أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الأسرى وأجهزة الهاتف الخلوي / ايجابيات وسلبيات ..















المزيد.....

الأسرى وأجهزة الهاتف الخلوي / ايجابيات وسلبيات ..


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2312 - 2008 / 6 / 14 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وأجهزة الهاتف الحلوي/ ايجابيات وسلبيات
....... الحرب بين الأسرى الفلسطينيين وإدارات سجون الاحتلال وأجهزة مخابراتها متواصلة ومستمرة بكل الأشكال والوسائل،فإدارات السجون تمارس كل أساليبها الاستخباراتية من أجل قتل وكسر إرادة المناضلين الفلسطينيين،وإفراغهم من محتواهم النضالي والكفاحي،ومنعهم من بناء وتنظيم أنفسهم تنظيمياُ واعتقاليا وحياتياً،عبر الكثير من الوسائل والأساليب المتنوعة والمتعددة،من قمع وعزل وتنقلات مستمرة بين السجون وأقسام العزل والزنازين،ومنع تواصلهم مع العالم الخارجي،وزرع العملاء والمتساقطين في صفوفهم،من أجل كشف طرق ووسائل اتصالاتهم وعلاقاتهم في داخل المعتقلات وخارجها، وللوقوف ومعرفة التفاصيل المتعلقة بشبكة علاقاتهم وحياتهم التنظيمية والحزبية الداخلية والاعتقالية والوطنية،وأيضاً طرق ووسائل وأساليب التواصل والتنسيق بين الأسرى في مختلف السجون الإسرائيلية،وبرامج وطرق وأساليب وآليات تفكيرهم وخططهم تجاه إدارات السجون ...الخ، وبالمقابل المناضلون الفلسطينيون وما يمتلكونه من اردات وما يختزنونه من طاقات،وإيمان بعدالة قضيتهم وحتمية انتصارهم وتحررهم،فهم يدرسون ويطورون من خططهم وبرامجهم وأساليبهم التي تمكنهم من التغلب والانتصار على ادارات السجون وهزيمتها في هذه المعارك النضالية.
وبعد فشل أوسلو واندلاع الانتفاضة الثانية آب/ 2001، وما ترتب عليها من اعتقالات طالت الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني،اتخذت المعركة بين الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وادارات السجون الإسرائيلية منحاً وشكلاً جديدين،حيث صمم الأسرى الفلسطينيون على كسر حالة العزل والحصار التي حاولت ادارات السجون فرضها عليهم،من خلال هجمة شاملة على كافة منجزاتهم ومكتسباتهم،مثل منع التواصل بين أقسام السجن الواحد،بحيث يصبح كل قسم من أقسام المعتقل سجن قائم بذاته،ومنع الزيارات للأسرى بين أقسام السجن الواحد،مع حملات من الدهم والتفتيش اليومي،واستبدال زيارات الأسرى لذويهم من خلال الشبك الحديدي،لزيارات على الهاتف ومن خلف زجاج....الخ.
هذا المخطط لإدارات السجون،استبقته الحركة الأسيرة باتخاذ قرار بإدخال أجهزة الهاتف النقال إلى السجون عبر طرقها ووسائلها الخاصة،وما هي سوى فترة قصيرة حتى أصبحت السجون الإسرائيلية مليئة بهذه الأجهزة،وقد ردت ادارة السجون على هذه الخطوة بالكثير من الإجراءات والممارسات القمعية،فعدا عن مراقبة والتصنت على مكالمات تلك الأجهزة،فقد قامت بوضع أجهزة تشويش في كل أقسام السجون لتعطيل عمل تلك الأجهزة،وبدأت بشن هجمة شاملة على الحركة الأسيرة من أجل منع تلك الظاهرة،ومصادرة وكشف مخابئ الأجهزة المهربة وطرق ووسائل تهريبها،وانأ هنا لست في إطار وصف وتحليل ما قامت به ادارات السجون من إجراءات وممارسات من أجل وقف هذه الظاهرة.
بل ما أنا هنا بصدده هو ماهية المترتبات والنتائج على وجود مثل هذه الأجهزة في السجون إيجابا وسلباً،وليعذرني إخوتي ورفاقي الأسرى على بعض العبارات والتوصيفات القاسية التي سترد في المقالة، فلا أحد يجادل بأن وجود تلك الأجهزة،كسر حاجز العزلة المفروض على الأسرى وأتاح لهم التواصل مع أهلهم وذويهم وأصدقائهم من خلال التحدث معهم مباشرة،وتحديداً الأسرى المحرومين من الزيارات العائلية وكذلك الأسرى القدماء، كما أنني لا أنكر أن العديد من الأسرى ومن خلال تلك الأجهزة لعب دوراُ في حل إشكالات وخلافات أسرية وعائلية ومشاكل اجتماعية ....