أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - شـــارعُ المتنبي باترِك كوكبورن














المزيد.....

شـــارعُ المتنبي باترِك كوكبورن


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 716 - 2004 / 1 / 17 - 06:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 ترجمة وإعداد : ســعدي يوسف
الصحيفة الثقافية البريطانيةof   Books   London  Review  نشرت في أحد أعدادها الأخيرة مقالةً ضافيةً للكاتب
باترِك كوكبورن ، يتحدث فيها بنزاهة الكاتب الحقيقي عمّـا يجري في العراق  . إن فيها الكثير من الهمّ السياسي الذي لا يبدو مقلقاً للمنتفعين من الحالة الراهنة  ، هؤلاء الذين يسميهم " الحواسميّـين " ، ويعني بهم لصوصَ اللحظةِ الملتبسة من ساسةٍ وضباعٍ …
اخترتُ من مقالة الرجل ما هو أرأفُ وطأةً على العَصَـب :
 
مركزُ تجارة الكتاب في بغداد هو شارع المتنبي ، الواقع بين نهر دجلة وشارع الرشيد المتداعي الآن ، بينما كان يوماًما قلبَ المدينة التجاري . المكتباتُ صغيرةٌ ، مفتوحةٌ طوال الوقت ؛  وفي أيام الجمعة سوقٌ للكتب ، حيثُ يبْـسطُ  الباعةُ كتبهم ، بالعربية والإنجليزية ، على حُـصُـرٍ في الشارع الذي تآكلَ سطحُــه. معظم الكتب مستعملٌ . في التسعينيات ، بعد حرب الخليج الأولى ، اعتدتُ الطواف بالمنطقة بحثاً عن كتبٍ ، انجليزيةٍ كلاسيكيةٍ في الغالب ، كان يملكها الطلبةُ . الكلمات الصعبة في هذه الكتب كانت مؤشّــرةً بخطٍّ ،  ومترجَـمةً إلى العربية في الهامش . كان من هذه الكتب الكثيرُ ، فالمثقفون العراقيون اضطروا إلى بيع كتبهم تحت وطأة العقوبات الإقتصادية .
كان السوق مراقَـباً مراقبةً دقيقةً من دائرةٍ في الأمن العام بإمرة الرائد جمال عسكر  ، وهو شاعرٌ معروفٌ بمدائحه لصدّام . كان مسؤولاً عن منع الكتب المعنية بالعراق الحديث ،  كتب التاريخ والمذكرات التي كتبها المنفيون  ، ومؤلفات رجال الدين الشيعة والسنّـة .
بالرغم من هذا ، كانت الكتب المطبوعة غالباً في بيروت ، تهرَّبُ إلى داخل العراق  ، عبر الأردن وسوريا وتركيا.
قال لي أحدُ الباعة : " بإمكانك أن ترشو موظفي الحدود لإدخال الكتب الدينية ، لا السياسية . اعتَـدْنا أن ننتزع الأغلفةَ ونضع بدلاً منها أغلفةً لكتبٍ بعثيةٍ " .
في أغلب الأحيان ، تصل نسخةٌ واحدة ، لـتُستنسَــخَ ، مائةَ نسخةٍ أو أكثر ، وتباعَ ســرّاً .
الأمن العام ، كان يقوم بإغارات تفتيشٍ ، يقودها النقيب خالد ، لمعرفة من يبيع هذه الكتب المستنسخة .
***
بعد سقوط بغداد ، وفي أحد أيام الجمعة ، وفي منتصف شارع المتنبي ، التقيتُ حيدر محمد ، وهو رجلٌ في أواسط الثلاثينيات من العمر ، عصبيٌّ ، نفّـاذُ العينين ،  وكان البائع الرئيس لكتابي [ عن صدام حسين ] .
كان معروفاً في الشارع باسم " حيدر مجلّــة "  ، لأنه كان يتظاهر بأنه يبيع المجلات فقط . قال لي إنه يرى الحياة الآن بعد سقوط صدّام ، بلا مذاق ، " لأني في تلك الأيام ،  يتعيّـنُ عليّ أن آخذَ المشتري إلى زقاقٍ ، لأبيعه كتاباً يعرفُ كلُ واحدٍ منّـا  أننا قد ندخل السجن بسببه . كان للحياة مذاقٌ " .
حيدر الذي كان يبيع الكتب في بغداد والنجف منذ 1994 ، قُـبِـضَ عليه في نهاية الأمر ، سنة 2000 ، حين ضبطه الرائد خالد وفي حوزته كتاب لسعد البزاز  ، وهو صحافيّ عراقيّ كان موالياً لصدام حسين ثم انقلبَ عليه .
يقول حيدر : " تظاهرتُ بالسذاجة ، وقلت إني لا أعرفُ محتوى الكتاب ، وقد تقبّـلَ القاضي كلامي  ، وحكمَ عليّ بالسجن عامينِ فقط ، لكن هذين العامَـينِ مُـدِّدا إلى ثلاثة حين وجدوا أنني هاربٌ من الخدمة العسكرية "
باعةُ الكتب في شارع المتنبي مرتاحون الآن لغياب الرائد عسكر والنقيب خالد ، لكنهم يحذرون الحديث عن المستقبل .
إن مشكلاتٍ جديدةً تظهر يومياً تقريباً .
حين كنّـا نبتعد عن سوق الكتب ، جاءنا كرديٌّ كان سمعَ للتوِّ أن الولايات المتحدة دعت عشرة آلاف من الجنود الأتراك إلى العراق ، وقال :
" أريد أن أخبركم أن الأميركيين سيخونوننا ، تماماً مثل ما فعلوا في 1975 و 1991 " .
                                                           
                                                                          لندن 16/1/2004



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وَرْبة وبوبيان … وقناة بَنمـا
- هذا المســاءَ سـأكونُ ســعيداً
- جــنّــةُ الكَـنّــاســين
- القطار الإيرلندي
- ساعات غيفارا الأخيرة
- منتظِــراً الثلجَ الأوّل
- خطوةٌ في الإتجاه الصحيح !
- ثلاث قصــائد
- علينا أن نتفادى الحربَ الأهلية
- مُنــتبِـذاً في عطلة الميلاد
- صدام حسين في قبضة أسيادهِ
- الرعْــيــانُ
- ايُّـهذا الحنينُ ، يا عـدوِّي
- فنُّ الشِّــعر
- تحت المطر الموحِــل
- مفــاتيح الحرب الأهلية
- ســــامــرّاء
- إلى شيخِِ عشائرِِ الـ...
- حسب الشيخ جعفر ومحمد خضيِّـر !
- جلال الطالباني وقّعَ وثيقةَ الإستسلام


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدي يوسف - شـــارعُ المتنبي باترِك كوكبورن