|
إذا كانت التشريعات إلهية فهل تكون يوماً حلال و آخر حرام
محمد يسر سرميني
الحوار المتمدن-العدد: 2307 - 2008 / 6 / 9 - 10:03
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تعالوا لنناقش دين العقل بالعقل بدون تكفير ولا تخوين ولا شتيمة ولا إهدار دماء من صغير ولا كبير. يوجد لدى الناس اسأله كثيرة لا يجدون إجابات مقنعة عنها. هل سنخرج من القوالب الجامدة التي حاول البعض أن يضعنا بها لأكثر من ألف وأربعمائة عام ونفكر. الكثيرين يتهمون الشريعة الإسلامية بأنها شريعة مطاطة ويقولون لا يوجد تشريعات دينية مطاطة مثل الشريعة الإسلامية ويتهمون القائمين على هذه الشريعة بأنهم يريدون من الناس أن يقبلوها كما هي بدون سؤال على مبدأ (يا أيها الذين امنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم)وهذه الآية واضحة مهما أردت أن تسأل ولم يكن هناك إجابة فهذه الآية تجبرك على عدم الفهم والتوقف عن السؤال ومعرفة الحقيقة. والمصيبة الكبرى إذا حاولت اخذ فتوى عن أمر من أمور الحياة فسترى نفسك بين الأرض والسماء وبين الجنة والنار حسب الفتوى وسوف تقرأ عشرات الفتاوى للعشرات من العلماء منهم من يحلل لك ومنهم من يحرم عليك وكلهم يقولون لك أنهم علماء ويجوز الأخذ بفتواهم وعندما تسألهم لماذا هذا الاختلاف يقولون لك هذا رجح هذا الحديث وذاك رجح ذلك الحديث وهذا يعني عند الرجل العاقل إن الأحاديث متضاربة. إذا كان الرسول يوحى له فكيف تكون الأحاديث متضاربة وكيف يحل لي فعل الأمر أو عدم فعله وذاك يقول إذا فعلته حرام وآخر يقول حلال؟!. وإذا كانت التشريعات إلهية فهيا لكل الناس فلا أظن إن الله ينزل لكل دولة ولكل شعب دين مختلف . فكيف اذاً يكون ما يحل بهذا البلد يحرم بذاك البلد وتكون الفتوى بحسب الزمان و المكان هذه لن تدخل إلا بعقل من لا عقل له. يقولون لنا إن التشريعات الإسلامية تصلح لكل زمان و مكان ؟ إذا كانت هذه التشريعات لم تصلح لزمن الرسول ومن بعده صحابته فكيف تصلح لهذا الزمان؟. ما هو الناسخ و المنسوخ في القرآن أليس تغيير أحكام وتشريعات أياً كانت. بعض الأمور كانت حلال و أصبحت حرام وهذا في زمن الرسول ولم تصلح وتغير الحكم فيها. وأما في زمن الصحابة فحدث ولا حرج وعلى سبيل التذكير إيقاف حد السرقة في زمن عمر وإيقاف سهم المؤلفة قلوبهم مع أنه لا اجتهاد مع النص كما يقولون و هذه نصوص صريحة و الأمثلة أكثر من أن تعد و تحصى. ولا أدري كيف دين يحلل الكذب فحاشا لله أن يرضى لعباده الكذب أو يحلله لهم. وألتقيه هي تعبير ظريف للكذب وترى الآن كل العلماء من جميع الطوائف يكذبون وكلنا نعلم إنهم يكذبون لأننا نسمع كذبهم فهم لديهم ثلاث خطابات لثلاث مواضع وأماكن مختلفة. خطاب للشاشات الفضائية وخطاب لمنابر المساجد وخطاب للخاصة و الأتباع وكل من يقرأ هذا من المسلمين يعلم بأنه صحيح ويسير ورائهم بدون تفكير. ولنضرب مثال على ذلك لا يجوز عند المسلمين تغير حاكم وحديث الرسول صريح وحادثة الخليفة الثالث عثمان بن عفان كلنا قرأنا عنها . حديث الرسول (عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ) وهذا الحديث واضح كان الرسول و الصحابة هم من يعينون الحكام بعدهم وطبعاً كلهم استمروا في الحكم حتى انتقلوا من هذه الدنيا. وحادثت عثمان بن عفان الخليفة الثالث عبرة عندما طلب منه التنازل عن الخلافة لحل الخلاف بين المسلمين كان جوابه لهم واضح وصريح كيف أخلع ثوب ألبسني إياه الله. أي شبه الخلافة بالثوب وإن الله ألبسه إياه ولن يخلعه إلا وهو بالقبر. و الكل يعلم ماذا جرى بعد هذه الحادثة و الدماء التي أريقت فلا الإسلام حل المشكلة ولا القرآن وهؤلاء هم أصحاب الرسول. والآن يتكلم علماء المسلمين عن الديمقراطية التي تتناقض حتى مع القرآن لماذا يكذبون علينا وهل معنا هذا إن الدين يبيح الكذب ليحقق غاياته وإنهم مستندين على الشريعة التي تحلل لهم الكذب. وأريد أن أسألهم هنا سؤال واحد فقط إذا استلم الإسلاميين الحكم ومنعوا الانتخابات من يستطيع أن يجبرهم على إجرائها والآية صريحة في القرآن تقول( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ )؟ وتقولون لنا إن الإسلام والقرآن هو الحل أريد أن اسأل كيف لدين من عند الله يحلل شراء وبيع البشر هؤلاء البشر المتساوون كيف تقولون متساوون وكيف تجعلون عبد وسيد ويحل شرائه وبيعه هذا تناقض واضح. يمكن لشخص عقله صغير يقول لي إنه شجع على عتق العبيد ولاكني أقول إنه حلال هو شرع بيع و شراء الناس فلا يهمني الأمر بعدها . والآن نأتي إلى مؤسسة الزواج التي يقولون لنا إنها مقدسة تعدد الزوجات طبعاً الكل سيرد الآن ممكن لا تنجب الزوجة ممكن مريضة طيب عندي سؤال لا عفواً سؤالين ينقضوا هذا الأمر جملة وتفصيل. واحد: لماذا في الجنة لبعض الرجل سبع حوريات وبعضهم أقل وبعضهم أكثر لا أعلم الأعداد وهل يمرضون في الجنة وهل لا ينجبون أيضاً. أثنين: ما ملكت أيمانكم وهذا يضرب كل مؤسسة الزواج باستطاعتك أن تملك العشرات من النساء فأين مؤسسة الزواج المقدسة . أم أتى الدين ليرضي أصحاب الأموال وزعماء العشائر . إذا كان دين من عند الله فما حاجته إلى الحكم أظن لو أن الله أراد أن يفرض دينه على البشر لخلقهم على هذا الدين ولن يضع حكام يغصبون الناس على دينه. هل من الصعوبة على الله أن يأتي بدين يفهمه كل البشر بدون واسطة وبدون شروح لو قرأنا الفتاوى الآن وكتب الشريعة الإسلامية و التفاسير لرئينا إن الإسلام تفرع إلى أكثر من مئة دين كل دين قائم بنفسه و الأجمل من كل هذا بعض المذاهب الإسلامية كانوا يقولون لنا إنها كافرة لأكثر من ألف عام والآن يخرج علينا من يقول لنا إنهم مسلمون أكثر من ألف عام وهم يكذبون علينا من نصدق. أما عن ما يسمى الإعجاز في القرآن فأتى العلم ليدحض كل هذا وليعلمهم ما كان مقصورا معرفته على الله وحده حسب ما قيل انه إعجاز وهذا مثال بسيط على هذا (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ). أريد أن اسأل لماذا تريدون إلباس الإسلام ثوبا ليس له لقد شرع الإسلام لناس بدو يعيشون في الصحراء لم يعرفوا شيئا من الحضارة وان قلتم انه دين وحكم وتشريع فسوف تسيئون له. انه دين عبادة أما عن الحكم فلن يركب معكم إلا إذا غيرتم كل القران وحكمتم قطيع من الأغنام. لا تتسرعوا وتتهموني بأني أنا الذي أقول إن القرآن لا يصلح لهذا الزمان بل علماء المسلمين ومفكريهم هم الذين يقولون لنا هذا صباحاً ومساء. عندما تسألهم عن هذه الآية أو تلك يقولون لك هذه نسخت وهذه ذهب وقتها ولم يعد المسلمين بحاجة لها وهذه توقف العمل بها أليس هذا قول كل العلماء بدون استثناء ولهذا لا تنسبون لنا ما انتم تفعلوه وتقولوه. وأتحدى كل العلماء المسلمين أن يجمعوا على ماهية الآيات التي سيحكمون بها وماهية الآيات التي توقف العمل بها لكي نعلم ويعلم الناس كيف سيكون هذا الحكم. أم تريدون أن تبقى الأمور مطاطة لكي تقولون لنا أنا لست مع هذا الاجتهاد أو لست مع هذه الفتوى. ولنا حديث بعد فترة عن الحضارة الإسلامية.
#محمد_يسر_سرميني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكام السعودية يدفعون الثمن
-
إن الله أنتصر في بيروت
-
خدام- رفعت- بيانوني
-
صديقي و الحكام والحمير
-
المقاطعة بين الدانمرك و الجزيرة
-
لا للقمة وأحرار سورية في السجون
-
وزراء الإعلام العرب ووثيقة السفاهة والتفاهة
-
هذا كلام طائفي عن سوريا ولبنان
-
إلى أين يا أسامة بن لادن ؟
-
من أجل سوريا وفلسطين رد على الأستاذ زهير سالم
-
المرأة شرف لمن لا شرف لهُ
-
الإسلام بين قتل المرتد و فتح الغرب
-
هل يحتاج حزب الله لحرب أهلية
-
دكتاتور سوريا و الإسلاميين في تركيا و الأكراد
-
عندما يصبح الوطن مزرعة و المواطن عبد
-
المضل العام للإخوان المسلمين في غزة
-
الأخوان و البعث و الأكراد و المسيحييون و الآخرون في سوريا
-
خطباء المساجد وقود المتطرفين
-
الأخوان المسلمون الإعلام الكاذب
-
المشروع الحضاري المسيحي و المشروع الحضاري الإسلامي
المزيد.....
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
-
ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|