الخ،وكذلك فإن تلك الأجهزة مكنت التنظيمات الاعتقالية الفلسطينية من التواصل شبه اليومي مع فصائلها وتنظيماتها،وأصبح لها مساهماتها وتأثيراتها ودورها في القرارات التنظيمية والسياسية،حتى المساهمة في إلقاء كلمات من داخل السجون عبر الهاتف في احتفالات ومهرجانات مختلفة تقيمها الفصائل الفلسطينية،بل وحتى المشاركة في مقابلات صحفية،والتواصل مع الفضائيات عندما كانت الحركة الأسيرة تتعرض لعمليات قمع ومداهمة من قبل ما يسمى وحدات قمع السجون الخاصة"نحشون وغيرها"،وكذلك طرح كل ما يتعلق بظروف وحياة الأسرى داخل السجون الإسرائيلية،وما يحتاجونه من دعم ومساندة لقضيتهم في الخارج،ناهيك عن حل القضايا المادية المتعلقة بالأسرى من مخصصات و"كنتينا" وأية مشاكل أخرى اجتماعية وتنظيمية ،أو معالجات تحتاج إلى ردود سريعة،ناهيك عن أن هذه الأجهزة لعبت دوراً هاماً في التنسيق وترتيب الأوضاع التنظيمية الاعتقالية للمنظمات الأسيرة في مختلف السجون،بالإضافة إلى التشاور والتنسيق بين السجون في مختلف الشؤون الاعتقالية.
بالقدر المتحقق من ايجابيات وجود هذه الأجهزة ،فهناك العديد من المظاهر السلبية التي ترتبت على وجدودها،حيث ظهرت وبرزت ظاهرة الخصخصة،أي امتلاك الشخص المناضل جهاز خلوي خاص به،يتحكم في استعماله بمعزل عن التنظيم، وما يترتب على ذلك من تعزيز لسلطة الفرد والجهوية والعشائرية والبلدية،ناهيك عن الاستعمالات غير الصحيحة لهذا الجهاز وما ترتب عليها من مشاكل داخل السجون وخارجها،والأسرى هنا ليسوا أنبياء فهم جزء من المجتمع وتبرز العديد من المظاهر السلبية عندهم،فهناك عدد قليل استخدم الهاتف في اتصالات غرامية وعاطفية،وان كانت الظاهرة محدودة ،إلا أنها مست صورة وهيبة واحترام الأسرى،وهناك من استخدم الهاتف من أجل التجارة،حيث يقوم بتهريب هاتف خلوي وبيعه لعدد من المناضلين أو لفصيل معين بسعر قد يصل لعشرة أضعاف سعره الحقيقي،وهذا الممارسة لم تقتصر على أفراد بل وعلى تنظيمات،وأصبح هناك من يقومون ببيع خدمات اتصال للمناضلين من خلال تحديد سعر للدقيقة أعلى من الثمن الذي يدفعه الفصيل أو الشخص لشركة الاتصالات المشترك/ين معها،وبعض التنظيمات استخدم ذلك كنوع من عمليات الاستقطاب الحزبي والتنظيمي،بيع خدمات بأسعار مخفضة،لا يستطيع الفصيل المنتمي إليه المناضل البيع بها،وهناك نقطة على غاية من الأهمية فرغم إدراك المناضلين أن هذه الأجهزة لا يمكن إلا أن تكون مراقبة من قبل مخابرات السجون،فإن البعض لم يعر ذلك الأهمية المطلوبة،وحسب ما سمعنا أجرى اتصالات ذات طابع تنظيمي، وترتب عليه توجيه ضربات أمنية وكشف خلايا ومناضلين،ناهيك عن هذه الأجهزة كان لها دوراً سلبياً على الحياة الداخلية للتنظيمات،من حيث العزوف والفقر في الجلسات التنظيمية والسياسية،ومسألة أخرى على قدر عالي من الأهمية، أن هذه الأجهزة شكلت عبئاً مالياً ليس على التنظيمات والفصائل،بل على أسر وعائلات المناضلين وشبكة علاقاتهم،حيث وصلت الفواتير الشهرية الشخصية للعديد من الأسرى الآلاف من الشواقل شهريا، ناهيك عن التكاليف العالية للأجهزة التي يجري مصادرتها من قبل ادارات السجون قبل استخدامها.
ومن النوادر التي رافقت دخول هذه الأجهزة إلى المعتقلات،عدا عن عدم المعرفة باستخدامها من أغلب المناضلين القدماء،فإن المناضل عندما كان ينهي المكالمة ويضغط على الزر الخاص لمعرفة ما تبقى له من رصيد،كانت ترد عليه السكرتيرة الالكترونية بصوت فتاة،نسمعه نحن المناضلين، وهو يقول لها شكراً لك يا أختي.
وفي النهاية أقول على الرغم من الأهمية العالية لهذه الأجهزة ووجودها ودورها في حياة المناضلين،إلا أنه لا بد من معالجات جادة للكثير من المظاهر السلبية المرافقة لاستخدامها،بل والعمل على اجتثاثها،لأن استمرار هذه المظاهر واستفحالها،يوجه ضربة قوية للحركة الأسيرة،ويشكل مخاطر جدية على وحدتها وهيبتها وقراراتها التنظيمية والحزبية والاعتقالية.
راسم عبيدات
القدس – فلسطين
13/6/2008



