أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - تاج السر عثمان - الستالينية وتجربة الحزب الشيوعي السوداني (3)( الحلقة الثالثة والاخيرة)















المزيد.....

الستالينية وتجربة الحزب الشيوعي السوداني (3)( الحلقة الثالثة والاخيرة)


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2312 - 2008 / 6 / 14 - 10:43
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ثالثا: الفترة: 1969- 1991م.
كان من اهم معالم تلك الفترة انقلاب 25 مايو1969م، والصراع الفكري الذي دار داخل الحزب الشيوعي حول طبيعة الانقلاب، وهل يبقي الحزب مستقلا ام يذوب داخل مؤسسات النظام، وقد تحدث كاتب هذه السطور عن ذلك بتفصيل في خمس حلقات نشرتها صحيفة الايام في الفترة:3/4- 14/4/2008م. وكان من اهم معالم تلك الفترة انعقاد المؤتمر التداولي في اغسطس 1970 والذي حسمت اغلبيته الصراع لمصلحة استقلال الحزب. كما طور الحزب افكاره حول الديمقراطيين الثوريين ورفض نظام الحزب الواحد والدولة البوليسية التي تصادر حقوق وحريات الجماهير باسم الاشتراكية والتقدمية. واختلفت وجهة نظر الحزب مع السوفيت الذي كانوا يرون في انقلاب 25/مايو/1969، نظام ديمقراطي ثوري، وبالتالي يجب دعمه.
وبعد انقلاب 19/يوليو/1971، طور الحزب الشيوعي السوداني اطروحاته حول انظمة الديمقراطيين الثوريين حيث اشارت دورة اللجنة المركزية في يوليو 1977م الي أن الحزب الواحد المفروض بالقانون والانفراد بالسلطة يقودان الي مصادرة الحقوق الديمقراطية للجماهير ، غير أن لايمكن الوصول الي الاشتراكية الا عبر الديمقراطية . كما اشارت الدورة الي أن التكتيكات الانقلابية غير مقبولة ولابديل أمام الحزب الشيوعي غير النشاط الجماهيري. كما أشارت الدورة الي خلاف الحزب الشيوعي السوداني مع الحزب الشيوعي السوفيتي حول دور الديمقراطيين الثوريين في منطقة التحرر الوطني وتكتيكات الحزب الشيوعي السوداني منذ انقلاب 25/مايو/1969م، وقيادة الطبقة العاملة لمرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية.
وعندما اندلعت الانتفاضة الشعبية في اثيوبيا عام 1974م ، ونتج عنها الانقلاب العسكري الذي اوصل نظام منقستو الماركسي للحكم، تمسك الحزب الشيوعي السوداني بالديمقراطية والتعددية في اثيويبا بديلا لنظام الحزب الواحد، والكف عن القمع والارهاب ، وتقرير المصير للشعب الاريتري بما في ذلك حق الشعب الاريتري في تكوين دولته المستقلة، وبدلا من صيغة السوفيت التي كانت ترى حق تقرير المصير في اطار اثيوبيا الموحدة( دورة ل.م، يوليو 1977م).
وقبل ذلك كان عبد الخالق محجوب قد اصدر وثيقة حول البرنامج 1971م، والتي اثارت قضايا مازالت حية مثل: الموقف من رأس المال الاجنبي ، التنمية الاقتصادية ، الديمقراطية والاصلاح الزراعي ، البعث الثقافي الديمقراطي ، قضية المرأة ، مسألة التجمعات القبلية القومية في السودان، الدين والدولة وحرية العقيدة والضمير، جهاز الدولة والتطهير ، الديمقراطية ومسألة الادب والفن والبحث العلمي... الخ. وهي تعبير عن اجتهاد اصيل لمواجهة فضايا الثورة الديمقراطية التي برزت في تلك الفترة.
رغم أن بعض جوانب الوثيقة شاخت وعفى عليها الزمن مثل : الاعتماد على العلاقات الاقتصادية مع المعسكر الاشتراكي ، والاستناد الي تجربة الاتحاد السوفيتي في بناء المجتمع الصناعي الزراعي.. الخ، الا أن القضايا النظرية التي اثارتها الوثيقة تحتاج فعلا الي دراسات نظرية وتعميق.
علي أن القفزة الكبرى التي تمت في مضمار تجاوز الستالينية، كانت دورة اللجنة المركزية في اغسطس 1977م(الديمقراطية مفتاح الحل للازمة السياسية .. جبهة للديمقراطية وانقاذ الوطن)، والتي طرحت الوصول للنظام الوطني الديمقراطي بطريق جماهيري ديمقراطي تعددي. وواصلت دورة ديسمبر 1978م القضايا الفكرية والعملية التي اثيرت حول الديمقراطية وتولتها بالشرح والتوضيح.
كما واصل الحزب الشيوعي النضال الجماهيري مع قوى المعارضة ، وطرح في دورة يناير 1974م، الاضراب السياسي العام كاداة للاطاحة بالنظام واصل توحيد قوى المعارضة حتى توحدت في 6/ابريل/1985م، في الانتفاضة الشعبية التي اطاحت بحكم الفرد واستعادة الديمقراطية.
وفي 1986م ، اصدر الحزب الشيوعي برنامجه الانتخابي الذي اكد علي الحقوق والحريات الاساسية وتوفير احتياجات الناس الآساسية وتعزيز الديمقراطية وانقاذ الوطن.
وبعد فشل التجارب الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي وبلدان شرق اوربا في اوائل التسعينيات من القرن الماضي فتح الحزب الشيوعي السوداني المناقشة العامة والتي اكدت حصيلتها السير في الطريق الديمقراطي التعددي للوصول للنظام الوطني الديمقراطي، ومواصلة الانعتاق النهائي من اسار الجمود والستالينية.
خاتمة:
نخلص من العرض السابق، أن تجربة الحزب الشيوعي السوداني كان لها استقلالها النسبي عن الجمود الستاليني، رغم التأثر بالجمود النظري والستالينية، ورغم سنوات الديكتاتورية والعمل السري الطويلة التي تركت بصماتها السالبة علي تجربة الحزب ، الا أن الحزب الشيوعي توصل الي المنهج السليم في التطبيق الخلاق والمستقل للماركسية حسب ظروف وخصائص السودان، وهذا مايجب تعميقه وتطويره لا التراجع عنه وتكرار الحديث عن الستالينية، لأن الاستمرار في هذا الطريق هو الذي يربطنا بشعب السودان ومعالجة المستجدات والمتغيرات في الواقع السوداني، باستخدام الماركسية كمرشد ومنهج وليست عقيدة جامدة.كما أنه من المهم التقويم الناقد للتجربة السابقة وحصر وانتقاد المواقف الخاطئة السابقة مثل: تأييد الحزب الشيوعي السوداني لغزو السوفيت لبلدان المجر وتشيكوسلوفاكيا وافغانستان، اضافة لتعطيل الديمقراطية في الحزب بعدم عقد المؤتمر لمدة 40 عاما، وقد جاء في التقرير السياسي نقدا واضحا وبعيدا عن التبرير من اللجنة المركزية لعدم عقد المؤتمر. المهم في الأمر تحديد اين وقعنا في الجمود الستاليني، وتحديد النقاط المظلمة في تاريخ الحزب ونقدها جماهيريا، واعلاء مبدأ النقد والنقد الذاتي كما جاء في مشروع التقرير السياسي. هذا المنهج هو الذي يحصن الحزب الشيوعي من التصفية تحت ستار الستالينية، وباعتبار أن جرثومة الاصولية الستالينية ذلك الداء العضال لاأمل في علاجه، والبديل هو تصفية الحزب الشيوعي وحله، كما عبر د.فاروق محمد ابراهيم والمرحوم الخاتم عدلان. كما أنه من المهم أن نشير الي خطورة أن يتحول دمغ الآخرين بالستالينية وفبركة التهم بالستالينية الي عامل سلبي ، يؤدي الي احجام البعض عن طرح ارائهم بحرية ومناقشتها ، وأن تتحول تهمة الستالينية الي مكارثية جديدة تسمم حياة الحزب الداخلية ، كما كان يحدث في فترة ستالين مثل الاتهام بالتروتسكية والتي ادت الي تصفية خيرة القيادات الشيوعية، عن طريق الفبركة والتشكيك والاستهداف الشخصي للرأى الآخر المعارض واختلاق التهم .. الخ. وبالتالي يؤدى ذلك الي تدمير الحزب بحجة محاربة الستالينية.كما أنه من الخطأ والتجنى اتهام كل من يدافع عن مبدأ المركزية الديمقراطية بالستالينية، علما أنه مهما اختلفت التسمية(ديمقراطية مركزية، ديمقراطية، ادارة ديمقراطية،...الخ)، فان المركزية الديمقراطية لاتعني سوى: البرنامج الواحد والنظام الداخلي الواحد والمركز الواحد ، وأن الهيئات القائدة تنشر تقارير دورية عن اعمالها ، وأن حرية ابداء الرأي والانتقاد والاقتراع في كل المسائل الحزبية مكفولة مع تشجيع الاعضاء عليها دون اكراه، وأن الهيئات من القمة للقاعدة تأتي بالانتخاب والتزام الاقلية برأى الاغلبية مع حقها في الاحتفاظ برأيها والدفاع عنه، وأن يكون الصراع مكشوفا وبعيدا عن التآمر والتكتلات ، وان القرارات لاتصدر من افراد بل تصدر عن هيئات... الخ.
