خالد عبد القادر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 2338 - 2008 / 7 / 10 - 10:28
المحور:
الصحافة والاعلام
يهتم كل الكتاب الفلسطينيون ,في العادة , بمتابعة مختلف شئون قضيتهم , فيتباين بينهم التركيز على القضايا تبعا لتباين تقديراتهم حول اهمية المواضيع . ولعل الكتاب الفلسطينيون هم الاكثر نشاطا وحراكا على صفحات النشر المكتوبة والالكترونية وهو امر يحسب لهم ويشكرون من الوطن شكرا يحفظ القيمة التاريخية لانجازاتهم واثرها الايجابي البناء في وللوطن . ولا اظن ان منهم في الحقيقة من ينتظر الشكر فهم مناضلون من اجل الحرية
لكنهم مناضلي حرية من طراز ومستوى خاص , فهم مرشد الوعي الجماهيري وحركته , وهم عين المراقبة الوطنية على هذه الحركة الوطنية المباركة , وعلى النهج القيادي الذي يتقدمها , وهم الذين ينَشَطون في الجمهور غريزة البقاء والتطور والحس بقيمه الانسانية المميزة .
ما دعاني الى الكتابة في هذا الاتجاه وتوجيه هذا السؤال للكتاب والناشرين الفلسطينيين , اذن , هو مستوى اهمية مهمتهم النضالية الترشيدية والتربوية ومسئوليتها التاريخية الخطيرة امام الاجيال الفلسطينية القادمة , وكيف يؤسس لها الان الكاتب والناشر الفلسطيني من موقعه المميز ومهمته المميزة وجدل علاقته من موقع وسيط بين المستوى السياسي والمستوى الجماهيري , فالكاتب والناشر الفلسطيني هو في نفس اللحظة ممثلا للمستوى السياسي لدى الجمهور كما انه ممثل هذا الجمهور لدى المستوى السياسي , وكذلك في علاقتنا بالعالم فنحن ممثلي العالم امام مجتمعنا كما اننا ممثلي مجتمعنا امام العالم .
ومن المعروف ان المهنة تعيد صياغة ممارسها على صورتها , الامر الذي يجعلنا نتسائل , اذا كانت الكتابة والنشر هي التعبير الحضاري والديموقراطي للواقع الذي يحياه مجتمع ما , فهل الموقع الوسيط الذي يشغله الكاتب والناشر هو الموقع التنظيمي له في هذه القوة الاجتماعية ,
وهل يعكس سلوك الكاتب والناشر التزاما وانضباطا وحرصا وطنيا كما يتطلب الامر ؟
ان تكوين الكاتب الفكري والسياسي يحدد مدى وهدف قلمه حين يكتب , لذلك نجد:
• الخط الذي يركز مباشرة على المحتوى المهني النقابي . وهي الكتابة المرشدة للمطلبية النقابية في حياتنا الاجتماعية
• الخط الذي يركز على المحتوى الطبقي , وهي الكتابة المرشدة للصراع الطبقي على السلطة من اجل تسهيل مسار التطور الانساني للمجتمع وازالة معيقاته الطبقية وعلاقاتها,
• الخط الذي يركز على المحتوى الديموقراطي , وهي الكتابة المرشدة لصراع المجتمع مع النظام والدولة حول ممارسة الحريات واثر القوانين والقرارات الادارية عليها وفسح في المجال لسيطرة النهج التقدمي والايجابي في المجتمع
• الخط الذي يركز على المحتوى الوطني , وهي الكتابة المرشدة لنضالنا الوطني ضد الاعداء والحالة الاحتلالية ومن اجل تطوير الاستقلال وتعميق السيادة والشرعية
• الخط الذي يركز على الصراع الاممي , وهي الكتابة التي تتابع الصراع العالمي وتعرفنا بحركته واتجاهها وكيفية تقاطعها مع حركتنا القومية وتركز على الصراع بين قوى التحرر والاستعمار و الى جانب الصراع على السلطة في القوميات الاخرى
لكن هذا التقسيم لا يستغرق كل التميز الذي يجعل تفاعل الكاتب والناشر مع الاحداث والوقائع محكوم الاتجاه , بل ان الاساس النظري السياسي للكاتب والناشر له شروطا اضافية تحدد توجه ومستوى الكتابة والنشر , وهي القناعات الفلسفية والفكرية السابق تحققها حيث نجد:
• الكاتب اليساري على تباين درجات يساريته و قناعاته وعقلانيتها والاسس النظرية السياسية الملتزم بها يعمقها طريقته في التحليل والاستنتاج والحلول التي يراها مناسبة لها
• الكاتب الليبرالي الذي تخضع رؤيته , للمدى الذي يرى انه يجب الانفلات لحدهمن ( التقاليد والعادات وشروط الالتزام الاخرى و اخلاقيا وسياسيا ....الخ)
• الكاتب اليميني وهو الكاتب الذي يرى في الحفاظ على القديم الاجتماعي الطبقي والديني ....الخ مهمة لكتابته
