في المعتقدات الصدئة

فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 2312 - 2008 / 6 / 14 - 10:50
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

عبثاً أناقش السيد اليساري محمود حافظ من مصر، وليس من لبنان كما خطأً افترضت . إنه يعتقد أن العالم ما زال في مرحلة الإمبريالية، ولعله يعتبر نفسه يمارس حرية المعتقد وله كل الحق ألا يتنازل عن معتقداته. أمام مثل هذه الحالة ليس لي إلا أن أعلن إفلاسي خاصة وأن اليساري حافظ لم يعلن أبداً عن أية إشارات يمكن أن تغيّر معتقداته . أمهر أطباء الإختصاص في العالم سيعلنون فشلهم التام في معالجة مثل هذا المرض العضال والمستعصي، مرض الأدلجة وخاصة ايديولوجيا القومية أو الوطنية . لن أناقش يسارياً يناضل من أجل التغيير قبل أن يعرف جهة التغيير، التغيير نحو ماذا ؟ هو لم يقل وليس بإمكانه أن يقول ! وما هي أدوات التغيير ؟ هو لم يقل وليس بإمكانه أن يقول، إن لم يتحجج بالشعب ! ولماذا التغيير ؟ وهو لا يعرف الأسباب على حقيقتها ! ما عساي أن أناقش ؟!

حجته أن العالم ما زال في طور الإمبريالية هي أن فلسطين والعراق ولبنان بلدان محتلة !! العرب المسلمون احتلوا في العصور المظلمة العالم القديم كله ومع ذلك لم يكونوا إمبرياليين، ومثلهم فعل العثمانيون في العصور الوسيطة ولم يكونوا إمبرياليين، فما عسا اليساري حافظ يقول ؟ الإنتاج الرأسمالي في اليابان يتجاوز ضعفه في الولايات المتحدة الأميركية، فلماذا الولايات المتحدة إمبريالية واليابان ليست إمبريالية ؛ بل إنه في الصين الشيوعية أكثر منه في الولايات المتحدة، فهل الصين الشيوعية دولة إمبريالية ؟ دلالة حافظ الأخرى عن الإمبريالية هي الشركات المتعددة الجنسيات أو الأحرى عديمة الجنسية ! لكن، أيها اليساري الخالي من كل النظريات السياسية، لا بدّ أن يكون للإمبريالية جنسية كيما تكون هي فعلاً إمبريالية فليس هناك إمبريالية متعددة الجنسيات أو عديمة الجنسية . البنية الخلوية، بنية النواة أو المركز والأطراف، هي البنية الوحيدة التي يحيا فيها النظام الرأسمالي الإمبريالي . لا يوجد نظام رأسمالي إمبريالي بدون مركز له، ولذلك قلنا الإمبريالية الفرنسية والإمبريالية الإنجليزية والإمبريالية الأميركية ‘ فالإمبريالية تعرف بقوميتها حيث أن أهم أداة بين أدوات الإمبريالية هي القوى العسكرية التي لا يمكن أن تكون إلا قومية .

المؤدلجون قومياً ووطنياً يحلبون الثور ! نقول لهم أن 80% من الإنتاج الأميركي هو من الخدمات قيقولون أن أميركا مع ذلك دولة رأسمالية إمبريالية . نقول لهم أن إنتاج الخدمات ليس إنتاجاً رأسمالياً ولا يمكن أن يكون إقتصاداً إمبريالياً، فيقولون، نعم إنها عنز لكنها تطير !! كنت قد قلت إنهم يطيّرون العنز كيلا يتقاعدوا من العمل السياسي . آسف فأنا لا أستطيع أن أذهب هذا المذهب وليس لي سوى أن أحذر شعوب المشرق العربي بشكل خاص من شراء الأفيون من " الوطنيين " الذين لم يعودوا وطنيين بل أخذوا يلعبون دور أعداء الوطن .

#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات