أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بلقيس حميد حسن - ما لذي يخبأه ُ مجلس الحكم بعد؟ - تعيين سفراء سراً














المزيد.....

ما لذي يخبأه ُ مجلس الحكم بعد؟ - تعيين سفراء سراً


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 717 - 2004 / 1 / 18 - 05:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


  نحن الذين نعيش بالخارج والذين حسبنا السنين من حبات القلوب حبة إثر حبة , نصبـّر أنفسنا بالحرمان المؤقت كما كنا نظن,  حيث بقينا  نردد شعر بريخت دائما في كلمات حفظناها وآمنا بها:
 
لا تـُثبت مسمارا بالحائط
ضع السترة فوق الكرسي
لا تـتموّن إلا لليوم الواحد
فغدا عائد...

لكن الغد لم يعد إلا بعد ضياع العمر
أتذكر جيدا عام ثمانين حين كتب الدكتور حسان عاكف هذه الكلمات على ورقة صغيرة وعلقها في المنزل البائس الذي كنا نستأجره مفروشا  ليطبـّقها ويضع سترته على الكرسي دون تعليق , بيوتا مفروشة على طريقة فرش المخيمات , وكنا لا نهتم بذلك رغم اننا تركنا بالوطن ماهو أحسن ,  كنا مؤمنين بسقوط الظلم سريعا ومؤمنين بالشعب العراقي, وما كنا ندري ان العنف والتآمر وقذارات النظام وسقوط  بعض من آمنـّا بهم,  كانت أعنف من أن تترك الخير يتسرب ولو لبصيص أمل ودعوة مقهور.
كنا نمنـّي أنفسنا بيوم سقوط الطاغية والعودة مع زغاريد الأمهات , كل عام ومنذ نهاية السبعينات نسلـّم على بعضنا بالعام الجديد والأعياد قائلين :
العام المقبل بالوطن إن شاء الله
لكن العام المقبل لم يعد إلا بعد ربع قرن حيث استشهد من استشهد,   ومات من مات,  وعجز من عجز,  وتهالك من تهالك,  وكفر بالقضية من كفر , خذلتنا الظروف وخذلنا  العالم وخذلنا اقرب الناس .
 حينما صعقتنا مفاجأة مجلس الحكم بقراره رقم 137 الذي يلغي قانون الأحوال الشخصية, تنادينا  كعادتنا منذ ربع قرن بالخارج,  نتنادي الى رد الفعل والدفاع الإنساني عن كرامتنا التي تهدر طوال هذه السنين ونحن نعيش الغربة تلو الإخرى, تنادينا لنقوم بنشاط ما,  بعد أن كتب بعضنا عن فورة دمه وغضبه على المجلس وسوء تقديره لحاجة العراق وشعبه , وبعد أن شغلنا خطوط الهاتف من جميع أنحاء العالم حيث يتناثر ابناء العراق  مغلفين بكل أشكال الأسى على أعمارهم وشبابهم الضائع بين المنافي والحدود وبين ذكريات الألم والسجون وبقية من رائحة أم رحلت,  أو اخ شهيد أو طفل مقبور,  أو أب لم يعرف إلا من خلال هوية العائلة وصورة حزينة معلقة على جدار حائط أصم, أردنا أن نكبر كعادتنا على جراحنا ونشمخ بتظاهرة أو إعتصام علـّه يؤثر بقادة التخلف التي استلمونا بعد أن شبع صدام من إذلالنا وخرب ما أراد, اتصلنا ببعضنا متفقين على موعد تظاهرة وإذ بنا نسمع خبرا يفجأنا به مجلس الحكم وكأن الشعب العراقي جميعا من المعتوهين والناقصي الأهلية لتسوى أموره بدون علمه,  أو حتى لمجرد الإعلان عن ماسيكون, نفاجأ بأن في هولندا سفيرة عراقية وإمرأة اخرى لا أدري ربما تعمل قنصلا او مساعدا , واتفقنا أن سنذهب للتظاهر أمام السفارة التي يجهل أغلبنا أين تكون  ويجهل من يعمل بها وماهو عمله ولماذا يكون سريا حتى علينا نحن ابناء العراق المضحين والمقهورين في المنافي .
 من هؤلاء السفراء المعينين يا مجلس الحكم وعلى أي أساس عينوا هل لأنهم أقرباء ومنتسبون لعوائل أعضاء المجلس ؟أم ماذا وعلى أي أسس ؟ لنعرف كيف نتعامل معهم؟
ولماذا يجري تعيينهم بسرية؟ ولماذا لم  يقدموا أوراق اعتمادهم علنا ً مثل بقية سفراء وخلق الله؟ مهما كانت صفاتهم .
وقد تناهى الى أسماعنا أسماء نساء ما عرفناها ولا عرفنا لها دور في حياة العراق وشعبه وسمعنا أيضا أن البعض منهم من طاقم النظام السابق,آآآآآآآآه
لا نريد أن نصدق ماسمعناه رغم كل شيء,  لأن من يضحي بكل شيء وبسني شبابه بين المنافي والفقر والعذابات,  لابد وأن يكون موضوعيا وينتظر الحقيقة مهما كانت مرة .
فأين الحقيقة يامجلس الحكم ؟ وماذا تخبيء لأربعة ملايين عراقي بالخارج لم يفكر بأمرهم مجلسكم الموقر أبدا,  وستة وعشرين مليون عراقي داخل الوطن ؟ما لذي تريد أن تصدمنا به بعد ؟
وهل هذه هي الشفافية التي أوعدتنا بها؟

لاهاي
16-1-2004
* شاعرة وناشطة حقوقية عراقية مقيمة في هولندا



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس الحكم يعذب الشهيدات ويعود بنا الى القرون الوسطى
- كلمة الى المثقفين العرب ولوم لابد منه
- نداء الى كل شرفاء العالم
- حرية المرأة حرية للرجل


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بلقيس حميد حسن - ما لذي يخبأه ُ مجلس الحكم بعد؟ - تعيين سفراء سراً