أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم علاء الدين - الرسول امر بقطع راس الاعلامي















المزيد.....

الرسول امر بقطع راس الاعلامي


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2311 - 2008 / 6 / 13 - 11:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في حوار على قناة الجزيرة يوم الاحد الماضي قال ضيف برنامج الشريعة والحياة، ان شاعرا من قريش اسمه ابو عزة الجحمي كان يهجوا رسول الله (صلعم)، فتم اسره في معركة بدر، فأمر رسول الله بقطع رأسه، لكن ابو عزة استعطف الرسول الكريم قائلا انه فقير وان اسرته ستتعرض للهلاك اذا قتل، فعفى عنه رسول الله بشرط الا يعود فيهجوه.
لكن ابو عنزة ما ان عاد الى مكة حتى رجع ينظم قصائد يهجو فيها الرسول.
وفي معركة احد أسر ابو عزة مرة ثانية فامر الرسول بقطع رأسه ، فرجاه الا يفعل متعللا باسرته وانها ستهلك بعده، فقال له الرسول بما معناه "اعطيناك فرصة ولم تلتزم بالعهد" وامر بقطع راسه وتم ذلك وانتى الامر.

واذا عرفنا ان الشعر في ذلك الزمن كان يمثل الاعلام ففي مضمون القصة ما يشير الى ان الرسول قطع راس رجل كان يشن حملة اعلامية عليه.
والاعلام على مر العصور كان يشكل سلاحا مؤثرا في الحروب والخلافات ، وما زال يلعب دورا مركزيا في كافة ميادين الحياة، باعتباره وسيلة مؤثرة في نشر الافكار وحشد الانصار وتسفيه الاعداء.

لذلك لا نستغرب لماذا كانت المسالة الرئيسية في المؤتمر الصحفي للرئيس الفلسطيني محمود عباس في القاهرة بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك هي مسالة الاعلام مطالبا حماس بوقف حملاتها الاعلامية مؤكدا ان حماس هي التي تبدأ دائما بالحملات الاعلامية قائلا لا نريد تقاذف المسبات (الشتائم).

وايضا لا نستغرب كيف ان الاعلام كان موضوعا رئيسيا في خطاب اسماعيل هنية الذي اعلن فيه الترحيب بدعوة الرئيس عباس للحوار، معلنا عن اتخاذ قرار بوقف الحملة الاعلامية على السلطة على الفور.
ويبدو ان الرئيس عباس ضاق ذرعا بالحملات الاعلامية الحماسية التي تشنها عبر مساجد غزة وجلسات الذكر الدينية وعبر قناتها الفضائية ، وتصريحات قادتها التي لا تكاد تخلو فضائية عربية من احد وجوهها يوميا.

واذا كان الرسول العظيم يقطع راس رجل اعلامي يهاجمه ويهاجم دعوته ، فان الرئيس عباس وغيره مستعد لقطع دابر الاعلام المعادي ورموزه وممثليه ان استطاع .

ولكننا نحمد الله ونشكره انه في وقتنا الراهن وان كان لا يزال هناك من يقطع رؤوس الاعلاميين (سمير قصير احدهم)، لكن بصورة عامة لم تعد الامكانيات متاحه على الغارب لقطع الرؤوس بفضل المؤسسات المدنية وغير المدنية في اوروبا وامريكا وبعض المؤسسات العربية.
والخيار الوحيد المتاح هو التفاهم والاتفاق والتوافق، كما حصل في مؤتمر الدوحة حيث كانت مسالة وقف الحملات الاعلامية بين المعارضة والموالاة بندا رئيسيا على جدول الاعلام وتضمنه اتفاق الدوحة كاحد البنود الرئيسية.

فهل الهدف الرئيسي لمبادرة الحوار التي اطلقها الرئيس عباس هو وقف حملة الشتائم والسباب والاتهامات المتبادلة فقط لا غير؟؟ او بمعنى اخر هل امكانية تحقيق هدنة بين الطرفين لا يمكن ان تخرج عن النطاق الاعلامي ؟.

اذا ما دققنا في الاسباب الحقيقية للخلاف بين السلطتين (سلطة غزة وسلطة رام الله) نجد انها خلافات على البرنامج السياسي والرؤية السياسية بين الطرفين.

فالاولى ترى بالمقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد لاسترجاع الحقوق الفلسطينية.
فيما يرى الطرف الثاني ب (الصواريخ العبثية) مدمرا لمشروع الدولة الفلسطينية.

الطرف الاول يرى بالحادثات السلمية استسلاما للعدو.
الطرف الثاني يرى ان الكفاح المسلح مراهقة وصبيانية.

الطرف الاول يرى ان الولايات المتحدة عدوا يعمل لمصلحة اسرائيل.
الطرف الثاني يرى بالولايات المتحدة صديقا وهو قوة كبرى يستطيع الضغط على اسرائيل.

الطرف الاول يرى ان الاسلام هو الحل.
الطرف الثاني يرى البراغماتية والنظام العلماني (بمفهومه) هو الحل.

الطرف الاول يرى انه يمثل الله على الارض وعليه ان يطبق شريعة الله.
الطرف الثاني يرى ان القوانين الوضعية هي التي تنظم حياة المجتمع.

الطرف الاول يرى ان الانتخابات الاخيرة منحته الشرعية لتمثيل الشعب الفلسطيني.
الطرف الثاني يعتبر نفسه هو القائد التاريخي للشعب الفلسطيني فهو مطلق الرصاصة الاولى , ومفجر الانتفاضة الاولى ، وصانع الانتفاضة الثانية، وصانع التاريخ الكفاحي للشعب الفلسطيني في ال 40 سنة الماضية.

الطرف الاول يرى حلفاؤه (دولة الممانعة العربية – سوريا وحليفتها ايران).
الطرف الثاني يرى دول الاعتدال العربي حلفاؤه الاستراتيجيين

وهناك مسائل اخرى اقل اهمية عديدة جدا تتعلق بتوزيع غنائم السلطة ومنافعها والمراكز القيادية فيها والسيطرة على مخازن المال واوجه انفاقها، واجهزة الامن وتوزيع القوى الامنية والصلاحيات الامنية وكيفية دمج القوة التنفيذية التي يزيد عددها على 20 الف رجل كما تشير بعض الاحصائيات بالاجهزة الامنية، وقدرة حماس على تجنيد الالاف من انصارها المدربين على السلاح، وغيرها من القضايا التي تشكل نقاط خلاف هامة بين الطرفين.

امام هذه القضايا الكرى هل هناك أي امكانية لتحقيق انسجام ووئام وتفاهمات واتفاقات و(سلام ) بين الطرفين؟؟

كم اتمنى ويتمنى معي الشعب الفلسطيني باسره ان يتحقق شيئا ولو جزئيا من الاتفاق ، لكن وللاسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
فالقضايا الخلافية كبرى وعميقة والتنازل من اي طرف عن اي منها يعني قبوله بالتخلي عن برنامجه الكفاحي، فهل حماس مستعدة للتخلي عن برنامج الكفاح المسلح؟، ام انها تبحث عن تهدئة لالتقاط الانفاس؟.

وهل فتح مستعدة ان تتخلى عن برنامجها السلمي؟ ام انها امام مرحلة من الجمود التي قد تمتد لستة اشهر بشان المحادثات مع اسرائيل بخصوص الدولة؟. (الانتخابات الامريكية واحتمال سقوط الحكومة الحالية في اسرائيل واجراء انتخابات جديدة).

لو نظرنا الى ما يسمنى بالحوار بين فتح وحماس فلن نجد الا ان هناك تكتيكات يمارسها الطرفين لن تفضي باي حا ل من الاحوال الى وحدة وطنية فلسطينية حقيقية. ولن تخرج عن نطاق التهدئة او الهدنة سرعان ما تنتهي مع اول اشارة من الادارة الامريكية واسرائيل للسلطة لبدء محادثات الحل السلمي للقضية الفلسطينية من جديد.

وللاسف الشديد ان الوحدة الوطنية في كل الدنيا قامت على اساس ان هناك طرف سياسي قوي يفرض شروطه مع بعض التنازلات على الاطراف الاضعف ، وهذا غير متحقق في الساحة الفلسطينية، حيث قوة فتح وحماس متعادلتان نسبيا وكل طرف يتميز على الاخر في بعض الميادين، اي اننا امام رأسين كل منهما يرى بنفسه الاجدر والاحق والاولى الى اخر المفردات.

وهذه الحقيقة المرة تفترض احترام كل من يدعو الى تعزيز الديمقراطية بفلسطين وتعزيز العلمانية وفصل الدين عن الدولة وتعزيز المؤسسات الوطنية بالمفهوم الحضاري بحيث تكون لكل الشعب ول[email protected]يس لهذا الفريق او ذاك، والاهتمام بقيام مؤسسات وطنية حقيقية تضع على عاتقها الارتقاء بالوعي الشعبي الفلسطيني، وترتقي بالاقتصاد وبالعلوم والثقافة والادب .
عندها فقط يمكن ان يحقق الشعب الفلسطيني وحدته الوطنية التي ينشدها الجميع.
للاسف الشديد اخشى ان تقوم اسرائيل بتغليب طرف على اخر في الساحة الفلسطينية فكل المؤشرات تقول ان هذا هو السبيل الممكن للخروج من الوضع الراهن، اذا لم تقتنع حماس بان (السياسة هي فن الممكن).



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخلاق الاسلامية لا تختلف عما جاء في الديانات الاخرى السماو ...
- معلمة المدرسة تهدد بالاستقالة
- المحاربة هيلاري كلينتون الى اللقاء .. ولنساء المسلمين العزاء
- على حماس ان تعلن استسلامها لفتح افضل من استسلامها لاسرائيل
- عارية في ناد ليلي .. وسعيدة لانها قريبة من الله
- تركيا لماذا هذا الضجيج ؟؟ الحجاب مسالة سياسية وليست دينية
- شيوخ التزييف -الكيمياء- و-الزغل- يرتعون بيننا
- الجن خطفوا الاولاد
- في ذكرى نكسة 67.. يا ريت تتحقق نبوءة موشي ديان
- انت دائما معي
- سيدة الزهور : شابة يمنية في نيويورك
- احتفالات زائفة في بيروت تؤجل الصراع ولا تلغيه
- الطفل خالد النيويوركي يريد العودة الى اللد
- الفلسطينيون مستاؤون .. نعم لضم الضفة للاردن وغزة لمصر
- احتفالات زائفة في بيروت احتفاء بتاجيل الصراع لا الغائه
- هل يستطيع التميمي من لندن اقصاء فتح
- سمعت الآف الآهات
- رد على كلالده – مطلوب حكومة وطنية لانقاذ الاحزاب الاردنية
- الرئيس الامريكي يضع برنامجا واقعيا شاملا لنهضة الامة العربية ...
- احبك كما تشائين


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم علاء الدين - الرسول امر بقطع راس الاعلامي