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رايس واتفاق نهاية الخدمة ..
- هل اليسار الفلسطيني قادر على الخروج من -شرنقاته - الذاتية وا ...
- الحوار الوطني الفلسطيني يجب ان يكون شاملاً ولا عودة لسياسة ا ...
- في ذكرى الخامس من حزيران/ ما بين نكبة ونكسة وجدار وحصار واقت ...
- لقاء عباس - أولمرت والعناق الأخير
- الأسرى وصفقات التبادل
- المقاومةلا تنتظر اجماعاً وطنياً ولا شعبياً
- اسرائيل تفعل قانون ما يسمى-بالمقاتل غير الشرعي-
- من ذاكرة الأسر 31
- وأخيراً نجحت قطر في حل مشكلة الاستعصاء اللبناني
- العودة لثقافة أبو جهل وأبو لهب
- هل تنجح قطر في حل مشكلة الاستعصاء اللبناني ؟
- ماذا بقي من وعد بوش بعد خطابه الوداعي في الكنيست الاسرائيلية ...
- صفحات مشرقة من ذاكرة الاسر
- زيارة بوش للمنطقة بين القدوم والإلغاء
- الغلاة والمتطرفين يشعلون فتيل الحرب الأهلية في لبنان
- المفاوضات والدوران في الحلقة المفرغة
- من ذاكرة الأسر30
- من ذاكرة الأسر29
- اغتيال الشيخ حسن نصر الله قد يشعل حرباً اقليمية


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الأسرى وأجهزة الهاتف الخلوي / ايجابيات وسلبيات ..