإسلامية السياسية المتطرفة وقوى البعث الصدامية وعصابات الجريمة المنظمة إلى نشاطها الإرهابي والعدواني ضد الشعب العراقي , رغم الضربات التي تلقتها في البصرة والموصل ومدينة الثورة وفي مناطق أخرى من العراق. إن النشاط الإرهابي يستهم في إبقاء القوات الأنبية في العراق فترة أطول ولا يسهل مهمة عقد اتفاقية أكثر قدرة على تحقيق مصالح العراق. ولهذا يفترض أن لا تهدأ الحكومة العراقية عن مراقبة هذه القوى ومتابعتها , وخاصة تلك التي توجهت لها ضربات أو المرشحة لمثل هذه الضربات بسبب امتلاكها لاحتياطي مسلح كبير دخل في إطار الحمايات الخاصة لقوى بعض الأحزاب السياسية , وخاصة الإسلامية منها.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تستجيب بنود الاتفاقية المقترحة مع الولايات المتحدة الأمري ...
- هل يحق لنا أن نسمح بمثل هذا الوضع المالي المزري لفنانات وفنا ...
- حكومة الوحدة الوطنية ... التغيير والترسيخ
- اتجاهات ومواقف فكرية وسياسية للصادق المهدي على هامش الجمعية ...
- نتائج احتفالية الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس المنظمة العربي ...
- المشكلات الداخلية لا تحل إلا بالحوار السياسي الديمقراطي !
- ما الجديد في مواقف السيد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ؟
- التيار الصدري وميليشيات جيش المهدي إلى أين ؟
- من أجل تكريس الشرعية واحترام القانون في العراق
- هل انتهت أم بدأت أزمة المجتمع مع الجناح العسكري للتيار الصدر ...
- الشعب التبتي والاستبداد الصيني
- قرة العين نموذج رائع لنضال المرأة في سبيل حقوقها المشروعة
- حول الكُرد الفيلية ورسالتي إلى السيد نائب رئيس الجمهورية
- هل من علاقة عضوية بين السياسة والأمن في العراق؟
- هل النقد البناء ممارسة مطلوبة أم شتيمة مرفوضة؟
- قوى الإرهاب ونشاط بعض قوى اليسار الألماني ضد العراق في ألمان ...
- لنرفع صوت الإدانة ضد قتلة مرافقي المطران ونطالب بإطلاق سراحه ...
- حوار مع السيد الدكتور عبد الخالق حسين ... الانتخابات الأمريك ...
- نداء إلى المرجعيات الدينية المحترمة في النجف وكربلاء والكاظم ...
- الدولة التركية والعدوان الجديد على العراق


المزيد.....




- إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل ...
- ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
- حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
- عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا ...
- ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
- أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
- تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
- مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس ...
- العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
- ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل تستجيب بنود الاتفاقية المقترحة مع الولايات المتحدة الأمريكية لمبدأ الحصول على الاستقلال والسيادة الوطنية في العراق؟ الحلقة الثانية