وبالتالى كما أشرنا سابقا ، أن المنهج السليم في تناول الستالينية بمعنى الجمود العقائدي والنظرة الاحادية الجانب ومصادرة الرأى الآخر هو التحليل الناقد للظروف والشروط التي نشأت فيها الستالينية والاسباب التي ادت الي تأثر الاحزاب الشيوعية بها حتى المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي واستمرار ذيولها حتي انهيار التجربة الاشتراكية في بداية التسعينيات من القرن الماضي.
كما أنه من الخطورة أن تتحول الستالينية الي أداة لتبرير الأخطاء بدلا من تحديد المسئولين عنها ونقدها، والنظر في العوامل الخارجية مثل التأثر بالستالينية دون تناول العوامل الداخلية الذاتية التي قادت لتلك الاخطاء ، وهذا هو العذر الاقبح من الذنب. أى الا تتحول الستالينية الي وصفة جاهزة لمواجهة كل مشكلة بدلا من اعمال الذهن والفكر والدراسة الواقعية العميقة لها، وبالتالي تتحول الستالينية الي تفسير مريح، على طريقة( الله يلعن ابليس )، ( والله يجازى الكان السبب)، او الي (شماعة) نعلق عليها عليها كل اخطاءنا بدلا عن نقدها وتحليل الظروف والشروط التاريخية التي حدثت فيها.
اهم المصادر والمراجع:
أولا: وثائق الحزب الشيوعي السوداني
1- وثيقة سبيل السودان لتعزيز الديمقراطية والسلم، المؤتمر الثالث ، 1956.
2- الماركسية وقضايا الثورة السودانية، المؤتمر الرابع، اكتوبر 1967م
3- قرارات المؤتمر التداولي لكادر الحزب الشيوعي السوداني ، اغسطس 1970.
4- ثورة شعب، دار الفكر الاشتراكي، 1965م.
5- اليسار السوداني في عشرة اعوام (وثائق 1954/1963م)، اعداد محمد سليمان.
6- مجلة الشيوعي العدد 150.
7- اصلاح الخطأ في العمل بين الجماهير، دورة ل.م 1963م
8- قضايا ما بعد المؤتمر، دورة ل.م 1968
9- في سبيل تحسين العمل القيادي بعد عام من المؤتمر الرابع، دورة ل.م مارس 1969
10- مشروع التقرير السياسي المقدم للمؤتمر الخامس.
11- دورات اللجنة المركزية(يوليو 1977، اغسطس 1977م، ديسمبر 1978).
ثانيا: كتب:
1- جان اللينشتين: تاريخ الظاهرة الستالينية، دار ابن رشد 1975م.
2- عبد الخالق محجوب:
- لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني، دار الوسيلة 1987م.
- آفاق جديدة، 1957.
- حول البرنامج، طبعة دار عزة 2002م
3- تاج السر عثمان: تقويم نقدي لتجربة الحزب الشيوعي السوداني، دار عزة 2008م.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشمال والجنوب واحتمالات تجدد الحرب ومستقبل الاوضاع في دارفو ...
- ابيي ولعنة النفط: هل سيجد الاتفاق الاخير حول ابيي طريقه للتن ...
- نقاط حول تجديد برنامج الحزب الشيوعي السوداني
- جذور الفكر الماركسي والاشتراكي في السودان
- كيف تناول مشروع التقرير السياسي العلاقة بين الكادر القديم وا ...
- المفهوم المادي للتاريخ:محاولة لتوسيع مدي المفهوم
- حول اسم الحزب
- اتفاقية نيفاشا ومستقبل الشراكة
- المتغيرات في الاوضاع المحلية والعالمية بعد المؤتمر الرابع لل ...
- الماركسية وقضايا المناطق المهمشة في السودان
- الاثار الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لنشأة وتطور سكك حديد ...
- حول قرار عبد الواحد بفتح مكتب لحركته داخل اسرائيل
- الرحلة من موسكو الي منسك
- حول تجربة مشاركة التجمع في السلطة التشريعية والتنفيذية
- وثيقة الحقوق في الدستور الانتقالي لعام 2005م: التناقض بين ال ...
- ملاحظات نقدية علي برامج الحركات الاقليمية والجهوية(3)
- ملاحظات نقدية علي برامج الحركات الاقليمية والجهوية(2)
- حول قانون الصحافة والمطبوعات الصحفية لسنة 2004م
- ملاحظات نقدية علي برامج الحركات الاقليمية والجهوية(1)
- حول ابعاد اتفاق حزب الامة مع المؤتمر الوطني


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - تاج السر عثمان - الستالينية وتجربة الحزب الشيوعي السوداني (3)( الحلقة الثالثة والاخيرة)