• الكاتب الوطني وهو الكاتب الذي يميل الى التركيز على المباشر و الموضوعي في حدوده الوطنية
ان النتيجة الحتمية لتفاعل العوامل سابقة الذكر تجعل كتابتنا تتجه الى:
• اما الداخل الوطني ( ان بحجمه المهني او الطبقي او اللاطبقي)
• او الخارج الاممي ( ان بحجمه القومي العربي او الديني او اليساري )
لكن السؤال الاهم بعد هذه المقدمة الطويلة المملة هو كيف يكون الكاتب والناشر مناضل من اجل الحرية رغم كل التصنيف السابق ؟
لنأخذ انطباقا عمليا من الواقع الفلسطيني الراهن ونرى الانخراط النضالي للكتابة والنشر ودورها فيه ؛ فالكاتب والناشر الفلسطيني منخرط الان بكل نشاط بمحاولة علاج الحالة الانقسامية التي يعيشها الوضع الفلسطيني الداخلي , وقد اعطته الوسائل الحديثة مدى عالمي لعملية نشر الغسيل الفلسطيني , وقد عكس هذا النشر على هذا المدى مستوى حضاري لا يليق بمجتمع يناضل من اجل الحرية, فالنخبة النظرية السياسية الفلسطينية لم تكن في حالة ارتقاء وترفع عن الحالة الانقسامية , بل , هي في الحقيقة في حالة خضوع ( عفوي ) لها وتمارسها بلا درجة تميز عن المستوى في الشارع الفلسطيني؟
لقد عمل التعصب من مختلف الدرجات وفي مختلف المجالات على سقوط الكاتب والناشر الفلسطيني من المستوى الذي يليق بحضاريته المفترضة فاذا قلمه يوازي في حركته واتجاهه حركة واتجاه البندقية العفوية (فاذا كلاهما موظف ) عند الانتهازية السياسية او النقاء السياسي الذي اجبر على التخلي عن نقاءه. ولا خير لكاتب او نشر....عن..طخيخ...فقد فقدت التقوى , لكن وحتى لا نكون ظالمين ( للمستوى السياسي) , فبين اقسامه , وان لم ينجز بعد , محاولة يتميز بها عن الكاتب والناشر الفلسطيني وهي محاولة تحريم الدم الفلسطيني بميثاق شرف وطني , فهل هناك محاولة لدى اقسام المستوى النظري السياسي الفلسطيني لانجاز مثل هذا الميثاق وتحريم قتل العقل الفلسطيني.؟
لم يفت الوقت بعد حيث يمكن ادراك الهدف , فالكاتب والناشر الفلسطيني لا يزال يستطيع الصعود الى هذا المستوى الحضاري اذا تذكرنا جميعا اتفاقنا على
• حق ابداء الراي والممارسة الديموقراطية المشروطة بالحفاظ على المصلحة الوطنية وحصر الحوار في معروض الوقائع والموقف منها دون التعرض الى من يعالجها , وهذا خط احمر يجب حجب اي كتابة تحاول اجتيازه
• ان مدى نشر المكتوب في السوق المحلية او عالميا وبالوسائل التقليدية او الحديثة ( خلال النت مثلا ) يجب ان يخلو من المرض السلوكي وعدواه , ويجب ان يعكس الوحدة الوطنية الحضارية الفلسطينية ( وحدة الوجود والتوجه والانجاز) وفي المجالين الانساني الاجتماعي والاقتصادي , والمجال السياسي والديبلوماسي والعسكري
• التركيز على عرض لاحضارية الحالة الاحتلالية ولا انسانيةسلوكها في تعاملها معنا وعملها على تخريب انجازاتنا في مختلف المجالات
• استخدام وسيلة واسلوب الاتصال المباشر في حالة الحاجة الى تعميق الحوار , الى جانب ضرورة وجود الصلة المباشرة بين القاريء والكاتب وهي حلقة من حلقات اعادة اللحمة والاتصال الفلسطينيين
• الحرص على المشاعر القومية والوطنية لجميع القراء والمتفاعلين وعلى وجه الخصوص غير الفلسطينيين
• ابراز تخصص وتقسيم مهمة وخدمة المكتوب وخدمة نشره لتعليم القاريء اسس المتابعة الصحيحة
• ايقاظ الاتحادات المختصة من حالة السبات والغفلة ودعوتها لممارسة مهمتها النقابية في تطوير وضع الكاتب والكتابة والناشر والمنشور , والغاء موسمية النشاط لديها وارتباطها بالنتيجة الانتخابية وتحسين الموقع الشخصي والحزبي
• التعلم من العدو فالجندي الاسرائيلي هو جندي اسرائيلي اولا وهو حزبي ثانيا وكذلك المثقف الاسرائيلي بدلا من الحالة التي نجبر فلسطين على ان تكون عليها فهي ( فلسطين ) اما فتح او حماس او الجهاد او الشعبية او الديموقراطية
نحن مناضلون من اجل الحرية فلتنتظم صفوفنا على هذا الاساس اذن ولنكن نحن مرشدي المستوى السياسي لا متلقي امراضهم و وعذرا للجميع .
#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