|
مرضى ال ms في الكويت.. من الذي سيقتص لهم؟
كريم الهزاع
الحوار المتمدن-العدد: 2311 - 2008 / 6 / 13 - 11:13
المحور:
حقوق الانسان
حالة المريضة عائشة العيبان، والتي أمست في دائرة الرعاية الأبوية السامية، واهتمام سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بمتابعة حالة المواطنة المصابة بمرض «التصلب العصبي المنتشر»، وكما يذكر أن مرض التصلب العصبي مرض يصيب المخ والحبل الشوكي (الجهاز العصبي المركزي) ويؤثر على قدرة المخ التحكمية في وظائف الجسم، ويطلق عليه «المتصلب»، لأنه يصيب أنسجة المخ بتصلب ويستبدلها بأنسجة غير فعالة صلبة. والأعراض قد تكون خفيفة أو منتشرة، أي متعددة مرات الظهور للانعكاسات. ولا يعتبر هذا المرض معديا، ويعد من أكثر الأمراض انتشارا بين شباب العالم، ولا يوجد حتى الآن سبب معروف ومباشر لهذا المرض وتصاب النساء به أكثر من الرجال وذلك لأن أمراض جهاز المناعة أكثر انتشارا بين النساء. وتتراوح أعمار غالبية المصابين بالمرض عند ظهوره ما بين 20 الى 40 سنة تقريبا، ونادرا ما يصيب المرض الأطفال تحت سن الـ15 والكبار فوق 50 عاما. أما أعراض هذا المرض، فهي تختلف من مريض الى آخر، ومن وقت الى آخر، حيث يواجه البعض مشكلات في عدم تحكمه في حركات العين مع ضعف في الإبصار ومشكلات في الكلام وصعوبة في النطق.. وأيضاً حالة التحكم بالأرجل وحركة المشي أو رفع الأرجل ويطلق على هذا المرض مسمى ms. وفي الكويت حالات كثيرة من المصابين بمرض التصلب المتعدد المعروف بـ MS، وفي جمعية الهلال الأحمر هناك فئة منهم، اعتادت الجلوس والأخذ والرد فيما بينها، حيث نجدهم يبحثون عن اي خبر لعله يكون النور الذي يحتاجونه لينير طريق حياتهم، او انه الدواء الشافي بعد الله سبحانه وتعالى لمرضهم، أو السبب الرئيس لهذا المرض. وكشفت دراسة أميركية وجود صلة بين الأعراض المرضية التي يتعرض لها بعض الذين قاتلوا في حرب الخليج، ومواد كيماوية تعرضوا لها. أجرت الدراسة لجنة كلفها الكونغرس الأميركي لبحث أمراض حرب الخليج. وقامت اللجنة بدراسة أكثر من 100بحث حول الموضوع. ووجدت الدراسة أن ثلث المشاركين في الحرب التي دارت في العام 1991 قد عانوا من الضعف العام، وآلام في المفاصل والعضلات، ومن اضطرابات في النوم، وظهور طفح على الجلد والمعاناة من مصاعب في التنفس. وكشفت اللجنة صلة هذه الأعراض ببعض المجموعات من المواد الكيماوية. وهذه المواد هي مادة تعطى للجيش ضد غاز الأعصاب، ومبيدات حشرية تستخدم لمكافحة ذباب الرمل، وغاز الأعصاب الذي قد يكون الجنود قد تعرضوا له خلال تدمير مخازن للأسلحة. وقالت بياتريس جولومب كبيرة العلماء في اللجنة إن التعديلات الوراثية تجعل بعض الناس أكثر عرضة للإصابة بتأثير هذه المواد. وأضافت أن هؤلاء يصابون بالمرض فور تعرضهم لهذه المواد. وقالت جولومب لوكالة رويترز للأنباء: «إن أدلة عديدة تربط بقوة بين مجموعة من الكيماويات (مثبطات أسيتايل كولينستيريز) بالأمراض التي أصابت محاربين في حرب الخليج». واشارت جولومب إلى أن الأنظار قد تركزت بشدة على العوامل النفسانية في هذه الأمراض. وأضافت «غير أن الحرب البرية في هذه الحرب، وعلى عكس ما يدور حاليا في العراق، لم تدم أكثر من أيام فقط». وأوضحت جولومب التي تعمل في جامعة كولومبيا في سان دييغو أن «العوامل النفسانية لا تفسر الأمراض المفرطة التي نشهدها». ونشرت الدراسة في مجلة «بروسيدنجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف سينسيز». وسابقاً كشف تقرير أميركي أن الأعراض المرضية التي عانى منها الجنود الذين حاربوا في حرب الخليج الأولى سببها التعرض لمواد سامة مثل غاز الأعصاب. وقالت الهيئة الأميركية لرعاية شئون المحاربين القدماء إن الارهاق أو المشاكل النفسانية