ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)
الحوار المتمدن-العدد: 2308 - 2008 / 6 / 10 - 04:06
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في بدايات سني الحرب العراقية الإيرانية حين كانت القيادات العسكرية للطرفين تُصدر بلاغات عسكرية عن المعارك التي تدور في جبهات القتال وتذكر أرقاماً عن خسائر العدو والخسائر التي تكبدتها قواتهما . كانت تلك البلاغات تصاغ بتضخيم خسائر العدو وتقليل خسائر الطرف الذي يصدر البلاغ ، وذلك حسب التقليد الذي جرى في الحرب العالمية الثانية من قبل كوبلز وزير إعلام هتلر .
في واحدة من عروض تلفزيون بغداد طلع علينا الطاغية وتحدّث عن البلاغات العسكرية للقوات الإيرانية واصفاً إياها بالكذب ومستهزئاً بعبارة ( أمّا كذبهم .. فيا لطيف !!! ) ناسياً أو بالأحرى ناكراً أنّ البلاغات التي كان يصدرها هو بإعتباره القائد العام للقوات المسلحة كانت تفوق ما يمكن أن يُتصوّر من الكذب .
ليس التلاميذ الجُدُد مختلفين عن سابقيهم . فإن هُمُ إنقلبوا على الكذاب العراقي فهُم في دائرة الثاني .لقد جمعوا حولهم حفنة من المرتزقة العاملين في الإعلام يطبلون لهم عن ( إنجازات ) تحققت على أيديهم ، واصفينهم بالوطنيين الحريصين على مصلحة الشعب وسيادة العراق وبنائه ديمقراطياً ، وللأسف الشديد ينخدعُ أحياناً بعض المفكرين الكبار والمحللين الضليعين فيدبجون المقالات في مدحهم دون إعتبار واقع الحال الذي يعيشه الشعب من خمس سنوات ونيّف والضحايا التي راحت من أرواح أبناء العراق البررة والتدمير الإقتصادي الجاري على قدم وساق والنهب العلني للثروات تحت سمع وبصر من يُسمون أنفسهم ( الحكومة ) .
في هذه الأيام تتعالى أصواتٌ من كل حدب وصوب تدّعي رفضها للإتفاقية العسكرية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية ، وكلّ هذا الصُراخ ، مهما كان عالياً ، ليس ولن يكون الغرض منه سوى الإستهلاك المحلّي وخداع الشعب ، فالإتفاقية العسكرية آتية لا ريب فيها لأن ذلك ليس أمراً يُبتّ فيه الآن بل أنه نتيجة ( وأؤكد أنه نتيجة ) لفعل وإتفاق جرى بين فصيل من الشعب ، قبل الإحتلال ، أستُدعيت القوات العسكرية الأمريكية بموجبه ( دون أخذ رأي الشعب ) للقيام بمهمة تغيير نظام الطاغية ، وهي كعقد مقاولة . فالمقاول بعد إنجازه المهمة يطلب الثمن المتفق عليه ، والإتفاقية العسكرية جزءٌ من الثمن سواءً رضينا أو أبينا ، فهل نأمل من هؤلاء الجُدُد الذين لم يتفقوا يوماً على الحد الأدنى من عمل أن يتفقوا على أمر ليسوا مؤهلين للقيام به ؟ فلا تصَدّقوا كلّ ما يُقال . فالمثل العراقي يقول ( ماكو زنبور يخ..... عسل !! )
#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)
Yelimaz_Jawid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