لا تعد تفسيرا كافيا لشكاوى معظم المحاربين القدامى، حيث يمكن ربط هذه الشكاوى بالتعرض للمواد السامة. ويطالب عدد من النشطاء في بريطانيا الحكومة بالاعتراف بما يسمى «أعراض حرب الخليج»، بينما تقول وزارة الدفاع البريطانية إنه لا يوجد أدلة كافية يمكن أن تثبت وجود مثل هذا المرض. وقال التقرير الذي أعدته اللجنة البحثية الطبية التي شكلت لبحث مرض حرب الخليج إن أكثر من 30 في المئة من المحاربين القدماء الأميركيين الذين حاربوا في الخليج في التسعينيات عانوا من أعراض مركبة ومزمنة بنسب أكبر من زملائهم الذين لم يشتركوا في حرب الخليج. وقال التقرير: «تشير نتائج الأبحاث المتزايدة إلى أن ارتباط مرض قدامى المحاربين في حرب الخليج بالأعصاب». وأضاف: «وتؤيد الأدلة وجود صلة ما بين التعرض للسموم العصبية وظهور أعراض حرب الخليج على المحاربين القداماء». ووجد البحث أن نسبة المحاربين الذين اشتركوا في حرب الخليج وأصيبوا بمرض ضعف وتصلب الأعصاب المسيطر على الأطراف أكبر بمقدار الضعف من الذين لم يشاركوا في حرب الخليج. وتتضمن الأعراض حدوث حالات من الصداع ومشكلات في الذاكرة، ودوار وتشوش في الرؤية وحالات هياج. وقال البحث إن التقارير تشير إلى تعرض نسبة كبيرة من القوات التي شاركت في حرب الخليج لعدد من المواد السامة، بما فيها التعرض لمعدلات قليلة من الكيماويات العصبية السامة، وتناول حبوب للحماية من المواد ذات التأثير على الأعصاب والتعرض لمبيدات حشرية التي يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على الجهاز العصبي. وكان البنتاغون قد اعترف بإمكانية تعرض عدد من القوات الأميركية لغاز السارين السام عند قيامهم بتدمير مخزونات العراق منه. وقالت وزارة الدفاع البريطانية إنهم يعرفون معظم المعلومات الواردة في هذا التقرير، وقال متحدث باسم الوزارة: «نحن نثق بما نفعله بمساعدة المجلس المستقل الذي شكلته هيئة الأبحاث الطبية والمكلف ببحث ما يسمى بمرض حرب الخليج الذي يتعامل مع هذه المسألة الحساسة بشكل جيد». في نهاية الأمر نقول ان الدوائر في أميركا تكابر في إعلان مسؤوليتها عن تلك الأمراض التي أصابت المدنيين والعسكريين في الخليج، في أثناء حرب الخليج الثانية، أو في أثناء حرب إسقاط الديكتاتورية في العراق، لكن هناك منظمات كثيرة تطالبها بالاعتراف بتلك الخطيئة، ودفع تعويضات لمرضى الحروب والأسلحة التي جربتها أميركا في المنطقة، وهنا لنا أن نتساءل: من ممكن في الكويت أن يقوم بتحرك عالمي واسع ليقتص لمرضانا، ويعوض عن هلاكهم اليومي؟
#كريم_الهزاع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قضية البدون في الكويت
-
طرة أو نقشة
-
إلى أين توجهت أصوات «حدس»؟
-
الحياة البرلمانية .. والثقافة السياسية ( 4)
-
الحياة البرلمانية .. والثقافة السياسية ( 3 )
-
الحياة البرلمانية .. والثقافة السياسية ( 2 )
-
الحياة البرلمانية .. والثقافة السياسية ( 1 )
-
كيف نصنع دكتاتورا ونشنقه ونتباكى عليه؟
-
الحداثة والبحث عن نظرية نقدية
-
الصبي الذي حطّم أصنام أبيه
-
البذور الجديدة
-
أصنام الكتابات
-
ريثما تطن نحلة أخرى في الدماغ
-
فلسفة الفرح
-
من يمنحنا أجنحة للطيران؟
-
أوغست كومت بعد قرن ونصف من رحيله
-
بهجة الاحتضار ومراوغات الجثة
-
الإرادة : حينما لا أجد شيء يقلقني فهذا بحد ذاته يقلقني
-
خطوة في التوجس . خطوة في اليقين
المزيد.....
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
-
شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
-
هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و
...
-
ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها
...
-
العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|